الجمعة، 31 يناير 2014

أهتمام طالب العلم بإفشاء السلام~ الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة رب العالمين.

...ومن المهم لطالب العلم أن يعتني بإفشاء السلام، وهذه الخصلة مع الأسف الشديد مفقودة عند كثيرٍ من طلاب العلم، فتجده يمر بأخٍ من زملائه أو غيرهم فلا يسلم، وهذه آفة عظيمة؛ لأن السلام شعار اللقاء بين المسلمين، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا لقيته فسلم عليه) وقال صلى الله عليه وسلم: (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

والعجب أنه لا يخفى على طلاب العلم أن إفشاء السلام من السنة، وأن فيه أجراً إذا قلت: السلام عليكم، فعشر حسنات، ورحمة الله عشرون، وبركاته ثلاثون، ومع ذلك نرى كثيراً من طلبة العلم يتلاقون فلا يسلم بعضهم على بعض، سواءٌ كان أصغر منه أو أكبر منه، وهذه آفة يجب على طلبة العلم أن يقضوا عليها، وليعلم طالب العلم أن الناس ينظرون إليه نظرة تقليد، ونظرة عتاب، أما نظرة التقليد: فإنهم يقلدون طالب العلم فيما يقول ويفعل ويترك.

وأما العتاب: فإنهم يعتبون على طالب العلم إذا ترك ما ينبغي فعله، أو فعل ما ينبغي تركه، وربما تكون الحسنة من طالب العلم حسنات؛ لأن الناس يعظمونه بها، ويتخذونه إماماً، وربما تكون السيئة سيئات؛ لأن الناس يعتبون عليه، وينفرون منه، ويحرم من فائدة العلم. فعليك يا أخي طالب العلم! أن تتقي الله عز وجل، وأن تتأدب بآداب العلم، وأن تحرص على نشر العلم ما استطعت، وأن تدعو إلى الله على بصيرة، والله يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.

النهي عن طوي الثياب في الصلاة~ (كفت الثياب في الصلاة).

بسم الله الرحمن الرحيم
النهى عن كفت الثياب في الصلاة

الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على من اصطفي...اما بعد:
فقد كثر السؤال في مسألة كفت الثياب في الصلاة , ورأى البعض أن الكفت هو كل جمع للثياب سواء كان ثابتا لايتغير أو كان متغيرا بحيث يجمع ثم يسترسل ثم يجمع مرة أخرى ثم يسترسل وهكذا , ورأى البعض أن الكفت إنما هو جمع الثوب المتغير فقط , واختلفوا أيضا في هل الكفت المنهى عنه يكون قبل الصلاة وأثناء أدائها أم أن المنهى عنه يكون أثناء الصلاة بمعنى جمع الثياب ومنعها من الإسترسال حال الركوع والسجود , ولبيان ذلك أقول وبالله تعالى السداد والتوفيق:
* لقد جاء في النهى عن كف أو كفت الثياب في الصلاة نصوص كثيرة منها:عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:"َ أُمِرْنَا أَنْ نَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وَلَا نَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعَرًا" ..[خ..ك..الأذان..810]
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ"..[خ..ك..الأذان..812]
وأخرى أيضا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وَلَا يَكُفَّ ثَوْبَهُ وَلَا شَعَرَهُ"..[خ..ك..الأذان..815]
وأخرى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ وَنُهِيَ أَنْ يَكْفِتَ الشَّعْرَ وَالثِّيَابَ"...وفي رواية" وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَلَا الشَّعْرَ"...وفي رواية" وَلَا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلَا الثِّيَابَ"....[م..ك..الصلاة..490]
أولا : معنى كفت الثياب في اللغة:* في لسان العرب:..كفت
وكَفَتُّ الشيءَ أَكْفِتُه كَفْتاً إِذا ضَمَمْته إِلى نفسك. وفي الحديث: نُهِينا أَن نَكْفِتَ الثِّيابَ في الصلاة أَي نَضُمَّها ونَجْمَعَها من الانتشار، يريد جمعَ الثَّوْب باليدين، عند الركوع والسجود.
ثانيا : معنى ما جاء في الأحاديث:*في النهاية في غريب الحديث:..حرف الكاف مع الفاء....كفت:
ومنه الحديث (نُهِينا أن نَكْفِتَ الثَّيابَ في الصلاة) أي نَضُمّها ونَجْمَعها، من الانْتِشار، يُريد جَمْع الثَّوب باليَدَين عند الرُّكوع والسُّجود...{ ملحوظة: زيادة "في الصلاة" التى أوردها صاحب النهاية لاأعرف لها أصل ولو ثبتت لانفض الاشكال والله اعلم }
وفيه (أُمِرْت ألاّ أكُفَّ شَعْراً وَلاَ ثَوباً) يَعْني في الصلاة.
يَحْتَمل أن يكون بمَعْنى المَنْع: أي لا أمْنَعُهما من الاسْتِرْسال حالَ السُّجود لِيَقَعَا على الأرض.
ويحتمل أن يكون بمعنى الجَمْع: أي لا يَجْمَعُهما وَيَضُمُّهما.
* وفي تحفة الاحوذى:عنْ ابنِ عباسٍ قال: "أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أنْ يَسْجُدَ على سبعةِ أعظم ولا يَكُفّ شَعْرَهُ وَلاَ ثِيَابَهُ".
قوله: (ولا يكف) أي لا يضم ولا يجمع قوله: (شعره) أي شعر رأسه،
* في فتح البارى:" ولا نكفت الثياب والشعر، والكفت بمثناة في آخره هو الضم وهو بمعنى الكف.
والمراد أنه لا يجمع ثيابه ولا شعره، وظاهره يقتضي أن النهي عنه في حال الصلاة، وإليه جنح الداودي، وترجم المصنف بعد قليل " باب لا يكف ثوبه في الصلاة " وهي تؤيد ذلك، ورده عياض بأنه خلاف ما عليه الجمهور، فإنهم كرهوا ذلك للمصلي سواء فعله في الصلاة أو قبل أن يدخل فيها، واتفقوا على أنه لا يفسد الصلاة، لكن حكى ابن المنذر عن الحسن وجوب الإعادة، قيل: والحكمة في ذلك أنه إذا رفع ثوبه وشعره عن مباشرة الأرض أشبه المتكبر.
* في شرح مسلم للنووى:وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكفت الثياب ولا الشعر ) هو بفتح النون وكسر الفاء أي لا نضمها ولا نجمعها , والكفت الجمع والضم , ومنه قوله تعالى : { ألم نجعل الأرض كفاتا } أي نجمع الناس في حياتهم وموتهم , وهو بمعنى الكف في الرواية الأخرى , وكلاهما بمعنى , وقوله في الرواية الأخرى : ( ورأسه معقوص ) اتفق العلماء على النهي عن الصلاة , وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه , أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك فكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء ,* في فيض القدير:جـ2...حرف الهمزة.(ولا نكفت) بكسر الفاء وبالنصب أي لا نضم ولا نجمع فهو بمعنى ولا نكف ومنه {ألم نجعل الأرض كفاتاً} (الثياب) عند الركوع والسجود في الصلاة (ولا الشعر) الذي للرأس، والأمر بعدم كفهما للندب.* في كنز العمال:جـ7...السجود وما يتعلق به.في الحديث:"أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، واليدين والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب ولا الشعر.
(نكفت: أي لا نضمها ولا نجمعها، من الإنتشار يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود).
* في مسند الشافعى.. ترتيب السندي:جـ1.الباب السادس في صفةالصلاة.عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال:
أُمِرَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن يسْجُد منه على سَبْعةٍ: يديه وركبتيه، وأطراف أصابعهِ وجَبْهَتَه، ونُهِيَ أن يكفِتَ منهُ الشعر والثياب"
(الذي في النهاية نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة أي نضمها ونجمعها من الإنتشار يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود لأن ذلك يشغله عن التفرغ لذكر اللَّه في الصلاة).
* في شرح مسند أبي حنيفة، للإِمام القاري:ذكر إسناده عن عكرمة ومقسم موليا ابن عباس رضي اللّه عنهم.
السجدة على سبعة أعضاء والنهي عن كف شعر وثوب.
وبه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أمرت) أي أمرني ربي لا آمر له غيره (أن أسجد على سبعة أعظم) كما مر (ولا أكفَّ) أي، وأمرت أن لا أمنع (شعراً) أي من إرساله بأن أعقده، (ولا ثوباً) بأن أبعده عن الأرض، وأجمعه من الإنتشار يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود، وكلا الأمرين مكروه، والحديث رواه الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
* في نيل الأوطار:كتاب الصلاة... أبواب صفة الصلاة... باب أعضاء السجود.
قوله (ولا يكف شعراً ولا ثوباً) المراد بالشعر شعر الرأس. وظاهره أن ترك الكف واجب حال الصلاة لا خارجها.
** وجملة هذه النقولات تجلى بعض الحقائق:1- أن المختار عند كثير من العلماء على اختلاف مذاهبهم ان الكفت في الصلاة لاخارجها مع اثبات الخلاف.2- ان الكف أو الكفت معناه عند الغالب منهم مع اختلاف مذاهبهم هو جمعها وضمها اليه بحيث يمنع الثياب من الوصول الى الأرض حتى تسجد معه, وذلك مع اثبات الخلاف.3- أن النهى متعلق بفعله في الصلاة لا قبلها مع ذهاب البعض ان النهى متعلق به على كل حال.* ومن هنا فما عليك الا النظر فيما سبق لتعلم ان قول النووى في شرح مسلم والذى تبناه الألبانى في صفة الصلاة ليس هو قول الجمهور اللهم الا أن يكون جمهور الشافعية , ولكن هذا المناوى الشافعى يخالفهم راجع قوله في فيض القدير.* واذا كان ذلك كذلك فما أذهب اليه بناءً على ما سبق هو أن الكفت المنهى عنه: جمع الثياب أثناء الركوع والسجود في الصلاة حتى لاتصل الى الأرض وتسجد معه...لكن الأمر في الشعر هو أن من عقص شعره قبل الدخول في الصلاة فقد دخل في النهى لأن النص في الشعر يدل على هذا الفارق... كما في الحديث:" إنما مثل الذي يصلي و رأسه معقوص مثل الذي يصلي و هو مكتوف"[ مسلم عن ابن عباس]*قال في النهاية في غريب الحديث:العَقيصَة: الشعر المعْقُوص، وهو نحوٌ من المضْفُور. وأصلُ العقْص: اللَّيُّ. وإدْخال أطْرَاف الشَّعر في أُصُوله .... ومنه حديث ابن عباس (الذي يُصَلِّي ورأسه معْقُوص كالذي يُصلّي وهو مكْتُوف) أرادَ أنه إذا كان شعرُه منشورا سَقط على الأرض عند السُّجود فيُعْطَى صاحبه ثوابَ السُّجود به، وإذا كان مَعْقُوصاً صار في معْنَى ما لم يَسْجد، وشَبَّهه بالمكْتُوف، وهو المَشْدود اليَدَيْن؛ لأنَّهما لا يقَعَان على الأرض في السُّجود.أ.هـ* وطبعا لايمكن ان يضفر أحد شعره في حال الصلاة...فعلم ان أمر الشعر بخلاف أمر الثياب لأن ثياب العرب المسلمين كانت القمص والأزر غالبا وهذه الثياب تنتشر عند الركوع والسجود فقد يجمعها المصلى منعا من انتشارها وهذا يحدث اثناء الصلاة لضرورة حركات الركوع والسجود ولأن عمل هذا في الصلاة يسير ولازال الناس يعملونه حتى الأن من شد السراويل لأعلى عند السجود وجمع أطراف القميص – الجلابية – بين رجليه عند الركوع والسجود وما شابه...أما الشعر أذا كان طويلأ فإنه يصعب عليه جدا أن يعقصه ويكفته في الصلاة فيقوم به قبل الصلاة حتى لاينشغل به في الصلاة.*ومما يزيد الأمر وضوحا ما ذكره ابن حجر على تبويب البخارى في كتاب الأذان "باب لايكف شعرا":
قوله : ( باب لا يكف شعرا ) أي المصلي , و " يكف " ضبطناه في روايتنا بضم الفاء وهو الراجح , ويجوز الفتح , والمراد بالشعر شعر الرأس , ومناسبة هذه الترجمة لأحكام السجود من جهة أن الشعر يسجد مع الرأس إذا لم يكف أو يلف , وجاء في حكمة النهي عن ذلك أن غرزة الشعر يقعد فيها الشيطان حالة الصلاة . وفي سنن أبي داود بإسناد جيد " أن أبا رافع رأى الحسن بن علي يصلي قد غرز ضفيرته في قفاه فحلها وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ذلك مقعد الشيطان ".أ.هـ
..هذا والله تعالى أعلى وأعلم...وبالله التوفيق.
جمعه ورتبه وكتبه الفقير
د/ السيد العربى بن كمال

الاثنين، 27 يناير 2014

الزعيم الهندي "المهاتما" غاندي من أكبر أعداء الإسلام !


من كتاب "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" للعلامة تقي الدين الهلالي المغربي

قال علَّامة المغرب فضيلة الشيخ تقي الدين الهلالي (رحمه الله) في كتابه "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة": «اشتد عليّ مرض الحمى حتى أصابتني في تسعة أشهر سبع مرات في كل مرة أبقى محموما من أسبوع إلى أسبوعيْن. ومن أَجَلِّ من عرفته من الأطباء النطاسيين في مدينة "لكناو" الدكتور محمد نعيم الأنصاري، وقد نزلتُ عنده ضيفا مكرما مرارا قبل أن أستوطن "لكناو". في إحداها أقمت عنده خمسة عشر يوما ليس لنا طعام إلا العدس لأن الحربَ شابت نارُها بين المسلمين والهندوك فتعطلت الأسواق، وجعل أغنياء الهند الهنادك لكل من يأتيهم من سَفَلَتِهِمْ برأسِ شخص مسلم سواءٌ أكان ذكرا أم أنثى، صغيرا أو كبيرا، قويا أو عاجزا، مبصرا أو أعمى عشر رويبات.

وكان غاندي -الزعيم الهندي- حرا طليقا غير مسجونٍ، وكان في إمكانه أن يُخمِد تلك الحربَ بكلمة واحدةٍ فلم يفعلْ لأنه كان من أكبر أعداء الإسلام، والجاهلون بحاله من العرب يقدسِّونه كما يقدسه الوثنيون في الهند ويسمونه "المهاتما" جهلا منهم. و"المهاتما" معناه: المقدس - عند الوثنيين، وكان عالي الثقافة، شديد التعصب، عظيم المكر والدهاء، يتظاهر للمسلمين بالمسالمة والمحبة كالحية الرقطاء. وقد زعم في صحيفة "هريجان" أن الله أوحى إليه أن طهر المنبوذين وألحقهم بإخوانهم من الطبقات العليا. قال في صحيفته: "فإن سألتموني دليلا حسيا على أن الله أوحى إليَّ بذلك، أقول لكم: ما عندي دليلٌ، .ولكني لا أشك في هذا الوحي.

الأحد، 26 يناير 2014

اذكار الصباح كامله.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قراءة آية الكرسي) ، قراءة (سورة الإخلاص - ثلاث مرات) ، قراءة (سورة الفلق - ثلاث مرات) ، قراءة (سورة الناس - ثلاث مرات) "، قراءة (خواتيم سورة البقرة).

_ " أصبحنا و أصبح الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده ، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ، رب أعوذ بك من الكسل ، وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ".

_ " اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ،  وبك نحيا ، وبك نموت ، واليك النشور (المصير)".

_ " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني و أنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ".

_ " اللهم إني أصبحت  أشهد ك و أشهد حملة عرشك ، وملائكتك وجميع خلقك ، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك - (أربع مرات) ".

_ " اللهم ما أصبح  بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر ".

_ " اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، لا إله إلا أنت . اللهم إني أعوذ بك من الكفر ، والفقر ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت - (ثلاث مرات) ".

_ " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - (سبع مرات) ".

_ " اللهم إني أسألك العفو و العافية في الدنيا و الأخره ، اللهم إني أسألك العفو و العافية ، في ديني ودنياي وأهلي ، ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك إن أغتال من تحتي ".

_ " اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شئ ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً ، أو أجره إلى مسلم ".

_ " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم - (ثلاث مرات) ".

_ " رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً - (ثلاث مرات) ".

_ " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ".

_ " أصبحنا و أصبح  الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم : فتحه ، ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشره ما بعده ".

_ " أصبحنا  على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص ، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم ، حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ".

_ " سبحان الله و بحمده - (مائة مره) ".

_ " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير - (عشر مرات) أو (مرة واحدة عند الكسل) ".

_ " لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير- (مائة مرة إذا أصبح) ".

_ " سبحان الله وبحمده : عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته - (ثلاث مرات أذا أصبح) ".

_ " الله إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً - (إذا أصبح) ".

_ " أستغفر الله وأتوب إليه - (مائة مره في اليوم) ".

_ " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - (ثلاث مرات إذا أمسى) ".

_ " اللهم صل وسلم على نبينا محمد - (عشر مرات).

كيفية أداء صلاة الاستخارة (دعاء الإستخار).


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الإنسان في سيره في هذه الحياة الدنيا يتعرض لأمور يتحير فيها، ويتردد في فعلها أو تركها؛ وفي مثل هذه الحالة فإنه قد شرع للإنسان أن يلجأ إلى خالقه بالصلاة والدعاء، والتبري من الحول والقوة، وسؤال الله أن يختار له ما فيه خيري الدنيا والآخرة سواء في الإقدام على الفعل أو الترك؛ وذلك ما في صلاة الاستخارة؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره"1. وقد أجمع العلماء على أن الاستخارة سنة.
وإليك دعاء الاستخارة كاملا كما جاء في حديث جَابِرٍ بن عبد لله -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ). وَفِي رواية: (ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)2.
وإذا وصل إلى عند قوله: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا يسمي الشيء الذي يستخير فيه- مثال: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ)سفري إلى مكة (خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي) أَوْ (عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ). (وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ) سفري إلى مكة (شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ...) إلى آخر الدعاء.

فإذا ترجح عندك -أيها المستخير- فعل الشيء المستخار فيه فعليك بفعله مع سؤال الله التوفيق والتسديد والإعانة، وإذا لم يترجح فلا بأس عليك من أن تكرر الاستخارة، وعليك أن لا تزيد على هذا الدعاء شيئاً، ولا تنقص منه شيئاً، وقف عند حدود النص.
كما أنه يجب عليك أن تعلم أن صلاة الاستخارة تكون: "في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، وأن يكون مترددا حائرا بينها، أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف وكذلك ما هو معروف شره كالمعاصي وزوال منكرات فلا استخارة فيها؛ فإنه لا استخارة في فعل ما هو مشروع وترك ما هو ممنوع، وينبغي أن يكون المستخير خالي الذهن غير عازم على أمر معين فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير ولا مانع من تكرارها أكثر من مرة"3.
كما أنه ينبغي عليك أن لا تكتفي بالاستخارة، بل عليك أن تضيف إلى ذلك استشارة أهل التجربة، وأهل الصلاح والتقوى، فتكون قد جمعت بين الاستخارة والاستشارة.
والله الموفق.



1 الكلم الطيب، صـ(57).
2 رَواه البخاري.
3 ذكر وتذكير، صـ(28) لصالح السدلان.

رقاد الغفلة.



 
الحمد لله الملك الوهاب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، إليه المرجع والمآب، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإنَّ الله- سبحانه وتعالى- قد حثنا على دوام ذكره وشكره، وحذرنا من الغفلة عن دينه وشرعه، فقال -تعالى- آمراً سيد الذاكرين، وخليل رب العالمين: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} سورة الأعراف: (205). وقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} سورة الكهف:  (28). وذلك أن في الغفلة العطب، وحلول غضب الرب، وفي الإكثار من الذكر لله حصول الاطمئنان، والقرب من الواحد الأحد. ولنعلم جميعاً أن من كان في رقدة الغفلة، معرضاً عن أمر ربه؛ فإن الموت سيأتيه بغتة، والله ويقول: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} سورة الزخرف: (66). وقال: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} سورة محمد: (18). وقال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} سورة القمر: (1). وعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (بعثت أنا والساعة كهذه من هذه أو كهاتين) وقرن بين السبابة والوسطى رواه البخاري ومسلم. فتأمل-أخي المسلم حفظك الله ورعاك- في إصبعيك السبابة والوسطى لتعرف ما بينهما من البعد لتعلم أن الساعة قد اقتربت فأعد الزاد والراحلة للسفر،-واحذر - أن تكون- من الغافلين المعرضين عن الله؛ قال الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} سورة الأنبياء: (1 - 2). فمن غفل عن الله وأعرض عنه؛ فإن معيشته في هذه الدنيا معيشة الضيق والضنك والحزن، وفي الآخرة يحشره ربه أعمى، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} سورة طـه: (124). وأشد وأعظم أنواع الغفلة؛ أن يغفل الإنسان عن الهدف الذي لأجله خُلق، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، قال- تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} سورة الذاريات: (56). فلنحذر من الغفلة ولنعمل عمل المتيقظين الحذرين:
يا غافلاً عما خلقت له انتبه *** جـد الرحيل ولسـت باليقظان
سار الرفاق وخلفوك مع الألى ***قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني
ولرُبمـا تأتـي المنيـة بغتة ***فتساق من فرش إلى الأكفـان
ومن صفات الغافلين أن يعمل أحدهم للدنيا الحقيرة الفانية ويهمل العمل للآخرة الباقية، قال تعالى: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } الأعلى: 16-17. وقال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} سورة الروم: (7). واعلم-أخي في الله- أن الله منزه عن الغفلة، فإذا غفلت فتذكر أن الله لا يغفل؛ كما قال تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} سورة الأنعام: (132). ثم- اعلم- أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، والله اعلم كم بقي من عمرك فاستقيظ من غفلتك، وأفق من سباتك، وعدْ إلى خالقك ومولاك، قبل أن يفجأك هادم اللذات، ومفرق الجماعات، واسمع إلى أبي البقاء الرندي وهو يقول في قصيدته النونية:
يا غافلاً وله في الدهر موعظة ***إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظان
فالله الله في دوام ذكر الله وشكره قبل نزول هادم اللذات، ومعاينة السكرات، وإفاضة العبرات؛ يقول ربنا في كتابه الكريم عن حال الغافلين اللاهين: {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} سورة ق: (22). نسأل الله أن يرزقنا دوام ذكره وشكره. اللهم إنا نسألك قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

السبت، 25 يناير 2014

الغفلـة.


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا, أنزله هدى للمتقين وعبرة للمتعظين, فأحيا به القلوب وأصلح به الأعمال وذكر به من الغفلة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:
أخي المسلم الكريم:
إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، ورغَّبهم في الجنة، ورهَّبهم من النار، وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من أهوال وكربات عظام، لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (1-2) سورة الأنبياء. حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله، وسَيْرًا في طريق المعاصي والشهوات، وتهاونًا بالفرائض والواجبات، فيتساءل: هل يُصدِّق هؤلاء بالجنة والنار؟ أم تراهم وعدوا بالنجاة من النار وكأنها خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (115) سورة المؤمنون.
إن حال هؤلاء يصدق فيه قول القائل:
 نهارك يا مغرور سهوٌ وغفـلةٌ

وشغلك فيما سوف تكره غبَّه

 

وليلك نومٌ والردى لك لازمُ

كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ


 
وإن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله -عز وجل- وأسمائه وصفاته, والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه؛ لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً. فأُنس الجاهلين بالمعاصي والشهوات، وأُنس العارفين بالذكر والطاعات.
ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها. قال الله -عز وجل-:{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (3) سورة الحجر.
إن حال هؤلاء ليُنبئ عن سُكْر بحب الدنيا, وكأنهم مخلدون فيها، وكأنهم لن يخرجوا منها بغير شيء من متاعها مع أن القرآن يهتف بنا:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (5) سورة فاطر.
ومن أسباب الغفلة أيضًا صحبة السوء، فقد قيل: الصاحب ساحب، والطبع يسرق من الطبع، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًايَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًالَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} (27-29) سورة الفرقان. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ)1.
ويقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-:"إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه وأَولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة"2.
إن الغفلة –يا عبد الله- حجاب عظيم على القلب يجعل بين الغافل وبين ربه وحشة عظيمة لا تزول إلاَّ بذكر الله تعالى, وإذا كان أهل الجنة يتأسفون على كل ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها، فما بالنا بالغافل اللاهي؟!!
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِلَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (99-100) سورة المؤمنون.
إنهم عند نزول الموت بساحتهم يتمنون أن يؤخروا لحظات قلائل، والله ما تمنوا عندها البقاء حبًّا في الدنيا ولا رغبة في التمتع بها، ولكن ليتوبوا ويستدركوا ما فات، لكن هيهات هيهات, وقد قال سبحانه وتعالى:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} (54) سورة سبأ.
فيا أيها الأخ المسلم الكريم:
لقد خُلقنا في هذه الدار لطاعة الله وليست الدنيا بدار قرار فتنبَّه:
أما والله لو علم الأنام

 

لقد خلقوا لما لو أبصرته
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ


 

لما خلقوا لما غفلوا وناموا

 
عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
وتوبيخ وأهوالٌ عظامُ

 
فهيا بنا نُقْبِلُ على طاعة الله مكثرين من ذكره، مستفيدين من الأوقات فيما يقربنا من جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, ولنتمثل قول القائل:
إن لله عبادًا فُطنا
نظروا فيها فلما علموا

 
جعلوها لُجَّةً واتخذوا

 

طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
أنها ليست لحيٍّ وطنا

 
صالح الأعمال فيها سُفُنا

 
فيا عبد الله:
اتق الله تعالى واحذر الغفلة, وشمر بالعمل لذلك اليوم, واستعد له؛ فإنه اليوم الذي يحق لكل عاقل أن يعمل له ولكل حازم أن يستعد له.
وفقنا الله جميعاً لاغتنام الأوقات, والسعي في الأعمال الصالحات, واجتناب الخطايا والسيئات, بمنِّه وكرمه وجوده وإحسانه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعوات, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين3.





1  رواه أبو داود -4193- (12/459) والترمذي -2300- (8/383) وحسنه الألباني برقم (3545) في صحيح الجامع.
2 الوابل الصيب (1/65), لـ(ابن القيم).

الخميس، 23 يناير 2014

**أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه**

**أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه**
**أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه**
**أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه**


الأربعاء، 22 يناير 2014

صورة وآية: طيور تتغذى وتنام في الجو.

هل تصدق بأن هناك نوع من الطيور يبقى في الجو لمدة 200 يوماً.. يأكل ويشرب ويتغذى... وينام أيضاً .. كل هذا وهو طائر من دون توقف ....

النظر إلى النساء يضعف الذاكرة.


هذه دراسة جديدة تؤكد صدق ما جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً، حيث تبين للعلماء أن النظر إلى النساء يؤثر على الذاكرة القصيرة لدى الإنسان....

تؤكد دراسة هولندية جديدة أجراها أحد الباحثين على طلاب وطالبات في الجامعة أن مجرد حضور النساء الفاتنات والحديث معهن يسبب التشويش للرجال ويضعف الذاكرة لديهم ويخفض أداءهم العقلي بشكل كبير.
ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر كلما كان التأثر أكبر، ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها. وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل صوابه وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قرار صائب، على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير.
وربما يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله بغض البصر، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وانظروا معي إلى الخطاب الرحيم الذي جاء بصيغة (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ) ليذكرنا بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا، وكأنه يأمرنا في كل لحظة أن نغض البصر. يذكرنا البيان الإلهي بالنبي في هذا الموقف عسى أن نتذكر سيرته العطرة وأخلاقه وأنه لم ينظر إلى امرأة قط نظر شهوة.
وانظروا معي إلى هذه العبارة الرائعة: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، فالنظر إلى المرأة يفسد التفكير والعقل ويعكر خلايا الدماغ ويشوش العمليات الفكرية فيه، ولكن عندما ينتهي الإنسان عن النظر إلى هذه المحرمات فإن دماغه يعمل بطريقة أكثر كفاءة ويستطيع اتخاذ القرار الصحيح بسهولة.
وانظروا معي كيف ختم الله هذه الآية العظيمة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ليذكرنا بمراقبة الله لنا في كل لحظة، فهو القائل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]. وهذه أفضل طريقة للعلاج، حيث يقول علماء النفس إن إحساس الإنسان بالمراقبة الخارجية يمكن أن يمنعه من ارتكاب الممنوعات.
وانظروا أيضاً كيف بدأ الأمر بغض النظر (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) حفظ الفرج (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) لأن الله يريد أن يبعد عنا أي شبهة أو فعل يؤدي إلى الفاحشة، فالنظر هو الخطوة الأولى لارتكاب المحرمات، والإنسان عندما يغض بصره فإنه يحس بحلاوة رائعة، وهذا ما أخبر به النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن النظرة سهم من سهام إبليس من تركه مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه... سبحان الله!
وأخيراً أود أن أذكركم بأن عدد من علماء المسلمين قاموا بدراسة عن تأثير النظرة المحرمة، ومداومة النظر إلى النساء، وتبين لهم أن النظر إلى النساء يورث الكثير من الأمراض، على رأسها تصلب الشرايين نتيجة الهيجان الذي تحدثه هذه النظرات، وكذلك ضغط الدم وبعض الاضطرابات النفسية التي لا تظهر إلا أثناء الكبر... وغير ذلك من الأمراض، وقد أراد الله تعالى أن يطهرنا ويزكينا، ولذلك قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27].
ملاحظة: إن الدراسات أظهرت أن تأثير المرأة المتبرجة أكبر بكثير من المرأة العادية، ومن هنا ربما ندرك لماذا حرم الإسلام تبرّج المرأة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر المرأة من التبرج وأخبر بأنها لا تشم رائحة الجنة - إلا أن تتوب إلى الله تعالى. وفي حديث نبوي عظيم أخبر سيد البشر بأن التبرج والفتنة وخروج النساء (كاسيات عاريات مائلات مميلات) من علامات الساعة، وبالفعل، كيفما تلفتنا نرى أثراً من آثار التبرج، سواء على الفضائيات أو في الشوارع أو في جو العمل... ولذلك ينبغي أن نتذكر الأمر الإلهي: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

مخاطر العشق والحب المحرّم (العلاقات غير الشرعية).


دراسة إيطالية جديدة تظهر المخاطر والأضرار الكبيرة الناتجة عن علاقات الهيام والعشق والحب غير المشروع، لنقرأ ما يقوله العلماء اليوم، وما جاء به القرآن والهدي النبوي الشريف قبل ذلك....

قال باحثون ايطاليون إن للحب بالفعل تأثيراً غريب على الأشخاص، وذلك بعد أن أجروا دراسة على 12 رجلاً و12 سيدة وقعوا في الحب خلال الشهور الستة الماضية. ووجد الباحثون أن هرمون "تيستوستيرون" يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء.
وقالت دوناتيلا مارازيتي من جامعة بيزا لمجلة العلوم الجديدة: "يصبح الرجال بشكل ما أكثر شبهاً بالنساء، وتصبح النساء أكثر شبهاً بالرجال. فيبدو الأمر وكأن الطبيعة تريد أن تمحو ما يمكن أن يكون اختلافاً بين الرجال والنساء لأن الحياة في هذه المرحلة أكثر أهمية."
وطبعاً أود أن أقف معكم أحبتي لأصحح هذه العبارة: "وكأن الطبيعة"، وأقول إن الله تعالى الذي خلق البشر وضع لهم قانون الزواج وبالتالي المودة والرحمة، وهذا ما يؤدي للتقارب بين الذكر والأنثى وبالتالي تستمر الحياة. يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 20-21]. فعملية الانتشار تتطلب أن يحدث التقارب بين الذكر والأنثى، ومن أجل ضمان هذا التقارب لابد أن تحدث تغيرات في كلا الجنسين تؤدي لحدوث المودة والرحمة.
نعم للزواج، لا للحب المحرَّم
وتأتي نتائج الدراسة في الوقت الذي قالت فيه دراسة أخرى إن الحب قد يكون أعمى بالفعل، حيث اكتشف باحثون بجامعة "لندن كوليدج" أن الوقوع في الحب يؤثر بالفعل على دوائر رئيسية في المخ. وتوصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب.
وقال الباحثون إن هذه النتائج قد توضح أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبّون. وتضيف الدراستان دليلاً جديداً إلى الأدلة المتزايدة بأن للحب تأثيراً غريباً على الجسم. وكانت دراسات سابقة للباحثين الإيطاليين في عام 1999 قد قالت إن الوقوع في الحب يلعب دوراً رئيسياً في تدمير مواد كيماوية رئيسية في المخ.
وتوصل الباحثون آنذاك إلى أن الأشخاص الذين يحبون لديهم معدلات أقل من هرمون سيروتونين. وقال الباحثون آنذاك إن هذه النتائج توضح السبب في قلق المحبّين في بعض الأحيان على من يحبّون.
وفي دراسات أخرى تبين أن الزواج هو الأفضل لصحة الإنسان، فالحب غير المشروع يدمر الوقت والجسد، ويضعف مناعة الإنسان، أما الزواج فقد لاحظ الباحثون أنه مفيد طبياً للإنسان حيث تزداد قدرته على الإبداع وتزداد مقاومة جسمه للأمراض!
هل من علاج للعلاقات العاطفية الفاشلة
ويقوم البروفيسور جاريث لينج بإجراء بحث حول هذا الموضوع أيضاً. ويقول: "يتعلق الأمر بفهم أنفسنا بشكل أفضل، فالبحث يمكن أن يؤدي يوماً ما إلى وسائل علاجية جديدة لمن يعانون من مشكلات عاطفية، فنحن نعلم أن نسبة كبيرة من البالغين غير راضين عن علاقاتهم العاطفية أو تجاربهم الجنسية. ولا يمكننا أن نستبعد التوصل إلى علاج لذلك في المستقبل".
ولكن يا أحبتي إن العلاج أوجده الإسلام وهو الزواج، وليس أي شيء آخر، إلا أن يشغل المؤمن نفسه بتلاوة القرآن وتدبره وحفظه وبالصيام والعبادات، ووضع هدف واضح ويعمل على تحقيقه. كأن ينوي القيام بأعمال مفيدة في نشر العلم النافع أو غير ذلك.
قد يمر الإنسان بعلاقة عاطفية، وأقول دائماً: إن أكبر مدمّر للوقت هو العلاقة العاطفية التي لا يُبتغى بها وجه الله، والعلاقة العاطفية الوحيدة المشروعة في الإسلام هي التي تهدف إلى الزواج، وتكون علنية وبمعرفة الأهل والمجتمع المحيط. وتصوروا معي كيف أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع مجتمعه المحيط به، بل مع أصحابه المقربين إليه.
فكلنا يذكر كيف كان النبي واقفاً مع إحدى زوجاته عندما مر نفر من الصحابة الكرام فأسرعوا فناداهم الحبيب قائلاً: إنها صفيةَّ! فخجلوا من النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ما كنّا لنظن بك سوءاً، فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
لقد أراد النبي من خلال هذا الموقف أن يعلمنا كيف نبيّن للناس كل أمر قد يكون محلاً للظن والشكّ، وبالتالي ينبغي أن تكون علاقاتنا مبنية على محبة الله ومن أجل الله تعالى، وأن نلجأ إلى الاستخارة في كل شأننا، وأن تكون الآية الكريمة حاضرة في أذهاننا، وهي قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة: 216]. فكل ما يحدث معك عزيزي القارئ هو بأمر وتقدير من الله، والله يعلم أكثر منك ومني، فلذلك سلّم الأمر لله واترك التفكير السلبي المهلك، وسوف يهيء الله لك الخير بشرط أن تلجأ إليه وتتوكل عليه، فالله يحب التوكل عليه، يقول تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وخلاصة القول:
يؤكد العلماء أن الهيام والحب غير المشروع (وهو أن يُغرم الإنسان بامرأة ويحلم بها ويفكر بها باستمرار)، هذا النوع يؤثر سلبياً على دماغ الإنسان وعلى إفراز الهرمونات لديه. وفي دراسات أخرى تبين للعلماء أن كثرة النظر إلى النساء بشهوة يؤدي إلى أمراض خطيرة، وهذا ما سنتناوله في مقالة قادمة إن شاء الله. ويكفي أن نلتزم قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فلو طبق كل واحد منا هذه الآية فقط، لزال عنه تسعين بالمئة من همومه ومشاكله وأمراضه، والله أعلم.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

الآثار النفسية الخطيرة لمشاهدة الأفلام الإباحية.


تؤكد جميع الدراسات أن مشاهدة المناظر الإباحية ينعكس بشكل خطير على صحة الإنسان، وكذلك على حالته النفسية والاجتماعية، وبخاصة على بيته وأسرته وزوجته، لنقرأ ما توصلت إليه الدراسات العلمية....

ما أكثر الأمراض التي عالجها الإسلام بتعاليمه العظيمة، ففي كل أمر مصلحة ومنفعة، وفي كل نهي ضرر وخطر ومفسدة. وهذه الحكم لم تتضح دفعة واحدة، بل تكشفها لنا الأبحاث كلما تقدم العلم. ولذلك تتجلى عظمة الإسلام من خلال تعاليمه وفوائدها طبياً ونفسياً. وربما نعلم كيف حرَّم الإسلام الفواحش، ورأينا النتائج المدمرة لممارسة الزنا والشذوذ وعلى رأسها داء الإيدز.
ومن عظمة الإسلام أنه لم يكتفِ بتحريم الفاحشة بل حرَّم النظر لها! وفي ذلك حكمة كشفتها لنا الدراسات الحديثة، بعدما تفشَّت ظاهرة الأفلام الإباحية بشكل مرعب! فقد وجدت دراسة أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة Heriot Watt الاسكتلندية، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية في الحياة.
وأشارت الدراسة التي أجراها فريق مختص في دراسة العلاقات الزوجية، على 40 فيلماً رومانسياً، صدروا في هوليوود بين عامي 1995 و2005، إلى أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام. وعادة ما تتمحور هذه النوعية من الأفلام حول العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة، اللذين يظهران على درجة عالية من التفاهم قد يكون عبر إشارة أو إيماءة معينة.
ويقول الدكتور بايران هولمز من فريق الجامعة: إن "الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعض، ويكون السبب عادة لاعتقادهم أن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر، بدون الحاجة إلى الطلب منه أو منها، إن نفس هذه الصورة وجدناها في الأفلام الرومانسية خلال دراستنا".
وقالت رئيسة قسم تحليل ونقد الإعلام في كلية الاتصال الجماهيري بجامعة أريزونا، ماري لوغالسيان، التي قامت بدراسة مماثلة عام 1990، إنه "من الصعب تحديد أسباب الدوافع الرومانسية في الإنسان، وآثار الأفلام الرومانسية ما زالت غير مؤكدة، إن النقاش ما زال مستمراً حتى اليوم، حول حقيقة الدور الذي تلعبه أفلام العنف مثلاً، في التأثير على سلوك الإنسان، لأن البعض يعتقد أن هذه الأفلام ما هي إلا وسيلة للتنفيس عن العنف والغضب الذي قد يمتلكه الإنسان في داخله، وهو بالتالي شيء جيد. ولكن غالسيان، التي تلقي باللوم في فشل علاقاتها الشخصية مع الرجال على هذه النوعية من الأفلام، تحذر الناس من مشاهدة الكثير منها.
الطلاق بسبب غرف الدردشة على الانترنت
تؤكد دراسة علمية أجرتها باحثة بجامعة فلوريدا الأمريكية إن أعداداً متزايدة من المتزوجين يدخلون إلى غرف الدردشة على شبكة الإنترنت من أجل الإثارة الجنسية. وقالت يباتريس مايلهام التي قامت بالدراسة إن شبكة الإنترنت ستصبح قريباً أكثر الطرق شيوعاً للخيانة. وتؤكد مراكز الاستشارات في الولايات المتحدة أن غرف الدردشة هي أكثر الأسباب وراء انهيار العلاقات الزوجية. فالمشكلة ستزداد سوءاً مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يتصلون بالشبكة. وأشارت إلى أنه لم يسبق أن كانت الأمور في متناول المتزوجين الذين يبحثون عن علاقات سريعة مثلما هو الأمر عليه مع الانترنت.
وأجرت الباحثة لقاءات مع رجال وسيدات يستخدمون غرف الدردشة المخصصة للأزواج. واكتشفت الباحثة أن أغلب من التقتهم قالوا إنهم يحبون أزواجهم. غير أن السرية التي توفرها شبكة الانترنت تتيح مجالا لهؤلاء الذين يسعون لعلاقة مثيرة. وقال أحد المشاركين في الدراسة: كل ما علي القيام به هو تشغيل جهاز الكمبيوتر وسيكون أمامي آلاف السيدات للاختيار من بينهن... لن يكون الأمر أسهل من ذلك. ويدخل أغلب الأشخاص إلى غرف الدردشة بسبب الإحساس بالملل أو نقص الرغبة الجنسية للطرف الأخر أو الرغبة في التنويع والاستمتاع. وقالت بياتريس إن السبب الأول كان قلة العلاقات الجنسية مع زوجاتهم. فقد قال أغلبهم إن زوجاتهم كنَّ مشغولات للغاية في رعاية الأطفال وقلت رغباتهن في الجنس.
وكشفت الدراسة عن أن أغلب العلاقات بدأت بشكل ودي ثم تحولت إلى شيء آخر أكثر جدية. وأضافت الدراسة إن ثلث الأشخاص الذين اشتركوا في الدراسة التقوا بعد ذلك بمن اتصلوا بهم. وانتهت كل الحالات ما عدا حالتين بعلاقة حقيقية, وفي إحدى الحالات أقام رجل علاقة مع 13 سيدة التقى بهن على شبكة الانترنت.
ويقول آل كوبر, مؤلف كتاب "الجنس والإنترنت" إننا نسمع من المعالجين في جميع أنحاء البلاد أن الأنشطة الجنسية على شبكة الإنترنت هي السبب الرئيسي في المشاكل الزوجية، ولذلك فإننا نحتاج أن نتفهم بشكل أفضل العوامل المساعدة إذا كنا نرغب في تحذير الناس من أن الانزلاق وراء المغازلات على الإنترنت ينتهي عادة بالطلاق.
200000 مدمن أمريكي لمواقع الجنس
وجد الباحثون في جامعتي ستانفورد ودوكوسين أن مئتي ألف شخص على الأقل في الولايات المتحدة يدمنون زيارة المواقع الإباحية وغرف الدردشة الجنسية في شبكة الإنترنت! وتقول الدراسة التي أجراها متخصصون في علم النفس إن هؤلاء المدمنين يعانون من مشاكل متعلقة بالعلاقات العاطفية وبالعمل أكثر من الزائرين للمواقع الجنسية بشكل عابر.
ويقول الفريق الذي أجرى الدراسة المنشورة في مجلة الإدمان الجنسي والقسر: إن هذه الظاهرة تشكل خطراً كامناً قابلاً للانفجار، وأحد جوانب هذا الخطر هو أن قلة فقط تدرك حجم هذه المشكلة أو تأخذها مأخذ الجد. ويصنف الباحثون مستخدمي الشبكة على أنهم مدمنون على المواقع الجنسية إذا قضوا أكثر من 11 ساعة أسبوعياً في زيارة تلك المواقع الجنسية، وإذا جاء ترتيبهم عالياً في استبيان مؤلف من عشر نقاط عن العلاقات العاطفية والتوجهات الجنسية.
ويقول مارك ويدر هولد الأستاذ في علم النفس في كلية كاليفورنيا إن الدراسات السابقة كانت تركز على عدد الزائرين للمواقع الجنسية وعدد الساعات التي يقضونها فيها، ولكن نسبة محدودة من الدراسات التي اهتمت بتقدير عدد المدمنين القسريين لهذه المواقع، وعلى الرغم أن نتائج هذه الدراسة متحفظة إلا أنها ذات دلالة بكشفها لعدد ضخم من المدمنين لا نستطيع تجاهله.
وقد أجريت هذه الدراسة في ربيع عام 1998 وإذا أخذنا في الاعتبار الزيادة الكبيرة في عدد مستخدمي الإنترنت الآن يتبين أن مدمني المواقع الجنسية الآن أعلى بكثير من مئتي ألف! ومن أجل إتمام هذه الدراسة طلب الباحثون من مستخدمي الإنترنت المشاركين في البحث أن يكملوا استبياناً معيناً، ورغم أن عدد المشاركين وصل إلى ما يقرب من 13 ألف، إلا أن أسئلة الاستبيان لم تكشف بدقة عن فئات العمر المختلفة لمستخدمي الإنترنت. وعندما طبق الباحثون هذه النسبة على 20 مليون من زائري المواقع الجنسية شهرياً توصلوا إلى رقم 200 ألف الذي تضمنته الدراسة.
مشاهدة الأفلام الإباحية تسبب الاكتئاب
في دراسة أسترالية حديثة تبين أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة في مشاهدة الأفلام الإباحية، تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم، فقد قاموا بدراسة على أشخاص يمضون 12 ساعة أسبوعياً في مشاهدة الأفلام الإباحية، وتبين أن 30 % منهم مصاب بدرجة عالية من القلق النفسي، و35 مصابون بدرجات مختلفة من التوتر النفسي.
ويحاول المختصون في التربية والطب النفسي أن يوجهوا نداءً تحذيرياً لمختلف الفئات وبخاصة الشباب، لتجنب النظر إلى المشاهد الإباحية لأنها تترك آثاراً نفسية كبيرة، وتكون مدخلاً لعلاقات حقيقية، قد تنتهي بالإيدز أو الأمراض الجنسية الخطيرة. وبالتالي فإن مشاهدة المشاهد الفاضحة تقود لممارسة الفاحشة وانهيار الأخلاق وزيادة الأمراض، وبالتالي تسبب خسائر مادية تقدر بالمليارات.
والآن ماذا عن ديننا الحنيف؟
إن الذي يقرأ ويتأمل ما وصل إليه الغرب بعدما تحرر من "قيود الدين" وبعدما ادعى الحرية، وإن الذي يطلع على الإحصائيات المرعبة لعدد الإصابات بالإيدز، ويطلع على النتائج السلبية التي وصل إليها العالم الغربي مثل العنف الأسري والاغتصاب والانتحار وغير ذلك، يدرك على الفور أن التعاليم الإسلامية هي الصحيحة، وأن الإنسان عندما يبتعد عن طريق الله فلن يجد إلا الأمراض والاكتئاب والخسارة. ويدرك أيضاً أن النظام الذي وضعه الملحدون خاطئ تماماً، ويدرك بالمقابل عظمة تعاليم الإسلام.
فالقرآن يأمرنا أن نتجنب النظر إلى ما حرَّم الله، وانظروا معي إلى هذا النداء الإلهي الرحيم، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وخاطب النساء بالمقابل فقال: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) [النور: 31].
وهذا يعني أن القرآن أوجد علاجاً للمشاكل النفسية التي تسببها مشاهدة المناظر الإباحية، وبالتالي جنَّبنا الله تعالى الكثير من الأمراض، وهذا من رحمة الله بعباده. ولأن الله يريد أن يطهرنا: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27]، ولذلك عندما نتأمل النداءات التي يطلقها الغرب اليوم لمكافحة الإدمان على ممارسة الفاحشة والنظر إلى الأفلام الإباحية، هذه الدعوة أطلقها القرآن قبل أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)[الإسراء: 32]. ويقول أيضاً: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].
ولذلك يحقُّ لنا ونحن نرى عظمة هذه التعاليم، أن نفتخر بانتمائنا لهذا الدين الحنيف، وأن نطبق كل ما جاء به، لأن فيه الخير والفائدة، وأن ننتهي عن كل ما نهانا عنه لأن الله يريد لنا السعادة في الدنيا والآخرة، فهل نتوب إلى الله من ذنوبنا وإسرافنا؟ إذاً لنستمع إلى هذا النداء الإلهي لكل مذنب يخاطبه ربه وهو أرحم الراحمين، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم) [الزمر: 53].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل