الأحد، 5 سبتمبر 2021

*أرشاد عباد الرحمن إلى الموقف الصحيح من جماعة طالبان (1)


*هذا بحث بعنوان "ارشاد عباد الرحمن إلى الموقف الصحيح من جماعة طالبان".*
*فبعد إن اختلف الناس في جماعة "طالبان" التي استولت على الحكم في أفغانستان بين مزكي رافع من شأنهم وبين ذام محذر منهم، فاختلط الأمر عند بعض الناس فلم يعرف الموقف الصحيح من هذه الجماعة، ومن هو المحق ومن هو المبطل.*
*فكان هذا البحث ليعرف المسلم حقيقة الأمر، وأين يمكن أن يضع قدمه.*
*ولما كان هذا البحث طويلا يصعب بعض الشئ قراءته عن طريق "الويتساب" أرتأيت تجزءته وأرساله على أجزاء ليسهل قراءته كل يومين أو ثلاثة "وقفة".* 
*وقد جمعت في هذا البحث من نفائس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أهل العلم الفضل.*
*والله أسأل أن ينفع به إخواني المسلمين وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح، ويكتب لكاتبه الأجر ويضع عنه الوزر.*
*إنه سبحانه أكرم مسؤول وخير مأمول.*
*وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.*
*كتبه وأعده: د. صلاح بن على الزياني*
___________
*أرشاد عباد الرحمن إلى الموقف الصحيح من جماعة طالبان (1) فهذه هي سلسلة "وقفات" التى وعدناكم أن نرسلها لكم كل يومين أو ثلاثة*                                                                             
*الوقفة الأولى: إننا نسأل هؤلاء الأخوة فنقول هل جماعة طالبان في نظركم مسلمون أو كفار ؟!!!*
*فالذي أظنه فيهم أن لا أحد منهم يشك في أنهم مسلمون، ولا أحد يرميهم بالكفر.*
*وإذا ثبت أنهم مسلمون فلهم على إخوانهم المسلمين حقوقا وواجبات.*
*وحتى لو قيل أنهم عصاة فسقة مبتدعة، فإن مسمى الإيمان لا يزول عنهم بذلك، فإن المعاصي والذنوب لا تخرج المسلم من الإسلام كما هو مقرر في مذهب أهل السنة والجماعة.*
*قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الواسطية" (ص 113 )، "الفتاوى" (3/ 151):*
*"وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ:(أنهم ) لَا يُكَفِّرُونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِمُطْلَقِ الْمَعَاصِي وَالْكَبَائِرِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْخَوَارِجُ؛ بَلْ الْأُخُوَّةُ الْإِيمَانِيَّةُ ثَابِتَةٌ مَعَ الْمَعَاصِي كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي آيَةِ الْقِصَاصِ: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 178] وَقَالَ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [سُورَة الحجرات 9] {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10] .*
*وَلَا يَسْلُبُونَ الْفَاسِقَ الْمِلِّي اسْمَ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ وَلَا يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّارِ كَمَا تَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ بَلْ الْفَاسِقُ يَدْخُلُ فِي اسْمِ الْإِيمَانِ فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}" [النساء: 92].*
*"وَفِي الصِّحَاحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ. {مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ} وَفِي الصِّحَاحِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: {الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ} وَفِي الصِّحَاحِ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: {وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَظْلِمُهُ} وَأَمْثَالُ هَذِهِ النُّصُوصِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَثِيرَةٌ. وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِيهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضَهُمْ أَوْلِيَاءَ بَعْضٍ وَجَعَلَهُمْ إخْوَةً وَجَعَلَهُمْ مُتَنَاصِرِينَ مُتَرَاحِمِينَ مُتَعَاطِفِينَ وَأَمَرَهُمْ سُبْحَانَهُ بالائتلاف وَنَهَاهُمْ عَنْ الِافْتِرَاقِ وَالِاخْتِلَافِ فَقَالَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]. وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنَّمَا أَمْرُهُمْ إلَى اللَّهِ} الْآيَةَ [الأنعام: 159]. فَكَيْفَ يَجُوزُ مَعَ هَذَا لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَفْتَرِقَ وَتَخْتَلِفَ حَتَّى يُوَالِيَ الرَّجُلُ طَائِفَةً وَيُعَادِيَ طَائِفَةً أُخْرَى بِالظَّنِّ وَالْهَوَى؛ بِلَا بُرْهَانٍ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَدْ بَرَّأَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ كَانَ هَكَذَا. فَهَذَا فِعْلُ أَهْلِ الْبِدَعِ؛ كَالْخَوَارِجِ الَّذِينَ فَارَقُوا جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَ مَنْ خَالَفَهُمْ. وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهُمْ مُعْتَصِمُونَ بِحَبْلِ اللَّهِ وَأَقَلُّ مَا فِي ذَلِكَ أَنْ يُفَضِّلَ الرَّجُلُ مَنْ يُوَافِقُهُ عَلَى هَوَاهُ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْهُ. وَإِنَّمَا الْوَاجِبُ أَنْ يُقَدِّمَ مَنْ قَدَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُؤَخِّرَ مَنْ أَخَّرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبَّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيُبْغِضَ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ وَيَنْهَى عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ وَأَنْ يَرْضَى بِمَا رَضِيَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ؛ وَأَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُونَ يَدًا وَاحِدَةً فَكَيْفَ إذَا بَلَغَ الْأَمْرُ بِبَعْضِ النَّاسِ إلَى أَنْ يُضَلِّلَ غَيْرَهُ وَيُكَفِّرَهُ وَقَدْ يَكُونُ الصَّوَابُ مَعَهُ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ وَلَوْ كَانَ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ قَدْ أَخْطَأَ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ أَخْطَأَ يَكُونُ كَافِرًا وَلَا فَاسِقًا بَلْ قَدْ عَفَا اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ {وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي دُعَاءِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ اللَّهَ قَالَ: قَدْ فَعَلْت} . لَا سِيَّمَا وَقَدْ يَكُونُ مَنْ يُوَافِقُكُمْ فِي أَخَصَّ مِنْ الْإِسْلَامِ مِثْلَ أَنْ يَكُونَ مِثْلَكُمْ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ " أَوْ مُنْتَسِبًا إلَى الشَّيْخِ عَدِيٍّ " ثُمَّ بَعْدَ هَذَا قَدْ يُخَالِفُ فِي شَيْءٍ وَرُبَّمَا كَانَ الصَّوَابُ مَعَهُ فَكَيْفَ يُسْتَحَلُّ عِرْضُهُ وَدَمُهُ أَوْ مَالُهُ؟ مَعَ مَا قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِ وَالْمُؤْمِنِ. وَكَيْفَ يَجُوزُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأُمَّةِ بِأَسْمَاءِ مُبْتَدَعَةٍ لَا أَصْلَ لَهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَذَا التَّفْرِيقُ الَّذِي حَصَلَ مِنْ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَمَشَايِخِهَا؛ وَأُمَرَائِهَا وَكُبَرَائِهَا هُوَ الَّذِي أَوْجَبَ تَسَلُّطَ الْأَعْدَاءِ عَلَيْهَا. وَذَلِكَ بِتَرْكِهِمْ الْعَمَلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [المائدة: 14]. فَمَتَى تَرَكَ النَّاسُ بَعْضَ مَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ بِهِ وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ وَإِذَا تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَسَدُوا وَهَلَكُوا وَإِذَا اجْتَمَعُوا صَلَحُوا وَمَلَكُوا؛ فَإِنَّ الْجَمَاعَةَ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةَ عَذَابٌ".* *"الفتاوى" (3/ 419 ـ 421).*
*فتبين بهذا أن المسلم لا يسلب منه الإيمان مطلقا ويعود كافرا بالذنوب، ومما يوضح ذلك أيضا أن "بعْضَ النَّاسِ يَكُونُ مَعَهُ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ الْكُفْرِ وَمَعَهُ إيمَانٌ أَيْضًا وَعَلَى هَذَا وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَسْمِيَةِ كَثِيرٍ مِنْ الذُّنُوبِ كُفْرًا مَعَ أَنَّ صَاحِبَهَا قَدْ يَكُونُ مَعَهُ أَكْثَرُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ إيمَانٍ فَلَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ.* *كَقَوْلِهِ {سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ} وَقَوْلُهُ: {لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ} وَهَذَا مُسْتَفِيضٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي " الصَّحِيحِ " مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ فَإِنَّهُ أُمَرَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنْ يُنَادِيَ بِهِ فِي النَّاسِ فَقَدْ سَمَّى مَنْ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِلَا حَقٍّ كُفَّارًا؛ وَسَمَّى هَذَا الْفِعْلَ كُفْرًا؛ وَمَعَ هَذَا فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلَى قَوْلِهِ: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [سُورَة الحجرات 9]. فَبَيَّنَ أَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْ الْإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ وَلَكِنْ فِيهِمْ مَا هُوَ كُفْرٌ وَهِيَ هَذِهِ الْخَصْلَةُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ: كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا} فَقَدْ سَمَّاهُ أَخَاهُ حِينَ الْقَوْلِ؛ وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّ أَحَدَهُمَا بَاءَ بِهَا فَلَوْ خَرَجَ أَحَدُهُمَا عَنْ الْإِسْلَامِ بِالْكُلِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ أَخَاهُ بَلْ فِيهِ كُفْرٌ".*

الجمعة، 3 سبتمبر 2021

وفاة ‏الشيخ ‏القاضي ‏برهون ‏المغربي ‏وهذه ‏ترجمته. ‏

اليوم الجمعة 25 محرم 1443هجرية الموافق ل 3 شتنبر 2021.
توفي الشيخ القاضي برهون المغربي متأثرا بإصابته بفيروس كرونا.
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة. 
_____________
ترجمة الشيخ؛

القاضي برهون هو الدكتور المحدث القاضي بن المفضل بن أحمد برهون.
وبرهون فرع من الأدارسة.
ولد في قبيلة بني زيات إحدى قبائل غمارة في شمال المغرب، في 01/01/1947 م – إقليم شفشاون. حفظ القرآن الكريم على جده لأمه وخاله، والشيخ محمد بتعيش والشيخ عبد السلام بنعيش والشيخ محمد بري.
تلقى تعليمه الابتدائي الخاص بسلا، والتعليم الثانوي بالتعليم الأصيل بشفشاون. حصل على شهادة البكالوريا شعبة التعليم الأصيل سنة 1978 م. 
حصل على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة بفاس سنة 1982 م. قد التحق بالتعليم سنة 1966 م بالدار البيضاء فعمل بأسلاكه الثلاثة: الابتدائي – الإعدادي – الثانوي. ثم التحق بجهاز التفتيش بالتعليم الإعدادي والثانوي سنة 1989 م. 
واصل دراسته بالتعليم الجامعي فالتحق بالسلك الثالث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس بالرباط، شعبة الدراسات الإسلامية، تخصص السنة وعلومها سنة 1989 م، فحصل على شهادة المعمقة سنة 1990 م. من الكلية نفسها حصل على شهادة دبلوم الدراسات العليا (الماجستر) في العلوم الإسلامية، تخصص السنة سنة 1992 م في موضوع: (خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته). نوقشت بتاريخ يوم الاثنين 25 جمادى الثانية عام 1413 هـ الموافق لــ 21 دجنبر 1992 م. 
منح دبلوم الدراسات العليا (الماجستر) في الحديث بميزة (بتقدير) حسن جدا. 
سجل أطروحته في الكلية نفسها لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية تخصص السنة وعلومها بتاريخ 22/05/1993 م، في موضوع : (المسند الصحيح من التفسير النبوي للقرآن الكريم من سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء). نوقشت بتاريخ يوم الجمعة 15 صفر 1418 هـ / الموافق لــ 20 يونيو 1997 م. وقد منح درجة دكتوراه الدولة في التفسير والحديث بميزة (بتقدير) حسن جدا.
وفي شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالرباط: درس تعميق التخصص في السنة وعلومها.
شيوخه في حياته الدراسية غير النظامية:
- الشيخ العلامة مفتي الرباط وسلا في الستينات: بنعبد النبي، درس عليه شرح منظومة ابن عاشر في فروع الفقه المالكي بسلا.
- الشيخ العلامة مولاي عبد الرحمن الكتاني: درس عليه الحديث و دروسا في الفقيه والسيرة النبوية بسلا.
- الشيخ الفقيه الأديب مصطفى النجار: درس عليه ألفية ابن مالك في النحو إلا أنه لم يتيسر إتمامها عليه.
- الأستاذ الكتاني: درس عليه متن الآجرومية بشرح التحفة السنية.
- الشيخ العلامة أحمد التليدي: درس عليه علم المواريث، وألفية ابن مالك في النحو بشفشاون.
- الشيخ محمد لغدس: درس عليه مادة الفرائض بكيفية تشخيصية علمية عمت كل أنواع أبواب علم الفرائض بشفشاون.
- الشيخ محمد السفياني: درس عليه علم الفرائض أيضا بشفشاون.
- الشيخ العلامة محمد الكنوني المذكوري (مفتي الرابطة في السبعينات): درس عليه تفسير القرآن الكريم كله، والحديث والفقه من خلال موطأ الإمام مالك، الأصول، والبلاغة بالدار البيضاء.
- الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي: درس عليه العقيدة من خلال القرآن الكريم، والأصول من كتاب مستصفى الغزالي، و دروسا في علم الحديث، بالدار البيضاء.
وفي شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالرباط: درس تعميق التخصص في السنة وعلومها.
كان المترجم له من منشئي جمعية شباب الدعوة الإسلامية بعين الشق – الدار البيضاء، وأحد أعضاء مكتبها، ثم صار رئيسا لها، فكان له دروس بمقرها أسبوعيا ضمن زملاء آخرين من أعضاء مكتب الجمعية. قام رفقة إخوة آخرين بجولات دعوية في عدة نواح، من نواحي المغرب. لم يدخر وسعا في تغطية لقاءات ومناسبات يدعى إليها لإلقاء محاضرات علمية، أو للتوجيه والإرشاد لتحبيب السنة للناس والتزام اتباعها والعمل بها.
- إن المترجم له كان قد رشحه لنظارة الأوقاف بالدار البيضاء الشيخ العلامة محمد الكنوني لتقديم درسين في الأسبوع بالمسجد الكبير بعين الشق في عام 1971 م.
- تم اختياره لتقديم ثلاثة دروس في الأسبوع بالمسجد الكبير بالحي المحمدي ابتداء من عام 1973 م.
- تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد الفتح (مسجد الكدية) بحي الكدية بالحي المحمدي عام 1975 م.
- تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد عمر بن الخطاب بحي عمر بن الخطاب (درب ميلا) الدار البيضاء ابتداء من 1984 م، وكان له به ثلاثة دروس في الأسبوع.
- بعد ذلك بسنوات تم تعيينه خطيبا وواعظا بمسجد عثمان بن عفان بحي مبروكة – عمالة (محافظة) مقاطعات مولاي رشيد ابتداء من شهر يوليوز 1998 م إلى وفاته رحمه الله.
- ابتداء من تاريخ فتح المسجد المذكور عام 1998 م، شرع في تقديم درسين علميين قارين في الأسبوع هما:
درس في تفسير القرآن الكريم. 
درس في شرح صحيح البخاري، فالارتباط به - اهتماما وتدريسا – متواصل من عام 1998 م من غير انقطاع .
- لما عزم المجلس العلمي المحلي لعمالة (لمحافظة) مقاطعات ابن امسيك على إنشاء الكراسي العلمية ببعض المساجد التابعة له بتراب العمالة المذكورة، اقتضت المصلحة أن يناط بالمترجم له مهمة القيام بالكرسي العلمي الخاص بصحيح البخاري بمسجد الساقية الحمراء، فصار له درسان في الأسبوع من صحيح البخاري، وهو جدير بأن يدعى له بالتوفيق والسداد والإخلاص.
كما نسأل الله عز وجل العون على خدمة السنة بعامة، وأن يجعل أهل العلم مجندين لخدمة الإسلام بخدمة الكتاب و السنة وأن يتقبل كل جهد يبذل من محبي الكتاب والسنة لخدمتهما.
لقد حظي المعني بالترجمة بالاختيار والتزكية للقيام بالنشاط الدعوي بعامة والوعظ والإرشاد بخاصة من طرف السادة العلماء الأفاضل وهم:
الشيخ العلامة مولاي عبد الرحمن الكتاني بسلا: كان أول من اختاره ورغبه في القيام بواجب الدعوة والوعظ والإرشاد .
الشيخ العلامة محمد الكنوني المذكوري (مفتي رابطة علماء المغرب) في السبعينات إلى تاريخ وفاته، وقد لازمه المترجم له مع زملاء آخرين ثلاثة عشر عاما في آخر حياته إلى ساعة وفاته، وقد آخى بينهم وبين أبنائه بقوله لأبنائه: انتم أبنائي ومن صلبي وهؤلاء أبنائي الروحيون، فأنتم جميعا إخوة بهذا المفهوم.
أرجو الله أن يرحمه ويعفر له، ويجزيه عنا وخير الجزاء.
الشيخ الدكتور اللغوي الأديب محمد تقي الدين الهلالي الذي كان أول من شاهده بعد خروج روحه مباشرة، وكان يصلي معه صلاة الجمعة في الغالب.
كانت له عنده منزلة خاصة، جعلته يحظى بمحبته وتقديره وثقته. وقد كتب له شهادة تقدير وتزكية خوله فيها النيابة عنه في ترشيح وتزكية من يراه أهلا لها ويقدمها لمن تحظى عنده بالقبول.
مؤلفاته:
1. - في الحديث: (خبر الواحد في التشريع الإسلامي وحجيته) طبع أولا في مجلد، ثم أعيد طبعه في مجلدين .
2. - في فقه الزكاة: (القول المبين في زكاة العروض والمستغلات ومخرجات الأرض والدين).
3. - في بيع الأجل من البيوع: (التجرؤ المفرط على ادعاء الإجماع على إباحة أخذ الثمن الأكثر والزيادة في الثمن للأجل والتقسيط).
4. - في فقه البيوع: (حكم الشرع في عقد الإجارة وأنواع من عقود البيع).
5. - في مناقشة التعامل بالربا: (الشرائع السماوية تحرم الربا في الإقراض والاقتراض والمعاملات التجارية والمصرفية).
6. – (وجوب تعريف الأمة بأحكام القبور والمقبرة).
7. - كان ضمن لجنة من مفتشي مادة التربية الإسلامية وأساتذتها قامت بـــ :
- تخريج أحاديث مقرر كتاب التربية الإسلامية بالتعليم الإعدادي بمستوياته الثلاثة. 
- تخريج أحاديث مقرر كتاب التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي بمستوياته الثلاثة.
8. - كان له عدة مقالات في عدد من الصحف والمجلات داخل المغرب وخارجه مثل مجلة "الفرقان" في سنواتها الأولى، ومجلة "منار الإسلامية" الإمارتية، ومجلة "الأمة" القطرية، و"الميثاق" لسان رابطة علماء المغرب في عهد رئيسها الشيخ عبد الله كنون رحمة الله عليه وصحيفة "النور" التي كانت تصدرها جمعية البعث الإسلامي بتطوان وصحيفة "السنة" في عهديها القديم والجديد، وصحيفة "المسلمون" السيارة، ثم توقفت عن الصدور.
9. - له ثلاثة مؤلفات جديدة جاهزة تنتظر الطبع .
توفي رحمه الله يوم الجمعة 26 محرم 1443 الموافق لـ: 2021/9/3 
نسأل الله أن يتقبل منه دعوته وتعليمه وأن يجعل ما أصابه رفعة له وكفارة.