الاثنين، 25 يناير 2016

حلق اللحية يسبب البكتيريا.

وشهد شهود من بني الأصفر.
من بركات اللحية
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية هذا اليوم تقريرا حول دراسة علمية نُشرت في مجلة عدوى المستشفيات "Journal of Hospital Infection
وقد ورد في التقرير أن فريقا من الباحثين الأمريكيين، أخذ ٤٠٨ عينات من وجوه رجال ملتحين ورجال غير ملتحين يعملون في المستشفيات.
وقد ذُهل فريق البحث حين وجد أن حليقي اللحى يحملون ثلاثة أضعاف ما يحمله الملتحون من البكتريا المسببة للعدوى في المستشفيات.
ولا سيما بكتريا تسبب كثيراً من الأمراض المعدية، وتستعصي على كثير من المضادات الحيوية. وأورد الباحثون تفسيرين محتملين لنتائجهم:
الأول: أن حلق اللحية يزيل طبقة رقيقة من الجلد مما يؤدي إلى تشجيع مستعمرات البكتريا على النمو والتكاثر.
الثاني: أن اللحية بطبيعتها تقاوم البكتريا. ثم شككوا في هذا حين ذكروا أنهم أخذوا عينات عشوائية من اللحى وأرسلوها إلى د. آدم روبرت في جامعة كلية لندن، وتمكن من استنبات ما يزيد على مائة نوع من البكتريا في عينات اللحى.
وقد تبين من هذا البحث العلمي أن اللحى ليست وسخة كما يردد شاتمو الملتحين، وأن العكس هو الصحيح، حيث تتكاثر الجراثيم المعدية على وجوه حالقي اللحى. فليحذر الذين يُقَبِّلونهم émoticône smile
وقد قال، صلى الله عليه وسلم "أحفوا الشوارب وأعفوا أو وفروا اللحى"، متفق عليه. فالحمد لله على نعمة الإسلام والسنة اللذان يتوافق فيهما صحيح المنقول مع صريح المعقول.
وصدق الله إذ يقول "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ "
فهل من مستن برسول الله عليه الصلاة والسلاة؟
وكلام هؤلاء لا يزيدنا إلا ثباتا على سنن النبي الكريم ، وإليك النصوص الشرعية المحتمة على المسلم إعفاء لحيته وتحريم حلقها:
أولا: أن اللحية من سنن الفطرة، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عشر من الفطرة.. وذكر منها: قص الشارب، وإعفاء اللحية".
ثانيا: أن في حلقها مخالفة للأحاديث الصحيحة الموجبة لإعفائها، وهي كثيرة، ومقتضى الأمر الوجوب ما لم يأت صارف عن هذا الأمر، فدل على أن إعفاءها أمر واجب على كل مسلم، قال تعالى: ﴿ فلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾
وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية، وقد عد النووي الألفاظ التي وردت في اللحية، فبلغت خمسًا، وهي: أعفوا، وأرخوا، وأوفوا، وأرجوا، ووفروا.
ثالثا: أن في حلقها تشبهًا بالمشركين والمجوس واليهود والنصارى فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأخفوا الشوارب"
روى مسلم في صحيحه من حديثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس". وذلك أن المجوس يطيلون الشوارب، ويقصون اللحى، وبعضهم يحلقها تمامًا، فنهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التشبه بهم في هذا وذاك، وفي الحديث الذي رواه ابن جرير، وابن سعد في الطبقات وحسنه الألباني في تخريج فقه السيرة للشيخ الغزالي في قصة رسولي كسرى حينما رآهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حلق كل واحد منهما لحيته، ووفرا شاربيهما، فأعرض عنهما النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ويلكما، من أمركما بهذا؟" فقالا: أمرنا ربنا، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولكن ربي أمرني أن أعفي لحيتي، وأن أقص شاربي"
رابعا: إن في حلقها مخالفة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء قبله، والخلفاء الراشدين والصحابة من بعدهم، قال تعالى حاكيًا عن هارون وهو يخاطب موسى: ﴿ قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي )
روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن سمرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كث اللحية، وفي صحيح البخاري من حديث أبِي معمر قال: "قلنا لخباب: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟، قال: باضطراب لحيته"
فاللهم مسكنا بالسنة وثبتنا عليها حتى نلقاك.
جمع وانتقاء محبكم.
د حميد العقرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.