السبت، 30 يناير 2016

والرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلِّغ عن الله أمره ونهيه، فلا يُطاع مخلوق طاعة مطلقة إلا هو~ ابن تيمية.


قال الله تعالى:

{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِـحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}


قال شيخ الإسلام :

«والرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلِّغ عن الله أمره ونهيه، فلا يُطاع مخلوق طاعة مطلقة إلا هو، فإذا جُعل الإمام والشيخ كأنَّه إله يُدعى مع مغيبه وبعد موته، ويستغاث به، ويطلب منه الحوائج - والطاعة إنَّما هي لشخص حاضر يأمر بما يُريد وينهى عمَّا يُريد - كان الميت مُشبَّها بالله - تعالى -، والحيُّ مُشبَّها برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرجون عن حقيقة الإسلام الذي أصله شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أنَّ محمداً رسول الله»

(منهاج السنة النبوية 3/490)


وقال رحمه الله:

«.. الإمام الذي شهد له بالنجاة: إمَّا أن يكون هو المطاع في كلِّ شيء وإن نازعه غيره من المؤمنين، وإمَّا هو مطاع فيما يأمر به من طاعة الله ورسوله، وفيما يقوله باجتهاده إذا لم يعلم أنَّ غيره أولى منه، ونحو ذلك فإن كان الإمام هو الأول، فلا إمام لأهل السُّنَّة بهذا الاعتبار إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّه ليس عندهم من يجب أن يُطاع في كلِّ شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يقولون كما قال مجاهد والحاكم ومالك وغيرهم: (كلُّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وهم يشهدون لإمامهم أنَّه خير الخلائق، ويشهدون بأنَّ كل من ائتمَّ به، ففعل ما أمر به وترك كل ما نهى عنه، دخل الجنَّة...

وإن أرادوا بالإمام الإمام المقيَّد، فذاك لا يوجب أهل السُّنَّة طاعته، إن لم يكن ما أمر به موافقاً لأمر الإمام المطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم إذا أطاعوه فيما أمر الله بطاعته فيه، فإنَّما هم مطيعون لله ورسوله..»

(منهاج السنة النبوية 3/503 - 504)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.