الثلاثاء، 26 يناير 2016

المندوب خادم للواجب.

فوائد فقهية.

روى أصحاب السنن: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)

ذكر الشاطبي في الموافقات "أن المندوب خادم للواجب" ويعني بهذا أن المحافظة على المندوبات سياج منيعة تؤدي للمحافظة على الواجبات؛ لأن الغالب أن من يحافظ على نوافل الصلاة -مثلًا- فإنه لن يقصر في واجبها، وهكذا بقية أحكام الشريعة.

فالذي يحافظ -مثلًا- على نوافل الصلاة تجد صلاته أحيطت بسياج منيعة، أحاطها للمندوبات: إذا كان -مثلًا- يتقدم للمسجد قبل الصلاة بعد الأذان، فهذا تجد أن فريضته سلمت من أي نقص يدخل عليها، انظر إلى حال بعض الناس لا تهمهم النوافل القبلية ولا البعدية، ولا تهمهم الأذكار، ماذا تلاحظون؟

تلاحظ أن الخلل ما اقتصر على التقصير في المندوبات فقط، بل تعدى إلى الواجبات؛ ولهذا نجد الذي يفوته جزء من الصلاة، أو تفوته الجماعة إنما أُتي من قبل إخلاله بالمندوبات، لكن الذي سلمت له فريضته، وأدركها من أولها من أين جاءه هذا؟ من كونه حافظ على المندوب.

فهذه الكلمة من الشاطبي -رحمه الله- هي درس تربوي يجب أن يعيه كل مسلم
(شرح رسالة لطيفة في أصول الفقه للشيخ: عبد الله الفوزان)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.