الاثنين، 29 أبريل 2019

أهل الحديث أصدق الطوائف




يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:



(كل أحد يعلم أن أهل الحديث أصدق الطوائف، كما قال ابن المبارك : وجدت ((الدين)) لأهل الحديث، و((الكلام)) للمعتزلة، و((الكذب)) للرافضة، و((الحيل)) لأهل الرأي و((سوء الرأي والتدبير)) لَآل أبي فلان)



[مختصر الصواعق المرسلة (357/2)]



وقال ابن القيم أيضا :



(إن أعقل الخلق على الإطلاق الرسل، وأتباعهم بعدهم أعقل الأمم، وأهل الكتاب والشرائع الكبار أعقلهم، وأعقل هؤلاء المسلمون، وأعقل المسلمين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان، وأهل السنة والحديث أعقل الأمة بعدهم على الإطلاق، والبرهان القاطع على هذا أنه قد ظهر على أيدي الرسل من العلم النافع والعمل الصالح ومصالح الدنيا والَآخرة ما لم يظهر مثله ولا قريب منه ولا ماله البتة نسبة بوجه من الوجوه على أيدي غيرهم من العقلاء، ومن تدبر سيرتهم في أنفسهم، وفي خاصتهم، وفي العامة، وصبرهم وزهدهم في الدنيا، ورغبتهم في الله وما عنده، واشتمالهم من الأخلاق على أزكاها، ومن الشيم على أرضاها، وأنهم أصدق الخلق، وأبرهم قلوبا، وأزكاهم نفوسا، وأعظمهم أمانة، وأكرمهم عشرة، وأعفهم ضمائر، وأطهرهم سريرة، لم يشك أنهم أعقل خلق الله على الإطلاق، ولا ريب أن كل من كان إليهم أقرب، كان حظه من العقل أوفر والعلوم والأعمال والسيرة

والدلائل على ذلك)



[الصواعق المرسلة (4541/1)]

الجامع الصغير : الحديث : يأتي القرآن و أهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة و آل عمران



المجلد: الجامع الصغير

رقم الحديث:

الحديث: 13954 - يأتي القرآن و أهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة و آل عمران يأتيان كأنهما غيابتان و بينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلتان من طير صواف يجادلان عن صاحبهما( حم م ت ) عن النواس بن سمعان . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7994 في صحيح الجامع

السلسلة الصحيحة: الحديث: “ يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه .



المجلد: السلسلة الصحيحة

رقم الحديث: 2829

الحديث: “ يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ? أنا الذي كنت أسهر ليلك و أظمئ هواجرك , و إن كل تاجر من وراء تجارته , و أنا لك اليوم من وراء كل تاجر , فيعطى الملك بيمينه و الخلد بشماله و يوضع على رأسه تاج الوقار و يكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا و ما فيها , فيقولان : يا رب ! أنى لنا هذا ? فيقال : بتعليم ولدكما القرآن . و إن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة : اقرأ و ارق في الدرجات و رتل كما كنت ترتل في الدنيا , فإن منزلك عند آخر آية معك “ .

قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 6 / 793 :أخرجه الطبراني في “ الأوسط “ ( 2 / 53 / 1 - 2 / 5894 - بترقيمي ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال : أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال : أخبرنا شريك بن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به . و قال : “ لم يروه عن عبد الله بن عيسى إلا شريك , و لا رواه عن شريك إلا يزيد بن هارون , و يحيى الحماني “ . قلت : و بالحماني أعله الهيثمي , فقال في “ المجمع “ ( 7 / 160 ) : “ رواه الطبراني في “ الأوسط “ , و فيه يحيى بن عبد العزيز الحماني , و هو ضعيف “ . قلت : و فيه نظر من وجهين : الأول : قوله : ابن عبد العزيز , و إنما هو ابن عبد الحميد كما في كتب الرجال , و لعله سبق قلم من المؤلف , أو خطأ من الناسخ . و الآخر : أن الطبراني قد صرح بأن الحماني قد تابعه يزيد بن هارون , و هو ثقة من رجال الشيخين , فإعلال الحديث بالحماني خطأ واضح , و الصواب تضعيفه بشريك , و هو ابن عبد الله القاضي , و هو ضعيف لسوء حفظه . لكن الحديث حسن أو صحيح , لأن له شاهدا من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا بتمامه . أخرجه ابن أبي شيبة في “ المصنف “ ( 10 / 492 - 493 ) و أبو القاسم الأصبهاني في “ الترغيب “ , و غيره ممن كنت ذكرتهم في تخريجي إياه قديما في “ تخريج الطحاوية “ ( ص 126 - الطبعة الرابعة ) و بينت أن فيه بشير بن المهاجر , و هو صدوق لين الحديث كما في “ التقريب “ , و قلت : “ فمثله يحتمل حديثه التحسين , أما التصحيح - كما فعل الحاكم - فهو بعيد “ . و قلدني في ذلك الشيخ شعيب في تعليقه على “ شرح العقيدة الطحاوية “ ( 1 / 94 ) ! و أما في تعليقه على “ شرح السنة “ ( 4 / 454 ) , فأقر المؤلف البغوي على قوله : “ حديث حسن غريب “ ! و كذلك حسن إسناده الحافظ ابن كثير في “ تفسير سورة البقرة “ ( 1 / 33 ) , و تكلم على راويه ( بشير ) بكلام حسن , ثم قال : “ لكن لبعضه شواهد .. “ . قلت : و كلها تدور حول فضيلة سورة البقرة و آل عمران التي جاءت في أول حديث بريدة , و أما سائر الحديث الذي هو في حديث الترجمة , فلم يذكر له أي شاهد و كذلك فعل مخرج أحاديثه صاحبنا الفاضل الشيخ مقبل بن هادي فلم يزد عليه شيئا مع أن الشطر الأخير من الحديث معروف من حديث ابن عمرو عند الترمذي و حسنه , و ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم , و قد سبق تخريجه برقم ( 2240 ) . و الحديث بتمامه له شاهد آخر من رواية يحيى بن أبي كثير بلاغا . أخرجه عبد الرزاق ( 3 / 374 / 6014 ) عن معمر عنه . فهو بلاغ صحيح .

الأربعاء، 24 أبريل 2019

السلسلة الصحيحة : تخريج حديث كتاب الله و عترتي أهل بيتي “ .



المجلد: السلسلة الصحيحة

رقم الحديث: 1761

الحديث: “ يا أيها الناس ! إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا , كتاب الله و عترتي أهل بيتي “ .

قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 4 / 355 : أخرجه الترمذي ( 2 / 308 ) و الطبراني ( 2680 ) عن زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر عن أبيه عن # جابر بن عبد الله # قال : “ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة , و هو على ناقته القصواء يخطب , فسمعته يقول : “ فذكره , و قال : “ حديث حسن غريب من هذا الوجه , و زيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان و غير واحد من أهل العلم “ . قلت : قال أبو حاتم , منكر الحديث , و ذكره ابن حبان في “ الثقات “ . و قال الحافظ : “ ضعيف “ .قلت : لكن الحديث صحيح , فإن له شاهدا من حديث زيد بن أرقم قال : “ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى ( خما ) بين مكة و المدينة , فحمد الله , و أثنى عليه , و وعظ و ذكر , ثم قال : أما بعد , ألا أيها الناس , فإنما أنا بشر , يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب , و أنا تارك فيكم ثقلين , أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور ( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى , و من أخطأه ضل ) , فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب فيه , ثم قال : - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي “ . أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 ) و الطحاوي في “ مشكل الآثار “ ( 4 / 368 ) و أحمد ( 4 / 366 - 367 ) و ابن أبي عاصم في “ السنة “ ( 1550 و 1551 ) و الطبراني ( 5026 ) من طريق يزيد بن حيان التميمي عنه . ثم أخرج أحمد ( 4 / 371 ) و الطبراني ( 5040 ) و الطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال : “ لقيت زيد بن أرقم و هو داخل على المختار أو خارج من عنده , فقلت له : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إني تارك فيكم الثقلين ( كتاب الله و عترتي ) ? قال : نعم “ . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و له طرق أخرى عند الطبراني ( 4969 - 4971 و 4980 - 4982 و 5040 ) و بعضها عند الحاكم ( 3 / 109 و 148 و 533 ) . و صحح هو و الذهبي بعضها . و شاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : “ ( إنى أوشك أن أدعى فأجيب , و ) إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي , الثقلين , أحدهما أكبر من الآخر , كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض , و عترتي أهل بيتي , ألا و إنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض “ . أخرجه أحمد ( 3 / 14 و 17 و 26 و 59 ) و ابن أبي عاصم ( 1553 و 1555 ) و الطبراني ( 2678 - 2679 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 45 ) . و هو إسناد حسن في الشواهد . و له شواهد أخرى من حديث أبي هريرة عند الدارقطني ( ص 529 ) و الحاكم ( 1 / 93 ) و الخطيب في “ الفقيه و المتفقه “ ( 56 / 1 ) . و ابن عباس عند الحاكم و صححه , و وافقه الذهبي . و عمرو بن عوف عند ابن عبد البر في “ جامع بيان العلم “ ( 2 / 24 , 110 ) , و هي و إن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف , فبعضها يقوي بعضا , و خيرها حديث ابن عباس . ثم وجدت له شاهدا قويا من حديث علي مرفوعا به . أخرجه الطحاوي في “ مشكل الآثار ( 2 / 307 ) من طريق أبي عامر العقدي : حدثنا يزيد بن كثير عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي مرفوعا بلفظ : “ ... كتاب الله بأيديكم , و أهل بيتي “ . و رجاله ثقات غير يزيد بن كثير فلم أعرفه , و غالب الظن أنه محرف على الطابع أو الناسخ . و الله أعلم . ثم خطر في البال أنه لعله انقلب على أحدهم , و أن الصواب كثير بن زيد , ثم تأكدت من ذلك بعد أن رجعت إلى كتب الرجال , فوجدتهم ذكروه في شيوخ عامر العقدي , و في الرواة عن محمد بن عمر بن علي , فالحمد لله على توفيقه . ثم ازددت تأكدا حين رأيته على الصواب عند ابن أبي عاصم ( 1558 ) . و شاهد آخر يرويه شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 181 - 189 ) و ابن أبي عاصم ( 1548 - 1549 ) و الطبراني في “ الكبير “ ( 4921 - 4923 ) . و هذا إسناد حسن في الشواهد و المتابعات , و قال الهيثمي في “ المجمع “ ( 1 / 170 ) : “ رواه الطبراني في “ الكبير “ و رجاله ثقات “ ! و قال في موضع آخر ( 9 / 163 ) : “ رواه أحمد , و إسناده جيد “ ! بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد , كتب علي أن أهاجر من دمشق إلى عمان , ثم أن أسافر منها إلى الإمارات العربية , أوائل سنة ( 1402 ) هجرية , فلقيت في ( قطر ) بعض الأساتذة و الدكاترة الطيبين , فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث , فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة , و ذلك من ناحيتين ذكرتهما له : الأولى : أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة , و لذلك قصر تقصيرا فاحشا في تحقيق الكلام عليه , و فاته كثير من الطرق و الأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلا عن الشواهد و المتابعات , كما يبدو لكل ناظر يقابل تخريجه بما خرجته هنا .. الثانية : أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم التي ذكروها في “ مصطلح الحديث “ : أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق , فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح . و كان قد نمى إلى قبل الالتقاء به و اطلاعي على رسالته أن أحد الدكاترة في ( الكويت ) يضعف هذا الحديث , و تأكدت من ذلك حين جاءني خطاب من أحد الإخوة هناك , يستدرك علي إيرادي الحديث في “ صحيح الجامع الصغير “ بالأرقام ( 2453 و 2454 و 2745 و 7754 ) لأن الدكتور المشار إليه قد ضعفه , و أن هذا استغرب مني تصحيحه ! و يرجو الأخ المشار إليه أن أعيد النظر في تحقيق هذا الحديث , و قد فعلت ذلك احتياطيا , فلعله يجد فيه ما يدله على خطأ الدكتور , و خطئه هو في استرواحه و اعتماده عليه , و عدم تنبهه للفرق بين ناشئ في هذا العلم , و متمكن فيه , و هي غفلة أصابت كثيرا من الناس اللذين يتبعون كل من كتب في هذا المجال , و ليست له قدم راسخة فيه . و الله المستعان . و اعلم أيها القارىء الكريم , أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به الشيعة , و يلهجون بذلك كثيرا , حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك , و هم جميعا واهمون في ذلك , و بيانه من وجهين : الأول : أن المراد من الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : “ عترتي “ أكثر مما يريده الشيعة , و لا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به , ألا و هو أن العترة فيهم هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم , و قد جاء ذلك موضحا في بعض طرقه كحديث الترجمة : “ عترتي أهل بيتي “ و أهل بيته في الأصل هم “ نساؤه صلى الله عليه وسلم و فيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعا كما هو صريح قوله تعالى في ( الأحزاب ) : *( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )* بدليل الآية التي قبلها و التي بعدها : *( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا . و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا . و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا )* ,و تخصيص الشيعة ( أهل البيت ) في الآية بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارا لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه , و حديث الكساء و ما في معناه غاية ما فيه توسيع دلالة الآية و دخول علي و أهله فيها كما بينه الحافظ ابن كثير و غيره ,و كذلك حديث “ العترة “ قد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيتهصلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته و علي و أهله . و لذلك قال التوربشتي - كما في “ المرقاة “ ( 5 / 600 ) : “ عترة الرجل : أهل بيته و رهطه الأدنون , و لاستعمالهم “ العترة “ على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : “ أهل بيتي “ ليعلم أنه أراد بذلك نسله و عصابته الأدنين و أزواجه “ . و الوجه الآخر : أن المقصود من “ أهل البيت “ إنما هم العلماء الصالحون منهم و المتمسكون بالكتاب و السنة , قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى : “ ( العترة ) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم على دينه و على التمسك بأمره “ . و ذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفا . ثم استظهر أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده بقوله : “ إن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت و أحواله , فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه و حكمته . و بهذا يصلح أن يكون مقابلا لكتاب الله سبحانه كما قال : *( و يعلمهم الكتاب و الحكمة )* “ . قلت : و مثله قوله تعالى في خطاب أزواجه صلى الله عليه وسلم في آية التطهير المتقدمة : *( و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة )* . فتبين أن المراد بـ ( أهل البيت ) المتمسكين منهم بسنته صلى الله عليه وسلم , فتكون هي المقصود بالذات في الحديث , و لذلك جعلها أحد ( الثقلين ) في حديث زيد بن أرقم المقابل للثقل الأول و هو القرآن , و هو ما يشير إليه قول ابن الأثير في “ النهاية “ : “ سماهما ( ثقلين ) لأن الآخذ بهما ( يعني الكتاب و السنة ) و العمل بهما ثقيل , و يقال لكل خطير نفيس ( ثقل ) , فسماهما ( ثقلين ) إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما “ . قلت : و الحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله : “ فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين ... “ . قال الشيخ القاريء ( 1 / 199 ) : “ فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي , فالإضافة إليهم , إما لعملهم بها , أو لاستنباطهم و اختيارهم إياها “ . إذا عرفت ما تقدم فالحديث شاهد قوي لحديث “ الموطأ “ بلفظ : “ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما , كتاب الله و سنة رسوله “ . و هو في “ المشكاة “ ( 186 ) . و قد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين اليوم في تضعيف حديث الموطأ . و الله المستعان .

السلسلة الصحيحة : تخريج حديث تعلموا القرآن , و سلوا الله به الجنة .



المجلد: السلسلة الصحيحة

رقم الحديث: 258

الحديث: “ تعلموا القرآن , و سلوا الله به الجنة , قبل أن يتعلمه قوم , يسألون به الدنيا , فإن القرآن يتعلمه ثلاثة : رجل يباهي به , و رجل يستأكل به , و رجل يقرأه لله “ .

قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 463 :رواه ابن نصر في “ قيام الليل “ ( ص 74 ) عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم عن “ أبي سعيد الخدري “ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف , من أجل ابن لهيعة , فإنه سييء الحفظ , لكنه لم يتفرد به كما يأتي فالحديث جيد . و أبو الهيثم اسمه سليمان بن عمرو العتواري المصري . و الحديث عزاه الحافظ في “ الفتح “ ( 9 / 82 ) لأبي عبيد في “ فضائل القرآن “ عن أبي سعيد و صححه الحاكم , و أقره الحافظ عليه , و لم أجده الآن في “ المستدرك “ , و لعله من غير طريق ابن لهيعة . و له طريق أخرى عند البخاري في “ خلق أفعال العباد “ ( ص 96 ) و الحاكم ( 4 / 547 ) و أحمد ( 3 / 38 39 ) و ابن أبي حاتم كما “ في تفسير ابن كثير “ ( 3 / 128 ) عن بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “ يخلف قوم من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا , ثم يكون قوم يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم , و يقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن و منافق و فاجر قال بشير : فقلت للوليد : ما هؤلاء الثلاثة ? قال : المنافق كافر به , و الفاجر يتأكل به , و المؤمن يؤمن به “ . و قال الحاكم : “ صحيح الإسناد “ , و وافقه الذهبي . قلت : و رجاله ثقات غير أن الوليد هذا لم يوثقه غير ابن حبان و العجلي , لكن روى عنه جماعة , و قال الحافظ في “ التقريب “ : “ مقبول “ , فحديثه يحتمل التحسين , و هو على كل حال شاهد صالح . و للحديث شواهد أخرى تؤيد صحته عن جماعة من الصحابة لابد من ذكرها إن شاء الله تعالى .

تفسير قوله تعالى : ""إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم "" ابن باز رحمه الله


سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

السؤال:

ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ؟

الجواب:



الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقا قال سبحانه: وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ[ ]، وقد يمهلهم سبحانه ويملي لهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة كما قال سبحانه: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ[ ] يعني آيسون من كل خير، نعوذ بالله من عذاب الله ونقمته، وقد يؤجلون إلى يوم القيامة فيكون عذابهم أشد كما قال سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[ ] والمعنى أنهم يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، فيكون ذلك أعظم في العقوبة وأشد نقمة. وقد يكونون في شر وبلاء ومعاصي ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه ويندمون ويستقيمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس وفرقة، ومن شدة وفقر إلى رخاء ونعمة، واجتماع كلمة وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطيبة وتوبتهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الآية الأخرى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[ ] فهذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد يمهلون كما تقدم والعكس كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله غيَّر الله حالهم من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير.



مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

مـــن بـــدع الدفـــن - العلامة ابن باز.



 قــــال العلامـــــة عبـــــدالعزيز بــــن بـــــاز - رحمـــه الله - :



” لا تشرع قراءة سورة (يس) ولا غيرها من القرآن على القبر بعد الدفن ولا عند الدفن، ولا تشرع القراءة في القبور؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا خلفاؤه الراشدون، كما لا يشرع الأذان ولا الإقامة في القبر، بل كل ذلك بدعة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » خرجه الإمام مسلم في صحيحه.



وهكذا لا يشرع غرس الشجر على القبور، لا الصبار ولا غيره، ولا زرعها بشعير أو حنطة أو غير ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في القبور ولا خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم.



أما ما فعله مع القبرين اللذين أطلعه الله على عذابهما من غرس الجريدة فهذا خاص به صلى الله عليه وسلم وبالقبرين؛ لأنه لم يفعل ذلك مع غيرهما، وليس للمسلمين أن يحدثوا شيئا من القربات لم يشرعه الله؛ للحديث المذكور، ولقول الله سبحانه: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [1] الآية، وبالله التوفيق.”اهـ




[1] سورة الشورى الآية 21.
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة / المجلد الثالث عشر ]

قصة غيرة زوج على زوجته يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.






تقدمت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة ٢٨٦هـ؛ فادعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج، فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك.
قال: أحضرتهم.
فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة؛ ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟
قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي سافرة الوجه؛ لتصح عندهم معرفتها (وذلك للحاجة).
قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.

 تاريخ بغداد ١٥/ ٥٣ للخطيب البغدادي

السبت، 6 أبريل 2019

شكوى الإمام الحافظ العيني من المرأة المصرية



**

*الجزء الأول*

قال في " شرح أبي داود " ( 4/ 479 ) عند حديث أم عطية أم عطيةَ قالت: أَمَرنا رسول الله- عليه السلام- أن نُخْرِجَ ذَوَاتَ الخُدُورِ يَومَ العيد. قيل: فالحيضُ؟ قالَ: " ليَشْهَدْنَ الخيرَ ودَعوةَ المسلمين". قال: فقاَلتَ امرأة: يا رسولَ الله، إِنْ لم يَكُن لإحداهن ثوب كيف تَصنعُ؟ قال: "تُلبِسُها صَاحبتها طائفةً من ثَوِبهَا ".
" هذا كان في ذلك الزمان لأمنهن عن المفسدة، " بخلاف اليوم، ولهذا صح عن عائشة: "لو رأى رسول الله ما أحدث النساء لمنعهن المساجد، كما مُنِعَت نساءُ بني إسرائيل
*" فإذا كان الأمر قد تغير في زمن عائشة حتى قالت هذا القول، فماذا يكون اليوم الذي ظهر فيه الفساد في الصغير والكبير، والبر والبحر؟!* وقال القاضي: واختلف السلف في خروجهن للعيدين، فرأى ذلك جماعة حَقا عليهن، منهم: أبو بكر، وعلى، وابن عمر، وغيرهم. ومنهم من منعهن ذلك، منهم: عروة، والقاسم، ويحي الأنصاري، ومالك، وأبو يوسف. وأجازه أبو حنيفة مرة ومنعه أخرى".
*قلت: الفتوى على المنع، وأن خروجهن حرام، ولا سيما في الديار المصرية ".*

وقال في ( 3/ 54 ) عند قول عائشة رضي الله عنها : " لو أدرك رسولُ الله ما أحدثَ النساءُ بَغدَهُ لمَنَعَهُن المسجدَ كما مُنعَه نساءُ بني إسْرائيلَ. قالَ يحي: فقلتُ لعَمرةَ: أمُنِعَه نِساءُ بني إسرائيلَ؟ قالَتْ: نعم".
*" قلت: لو شاهدت عائشة- رضي الله عنها- ما أحدث نساء هذا الزمان من أنوع البدع والمنكرات، لكانت أشد إنكاراً، ولا سيما نساء مصْر، فإنهن أحدثن من البدع ما لا يُوصفُ*
*منها : الشاشاتُ على رءوسهن كأسنمة البُخت، ومنها: القمصان بأكمام واسعة مفرطة، وربما طرق سمْعي من أهل مصر أن واحدة منهن، كانت تفصل قميصا من قريب مائة ذراع من الحرير الملون، ومنها: مشيُهن في الأسواق في ثياب فاخرة، وأنواع طيب فاتحة، مكشوفات الوجوه، مائلات متبخترات*
*ومنها: ركوبهن على الحمير الفُره، وجريُهن بين الرجال وأكمامهن سابلة من الجانبين*
*ومنها: ركوبهن على مراكب في نيل مصر وخلجانها مختلطات بالرجال، وبعضهن يغنينَ بأصوات عالية مُطرِبة*
*ومنها: غلبتهن على الرجال، وقهرهن إياهم وحكمهن عليهم (*)
*ومنها: نساء يَبعن المنكرات بالأجهار، ويُخالطن بالرجال فيها* *ومنها: صنف قوادات يفسدن الرجال والنساء*
*ومنها: صنف بَغايَا قاعدات مترصدات للفساد، ومنه صنف سوارقُ من الدور والحمامات*
*ومنها: صنف سَواحرُ يَسحرنَ ويَنفثن في العُقَدِ*
*ومنها: بياعات في الأسواق يتعايطن بالرجال*
*ومنها: صنف نوائحُ يَنحن على المؤتى بالأجْرة*
*ومنها: صنف دقاقات ولطامات، يدققن صدورهن، و َيلطمن خُدودهن وراء الموتى بالأجرة*
*ومنها: صنفٌ مغنيات يغنين بأنواع الملاهي بالأجرة للرجال والنساء*
*ومنها: صنف خطابات، يَخطُبن للرجال نِساءَ لها أزواج، توقع بينهن وبين أزواجهن فتنة حتى يُطلقن منهم وغير ذلك من الأصناف الكثيرة الخارجة عن قواعد الشريعة. فانظر إلى ما قالت عائشة من قولها: " لو أدرك رسولُ الله ما أحدث النساء "، وليس بين هذا القول وبن وفاة النبي - عليه السلام- إلا مدة يَسيرة لطيفة؛ على أنهن ما أحدثن عُشَر معشار ما أحدثت نساء هذا الزمان، ولو كانت هذه النساء في ذلك الزمان لمُنعِن الحياةَ فضلاَ عن أن يمنعن المسجد ونحوه".*

وقال في ( 4/ 488 ) عند حديث ابن عباس أنه شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج يو فطر فصلى، ثم خطب، ثم أتى النساء، ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلن يلقين".
" قوله: "يُلقين " أي: الصدقة في ثوب بلال، وفيه من الاستحباب: للإمام أن يأتيهن بعد الفراغ من خطبة العيد، ويعظهن ويذكرهن إذا لم يترتب عليه مفسدة.
*قلت: بعيد في هذا الزمان عدم ترتب الفساد، لعموم الفتنة والفساد، وقلة الخير في النساء، ولا سيما في نساء مصر".*

وقال في " عمدة القاري " ( 2/ 172 ) عند قول أم سلمة رضي الله عنها: اسْتَيْقَظَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: (سُبْحانَ اللَّهِ {ماذَا أنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتن} وماذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِن {أَيْقَظُوا صَوَاحِبَ الحُجَرِ، فَرُبَّ كاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ).
" قَوْله: (فَرب كاسية) ... وَالْمرَاد: إِمَّا اللَّاتِي تلبس رَقِيق الثِّيَاب الَّتِي لَا تمنع من إِدْرَاك الْبشرَة معاقبات فِي الْآخِرَة بفضيحة التعري، وَإِمَّا اللابسات للثياب الرقيقة النفيسة عاريات من الْحَسَنَات فِي الْآخِرَة، فندبهن على الصَّدَقَة وحضهن على ترك السَّرف فِي الدُّنْيَا، يَأْخُذن مِنْهَا أقل الْكِفَايَة ويتصدقن بِمَا سوى ذَلِك، *وَهَذِه الْبلوى عَامَّة فِي هَذَا الزَّمَان لَا سِيمَا فِي نسَاء مصر، فَإِن الْوَاحِدَة مِنْهُنَّ تتغالى فِي ثمن قَمِيص إِمَّا من عِنْدهَا أَو بتكليفها زَوجهَا حَتَّى تفصل قَمِيصًا بأكمام هائلة وذيل سابلة جدا، منجرة وَرَاءَهَا أَكثر من ذراعين، وكل كم من كميها يصلح أَن يكون قَمِيصًا معتدلاً، وَمَعَ هَذَا إِذا مشت يرى مِنْهَا أَكثر بدنهَا من نفس كمها، فَلَا شكّ أَنَّهُنَّ مِمَّن يدخلن فِي هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ من جملَة معجزات النَّبِي، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، حَيْثُ أخبر بذلك قبل وُقُوعه، لما علم باطلاع الله تَعَالَى إِيَّاه أَن مثل هَذَا سيقع فِي أمته من فتح الخزائن وَكَثْرَة الْأَمْوَال المؤدية إِلَى مثل هَذِه الجريمة* وَغَيرهَا، وَلَكِن لما أَمر النَّبِي، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، بإيقاظ نِسَائِهِ خص تذكيره ووعظه لَهُنَّ بِهَذَا الْوَصْف تحذيرا لَهُنَّ عَن مُبَاشرَة الْإِسْرَاف الْمنْهِي عَنهُ، وَلِأَنَّهُ من الْأُمُور المؤدية إِلَى فَسَاد عَظِيم على مَا لَا يخفى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( *) قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في " البداية والنهاية " ( 2/ 118 ) :
" {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137] أَيْ: أَهْلَكَ ذَلِكَ جَمِيعَهُ، وَسَلَبَهُمْ عِزَّهُمُ الْعَزِيزَ الْعَرِيضَ فِي الدُّنْيَا، وَهَلَكَ الْمَلِكُ وَحَاشِيَتُهُ، وَأُمَرَاؤُهُ، وَجُنُودُهُ، وَلَمْ يَبْقَ بِبَلَدِ مِصْرَ سِوَى الْعَامَّةِ وَالرَّعَايَا. فَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، فِي " تَارِيخِ مِصْرَ "، *أَنَّهُ مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ تَسَلَّطَ نِسَاءُ مِصْرَ عَلَى رِجَالِهَا; بِسَبَبِ أَنَّ نِسَاءَ الْأُمَرَاءِ وَالْكُبَرَاءِ تَزَوَّجْنَ بِمَنْ دُونَهُنَّ مِنَ الْعَامَّةِ فَكَانَتْ لَهُنَّ السَّطْوَةُ عَلَيْهِمْ وَاسْتَمَرَّتْ هَذِهِ سُنَّةَ نِسَاءِ مِصْرَ إِلَى يَوْمِكَ هَذَا".*
*قلت : نشرت جريد " الوفد " الصادرة يوم الأربعاء 20 ديسمبر 2017 تحت عنوان : " المركز القومي للبحوث :*

*المرأة المصرية الأولى عالميا في الاعتداء على الزوج*
*قال مقيده صلاح الزياني غفر الله له : سأعلق إن شاء الله على كلام الحافظ العيني في الجزء الثاني من هذه الرسالة.*

الجمعة، 5 أبريل 2019

فائدة نفيسة - الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: 

إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب، وأنت لم تنتج شيئا مفيداً، ولا نافعاً، ولم تجد بركةً في الوقت.. فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى: 

{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} 

أي: انفرط عليه وصار مشتتاً لا بركة فيه. 

وليُعلم أن البعض قد يذكر الله لكن يذكره بقلب غافل، لذا قد لا ينتفع، 

وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنْزَع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطا عليه ، تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله". 



تفسير سورة الكهف للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله. 

أسأل الله أن يبشركم بما يسركم.. 

ويكف عنكم مايضركم.. 

ويثبت يقينكم ويرزقكم حلالا يكفيكم.. 

ويبعد عنكم كل شئ يؤذيكم.. 

ويستركم فوق الأرض 

ويرحمكم تحت الأرض ويغفرلكم ولوالديكم يوم العرض.. 

(محبكم الشيخ السيد عطيه) 

موعظةٌ عن القرآنِ الكريم، للعلاّمة العثيمين -رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

موعظةٌ بليغةٌ من العلاّمةِ العثيمين -رحمهُ اللهُ تعالى- عن القرآن ِالكريمِ؛ عملاً وتلاوةً وحفظًا:



"عباد الله! هذا كتاب الله يُتْلَى بين أيديكم ويُسمع! وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعًا يتصدّع!

ومع هذا؛ فلا أذن تسمع! ولا عين تدمع! ولا قلب يخشع! ولا امتثال للقرآن فيُرْجَى به أن يَشْفَع!

قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع!

وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع!

كم تُتْلَى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة،!

وكم يتوالى علينا (شهر رمضان) وحالنا فيه كحال أهل الشقوة!

لا الشباب منا ينتهي عن الصبوة!

ولا الشيخ ينتهي عن القبيح فيلحق بأهل الصفوة!

أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة؟!

وإذا تُلِيَتْ عليهم آياته وجلت قلوبهم وجَلتْها جَلْوَة؟!

أولئك قوم أنعم الله عليهم فعرفوا حقه فاختاروا الصفوة!

قال ابن مسعود رضي الله عنه:

"ينبغي لقارئ القرآن أن يُعْرَف بليله إذ الناس ينامون , وبنهاره إذ الناس يُفْطِرون ,

وببكائه إذ الناس يضحكون, وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون!! وبخشوعه إذ الناس يختالون, وبحزنه إذ الناس يفرحون"!

يا نفس فاز الصالحون بالتقى ... وأبصروا الحق وقلبي قد عَمِي!

يا حسنهـــم والليل قد أَجَنَّهُمْ .... ونــــورهم يفوق نــــــــور الأنجمِ!

تَرَنَّمُوا بالــــــذكر في ليلــــــــــــهمُ ..... فعيشهم قد طـــــــــــاب بالـــــــــتَّرَنُّمِ!

قلوبهم للذِّكر قـــــــــد تفَرَّغَــتْ .... دموعـــــــــهم كلــــــــؤلــــــــــؤ مـــــــنتظمِ!

أسحارهم بنورهم قد أشرقت ... وخِلَعُ الغفــــــــــــران خير القِسَمِ

قد حفظوا صيامهم من لغوهم ... وخشعوا في الليل في ذكرهِمِ

ويحكِ يا نفس ألا تَيَقَّظِـــــــــي؟! .... للنفع قبل أن تَزِلَّ قـــــــــــدمي!

مضى الزمان في تَوَانٍ وهَـــــوًى ... فاستدركي ما قد بَقِي واغتنمي

إخواني!

احفظوا القرآن قبل فوات الإمكان!

وحافظوا على حدوده من التفريط والعصيان!

واعلموا أنه شاهد لكم أو عليكم عند الملك الديان!

ليس مِنْ شكر نعمة الله بإنزاله أن نتخذه وراءنا ظهريًّا!

وليس من تعظيم حرمات الله أن تُتخذ أحكامه سخريًّا:

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}

{يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}

{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: 27 - 31] .

اللهم ارزقنا تلاوة كتابك حق التلاوة، واجعلنا ممن نال به الفلاح والسعادة، اللهم ارزقنا إقامة لفظه ومعناه،

وحفظ حدوده ورعاية حرمته، اللهم اجعلنا من الراسخين في العلم، المؤمنين بمحكمه ومتشابهه، تصديقًا بأخباره وتنفيذًا لأحكامه،

واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين" ا.هـ

،،،

من: مجموع فتاوى ورسائل العثيمين -رحمه الله-

(20/272)


الثلاثاء، 2 أبريل 2019

التمكين والنصر يأتي مع المؤمنين.



الشيخ الشعراوي يقول:
لما كنت في سان فرانسيسكو سألني احد المستشرقين
- هل كل ما في قرآنكم صحيح ؟!
فاجبت بالتأكيد نعم
- فسألني :
لماذا إذاً للكافرين عليكم سبيلا ؟!
رغم قوله تعالى :
" ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "

فأجبته:
لأننا مسلمين ولسنا مؤمنين !!

• فما الفرق بين
المؤمنين والمسلمين ؟

رد الشيخ الشعراوي: المسلمون اليوم يؤدون جميع شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم رمضان .. الخ من العبادات ،
ولكن هم في شقاءٍ تام !!
- شقاء علمي واقتصادي واجتماعي وعسكري .. الخ ، فلماذا هذا الشقاء ؟

• جاء في القرآن الكريم :
' قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ' الحجرات ١٤

سألني اذا لماذا هم في شقاء ؟

أوضح ذلك القرآن الكريم ،
لأن المسلمين لم يرتقوا إلى مرحلة الايمان ليكونوا مؤمنين. فلنتدبرمايلي :

• لو كانوا مؤمنين حقاً لنصرهم الله ،
بدليل قوله تعالى :
' وكان حقاً علينا نصر المؤمنين 'الروم ٤٧

• لو كانوا مؤمنين لأصبحوا أكثر شأناً بين الأمم والشعوب ، بدليل قوله تعالى :
' ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ' آل عمران ١٣٩

• لو كانوا مؤمنين ، لما جعل الله عليهم أي سيطرةً من الآخرين ، بدليل قوله تعالى :
' ولن يجعل الله للكافرين
على المؤمنين سبيلا ' النساء ١٤١

• ولو كانوا مؤمنين لما تركهم الله على هذه الحالة المزرية ، بدليل قوله تعالى :
' وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ' آل عمران ١٧٩

• ولو كانوا مؤمنين لكان الله معهم في كل المواقف ، بدليل قوله تعالى :
' وأن الله مع المؤمنين ' الأنفال ١٩

• ولكنهم بقوا في مرحلة المسلمين ولم يرتقوا إلى مرحلة المؤمنين ، قال تعالى :
' وما كان أكثرهم مؤمنين '

• فمن هم المؤمنون ؟
الجواب من القرآن الكريم هم :
' التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله
وبشّّر المؤمنين ' التوبه ١١٢

• نلاحظ أنّ الله تعالى ربط موضوع النصر والغلبة والسيطرة ورقي الحال بالمؤمنين وليس بالمسلمين !

الاثنين، 1 أبريل 2019

بيان رابطة علماء المسلمين حول التلفيق بين الأذان والترانيم النصرانية الكفرية بالمغرب.



بيان رقم (120)
الاحد 24 / رجب / 1440هـ

 #عاجل

بيان حول التلفيق بين الأذان وشعائر الكفر في حفل استقبال البابا بالمغرب

https://bit.ly/2CMKnGu

#رابطة_علماء_المسلمين #النصرانية_تعادي_الإسلام #الإسلام_دين_الله

بيان حول التلفيق بين الأذان وشعائر الكفر في حفل استقبال البابا بالمغرب

الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
أما بعد:

إن ما جرى في حفل استقبال بابا الفاتيكان بمعهد الأئمة بالمغرب من التلفيق بين الأذان الذي هو شعار الإسلام ودثاره، وعنوان التوحيد وبيانه؛ مع قُدَّاسِ النصارى وترانيم اليهود القائمة على معاني الشرك والوثنية؛ لمنكر من القول وزور؛ لا يجوز السكوت عليه من قبل أهل العلم أو إقراره .

ونحن في رابطة علماء المسلمين نوضح الحقائق الآتية:

أولاً: إن ذلكم الذي وقع من التلفيق بين الأذان وشعائر الكفر، ومثله الدعوة الى إقامة الصلوات المشتركة في أماكن العبادة لمختلف الأديان؛ سواءً بابتداع صلاة يشترك فيها الجميع، أو بأن يصلي كل واحد صلاة الآخر وغيرها من الشعائر التعبديّة؛ لأمر محرمٌ شرعاً، بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع؛ بل هو تكذيب للقرآن والسنة في بطلان تلك الأديان، وحصرِ الحق والنجاة في الآخرة في (الإسلام). يقول تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]. ويقول تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [آل عمران: 19]. والتكبير مع شهادة لا إله إلا الله المنطوقان في كلمات الأذان ليقتضيان الكفر بما يناقضها من ادعاء البنوة لله والإشراك به في عبادته، أو الكفر برسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم وعدم الإقرار به؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل).

ثانياً: يعد هذا الحدث الخطير ضرباً لثوابت الأمة في دينها وعقيدتها، بخلاف ما يظنه بعضهم أنه من قبيل نشر ثقافة التسامح والتقارب بين الأديان. ولا يعد هذا من حوار أهل الكتاب الذي أمِرْنا به لأن الأصل الشرعي في الحوار مع أهل الأديان هو الدعوةُ إلى الله وبيانُ الحق وردُ الباطل بالأدلة الصحيحة.
وخير من حاورهم هو قدوتنا ومعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي امتثل أمر ربه في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شيئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
ولو اشتغل المسلمون وحكامهم بدعوة النصارى وغيرهم إلى دين الإسلام، وإقامة الحجة والحوار البَنَّاءِ الذي يوضح العقائد الصحيحة لأنتجوا فائدة عظيمة؛ لكن الاشتغال بهذه التلفيقات والخزعبلات، والرفع لما وضعه الله، والتنزيل لما رفعه الله تعالى؛ أضاع علينا فرصة ثمينة للدعوة إلى الله تعالى والحوار القائم على منهج النبوة.

ثالثاً: ندعو المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف بالمغرب إلى تحمل مسؤوليتهم في بيان الحق ودعوة الخلق .

والله الهادي، وهو من وراء القصد .

بيان صادر عن
الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الأحد 24 / رجب / 1440 هـ
الموافق 31 / 3 / 2019م

نقط الإختلاف بين الأستاذ النظامي والذي فرض عليه التعاقد.

نقط الاختلاف بين الأستاذ إطار الأكاديمية والأستاذ النظامي:
باعتباري أشرف على تدريس مجزوءة "التشريع المدرسي وأخلاقيات المهنة" لأطر الأكاديمية بوجدة، أعرض عليكم بعض نقط الاختلاف بين الأستاذ إطار الأكاديمية والأستاذ النظامي:
1- أستاذ الأكاديمية يجمع بين أستاذين تحت مسمى "أستاذ الثانوي"، ويشتغل في مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، عكس الأستاذ النظامي الذي يستفيد من إطارين: أستاذ التعليم الثانوي الإعدادي أو أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي
2- أستاذ الأكاديمية الذي يشتغل في الثانوي التأهيلي لا يستفيد من الترقية خارج السلم، عكس أستاذ الثانوي التأهيلي النظامي
3- أستاذ الأكاديمية لا يشارك في الحركة الانتقالية الوطنية ولا يمكنه الانتقال خارج الجهة عكس الأستاذ النظامي
4- أستاذ الأكاديمية تمثله لجنة الأطر في الأكاديمية أما الأستاذ النظامي فتمثله اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء، بمعنى وجود تفرقة في التمثيل
5- في مسألة التأديب هناك اختلاف في العقوبات ودرجاتها بين أستاذ الأكاديمية والأستاذ النظامي
6- في التوقيف الاحترازي عن العمل بسبب ارتكاب هفوة مهنية خطيرة هناك اختلاف في تطبيق المسطرة التأديبية
7- في تطبيق عقوبة مغادرة مقر العمل بدون عذر مشروع هناك اختلاف في الضمانات..
8- عدم استفادة أستاذ الأكاديمية من الحق في الإلحاق عكس الأستاذ النظامي
9-عدم استفادة أستاذ الأكاديمية من الحق في الاستيداع عكس الأستاذ النظامي
10-عدم استفادة أستاذ الأكاديمية من الحق في الوضع رهن الإشارة، عكس الأستاذ النظامي..
11- خضوع أستاذ الأكاديمية للنظام الجماعي لمنع رواتب التقاعد (صندوق تقاعد بخيل)، في حين يخضع زميله الأستاذ النظامي للصندوق المغربي للتقاعد (صندوق تقاعد سخي)
12- خضوع أستاذ الأكاديمية للسلطة الرئاسية لمدير الأكاديمية (سلطة ضعيفة قليلة الضمانات)، أما الأستاذ النظامي فيخضع للسلطة الرئاسية لوزير التربية الوطنية (سلطة قوية ذات ضمانات كثيرة)
13- النظام الأساسي لأطر الأكاديمية مؤطر بقرار لمدير الأكاديمية (ضعيف من ناحية تراتبية النصوص التشريعية)، أما النظام الأساسي لموظفي وزارة تدالتربية الوطنية فهو مؤطر بمرسوم لرئيس الحكومة (قوي من ناحية تراتبية النصوص التشريعية)..
هذه فقط بعض الاختلافات، وإلا فهناك المزيد من مظاهر خرق مبدأ المساواة بين أستاذين ينتميان لنفس الوزارة ويقومان بنفس المهام..
د. محمد الجناتي

منكر رفع الأذان مع الموسيقى في مركز تكوين الأئمة.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؛

في حدث غريب وعجيب ما وقع بالأمس من " رفع الأذان مع الموسيقى " أمر لا يصدق حقا حتى يراه المرء بأم عينيه ؛ واأسفاه يجري هذا في بلاد المسلمين ؟؟ وفي مركز " تكوين الأئمة " بالرباط ، عند حضور كبير النصارى الصليبي الكافر ؛ وكم يتقطع القلب وجعا على ما حصل بالأمس " أذان مع موسيقى " ، قال الامام القرطبي في تفسير قوله سبحانه: "وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا" أن رجلا من النصارى وكان بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله قال: حرق الكاذب ، فسقطت في بيته شرارة من نار وهو نائم فتعلقت بالبيت فأحرقت البيت والكافر فكانت عبرة للخلق " والبلاء موكل بالمنطق " وقد كانوا يمهلون مع النبي صلى الله عليه الله عليه وسلم حتى يستفتحوا فلا يؤخروا بعد ذلك " فاللهم غفرانك ، وإن من أسباب سقوط الأمم والدول عدم تعظيم شعائر الدين. فاللهم سلم سلم.

دهاء أبو بكر الباقلاني رحمه الله.



دهاء أبو بكر الباقلاني رحمه الله

كان أبو بكر الباقلاني -رحمه الله تعالى- من كبار علماء عصره، فاختاره ملك العراق وأرسله في عام ٣٧١ للهجرة لمناظرة النصارى في القسطنطينية. عندما سمع ملك الروم بقدوم أبي بكر الباقلاني أمر حاشيته أن يُقَصّروا من طول الباب بحيث يضطر الباقلاني عند الدخول إلى خفض رأسه وجسده كهيئة الركوع فيذلّ أمام ملك الروم وحاشيته. لما حضر الباقلاني عرف الحيلة فأدار جسمه إلى الخلف وركع ثم دخل من الباب وهو يمشي للوراء جاعلاً قفاه لملك الروم بدلاً من وجهه ! هنا علم الملك أنه أمام داهية ! دخل الباقلاني فحياهم ولم يسلم عليهم (لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابتداء أهل الكتاب بالتسليم) ثم التفت إلى الراهب الأكبر وقال له : "كيف حالكم وكيف الأهل والأولاد؟" غضب ملك الروم وقال: "ألم تعلم بأن رهباننا لا يتزوّجون ولا ينجبون الأطفال؟" فقال أبو بكر: الله أكبر! تُنَزّهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب ثم تتهمون ربكم بأنه تزوج مريم وأنجب عيسى؟"
فزاد غضب الملك! ثم قال الملك -بكل وقاحة -: "فما قولك فيما فعلت عائشة؟ " قال أبو بكر: " إن كانت عائشة رضي الله عنها قد أتهمت (اتهمها المنافقون والرافضة) فإن مريم قد أتهمت أيضا (اتهمها اليهود)، وكلاهما طاهرة، ولكن عائشة تزوجت ولم تنجب، أمّا مريم فقد أنجبت بلا زواج ! فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة وحاشاهما رضي الله عنهما؟" فجن جنون الملك,
قال الملك: "هل كان نبيكم يغزو؟!"
قال أبو بكر: "نعم"
قال الملك: "فهل كان يقاتل في المقدمة؟!"
قال أبو بكر: "نعم"
قال الملك: "فهل كان ينتصر؟!"
قال أبو بكر: "نعم"
قال الملك: "فهل كان يُهزَم؟!"
قال أبو بكر: "نعم"
قال الملك: "عجيب ! نبيٌّ ويُهزّم؟"
فقال أبو بكر: "أإله ويُصلَب؟"

فَبُهِتَ الذي كفر!!
_________________________

تاريخ بغداد (٣٧٩/٥) للخطيب البغدادي طبعة الكتب العلمية.