الجمعة، 30 ديسمبر 2016

قالوا وقلنا : الخروج على الحاكم الظالم والصبر.



قالوا: هل الخروج على الحاكم الظالم مخالف لأصول أهل السنة؟

قلنا: نعم!.



قالوا: أين الدليل؟

قلنا: حديث عُبادة ( إلا أن تروا كفرا بواحا)



قالوا: الكفر = المعصية.

قلنا: خطأ، لحديث عوف بن مالك (ألا من ولي عليه والي فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله و لا ينزعن يداً من طاعة)



قالوا: عمر رضي الله عنه قال: (قوِّموني)

قلنا: إن صحت -أي إن ثبتت هذه العبارة عن عمر- فالتقويم=الإصلاح وليس التغيير.



قالوا: نصبر إلى متى؟

قلنا: حديث أُسيد (حتى تلقوني على الحوض).



قالوا: كيف نأخذ حقنا؟

قلنا: حديث ابن مسعود (وتسألون الله الذي لكم)



قالوا: الطاعة للحاكم الذي ارتضيناه، لا لمن تغلب.

قلنا: قلنا بل لمن تغلب أيضا، حديث العرباض (وإن تأمر عليكم عبد حبشي)



قالوا: الصبر على الذي يحكم بالشرع لكن يتجاوز أما من لا يهتدي بالشرع و يحكم بهواه فلا تجري عليه هذه النصوص.

قلنا: كذبتم، لحديث حذيفة (لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي .........فاسمع وأطع)



قالوا: أين فهم السلف؟

قلنا: أجمعوا على حرمة الخروج، نقل الإجماع: النووي وابن حجر وابن تيمية و الشوكاني.



قالوا: كيف أجمعوا وهذا ابن الزبير قد خرج؟

قلنا: كذبتم، لم يخرج على ولي الأمر لأنه لم يكن آنذاك للمسلمين إمام عام، و كان الأمر مترددا بعد وفاة يزيد، وابن الزبير بايعه أهل مكة وخضعت له الحجاز.



قالوا: فماذا عن خروج الحسين؟

قلنا: لم يخرج لمنازعة الأمر وغرر به أهل البصرة و قالوا له أقبل إلينا ليس علينا إمام، فلما تبينت له الخدعة ندم وطالب بالرجوع إلى أهله أو الذهاب إلى يزيد أو إلى الثغور، فلم يمِّكنه الظلمة وقتلوه مظلوما شهيدا رضي الله عنه.



قالوا: وقد خرج غيرهما فأين الإجماع؟

قلنا: قال ابن حجر (خروج جماعة من السلف كان قبل استقرار الإجماع على حرمة الخروج على الجائر)

(مرقاة المفاتيح-ح:1125)



و نقل النووي: (و قيل إن هذا الخلاف كان أولاً ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم)



قالوا: ارتفعت الأسعار وصعبت المعيشة بسبب ظلم الحاكم.

قلنا: لو خرج الشعب لضاق العيش أكثر، ولفقد الأمن ولسفكت الدماء وهتكت الأعراض، وكل من عرف التاريخ يوقن أن الخروج ما جاء بيوم خير قط.



قالوا: إذن ما الحل؟



قلنا: الله أكبر الله أكبر،

الحل: التوبة والاستغفار (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) غيروا الشرك إلى التوحيد و البدعة إلى السنة والمعصية إلى الطاعة...(و لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)[ الأعراف]



وقيل لبعض السلف: (غلت الأسعار قال: أخفضوها بالإستغفار).

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

ﻋﻼﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﺪﻫﺎ- ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ.



ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- :



ﻋﻼﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﺪﻫﺎ، ﻭﻟﺘﺘﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻟﺘﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺒﻴﻞٌ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﻤﺎ ﺃﻟﺨﺼﻪ ﺑﻜﻠﻤﺘﻴﻦ إﺛﻨﺘﻴﻦ : ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﺧﻼﻓﺎً ﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ -ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ- ﺑﻮﺿﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ؛ ﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺳﻠﻤﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺑﺎلإﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺩﻣﻮﻱ، كإﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺛﻮﺭﺍﺕ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﻧﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ -ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ- ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﺛﻢ ﺃﺗﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ إﺳﺘﺼﻔﻰ ﻟﻪ ﻣﻤﻦ إﺗﺒﻌﻪ ﻭﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﺭﺟﺎﻻً ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ، ﻓﺒﺪﺃ ﺑﻮﺿﻊ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ -ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ- ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻼ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﺃﻗﻮﻝ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﻬﻀﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺇﻻ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻬﺪﻓﻴﻦ : ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ : ﻭﻫﻮ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ : ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹ ﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﺑﻰً ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .





ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ - ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺭﻗﻢ 188 .

رشوة العامل لرفع الظلم.

يقول شيخ الإسلام في الفتاوى (92/1) 

" ولهذا قال العلماء: يجوز رشوة العامل لدفع الظلم، لا لمنع الحق، وإرشاؤه حرام فيهما .... فلو أعطى الرجل شاعرا أو غير شاعر لئلا يكذب عليه بهجوه أو غيره، أو لئلا يقول في عرضه ما يحرم عليه قوله؛ كان ذلك جائزا وكان ما أخذه ذلك لئلا يظلمه حراما عليه، لأنه يجب ترك ظلمه والكذب عليه بالهجو من جنس تسمية العامة ( قطع مصانعة ) وهو الذي يتعرض للناس وإن لم يعطوه، اعتدى عليهم بأن يكون عونا عليهم في الإثم والعدوان، أو يكذب عليهم وأمثال ذلك فكل من أخذ المال لئلا يكذب على الناس ، أو لئلا يظلمهم؛ كان ذلك خبثا سحتا، لأن الظلم حرام عليه، فعليه أن يتركه بلا عوض يأخذه من المظلوم، فإذا لم يتركه إلا بالعوض كان سحتا ".

الخميس، 22 ديسمبر 2016

كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟



السؤال : ما هو أفضل شيء يقوم به الإنسان لشكر الله على نعمه التي منّ بها علينا ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

الشكر هو : المجازاة على الإحسان ، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان ، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله ؛ لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا ، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم ، وعدم جحودها ، فقال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) البقرة/ 152 .
ثانياً:
أعظم من قام بهذا الأمر ، فشكر ربَّه ، حتى استحق وصف " الشاكر " و " الشكور " هم الأنبياء والمرسلون عليهم السلام :
قال تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) النحل/ 120 ، 121 .
وقال تعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) الإسراء:/ 3 .
ثالثاً:
ذكر الله تعالى بعض نعمه على عباده ، وأمرهم بشكرها ، وأخبرنا تعالى أن القليل من عباده من قام بشكره عز وجل .
1. قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/ 172 .
2. وقال تعالى : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ) الأعراف/ 10 .
3. وقال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الروم/ 46 .
4. ومن النعم الدينية : قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة/ 6 .
وغير ذلك كثير ، وإنما ذكرنا هنا بعض تلك النِّعَم ، وأما حصرها : فيستحيل ، كما قال الله تعالى : ( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) إبراهيم/ 34 ، ثم منَّ الله علينا فغفر لنا تقصيرها في شكر تلك النعم ، فقال : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) النحل/ 18 .
والمسلم دائم الطلب من ربِّه تعالى أن يعينه على شكره تعالى ؛ إذ لولا توفيق الله لعبده ، وإعانته : لما حصل الشكر ، ولذا شرع في السنَّة الصحيحة طلب الإعانة من الله على شكره تعالى .
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) .
رواه أبو داود ( 1522 ) والنسائي ( 1303 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
وكان الشكر على النِّعَم سبباً في زيادتها ، كما قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .
رابعاً:
كيف يكون شكر العبد ربَّه على نعمه الجليلة ؟ يكون الشكر بتحقيق أركانه ، وهي شكر القلب ، وشكر اللسان ، وشكر الجوارح .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
الشكر يكون : بالقلب : خضوعاً واستكانةً ، وباللسان : ثناءً واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً .
" مدارج السالكين " ( 2 / 246 ) .
وتفصيل ذلك :
1. أما شكر القلب : فمعناه : أن يستشعر القلب قيمة النعم التي أنعمها الله على عبده ، وأن ينعقد على الاعتراف بأن المنعم بهذه النعَم الجليلة هو الله وحده لا شريك له ، قال تعالى : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) النحل/ 53 .
وليس هذا الاعتراف من باب الاستحباب ، بل هو واجب ، ومن نسب هذه النعم لغيره تعالى : كفر .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولاً ، واعترافاً ، وبذلك يتم التوحيد ، فمن أنكر نعَم الله بقلبه ، ولسانه : فذلك كافر ، ليس معه من الدين شيء.
ومَن أقر بقلبه أن النعَم كلها من الله وحده ، وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ، وتارة يضيفها إلى نفسه ، وعمله ، وإلى سعي غيره - كما هو جارٍ على ألسنة كثير من الناس - : فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ، وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها ، وأن يجاهد نفسه على ذلك ، ولا يتحقق الإيمان ، والتوحيد إلا بإضافة النعَم إلى الله ، قولاً ، واعترافاً .
فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان : اعتراف القلب بنعَم الله كلها عليه ، وعلى غيره ، والتحدث بها ، والثناء على الله بها ، والاستعانة بها على طاعة المنعم ، وعبادته .
" القول السديد في مقاصد التوحيد " ( ص 140 ) .
وقال تعالى مبيناً حال من يجحد نسبة النعم لله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) النحل/ 83 .
قال ابن كثير - رحمه الله - :
أي : يعرفون أن الله تعالى هو المسدي إليهم ذلك ، وهو المتفضل به عليهم ، ومع هذا ينكرون ذلك ، ويعبدون معه غيره ، ويسندون النصر والرزق إلى غيره .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 592 ) .
2. وأما شكر اللسان : فهو الاعتراف لفظاً – بعد عقد القلب اعتقاداً – بأن المنعَم على الحقيقة هو الله تعالى ، واشتغال اللسان بالثناء على الله عز وجل .
قال تعالى في سياق بيان نعمه على عبد محمد صلى الله عليه وسلم : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) الضحى/ 8 ، ثم أمره في مقابل ذلك بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى/ 11 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
أي : وكما كنت عائلا فقيراً فأغناك الله : فحدِّث بنعمة الله عليك .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 427 ) .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) .
رواه مسلم ( 2734 ) .
قال أبو العباس القرطبي – رحمه الله - :
والحمد هنا بمعنى الشكر ، وقد قدمنا : أن الحمد يوضع موضع الشكر ، ولا يوضع الشكر موضع الحمد ، وفيه دلالة على أن شكر النعمة - وإن قلَّت - : سببُ نيل رضا الله تعالى ، الذي هو أشرف أحوال أهل الجنة ، وسيأتي قول الله عز وجل لأهل الجنة حين يقولون : " أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول : ( ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ ) فيقولون : ما هو ؟ ألم تبيض وجوهنا ، وتدخلنا الجنة ، وتزحزحنا عن النار ؟ ، فيقول : ( أحلُّ عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً ) .
وإنما كان الشكر سبباً لذلك الإكرام العظيم لأنَّه يتضمَّن معرفة المنْعِم ، وانفراده بخلق تلك النعمة ، وبإيصالها إلى المنعَم عليه ، تفضلاًّ من المنعِم ، وكرماً ، ومنَّة ، وأن المنعَم عليه فقيرٌ ، محتاجٌ إلى تلك النعَم ، ولا غنى به عنها ، فقد تضمَّن ذلك معرفة حق الله وفضله ، وحقّ العبد وفاقته ، وفقره ، فجعل الله تعالى جزاء تلك المعرفة : تلك الكرامة الشريفة .
" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " ( 7 / 60 ، 61 ) .
ومن هنا قال بعض السلف : " مَن كتم النعمة : فقد كفَرها ، ومن أظهرها ونشرها : فقد شكرها " .
قال ابن القيم – تعليقاً على هذا - :
وهذا مأخوذ من قوله : ( إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة : أحب أن يَرى أثر نعمته على عبده ) .
" مدارج السالكين " ( 2 / 246 ) .
ويروى عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله : تذاكروا النِّعَم ، فإنَّ ذِكرها شكرٌ .
3. وأما شكر الجوارح : فهو أن يسخِّر جوارحه في طاعة الله ، ويجنبها ارتكاب ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام .
وقد قال الله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ) سـبأ/ من الآية 13 .
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) .
رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ) .
قال ابن بطَّال – رحمه الله - :
قال الطبري : والصّواب في ذلك : أن شكر العبد هو : إقراره بأن ذلك من الله دون غيره ، وإقرار الحقيقة : الفعل ، ويصدقه العمل ، فأما الإقرار الذي يكذبه العمل ، فإن صاحبه لا يستحق اسم الشاكر بالإطلاق ، ولكنه يقال شكر باللسان ، والدليل على صحة ذلك : قوله تعالى : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) سبأ/ 13 ، ومعلوم أنه لم يأمرهم ، إذ قال لهم ذلك ، بالإقرار بنعمه ؛ لأنهم كانوا لا يجحدون أن يكون ذلك تفضلاًّ منه عليهم ، وإنما أمرهم بالشكر على نعمه بالطاعة له بالعمل ، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم حين تفطرت قدماه في قيام الليل : ( أفلا أكون عبدًا شكوراً ) .
" شرح صحيح البخارى " ( 10 / 183 ، 184 ) .
وقال أبو هارون : دخلتُ على أبي حازم ، فقلت له : يرحمك الله ، ما شكرُ العينين ؟ قال : إذا رأيتَ بهما خيراً : ذكرته ، وإذا رأيتَ بهما شرّاً : سترته ، قلت : فما شكر الأذنين ؟ قال : إذا سمعتَ بهما خيراً : حفظته ، وإذا سمعتَ بهما شرّاً : نسيتَه .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
الشكر على درجتين : إحداهما واجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ، ويتجنب المحرمات ، فهذا لا بد منه ، ويكفي في شكر هذه النعم ، ... .
ومن هنا قال بعض السلف :
" الشكر : ترك المعاصي " .
وقال بعضهم : " الشكر أن لا يُستعان بشيءٍ من النعَم على معصيته " .
وذكر أبو حازم الزاهد شكرَ الجوارح كلها : " أن تكف عن المعاصي ، وتستعمل في الطاعات " ، ثم قال : " وأما مَن شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه : فمثَلُه كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه ، فلم يلبسه ، فلم ينفعه ذلك من البرد ، والحر ، والثلج ، والمطر " .
الدرجة الثانية من الشكر : الشكر المستحب ، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض ، واجتناب المحارم : بنوافل الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين ... .
" جامع العلوم والحكم " ( ص 245 ، 246 ) .
والخلاصة :
أنه حتى تكون شاكراً لربك تعالى على ما أنعم عليك : فإنه يجب عليك الاعتراف بقلبك أن واهب هذه النعم ، ومسديها هو الله تعالى ، فتعظمه ، وتنسبها إليه ، وأن تعترف بذلك بلسانك ، فتشكره بعد الاستيقاظ من النوم أن وهب لك الحياة ، وبعد الطعام والشراب أن رزقك إياهما وتفضل بهما عليك ، وهكذا في كل نعمة تراها على نفسك .
وتشكره بجوارك بأن لا تجعلها ترى ، ولا تسمع ، معصية ، أو منكراً ، كغناء ، أو غيبة ، ولا تمش برجليك إلى أماكن محرَّمة ، ولا تستعمل يديك في منكر ، ككتابة محرمة في علاقة مع نساء أجنبيات ، أو كتابة عقود محرمة ، أو القيام بصنعة أو عمل محرَّم ،
ومن شكر النعم بالجوارح : تسخيرها في طاعة الله تعالى ، بقراءة القرآن ، وكتب العلم ، وسماع النافع والمفيد ، وهكذا باقي الجوارح تسخرها في الطاعات المختلفة .
واعلم أن شكر النعَم نعمة تحتاج لشكر ، وهكذا يبقى العبد متقلباً في نعَم ربِّه ، وهو يشكر ربه على تلك النعم ، ويحمده أن وفقه إلى أن يكون من الشاكرين .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم

كلنا سنقوم الليل الساعة 12 ليلة الكريسماس


محمد شعبان أبو قرن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلتني هذه الرسالة عبر البريد من أحد الإخوة, وكان نصها كالتالي, مع بعض التصحيح مني:
نص الرسالة/
"إن شاء الله كلنا سنقوم الساعة 12 ليلة رأس السنة ونصلي ركعتين، أو نقرأ قرآناً، أو نذكر ربنا، أو ندعو، لأنه لو نظر ربنا للأرض في هذا الوقت الذي معظم العالم يعصيه, يجد المسلمين لا زالوا على طاعتهم، وكمان نعمل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: العبادة في الهرج كهجرة إليّ, بالله عليك ابعث الرسالة هذه لكل الذين عندك، لأنه كلما كثر عددنا؛ كلما ربنا سيرضى أكثر"..!!
الرد/
فأحببت أن أنشر الرد عليها بموقعنا المبارك (صيد الفوائد) حتى لا ينخدع كثير من المسلمين بمثل تلك الرسائل والحملات المنتشرة عبر شبكة الإنترنت.
فأقول وبالله التوفيق:
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وبعد:
فإنه لابد لنا أن نفرق بين مقاصد الشريعة حول العبادات والطاعات, ولا نحمل الأحاديث على غير معناها الصحيح, فهذه مسألة وهذه مسألة أخرى.. فمسألة إنشاء عبادة لمخالفة المشركين في أعيادهم "كما هو منصوص عليه في رسالة الأخ المرسل" يعد من البدع المنكرة, ولا يجوز تخصيص أيام أعياد الكفار بأي نوع من أنواع العبادة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية: "ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم.
ويكفي مخالفةً لهم أننا لا نشاركهم في أعيادهم بأي نوع من المشاركة، وأننا نبغض أفعالهم المخالفة للشرع, وعقائدهم الضالة.
ثم إنه يُخشى أن يعتاد الناس على هذه العبادة في أعياد الكفار الباطلة، فيعتقد العوام بعد ذلك أنها سُنَّة، فتكون بذلك قد أحدثت بدعة من حيث لا تشعر، بل قد يكون تخصيص أعيادهم بالعبادة نوعاً من المشاركة لهم في تعظيم أيامهم دون قصد منك، كما يحدث أيام شم النسيم وغيرها من أعيادهم الباطلة, ولذلك كره العلماء صيام أيام أعيادهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصوموا يوم السبت إلا في افترض عليكم ", ثم الأهم من ذلك أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصص مناسبة من المناسبات بذكر, أو صلاة, أو قراءة قرآن, كما يظن البعض في إحياء ليلة عيد الفطر أو ليلة الأضحى أو ليلة الجمعة بذكر أو بصلاة, استنادًا منهم على حديث أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ", وهو حديث ضعيف، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال النووي في "الأذكار": وهو حديث ضعيف رويناه من رواية أبي أمامة مرفوعاً وموقوفاً، وكلاهما ضعيف. ا.هـ. فتأمل أخي الحبيب حفظك الله.
حتى هذه الأحاديث التي تحث على العبادة بالنسبة لأهل الإسلام فإنها إما ضعيفة ضعفًا بينا وإما موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم, فما بالك بمشاركة أهل الكفر في أعيادهم, فتأمل..!!
وهاكم كلام ابن قدامة في المغني حول تخصيص يوم عيد الكفار بصيام أو عبادة:
قال ابن قدامة في المغني: ويُكره إفراد يوم النيروز (وهو من أعياد الرافضة الضالين المضلين)، ويوم المهرجان بالصوم؛ لأنهما يومان يعظمهما الكفار، فكره كيوم السبت، وعلى قياس هذا كل عيد للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم. ا.هـ.
وقال الكاساني في بدائع الصنائع: وكذا - يعني يكره - صوم يوم النيروز والمهرجان، لأنه تشبه بالمجوس. ا.هـ.
وأما مسألة الاعتماد على حديث العبادة في الهرج فلا يجوز أن نحمل الحديث على غير معناه الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم, فالعبادة في الهرج المنصوص عليها في الحديث.. هي عبادة عامة.. وليست مخصصة بوقت معين معلوم, كصيام الاثنين والخميس والأيام القمرية ويوم عاشوراء ويوم عرفة وغيرها, فهذه عبادة معلومة وموقتة بميقات, أي أنها عبادة مخصوصة وردت الأحاديث والنصوص الدالة على فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها.

ولذلك أقول للإخوة الأفاضل أن يحرصوا على عدم نشر تلك الرسائل التي تساهم في نشر البدعة, وأن يتحققوا من أي شيء يتعلق بدين الله عز وجل ويتأكدوا منه قبل النشر, فكما قال سلفنا الصالح: إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
والله تعالى أعلى وأعلم, وصلي الله وسلم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 
أخوكم في الله
محمد شعبان أبو قرن
m.aboqarn100@hotmail.com
موقع صيد الفوائد.

حكم تخصيص ليلة السنة الميلادية بالعبادة والصلاة.





هذه الرسالة أرسلها لي أحد أصدقاء الدراسة عبر الواتس وأحببت أن أنبه عليها.
وهي منتشرة كثيرة في الوقت الذي يسبق رأس السنة الميلادية.
----------------------------------------------

الكل بدأ يتكلم عن #رأس_السنه_الجديده 2017
هناك فكره إذا عجبتكم طبقوها و هي ؟!
*• لما يجي يوم31/12/2016 الساعه 11:59 *
في الليل تقوم تتوضأ قبل الوقت هذا بخمس دقائق
*وتقوم تصلي من الساعه 11:59 إلى الساعه 12:05 مثلٱ *
يعني 6 دقايق ، أو حتى على الأقل ركعتين لله عزوجل
*تكون وقتها #أخر_شيء_عملته في 2016 هو الصلاه*
*#وأول_شيء_بدأت في2017 هو الصلاه *
فهل يوجد #أجمل_من_سنه_بدأتها_بالصلاه ؟!
فـهم على مزامر الشيطان يرقصون
ونحن لـ ربنا ساجدون
#أحبتي_في_الله
دعونا نجعلها #صلاه_جماعيه لكل المسلمين
أرسلها لكل من تحب أن يختم معك هذه السنه بركعتين
ويبدأ سنه جديده بأحب الأعمال إلى الله تعالى
لا تجعلها تقف عندك
لا تحرم نفسك أن تكون أنت سبب في كسب الحسنات
------------------------------------------------

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻟﻴﻠﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻘﻴﺎﻣﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ؟ .
ﺍﻹﺟﺎﺑــﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌـﺪ :
ﻓﺈﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ . ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻣﻨﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺗﺨﺼﻮﺍ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ . ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺴﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ، ﻓﺤﺮﻱ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺰﻳﺔ ﻭﻻ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ . ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻠﻴﺎﻟﻲ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻗﺪ ﻧﻬﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﻬﻢ . ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻴﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ . ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺴﻬﺮ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﺣﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺗﻌﻮﻳﺪﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻘﺼﻮﺩﺍ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﻓﻀﻞ ﻭﻣﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻌﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .

موقع الإسلام ويب.

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

الكلم الطيب [53] .



 قال الحافظ ابن حجر :

" وروى خليفة [بن خياط] بإسناد حسن، أن عقبة [بن نافع] لما افتتح إفريقية وقف على القيروان، فقال: يا أهل هذا الوادي ، إنّا حالّون فيه إن شاء الله فاظعنوا ! ثلاث مرات.

قال : فما نرى حجراً ولا شجراً إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال : انزلوا باسم الله"

الإصابة 8/ 92
----------------------------------------
قال بعضهم: "إذا أردت أن أستقرض من غيري لشهوة أو زيادة؛ استقرضت من نفسي فتركت الشهوة فهي خير غريم لي"!
----------------------------------------
قال صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل» [رواه مسلم].
----------------------------------------

 دخل لص بيت مالك بن دينار فما وجد شيئا يأخذه فشعر به مالك فناداه : لم تجد شيئا من الدنيا ، فهل ترغب في شيء من الآخرة ؟ فقال اللص : نعم قال مالك : توضأ وصل ركعتين ففعل ، ثم جلس وخرج معه إلى المسجد ، فسئل مالك من هذا؟ فقال : جاء ليسرق فسرقناه. 

سير أعلام النبلاء
----------------------------------------
 قال الفضيل بن عياض: "من استحوذت عليه الشهوات؛ انقطعت عنه مواد التوفيق!".
----------------------------------------
 قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: "من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبك عليه البواكي".
----------------------------------------
انتبه...لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها:
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )
سورة الكهف.
------------------------------------------------------------
أكثرنا كهول وشيوخ ..

قال ابن حجر نقلاً عن النووي رحمهما الله : 

"الأصح المختار : أن الشاب من بلغ ولم يجاوز الثلاثين، ثم هو كهل إلى أن يجاوز الأربعين، ثم هو شيخ".

الفتح :(١٣٦/٩).
-----------------------------------------------------
أمة مخذولة، لنْ تعلو قدرَهَا ..

قال ابنُ تيمية رحمه الله :

"الرافضة أمة ليس لها عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة ".

مجموع الفتاوى:(471/4).
---------------------------------
نصيحةُ صحابيٍ ..

قال أبو الدرداء رضي الله عنه :

"اطلبوا العلمَ، فإن لم تطلبوه فأحبوا أهلَه، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم".

الزهد للإمام أحمد:(ص/١١٣).
--------------------------------
 تأمَّل

[الهدايةُ محضُ توفيق؛ فكم من ذكي لايُبصرُ الطريق، وكم من بليدٍ موفَّقٍ للصواب والتحقيق!]
-------------------------------
ورحم الله الذهبي لما قال في ترجمة أحد أذكياء الزنادقة: 
«لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى!».

 سير أعلام النبلاء، ترجمة ابن الرواندي (٦٢/١٤)
-------------------------------
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدّهم نظرًا، ويعميه عن أظهر الأشياء!

وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرًا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا بالله!

فمن اتكل على نظره واستدلاله أو عقله ومعرفته خُذِل، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كثيرًا ما يقول:

(يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك)».

 درء تعارض العقل والنقل ٩/٣٤.
----------------------------------
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة " الحسنة والسيئة " ص74 ( من أحسن الدعاء قوله: " اللهم لا تجعلني عبرة لغيري، ولا تجعل أحدا أسعد بما علمتني مني ".
---------------------------------
رحم الله ابن حزم ، قال ، فَصَدَق ..
قال ابن حزم رحمه الله في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " :
اعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يُجرِ الله على أيديهم خيرا ! ولا فَتح بهم مِن بلاد الكفر قرية ، ولا رُفع للإسلام راية ، وما زالوا يَسعون في قلب نظام المسلمين ويُفرِّقون كلمة المؤمنين ، ويَسلّون السيف على أهل الدِّين ، ويَسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة فأمْرُهم في هذا أشهر مِن أن يُتَكَلَّف ذِكْره .
وما تَوَصَّلَت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلاّ على ألْسِنة الشيعة . اهـ
---------------------------------------

 قال الإمام أحمد: "حب الرياسة أعجب إلى الرجل من الذهب والفضة، ومن أحب الرياسة طلب عيوب الناس". اﻵداب الشرعية 2/ 241
--------------------------------------
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم، إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه» [صححه الألباني].
------------------------------------
 إليك طرفاً من فقه مطرفٍ ..
قال مطرِّف بن عبد الله رحمه الله:
"لأن آخذ بالثقة في القعود أحبُ إليَّ من أن ألتمسَ، أو قال أطلبَ فضلَ الجهادً بالتغرير".
طبقات ابن سعد:(143/7).

طرفة : أراد الزواج بالثانية ... فدخلت زوجته.


 
مع دخول الشتاء وكثرة الزواجات بدأت أفكر بجدية في موضوع الثانية وكنت أظن إني لست بحاجة إلى الثانية لكني بعد تفكير عميق وتأمل أدركت أنني بحاجة للثانية.

وهي شيء أساسي في الحياة كيف لا؟

وقد وهبني الله تعالى القوة والقدرة.

ولا أدري كيف يزهد البعض فى الثانية.

بصراحة من لم يكسب الثانية ضاعت حياته هل تدري لماذا؟!. لأن من يضيع الثانية سوف يضيع الدقيقة ومن ضيع الدقيقة سيضيع الساعة وهكذا تضيع الحياة! 

(إن الحياة دقائق وثواني)







هذا واحد دخلت عليه زوجته وهو يكتب الرسالة فغير الموضوع نهائيآ !!!!! .

رد الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله.. على مفتش كان من طلابه.


 الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله كان مدرسا بالمعهد العلمي، واجتمع له اربع طبقات من طلابه، كزملاء له في التعليم(اي درس معه في المعهد طلابه، وطلابهم....اربع طبقات)



جاءه مرة مفتش، وهو من طلابه، ثم وضع ملاحظات عليه، وكأنه تجاوز فيها حد الادب.. والظاهر انه اعطاها للمدير، 



فكتب الشيخ في ذلك...

)مع الاعتذار للمفتشين، والمدراء [ورؤساء الأقسام]:



يقول الذي بالعلم اضحي محققا.

وطالع في كتب العلوم وفتشاً.



وعاشر أقواما وكان مجرباً

بصيراً بذي لبٍّ ومن قد تدروشا.



إذا المرء بالتعليم أصبح جاهلاً.

فإما مديراً... أو تراه مفتشاً

يعارضون حتى تسلم لهم المناصب .


 يقول شيخ الإسلام في الإستقامة (249/2) " إن الإنسان ظلوم جهول فلذك لا يعدل بل ربما كان ظالما في الحالين يرى قوما ينكرون علي المتولي ظلمه لرعيته واعتداءه عليهم فيرضى أولئك المنكرين ببعض الشئ من منصب أو مال فينقلبون أعوانا له وأحسن أحوالهم أن يسكتوا على الإنكار عليه ... وهؤلاء يعودون إلى أقبح من الحال التي كانوا عليها وقد يعودون إلى ما هو دون ذلك أو نظيره ).

قلت: أخرج الحاكم في المستدرك (514/4) الفسوي في المعرفة (391/2) عن حذيفة قال " من أحب أن يعلم أصابته الفتنة أولا فلينظر، فإن رأى حالا ما كان يراه حراما أو يرى حراما كان يراه حالالا، فليعلم أن قد أصابته ". 

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرحاه ووافقه الذهبي.

نساأل الله السلامة، اعتبر هذا بما كان عليه الحزبيون وما ينادون به قبل أن تسلم لهم المناصب.

اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك إلى يوم أن نلقاك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

السبت، 17 ديسمبر 2016

شرح حديث جيش الكعبة.{يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم وآخرهم..}


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يُخسف بأولهم وآخرهم، قالت: قلت يا رسول الله، كيف يُخسف بأوَّلهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يُخسف بأولهم وآخرهم، ثم يُبعثون على نيَّاتهم .

مقدمة:

هذا الحديث نقله الإمام النووي رحمه الله، عن عائشة رضي الله عنها، وفيه أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن حدث يقع في المستقبل، ألا وهو غزو الكعبة بيت الله الحرام، وأول بيتٍ وُضع للنَّاس في الأرض، وهذا الغزو من أشراط السَّاعة وعلاماتها، ولذا فقد بوَّب الإمام مسلم لهذا الحديث بباب أسماه "باب الخسف بالجيش الذي يؤمُّ البيت"، وجعله في كتاب "الفتن و أشراط الساعة" ولكن ذكره الإمام النوويّ في باب الإخلاص، من رياض الصّالحين للمعنى الّذي سنراه.

معنى الحديث:

وسبب هذا الغزو جاء بيانه في أحاديث أخرى، من رواية عائشة وحفصة وأمِّ سلمة رضي الله عنهنَّ، أنه: ((يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ) ، أي يلجأ إليه، ويلوذ به، وقد بيّنتِ الأحاديثُ أنّ هذا العائذَ بالبيت هو المهديُّ، وأنَّه من آل بيت الرّسول صلى الله عليه وسلم، أنّه عند لياذه بالبيت واحتمائه به، سوف يحدث ما بيّنه هذا الحديث الشريف، من توجُّه جيشٍ نحو الكعبة، يريد غزوها، والقضاء على من لجأ إليها ولاذ بها، كما قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ) ، فهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث: ((يغزو جيشٌ الكعبة)).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كانوا ببيداء من الأرض))، يعني: إذا بلغ هذا الجيشُ موضعَ بيداء من الأرض، والبيداء عموماً: هي الأرض المنبسطة الفسيحة، وقيل إنَّ البيداء المذكورة في هذا الحديث، هي ما بين مكة والمدينة، قريبٌ من ميقات ذي الحُليفة، حيث ورد في صفة حجّ النبي صلى الله عليه وسلم، أنّه لما ((اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَا)) أهلَّ بالتَّوحيد وأهلّ بالحجّ، وسواء كانت هذه هي البقعة المرادةُ أو غيرها، فالمقصود أنه مكان من الأرض فسيح، إذا بلغه هذا الجيش الغازي خُسف به.

قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُخسف بأوَّلهم وآخرهم))، الخسف: أن تبتلعهم الأرض، فيسيخوا فيها ويصيروا داخلها، وحدوث هذا الخسف من علامات الساعة.

وقول عائشة رضي الله عنها، لما سمعتْ هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله، كيف يُخسف بأوَّلهم وآخرهم، وفيهم أسواقُهم ومن ليس منهم؟))، يعني في هذا الجيش أُناسٌ ليسُوا ممَّن جاءوا قاصدين انتهاك حرمة الكعبة، كعابر السبيل، أو من ساقوه سوقاً وأجبروه على الخروج معهم، ومَن لبَّسوا عليه، فقالوا: إن نُريد إلا إنقاذ البيت! وما أشبهَ ذلك. وهو كما قالت عائشة رضين الله عنها في روايةٍ أخرى: (فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ!) فقال صلى الله عليه وسلم: ((نَعَمْ، فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ)).

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: ((يُخسَف بأوَّلهم وآخِرهم، ثم يُبعثون على نيَّاتهم))، هذا هو الشَّاهد في هذا الحديث، ولهذا أدرجه النوويّ في "باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية"، فأفرادُ هذا الجيش، وإن اتَّحدت صورتهم في كونهم جزءاً من هذا الجيش المتوجّه نحو مكّة، فنزلت بهم عقوبةٌ عامة لم تستثن أحداً منهم، ولم تُميّز بين من كان يُريد الاعتداء، ومن لم يكن يريده، فهذا هو شأن عقوبة الدنيا، أنّها تتنزّل بحسب نظام السنن الواقعيّة، وبالتالي فقد تعمّ وتشمل الجميع، كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} ، أمّا عقوبة الآخرة، فإنها تقوم على مبدأ قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)} ، وقوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)} ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم، في شأن أفراد هذا الجيش، ((ثم يُبعثون على نيَّاتهم))، أي على ما قام في قلوبهم من المقاصد، كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عمر رضي الله عنه ((ولكل امرئ مانوى)) فالذي نوى بهذا المجيء انتهاك حرمة البيت، فهذا ظالم معتدٍ له عقوبة الدنيا بالخسف، وله عقوبة الآخرة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)} وهذا العذاب يشمل عذاب الدنيا وعذابَ الآخرة. أما من جاء موافقاً لهم، لا يعلم حقيقة الأمر، فهذا تصيبه عقوبةُ الدنيا؛ لكنَّ عقوبة الآخرة لا تُصيبه، لأنّ عقوبة الآخرة لا عمومٌ فيها، بل تخُصُّ كلَّ صاحب جرم بجرمه، وكلَّ صاحب ذنب بذنبه؛ ولهذا ينبغي للمؤمن أن يتجنَّب صحبة أهل الشر في الدّنيا، فإنَّ من سوءات صحبتهم أنه إذا نزلت بهم عقوبة أصابه ما أصابهم.

وذلك كما بيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ((يَهلِكون مهلكاً واحداً، ويصدُرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم)).

من فوائد الحديث:

-أنّ النية قدرها عظيم، وشأنها كبير.

-أن حسن القصد لا يبرّر خطأ العمل وسوء التصرف، فالنية الطّيبة لا تُنجي صاحبها من عذاب الدنيا، إذا كان ظاهر العمل سيّئاً.

-أن النية الطيبة تنجي صاحبها من عذاب يوم القيامة.

-أنّ من علامات الساعة، ظهور المهدي ولياذه بالكعبة.

http://www.almosleh.com/ar/index-ar-show-21012.html#sthash.lkKRzHPG.dpuf

الخميس، 15 ديسمبر 2016

دعاء مع إخواننا في سوريا|| الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي.









أنت ربنا منتهى كل شكوى وسامع كل نجوى وكاشف كل ضر وبلوى اللهـــــــــــــم إن بإخواننا في سوريا ما لا يشتكى إلا إليك ولا يعول في كشفه إلا عليك يا من يجيب المضطر إذا دعاه نسألك أن تستجيب دعائنا لإخواننا اللهـــــــــــــــــم اجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية اللهــــــــــــــــــــــم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وبارك أرزاقهم وعيشهم اللهـــــــــــــــــــــــــم أنت الله لا إله إلا أنت الرحيم أمن خوفهم اللهم أمن خوفهم اللهم أمن خوفهم اللهم من لليتمى ومن لثكالى ومن للشيوخ اللهم إنهم إخواننا في دينك نستنصرك وأنت النصير ونستعين بك يا نعم المولـــــــــــــــــــــــى ونعم النصيـــــــــــــــــــــــــــــر اللهــــــــــــــــــــــم أغث إخواننا اللهـــــــــــــــــــــم أغث إخواننا اللهــــــــــــــــــــم عجل لهم بالفرج اللهـــــــــــــــــــــــم عجل لهم بالفرج والمخرج اللهـــــــــــــــــــــــــم اجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا بارك أرزاقهم وأمن خوفهم وثبت قلوبهم وسدد سهامهم وصوب أرآهم واجمع شملهم وارحم ضعفهم يــــــــــــــــــــــــا أرحم الراحمين يــــــــــــــــــــــــا أرحم الراحمين اللهــــــــــــــــــــــــــــم عليك بالظلمة والظالمين شتت شملهم وفرق جمعهم اللهـــــــــــــــــــــــم اقسم ظهورهم وعسر في أذيتنا وأذية المسلمين أمورهم اللهـــــــــــــــــــــــــم اشدد عليهم وطأتك وأنزل بهم رجسك واسلبهم عافيتك زلزل أقدامهم وصدع بنيانهم وشتت شملهم اللهــــــــــــــم إن بالإسلام وأهله من الضيق والظنك ما لا يشتكى إليك اللهـــــــــــــــم ربنا ورب المسلمين ورب كل شئ نستنصرك لكل مسلم مظلوم محروم مقهور اللهـــــــــــــــم إنا نستنصر بك يا نعم النصيـــــــــــر ونستظهر بك يا نعم المولــــــــى ونعم النصيــــــــــــر اللهم أغثنا وأغث إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اللهــــــــــــم عجل لهم بالفرج اللهـــــــــــــــــم عجل لنا ولهم بالفرج
اللهـــــــــــــــم عليك بالظلمة والظلمين اللهـــــــــــم انزع عنهم عافيتك وشتت شملهم وفرق جمعهم واحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهــــــــــــــم إنهم استمرأوا الفساد وأذية العباد وعاثوا في الأرض فسادا ياحــــــــي ياقيـــــــــــوم برحمتك نستغيث أجرنا من كل ظالم اللهـــــــــــم أجرنا من كل ظالم وظلمه وكل باغ وبغيه اللهــــــــــــــــم أجرنا و المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أجمعين من الظلمة والظالمين اللهـــــــــــــم إنا في جوارك فأجرنا وإنا في عوذك فأعذنا إليك إلتجأنا يا نعم المولــــــــــــى ونعم النصيــــــــــــر عجل بفرج من عندك تشتت به شملهم وتفرق به جمعهم اللهـــــــــــــم اقسم ظهور أعداء الإسلام والمسلمين واجعل كيدهم إلى سفال وعاقبتهم إلى خزي ووبال يا كبير با متعـــــــــال سبحانــــــــــــك يا شديــــــــــــد المحال اللهــــــــــــــم أنت جبـــــــــــار السماوات والأرض اللهــــــــــــــــــــم أنت الله لا إله إلا أنت جبــــــــــــــــــار السماوات والأرض اجبر كسرنا وكسر إخواننا والهمنا رشدنا وتب علينا نستغفـــــــــر الله ونتوب إليه من ذنوب سلطت أعدائنا علينا اللهم إنا نستغفـــــــــــــرك من ذنب سلط أعدائنا علينا اللهم إنا نستغفـــــــــرك ونتوب إليك من ذنوب سلطت أعدائنا علينا اللهـــــــــــم لا تشمت بنا الأعداء ولا تشمت بنا الحاسدين ولا تردنا خزايا ولا مستضعفين ولا مقهورين اللهــــــــــــم ارفع شئننا وقو شئونا وأصلح أمرنا وأصلح ذات بيننا واجمع على الحق كلمتنا وألف بين قلوبنا لا إله إلا أنت سبحانــــــــــــــــــــك إنا كنا من الظالمين اللهــــــــــــــم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم سبحــــــــــان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

الكلم الطيب [52] 11/03/1438--- 11/12/2016.



 قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:اتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا »

البدع لابن وضاح(21)
------------------------------------------------------
قال الحسن البصري رحمه الله :
(( لو أَن رجلا أَدرك السلف الأَول ثم بعث
اليوم ما عرف من الإسلام شيئا )) .
[البدع والنهي عنها لابن وضاح 

(176)]
------------------------------------------------------
قالت أم الدرداء رضي الله عنها : «من وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه»

"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" للخلال (ص: 28)


------------------------------------------------------
جمال العلم بثلاث ..

قال الشافعي رحمه الله :

"لايجمل العلم ولا يحسن إلا بثلاث : تقوى الله، إصابة السنة، الخشية". 

المناقب للبيهقي:(١٤/٢).

من دعاء السلف ..
-----------------------------------------------------
جاء أن الحسن البصري رحمه الله كثيراً ما يردد هذين الحرفين :

"اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد مقدرتك".

الزهد لأحمد:(ص/٣٢٠).
--------------------------------------------------------
هل تعلم أنه حنفي المذهب ؟

قال الحافظ الكبير، والمحدث المتقن، رفيق الإمام أحمد؛ يحيى بن معين رحمه الله :

"ما لأحد أن ينظر في رأي الشافعي، ينظر في رأي أبي حنيفة أحب إليّٓ".

قال الذهبي : قد كان أبو زكريا حنفياً في الفروع، فلهذا قال هذا، وفيه انحراف يسير عن الشافعي.

السير:(٨٨/١١).
-------------------------------------------
ابن تيمية بقلم تلميذه ..

قال ابن عبدالهادي رحمه الله :

"كان بحراً لا تكدره الدلاء، وحٓبْراً يقتدي به الأخيارُ الألباءُ، طٓنّٓتٓ بذكره الأمصارُ، وضٓنّٓتٓ بمثله الأعصار".


العقود الدرية:(ص/٧).
------------------------------------------------------------
من اختيارات ابن المنذر ..

حديث : "حتى تذوقي عُسَيْلتَه ويذوقَ عُسَيْلَتَك"

العُسَيْلَة : تصغير العَسَل، وهي كناية عن اللذة . 

قال ابنُ المنذر : "وفيه كالدلالة على أن الزوج إذا أتاها وهي نائمة لا تشعر، أو مُغْمىً عليها لا تحس باللذة، لم تحل للزوج الأول".

غريب الحديث للخطابي:(٥٤٦/١)
---------------------------------------------------------
 عن سخبرة مرفوعا " من أعطي فشكر، وابتلي فصبر، وظلم ( بفتح الظاء) فاستغفر، وظلم ( بضم الظاء) فغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" رواه الطبراني قال في الفتح: بسند حسن.
----------------------------------------
 قال الإمام الذهبيّ -رحمه الله-: "فالقادة الأعلام يوم من أيام أحدهم أكبر من عمر آحاد الناس"
-------------------------------------
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: "العلم ما قام عليه الدليل، والنافع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم" [تفسير سورة النور].
---------------------------------------------
 قال صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» [رواه مسلم].
--------------------------------------------
قال ابن الجوزي: "أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسيء آمن".
-------------------------------------------
كان أحد الصالحين يدعو قائلاً: "جرمي عظيم، وعفوك كبير، فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم" (اللطائف 370).
------------------------------------------
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاةيكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفر عنه ما بينهما» [رواه أبو داود وصححه الألباني].

----------------------------------------
 قال ابن القيم ( والاستمرار على ترك السنن خذلان. قال أخمد - رضي الله عنه - وقد سئل عن رجل استمر على ترك الوتر، هذا رجل سوء إياك أن تتبع شيخا يقتدي بنفسه ولا يكون له إمام يعزي إليه ما يدعوك إليه ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى رسول الله. الثقة بالأشخاص ضلال والركون إلى الآراء ابتداع، اللين والانطباع في الطريقة مع السنة أحب إلي من الخشونة والانقباض مع الببدعة، لا تتقرب إلى الله تعالى بالامتناع مما لم يمنع منه كما لا تتقرب إليه بعمل مالم يأذن فيه).
 هذا في الصواعق (1348/4)
----------------------------------------
 لما ترجم الحاكم في "تاريخ نيسابور" لأبي إسحاق الوراق الأبزاري قال: ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍلمسلمين ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻠﻢ ﺍلمسلمون ﻣﻦ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻳﺪﻩ ..!

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

عبد العزيز الدباغ يفضح أتباعه من الصوفيين.



تدبير الشأن الديني والتطرف (محمد وراضي) عن كتاب اﻹبريز للضلالي عبد العزيز الدباغ يفضح فيه أتباعه من الصوفيين : ... فكان الولي من هؤلاء الخمسة،إذا شاهد ملكا على هذه الحالة تعجبه حالته، فتتأثر ذاته بالحالة التي يشاهدها من الملك ( يعني أن اﻷولياء مثل الدباغ يشاهدون الملائكة) ثم تتكيف صصاته بحركة الملك، فتتحرك صصاته كما تتحرك صصات الملك، وتحكي ذاته ذات الملك! فإذا رآه أتباعه يتحرك بتلك الحركة تبعوه! فهو يتحرك لحركة الملك، وهم يتحركون لحركته ويتزينون بزيه الطاهر،(هل الزي هو الصوف أو المرقعات؟) بالحضرة وزادوا في حركتها، وجعلوا لها آلة (الطبل) وتكلفوا لها وتوارثتها اﻷجيال جيلا بعد جيل ( حتى انتهت إلى البودشيشيين!)

وَإِذَا الحَبِيبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ ... جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيعِ" موسى و يونس عليهما السلام

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : وسمعتُ شيخٓ الإسلام ابن تيمية -قدَّس الله روحه- يقول : 

"انظر إلى موسى - صلوات الله وسلامه عليه- رمى الألواحَ التي فيها كلامُ الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجرَّ بلحية نبيٍّ مثله وهو هارون، ولطم عينَ ملك الموت ففقأها، وعاتب ربَّه ليلة الإسراء في محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ورفعِه عليه، وربُّه تعالى يحتمل له ذلك كلَّه، ويحبُّه ويكرمه ويدلله؛ لأنه قام لله تلك المقاماتِ العظيمةَ في مقابلة أعدى عدوٍّ له، وصدع بأمره، وعالج أمَّتَيِ القبط وبني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر .

وانظر إلى يونس بن متَّى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى، غاضَبَ ربَّه مرَّةً، فأخذه وسجنه في بطن الحوت، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى، وفرقٌ بين من إذا أتى بذنبٍ واحدٍ، ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له، وبين من إذا أتى بذنبٍ جاءت محاسنه بكلِّ شفيع، كما قيل :

وَإِذَا الحَبِيبُ أَتَى بِذَنْبٍ وَاحِدٍ

جَاءَتْ مَحَاسِنُهُ بِأَلْفِ شَفِيعِ"

مدارج السالكين:(٣٣٧/١).

السبت، 3 ديسمبر 2016

فصل في ذكر ﻣَﺪَﺍﻓِـئ ﺍﻟﺴـَّﻠَﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !



#استعدوا_للبرد
ﺃﻓﻠﺢَ ﻣَﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ (ﻣِﺪﻓﺄﺓ ) يستدفئ بها في البرد
وﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺪﺍﻓﺊ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ (الزوجة)
فﻫﻨﻴﺄ ﻟﻤﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄة
فصل في ذكر ﻣَﺪَﺍﻓِـئ #ﺍﻟﺴـَّﻠَﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ !
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦُ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻓﻲ " ﻣﺼﻨَّـﻔِﻪ " ( ﺝ١/ ﺹ ٧٦ ) :
ﺑﺎﺏٌ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞِ ﻳَﺴْﺘَﺪْﻓِﺊُ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗِﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞَ )
ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ : ﺃﻥ ﻋﻤﺮَ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺪﻓﺊُ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐُﺴﻞ .
ﻭﻋﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻗﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻳﻐﺘﺴﻞُ، ﺛﻢ ﻳَﺠِﻲﺀُ ﻭﻟﻪ ﻗَﺮْﻗـَﻔَﺔٌ ﻳﺴﺘﺪﻓﺊُ ﺑﻲَّ .
وﺍﻟﻘَﺮْﻗـَﻔَﺔُ : ﺍﺿﻄﺮﺍﺏُ ﻭﻃﺮﻃﻘﺔُ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ، ﻭﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ .
ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﻷﻏﺘﺴﻞُ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﺔ، ﺛﻢ ﺃَﺗَﻜَﻮَّﻯ ﺑﺎﻟﻤﺮﺃﺓِ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺴﻞَ .
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ : ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﺔ، ﺛﻢ ﻳَﺠِﻲﺀُ ﻓﻴﺴﺘﺪﻓﺊ ﺑﺎﻣﺮﺃﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﺘﺴﻞ، ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻻ ﻳَﻤَﺲّ ﻣﺎﺀً ! .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦُ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﺫﺍﻙَ ﻋَﻴْﺶُ ﻗﺮﻳﺶٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ! .
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺇﻧﻲ ﻷَﺳْﺘَﺪْﻓِﺊُ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀِ ، ﻭﺃَﺗـَﺒَﺮَّﺩُ ﺑِﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ! . ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻣﺮﺃﺗَﻪ .
ﺍﻟﻤﻌﺠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ( 243/9 ) ...ﺍهـ


ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪُ ﻓﻲ ﻋﻮﻥِ ﻣﻦ ﻻ تﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺪﻓﺄﺓ
ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﻴﻰﺀ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﺪﻓﺄﺓ ﺗﻘﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺩ.
نقله محبكم #أبو_مالك_بلال_المودن_الطنجي
Telegram.me/aboumalik
www.facebook.com/aboumaliktanger

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار إلا النحل~~ كانت الأوزاغ يوم أحرق بيت المقدس تنفخ النار بأفواهها، والوطواط تطفيها بأجنحتها.






عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار إلا النحل ) رواه أبو يعلى. قال الحافظ في الفتح (250/10): وسنده لا بأس به.وقال البوصيري في الإتحاف (5590) هذا إسناد حسن.

وقال الهيثمي في المجمع (6089) و (13387) و (18594): رجاله ثقات.

وصححه الإمام الألباني في صحيح الجامع (5755) وحسنه سليم أسد في مسند أبي يعلى.

حَدِيثٌ : الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ ، ( عد ) من حديث ابن عمر ( طب ) من حديثه أيضا من طريقين ( أبو يعلى ) من حديث أنس بلفظ : عمر الذباب أربعون يوما ، والذباب كله في النار إلا النحل ، ولا يصح في الأول أيوب بن خوط متروك ، وفي الثاني القاسم بن يزيد مجهول ، وفي الثالث إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء ، وفي الرابع مسكين بن عبد العزيز ليس بالقوي ، ( تعقب ) بأن الحافظ ابن حجر قال في فتح الباري : حديث أنس إسناده لا بأس به ، وحديث ابن عمر إسناده ضعيف ، انتهى ، ( قلت ) سبق إلى تعقبه الذهبي فقال في تلخيصه : ما بال هذا هنا وقد روى القاسم بن يزيد الجرمي صدوق عن سفيان ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير ، عن ابن عمر ، أن النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال : " الذباب كله في النار " ، وهذا إسناد جيد ، انتهى ، والله أعلم ، وقد ورد أيضا من حديث ابن عباس ، وابن مسعود ، أخرجهما الطبراني بسندين جيدين ، فالحديث حسن أو صحيح ، ( قلت ) قال بعض العلماء : وكونه في النار ليس لعذاب له ، وإنما هو ليعذب أهل النار بوقوعه عليهم ، أعاذنا الله تعالى من عذابه وهو حسبنا ونعم الوكيل ، والله تعالى أعلم .

http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1856&pid=642987&hid=2083


-----------------------------


وعن عائشة قالت: " كانت الأوزاغ يوم أحرق بيت المقدس تنفخ النار بأفواهها، والوطواط تطفيها بأجنحتها" رواه البيهقي (318/9) وقال هذا موقوف صحيح الإسناد. وقال الحافظ في التلخيص (379/4) :" وحكمه الرفع، لأنه لا يقال بغير توقيف، وما كانت عائشة ممن يأخذ عن أهل الكتاب".

الخميس، 1 ديسمبر 2016

موقف أهل السنة والجماعة من بدعة المولد .





اتفق العلماء من السلف الصالح - رحمهم الله – على أن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المواسم غير الشرعية ، أمر محدث مبتدع في الدين ، ولم يؤثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، ولا عن التابعين وتابعيهم ، ولا علماء الأمة المشهورين كالأئمة الأربعة ونحوهم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول ، التي يقال إنها ليلة المولد ، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار ، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ، ولم يفعلوها ، والله سبحانه وتعالى أعلم ) وقال – أيضا – في – " اقتضاء الصراط المستقيم " : (( فصل . ومن المنكرات في هذا الباب : سائر الأعياد والمواسم المبتدعة ، فإنها من المنكرات المكروهات سواء بلغت الكراهة التحريم ، أو لم تبلغه ؛ وذلك أن أعياد أهل الكتاب والأعاجم نهي عنها ؛ لسببين : أحدهما : أن فيها مشابهة للكفار . والثاني : أنها من البدع . فما أحدث من المواسم والأعياد هو منكر ، وإن لم يكن فيها مشابهة لأهل الكتاب ؛ ))
وقد ذكر رحمه الله تعالى توجيه ذلك فقال : (( أن ذلك داخل في مسمى البدع والمحدثات ، فيدخل فيما رواه مسلم في صحيحه عن جابر – رضي الله عنهما – قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ، ويقول : ؛" بعثت أنا والساعة كهاتين – ويقرن بين إصبعيه : السبابة والوسطى - ويقول :" أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " وفي رواية للنسائي : " وكل ضلالة في النار " . ))
وبين رحمه الله تعالى أن الزمان ثلاثة أنواع ويدخل فيها بعض أعياد المكان والأفعال 
أحدها : يوم لم تعظمه الشريعة الإسلامية أصلا ، ولم يكن له ذكر في السلف ، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه ، مثل أول خميس من رجب ، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب . النوع الثاني : ما جرى فيه حادثة كما كان يجري في غيره ، من غير أن يوجب ذلك جعله موسما ، ولا كان السلف يعظمونه : كثامن عشر ذي الحجة الذي خطب النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم مرجعه من حجة الوداع ... وكذلك ما يحدثه بعض الناس : إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع – من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده ، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع فيه لو كان خيرا ، ولو كان خيرا محضا أو راجحا لكان السلف – رضي الله عنهم – أحق به منا ، فإن كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا ، وهم على الخير أحرص . وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره ، وإحياء سنته ظاهرا وباطنا ، ونشر ما بعث به ،والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان ، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، والذين اتبعوهم بإحسان .
وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حرّاصا على أمثال هذه البدع – مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد – تجدهم فاترين في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أمروا بالنشاط فيه ، وإنما هم بمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه ، أو يصلي فيه قليلا ، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة ، وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي تُشرع ، ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع بما يفسد حال صاحبها .
المراجع : كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لابن رجب الحنبلي
كتاب البدع الحولية لعبدالله بن عبدالعزيز التويجري
المصدر المفكرة الإسلامية

أول من أحدث بدعة المولد النبوي .




لا شك أن الصحابة رضي الله عنهم هو أشد الناس محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وأحرصهم على اتباعه وأعلم الناس بالسنة ، وهم رضي الله عنهم مع حرصهم وشدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنهم على الإطلاق إن أحدا منهم احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يؤثر كذلك عن القرون المفضلة الأولى أن أحدا احتفل بالمولد . فلم تسجل حادثة واحدة في كتب التاريخ تدل على وجود مثل هذا الأمر في تلك القرون .
مما يعني أن أمر هذا الاحتفال استحدث بعد هذه القرون المفضلة .
وأول من أحدث هذه البدعة هم الباطنية وبالأخص قوم يعتبرون من المؤسسين للدعوة الباطنية يقال لهم بني القداح ويسمون أنفسهم بالفاطميين ، وينتسبون زوراً إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فجدهم هو ميمون ابن ديصان القداح وكان مولى لجعفر بن محمد الصادق وميمون هذا من الأهواز وهو أحد مؤسسي المذهب الباطني الخبيث وذلك بالعراق ، ثم ارتحل إلى المغرب ، وانتسب هناك إلى عقيل بن أبي طالب وزعم أنه من نسله ، فلما دخل في دعوته قوم من غلاة الرافضة ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فقبلوا ذلك منه على الرغم من أن محمد ا بن إسماعيل بن جعفر الصادق مات وليس ذرية . وممن تبع ابن ديصان القداح رجل يقال له : حمدان قرمط وإليه تنسب القرامطة .
ثم لما توالت الأيام ظهر المعروف منهم بسعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون بن ديصان القداح فغير اسمه ونسبه وقال لأتباعه : أنا عبيد الله بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فظهرت فتنته بالمغرب .
قال بن خلكان في وفيات الأعيان : ( وأهل العلم بالأنساب من المحققين ينكرون دعواه في النسب ) .
وفي سنة 402 هـ كتب جماعة من العلماء والقضاة ، والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين ، محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الفاطميين – العبيديين - وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو : منصور بن نزار الملقب ب" الحاكم " حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار – ابن معد بن إسماعيل بن عبدالله بن سعيد –لا أسعده الله – فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله ، وتلقب بالمهدي ، وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج ، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ولا يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم ، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور . وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج كذبه ، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعا في الحرمين ، وفي أول أمرهم بالمغرب ، منتشرا انتشارا يمنع أن يدلس أمرهم على أحد ، أو يذهب وهم إلى تصديقهم فيما ادعوه ، وأن هذا الحاكم بمصر –هو و سلفه – كفار فساق فجار ، ملحدون زنادقة ، معطلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون ، وقد عطلوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلوا الخمر ، وسفكوا الدماء ، وسبوا الأنبياء ولعنوا السلف ، وادعوا الربوبية ،
كتب في سنة 402 هجرية وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير . ا.هـ

فأول من قال بهذه البدعة – بدعة الاحتفال بالمولد النبوي – هم الباطنية الذين أرادوا أن يغيّروا على الناس دينهم ، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه ؛ لإبعادهم عما هو من دينهم فإشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة ، والبعد عن شريعة الله السمحة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المطهرة .
وقد كان دخول العبيديين مصر سنة 362 هـ في الخامس من رمضان ، وبدعة الاحتفال بالمولد عموما ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا إنما ظهرت في عهد العبيديين ، ولم يسبقهم أحد إلى ذلك .
قال المقريزي : ( ذكر التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي ) :
· موسم رأس السنة
· وموسم أول العام
· ويوم عاشوراء
· ومولد النبي صلى الله عليه وسلم
· ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه
· ومولد الحسن رضي الله عنه
· ومولد الحسين رضي الله عنه
· ومولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها
· ومولد الخليفة الحاضر
· وليلة أول رجب
· وليلة النصف من رجب
· وليلة أول شعبان
· وليلة النصف من شعبان
· وموسم ليلة رمضان
· وغرة رمضان
· وسماط رمضان
· وليلة الختم
· وموسم عيد لفطر
· وموسم عيد النحر
· وعيد الغدير
· وكسوة الشتاء
· وكسوة الصيف
· وموسم فتح الخليج
· ويوم النيروز
· ويوم الغطاس
· ويوم الميلاد
· وخميس العدس
· وأيام الركوبات
ثم تكلم المقريزي عن كل موسم من هذه المواسم ، ومراسم الاحتفال فيه .

فهذه شهادة ظاهرة واضحة من المقريزي – وهو من المثبتين انتسابهم إلى ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن المدافعين عنهم – أن العبيديين هم سبب البلاء على المسلمين وهم الذين فتحوا باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه ، حتى إنهم كانوا يحتفلون بأعياد المجوس والمسيحيين وهذا من الأدلة على بعدهم عن الإسلام ومحاربتهم له ، وإن لم يجهروا بذلك ويظهروه .
وفي ذلك دليل أيضا على أن إحياءهم للموالد الستة المذكورة ومنها مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس محبة له صلى الله عليه وسلم كما يزعمون وكما يظهرون للعامة والسذج من الناس ، وإنما قصدهم بذلك نشر خصائص مذهبهم الإسماعيلي الباطني ، وعقائدهم الفاسدة بين الناس ، وإبعادهم عن الدين الصحيح ، والعقيدة السليمة بابتداعهم هذه الاحتفالات ، وأمر الناس بإحيائها ، وتشجيعهم على ذلك وبذل الأموال الطائلة في سبيل ذلك .


المصدر:
https://saaid.net/mktarat/Maoled/14.htm