الثلاثاء، 13 فبراير 2018

صفر اليدين يقول: لسنا بحاجة لتفسير النبي للفاتحة.



بـسـم الله الـرحـمٰـن الـرحـيـم
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أحبابي الكرام :

• - هل أتاكم حديث إنسان تجبر ، فَكّرَ وَقَدَّر ، ثم نظر وعبس وبسر، فخرج بحل المشكلات ، والتخلص من المعضلات ، فقال وقوله الرجس ، إننا لم نعد بحاجة إلى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم : ( طبعا هو لم يقل صلى الله عليه وسلم ) انظروا إلى قلة الأدب ، والرقاعة والوقاحة ، يتكلم باسمنا وكأننا وكلناه ( وكلنا عليه الله ) .

• - يقول : إننا لسنا بحاجة لتفسير النبي للفاتحة ، من أعطاك الحق حتى تتكلم باسمنا ؟ نحن في أمس الحاجة إلى تفسير سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى سنته وطاعته ، فهو إمامنا وأسوتنا وحبيبنا وقائدنا ، وإن هذا الشعب المغربي العظيم يحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حبا لا تكاد تجد له مثيلا .

• - أو تظن يا صفر اليدين ، أن كلامك سيحرك شيئا من ثوابتنا ، لا وربّ الكعبة ، بل إن خرجاتك المغلفة بالمسخ ، لا تزيدنا إلا تعلقا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له ، فداه الروح والقلب ، والأم والأب ، عبثا تحاول ، ألا قل للذين مِن خَلْفِك قول عبد نصوح ، وحق النصيحة أن تتبع ، قل لهم : إن المغاربة شعب متدين بفطرته ، محبّ للمصطفى بسليقته ، إن أكثر إنسان رأيته يعتدي على ثوابتنا هو هذا المخلوق ، اعتدى على قرءاننا ونبينا صلى الله عليه وسلم ، وإذا لم يكن القرءان ومن أنزل عليه أعظم ثوابتنا، فماهي الثوابت ؟!

• - ألا تستحي أيها المتجاسر ، ألا ترعوي أيها القاصر ، ألا تعلم أنك تضيع أوقاتك ، تقول وقولك أبشع من ضحك القرود ، لم نعد بحاجة لتفسير النبي للفاتحة ، عجبا لك من وقح ، لقد أصبحت أضحوكة ، وقصة يَتَنَدَّرُ بها الناس ، ومن أين تريدنا أن نأخذ تفسيرنا أيها العالِم ( والعين ظاء ) ، هلا أتحفتنا بتفسيرها أيها الفنان ( والنون تاء ) فسرها لنا ، فإنا إلى تفسيرك بالأشواق ، وليس غريبا أن تفعل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .

• - إنه من خلال دعوته إلى إلغاء تفسير الفاتحة ، يدعو إلغاء تفسير القرءان كله ، لأن الفاتحة هي أم الكتاب ، كما جاء وصفها في الكتاب ، وهي السبع المثاني ، وفيها جِماعُ المعاني .

• - أَعْلَمُ أيها الأحباب أن أمثال هؤلاء لا يستحقون الرد ، لأنهم لا وزن لهم ولا قيمة ، ولله در القائل :

وإذا بُلِيتَ بشخص لا خلاق له##فكُنْ كأَنَّكَ لم تسمع ولم يقل

• - ولكن الغيرة على الدين وعلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، هي التي تدفعنا إلى الكلام .

• - إن المحارب لله ورسوله يا ويله ، يركض في النهار خيله ، ويطوي على الغفلة ليله ، فهو كالذُّبابِ في المَطافِ والمَطَار ، جيفة في الليل بَطَّالٌ في النهار ، يلعنه الجديدان ، ويشتمه القعيدان ، يعيش ساخطا ، ويموت قانطا ، يا من يحاول تشقيق الكلام ، ويمشي بين الناس مشي اللئام ، ستَخْمُدُ جمرتك يوم يحشر الأموات من الأكفان فلا يرون فيها شمسا ، وتسكن زفرتك حين ( وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا ) .

• - أدعوك إن كانت فيك من الحياء بقية ، إلى التوبة قبل مباغتة المنية ، فإن الساعة آتية ، والحياة فانية ، واعلم أنك إذا نزلت قبرك ، تخلى عنك الذين يتولون اليوم أمرك ، ولن يسأل أحد فيك ، حتى الذين يضعون اللقم اليوم في فيك ، وسيصبح حديثك هشيما تذروه الرياح ، ومِنْ أَذاكَ الناسُ سترتاح .

• - يا واهم : ما غرك بربك ، ما الذي رماك في حمأة جهلك ، من الذي زين لك العناد وأنت ترى مصارع المعاندين ، لم تجد ما تخرج به علينا من الابتكارات إلا أن تقول لسنا بحاجة إلى تفسير النبي للفاتحة ، رحمة الله على سيدنا ابن الجوزي حين قال : ( الجنون فنون ) ، إذا فقدت عقلك فالتداوي مشروع ، وإذا استخففت بعقول الناس فأنت ملسوع ، وإذا أردت صرف الناس عن القرءان فأنت عن ذلك ممنوع ، فلقد حاول من هم أشد منك وأذكى وأدهى وأغنى ، فذهبوا بغصتهم ، وشرقوا بريقهم ، وبقي القرءان ، وستذهب كما ذهبوا ، وستبقى الفاتحة ، أنوارها لائحة ، فهون عليك ، فلن تبلغ قصدك ، ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .

• - يا ناطح الجبل ، الخوف على رأسك لا على الجبل ( ولله العزة ولرسوله وللمومنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ،

كـتـبـه ✍🏻 :
محبكم وحافظ عهدكم وودكم
أبو أحمد عمر بن أحمد القزابري .

مخالفة الهوى ....السبعة الذين يظلهم الله عز وجل



═════ ❁✿❁ ══════

• - قال الإمام ابن القيم
• - رحمه الله تبارك وتعالى - :

• - إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى فإن الإمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه والشاب المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه فلم يكن لحر الموقف وعرقه وشدته سبيل عليهم يوم القيامة وأصحاب الهوى قد بلغ منهم الحر والعرق كل مبلغ وهم ينتظرون بعد هذا دخول سجن الهوى فالله سبحانه وتعالى المسؤول أن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعا لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .

📜【‏ روضـة الـمحـبـيـن ( ٤٨٥/١ -٤٨٦)】

مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا.






• - قال الإمام ابن القيم
• - رحمه الله تبارك وتعالى - :

• - مخالفة الهوى توجب شرف الدنيا وشرف الآخرة وعز الظاهر وعز الباطن ومتابعته تضع العبد في الدنيا والآخرة وتذله في الظاهر وفي الباطن وإذا جمع الله الناس في صعيد واحد نادى مناد ليعلمن أهل الجمع من أهل الكرم اليوم ألا ليقم المتقون فيقومون إلى محل الكرامة وأتباع الهوى ناكسو رؤسهم في الموقف في حر الهوى وعرقه وألمه وأولئك في ظل العرش .

📜【‏ روضـة الـمحـبـيـن ( ٤٨٥/١ )】

محور الخلاف في وظيفة العقل بين (السلفية) و(العقلانية).



بسم الله ...

محور الخلاف في وظيفة
العقل بين (السلفية) و(العقلانية)

من البدع التي نشأت في الأمة الإسلامية (بدعة التيار العقلاني) التي ظهرت عن الفلاسفة من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا ..على يد المعتزلة حيث نشطت هذه الأخيرة في هذا الخصوص، وتوسع زعماؤها في البحث ، واطلعوا على كتب الفلاسفة التي ترجمت في عهد المأمون(198-218هـ).
قال الشهرستاني(ت548هـ): "ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نُشِرت أيام المأمون فخلطت مناهجها بمناهج الكلام" "الملل والنحل" له رحمه الله 1/30
وقد تأثر في هذه العصور المتأخرة عدد من أبناء المسلمين ممن قلّت بضاعتهم من علم الكتاب والسنة، فوقعوا فريسة لهذا المنهج الباطل المنحرف عن جادة الصواب لما يحويه الكلام عن "العقل" و"العقلنة" من معان براقة لها جانب ظاهر من الحق الصريح، لكنها تخفي بين طياتها جوانب من الباطل القبيح!، بحيث جُندت أقلام بعض ممتهني الصحافة أو الكتابة، عبر الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية لتقرير هذا التيار والدفاع عنه ، فراحوا يخوضون فيما يسمى: بـ(تمجيد العقل وإكباره)!، متمسحين ببعض شيوخ العلم ممن تأثر بهذا الفكر الباطل في العصر الحديث كمحمد عبده -رحمه الله وغفر له- حيث قال: "اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه! على أنه إذا تعارض العقل والنقل أُخِذ بما دل عليه العقل!!" [الإسلام والنصرانية56].
ولا ندري ماذا يعني بأهل الملة الإسلامية؟! ومن هؤلاء القليل؟! ومن الذي حكى هذا الاتفاق؟!
والعجيب أن أرباب هذه المدرسة يتهمون أهل السنة وأتباع السلف الصالح بالجمود في الفكر وقلة الفهم وبالضعف في النظر العقلي..!!
مع أن السلف الصالح وأتباعهم المتمسكين بالكتاب والسنة الصحيحة هم أصحاب العقول السليمة والصحيحة على الحق والحقيقة، وإليك بيان ذلك :

العقلانية يراد بها عموما : المذهب الفلسفي الذي يرى أن كل ما هو موجود يرد إلى مبادئ عقلية، خصوصا : (الاعتداد بالعقل ضد الدين)، بمعنى عدم تقبل الأحكام والأخبار الدينية إلا إذا كان يقبلها العقل وتوافق المحسوس!!.
وأبرز سمات أربابها :(تفسير الوحي والغيب)..على مقتضى العقل البشري والكشوفات العلمية المحسوسة، والنظريات المادية، والتجديد في الإسلام وفق مقتضيات العصر عقديا وتشريعيا، والحرية الواسعة في الاجتهاد في المسائل الشرعية !!، ورد السنة كليا أو جزئيا!!..
حتى قال محمد أحمد خلف الله :" فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلان إنهائها كلية، وتخليص البشرية منها" [الأسس القرآنية للتقدم 44].
إنه شرود عجيب عن الوحي الإلهي، وتمرد صفيق على أمر الله ومكانة النبوة، حتى يعلم بذلك أن مبدأ " العقلانية " من أصول يهودية.
يقول سارتر-وهو يهودي- في كتابه" تأملات في المشكلة اليهودية" في معرض الكلام عما اتهمت به اليهودية مع تصحيحه لهذه الاتهامات:" إن اليهود متهمون بتهم ثلاث كبرى: هي عبادة الذهب، وتعرية الجسم البشري، ونشر العقلانية المضادة للإلهام الديني".
فالأساس الذي تبني عليه هذه المدرسة فِكرها هو (تقديس العقل)! وجعله (مبدأ العلم)! و(حاكما على الوحي).!
يقول حسن حنفي أحد الأقطاب العصريين لهذا الاتجاه:" إن العقل هو أساس النقل، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل.." [التراث والتجديد 119-120].
فالعجب ممن يدعي ذلك ويزعم أنه يرفع بالعقل رأسا ذلك لأن العقل قاصر محدود بدلالة بداهة العقل نفسه والعادة كما قال الشاطبي -رحمه الله- :" فالإنسان وإن زعم في الأمر أنه أدركه، وقتله علما لا يأتـي عليه زمان إلا وقد عقل فيه ما لم يكن عقل، وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك، كل أحد يشاهد ذلك من نفسه عيانا.." [الإعتصام 2/322].
وقال كذلك -رحمه الله-:" العقل لا يُجعل حاكماً بإطلاق، وقد ثبت عليه حاكم بإطلاق وهو الشرع، بل الواجب أن يقدم ما حقه التقديم-وهو الشرع- ويؤخر ما حقه التأخير-وهو نظر العقل- لأنه لا يصح تقديم الناقص حاكماً على الكامل؛ لأنه خلاف المعقول والمنقول" [الإعتصام 2/326].

فالعلوم بالنسبة إلى طرق تحصيلها نوعان: نوع يحصّل بالعقل، كعلم الطب والهندسة ونحوها من العلوم التجريبية.
ونوع لا يمكن أن يحصّل بمجرد العقل على جهة التفصيل 1، وهي العلوم الإلهية، وعلوم الديانات، ولكن يمكن أن يقام عليها أدلة عقلية، ولهذا فإن الأدلة التي جاء بها الرسل هي أدلة شرعية عقلية .
و لذا فإن الطريقة السلفية – الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة - عرفت للعقل منزلته ودوره الحقيقي؛ حيث جعلته (مناطَ التكليف)، و (أحد الضرورات الخمس) التي يجب حفظها ورعايتها، ووضعت ضوابط محددة تتفق مع قدراته وإمكاناته، فلم تطلق له العنان، بل جعلت له حدوداً ومجالات لا يجوز له تجاوزها وتعديها، ومن ذلك أنه لا مجال للعقل في الأمور الغيبيات.-وهذا من فضل الله ورحمته بالإنسان، حيث لم يكلّفه ما لا يستطيع -، وجعلت العصمة للوحي المتمثل في الكتاب والسنة، فلا تعارض عندها بين النقل الصحيح والعقل الفطري الصريح، وفي هذا تعظيم للوحي وجعله الحكم ،وصيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقة والخلاف، ذلك أن دعوى " المعارضة بين العقل والنقل هي أصل كل فساد في العالم.." [مختصر الصواعق المرسلة1/293].
ومن صور ذلك ما زعمه زكي نجيب محمود من تعارض الدين مع العقل، بحيث ترتب عن زعمه هذا أن الغيب والإيمان به خرافة باعتباره ذلك خارجا عن المحسوسات، بل ألف في ذلك مؤلفا سماه " خرافة الميتافيزيقا"!!!.
بل أنكر فريد وجدي معجزات الأنبياء عموما وادعى أنها غير واقعة بل غير ممكنة الوقوع لمخالفتها للعقل والعلم وسنة الكون فيما يزعم!!..[نقلا عن الموقف المعاصر من المنهج السلفي..43].
فتأمل معي أيها البصير إلى هذا الطغيان في تمجيد العقل حتى صيروه صنما يعبد!!.
يقول شيخ الإسلام -رحمه الله -:" (والداعون إلى تمجيد العقل، إنما هم في الحقيقة يدعون إلى تمجيد صنم سموه عقلاً، ولو كان العقل وحده كافياً في الهداية والإرشاد لما أرسل الله الرسل) [درء التعارض 1/140].
و الغرض إيضاح أن الوحي عند (السلفيين) هو الحاكم والعقل تبع له لعدم إمكانية استقلاله بمجرده قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:" طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم، والطريق إلى ذلك الرواية والنقل إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة" الفتاوي 1/6.
فعدم اعتمادنا على العقل في الأمور الغيبية وعدم تقديمه على الوحي لا يعني إلغاء العقل بالكلية، فقد أجمع المسلمون على أنه لا تكليف على صبي و لا مجنون، وأنه لابد من نظر العقل في أمور الدين أخباره وأحكامه كي يحكم بالجواز لا بالاستحالة، ولذلك أمر الله بتدبر كتابه، و لا يمكن أن يتحقق هذا التدبر إلا بالعقل.
قال ابن خلدون(ت808هـ) -رحمه الله تعالى- : (العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها، غير أنك لا تطمع أن تزن به التوحيد والآخرة وحقائق النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال) [المقدمة 364]
فمحور الخلاف - إذن - بين (السلفية) و(العقلانية) ليس هو في ذات إعمال العقل، ودوره في فهم (النصوص الشرعية)، وإنما في مسألة: أيهما المقدّم عند الاختلاف، وأيهما المتبوع.
قال أبو المظفر السمعاني(ت489هـ) -رحمه الله-: (واعلم: أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعاً للمعقول، وأما أهل السنة، قالوا: الأصل في الدين الاتباع، والمعقول تبع، ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي، وعن الأنبياء، ولبطل معنى الأمر والنهي، ولقال من شاء ما شاء، ولو كان الدين بني على المعقول لجاز للمؤمنين أن لا يقبلوا شيئاً حتى يعقلوا) [الحجة في بيان المحجة 1/320].
وعليه فخلاصة (الطريقة السلفية) مع (العقل) ما قاله شيخ الإسلام -رحمه الله - :" ما عُلم بصريح العقل لا يُتَصوّر أن يعارضه الشرع ألبتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط. وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه، فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شبهات فاسدة يُعلم بالعقل بطلانها، بل يُعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع، وهذا تأملته في مسائل الأصول الكبار كمسائل التوحيد والصفات، ومسائل القدر والنبوات والمعاد وغير ذلك، ووجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط، بل السمع الذي يقال إنه يخالفه: إما حديث موضوع، أو دلالة ضعيفة، فلا يصح أن يكون دليلاً لو تجرد عن معارضة العقل الصريح، فكيف إذا خالفه صريح المعقول؟ ونحن نعلم أن الرسل لا يخبرون بمحالات العقول بل بمحارات 2 العقول، فلا يخبرون بما يعلم العقلُ انتفاءه، بل يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته) [درء التعارض1/147].
وقال كذلك: (واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما عَلِم العقل صحته، وإنما يطعنون فيما يدعى المعارض أنه يخالف الكتاب والسنّة، وليس في ذلك-ولله الحمد- دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء، ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل)نفسه 1/ 194
....................................
1 - قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- :"فشهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدى إلى تفاصيله بالوحي ،ولهذا يجعل الله سبحانه إنكار المعاد كفرا به سبحانه لأنه إنكار لقدرته ولإلهيته وكلاهما مستلزم للكفر به قال تعالى: { وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }" [مدارج السالكين 1/141-142].
2– ولذا كان " استشكال النص لا يعني بطلانه، ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفوا وإنما هو أمر مقصود شرعا ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور، .." قاله العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في " الأنوار الكاشفة"218.

كتبه:
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي

: ⚡#نيل_الوطر_بمعرفة_أذكار_البرق_والرعد_والريح_والمطر.


👈🏻لقد منَّ الله على بلدنا الحبيب بهطول أمطار الخير؛ وبهذه المناسبة أحب إتحاف إخواني ببعض الأحاديث والأذكار المتعلقة بهذا الفصل -#فصل_الشتاء-.
* ⚡ من الأذكار المسنونة:
1- #الدعاء_لطلب_نزول_المطر بـ: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا)).
عن أنس -رضي الله عنه- قال: "دخل رجل المسجد يوم الجمعة ورسول الله ﷺ قائم يخطب -فقال-: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا؛ فرفع رسول الله ﷺ يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا))(1).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما -قال-: "كان إذا استسقى ﷺ قال: ((اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت))(2).
* ⚡ ومن الأذكار المسنونة فيه:
2- #الدعاء_عند_رؤية_السحاب بـ: ((اللهم إني أعوذ بك من شرها)).
عن عائشة -رضي الله عنها- "أن النبي ﷺ كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل -وإن كان في صلاة- ثم يقول ﷺ: ((اللهم إني أعوذ بك من شرها)). فإن مطر قال: ((اللهم صيبا هنيئا))(3).
3- #ما_يُسَنّ_عند_نزول_المطر_للوهلة_الأولى:
يُسنُّ أن يحسر الإنسان عن جسده ليصيبه منه؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-: "أصابنا ونحن مع رسول الله ﷺ مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقُلنا: لِمَ صنعتَ هذا ؟ (!) -قال ﷺ-: ((لأنَّه حديث عهدٍ بربه تعالى))"(4).
* ⚡ ومن الأذكار المسنونة -أيضا- فيه:
4- #الدعاء_عند_نزول_المطر: ((اللهم [اجعله] صَيِّبًا نافعًا))؛ أو ((اللهم [اجعله] صيبا هنيئا)).
عن عائشة -رضي الله عنها-: "أنَّ رسول الله ﷺ كان إذا رأى المطر، -قال-: ((اللهم صَيِّبًا نافعًا))"(5).
وصح عند الإمام النسائي قوله ﷺ: ((اللهم [اجعله] صَيِّبًا نافعًا))(6).
وصح في "سنن أبي داود"(7)، و"سنن ابن ماجه"(8) قوله ﷺ: ((اللهم [اجعله] صيبا هنيئا)). والزيادة لـ"سنن ابن ماجه"(9).
5- #يستحب_الدعاء_أثناء_نزول_المطر:
عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنهما-: أن رسول الله ﷺ قال: ((ثنتان لا تُردَّان -أو قلَّما تردان-: الدُّعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا))، وفي لفظ: ((ووقت المطر))(10).
* ⚡ ومن الأذكار المسنونة -أيضا-:
6- #الدعاء_بعد_نزول_المطر بـ: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته))؛
عن زيد بن خالد الجهني -قال-: "صلى بنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال ﷺ: ((هل تدرون ماذا قال ربكم ؟))؛ قالوا الله ورسوله أعلم (!) -قال-: ((قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب))(11).
* ⚡ ومن الأذكار المسنونة -كذلك-:
7- #الدعاء_بـــ: ((#اللهم_حوالينا_ولا_علينا ...)) #إذا_انقطعت_السبل:
عن أنس -رضي الله عنه- يذكر أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله ﷺ قائم يخطب فاستقبل رسول الله ﷺ قائما، -فقال-: يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا؛ -قال-: فرفع رسول الله ﷺ يديه، -فقال-: ((اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا)).
قال أنس -رضي الله عنه-: "ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار -قال-: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت -قال-: والله ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله ﷺ قائم يخطب فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها -قال-: فرفع رسول الله ﷺ يديه، -ثم قال-: ((اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر)). قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
قال شريك: فسألت أنسا أهو الرجل الأول ؟ قال: لا أدري"(12).
⚡ #إضافة:
أخرج الحافظ البيهقي(13) من طريق الإمام الشافعي عن المطلب بن حَنطَب مرفوعا: أن النبي ﷺ كان يقول عند المطر: ((اللهم سقيا رحمة، ولا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق، اللهم على الظراب ومنابت الشجر، اللهم حوالينا ولا علينا)). وهذا حديث لا يصح؛ فيه علتان:
#الأولى: "إبراهيم بن محمد بن أبي يحي؛الأسلمي؛ أبو إسحاق المدني" وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وابن عدي في "تهذيب الكمال"، وضعفه مالك وأحمد وابن معين والبخاري وجمع؛ وخلاصة القول فيه ما قاله الحافظ في التقريب: "متروك"(14).
#الثانية: إرسال "المطلب بن حَنطَب"، قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق كثير التدليس والإرسال"(15).
* ⚡ ومن الأذكار المسنونة -كذلك- فيه:
8- #الدعاء_والتعوذ_عند_رؤية_الريح بــ: ((اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به)).
عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي ﷺ أنها قالت: "كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح قال: ((اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به)). -قالت-: وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر؛ فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه. -قالت عائشة-: فسألته فقال ﷺ: ((لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: {فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا}))(16).
9- #الدعاء_عند_سماع_الرعد:
لم يصح عن رسول الله ﷺ أنه كان يقول شيئًا، ولكن صح موقوفا عن الصحابي عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- أنَّه كان إذا سمع الرعد، ترك الحديث، وقال: "سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته". ثم يقول: "إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد"(17).
#قـلت: وهو موافق لقول الله -سبحانه وتعالى-: {ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}(18).
⚠ #تنبيه:
ما روي عن رسول الله ﷺ أنه كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: ((اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك))(19). فلا يصح؛ لأن مداره على "أبي مطر" وهو مجهول. قال الحافظ الذهبي: "لا يدرى من هو"، وقال الحافظ ابن حجر: "مجهول"(20).
⚡ #فائدة:
جاء في الحديث قوله ﷺ: ((ليست السَّنَة ألا تمطروا (!) ولكن السَّنَة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئاً))(21).
☝🏻 فاللهم اجعلها سقيا خير ورحمة لا سقيا شر وعذاب ... اللهم آمين.
⚡ أعده محبكم:
#منير_الإبراهيمي
-أبو عبد الله-عفا الله عنه بمنه وكرمه.
الأحد: (26 -ذو القعدة- 1435).
الموافق: (21 / 09 / 2014 م).
الهوامش:____________________
(1) "صحيح البخاري"(1014)، "صحيح مسلم"(897). وسيأتي.
(2) "صحيح الجامع الصغير"(4666).
(3) "صحيح الجامع"(7930).
(4) "صحيح مسلم"(898).
(5) "صحيح البخاري"(1032).
(6) "سنن النسائي"(1523)، "الصحيحة"(2757).
(7) "سنن أبي داود"(5099).
(8) "سنن ابن ماجه"(3890).
(9) "السلسلة الصحيحة"(2757).
(10) "السلسلة الصحيحة"(1469).
(11) متفق عليه: "صحيح البخاري"(846)، "صحيح مسلم"(71).
(12) "صحيح البخاري"(1013 - 1016) واللفظ له، "صحيح مسلم"(897).
(13) "السنن الكبرى"(6443)، "معرفة السنن والآثار"(7209)، "الدعوات"(551).
(14) "تقريب التهذيب"(241).
(15) "تقريب التهذيب"(6710).
(16) "صحيح البخاري"(1032 و3206 و4828 و4829)مختصرا،"صحيح مسلم"(899) واللفظ له.
(17) "صحيح الأدب المفرد" (560).
(18) سورة الرعد: الآية (13).
(19) "ضعيف الأدب المفرد" (110).
(20) "لسان الميزان" (10609)، "تقريب التهذيب" (8373).
(21) "صحيح مسلم" (2904).
#رابط_الموضوع:
https://m.facebook.com/photo.php?fbid=732516303488431&id=100001902047916&set=a.732516160155112.1073741844.100001902047916&ref=m_notif&notif_t=like&actorid=100002239124358

من أولويات الدعوة ( ؟! ) ...





قال شيخنا فتحي الموصلي - حفظه الله - :" من أولويات الدعوة في هذا الزمان الذي ظهرت فيه البدع الكبار أمور ثلاثة :

أولها : توصيل أمانة الدين المنزل للأجيال القادمة ...

والثاني : تعليم الناس أمر دينهم من التوحيد والأحكام والآداب .

والثالث : حفظ العامة من تشويشات أهل البدع ومن تشكيكات أهل الجهل والإلحاد ...

فالأولويات تدور على مصلحة التعليم ومنفعة التفهيم وحماية الدين ..." .

أبلغ مَا سأل العبد ربه ثلاثة أشياء




قال الحافظ عبد الغني المقدسي

• - رحمه الله تبارك وتعالى - :


• - أبلغ مَا سأل العبد ربه ثلاثة أشياء :


• - ☜ ‏‏ رضوان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ،

• - ☜ ‏‏والنظر إِلَى وجهه الكريم

• - ☜ ‏‏والفردوس الأعلى .


📜【‏ ذيل طبقات الحنابلة ( ٢٠/٣ )】
-----------------

الاثنين، 5 فبراير 2018

لا بدَّ للعبدِ من أوقاتٍ ينفرد بها بنفسِه - شيخ الإسلام ابن تيمية.



🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

 (( ولا بدَّ للعبدِ من أوقاتٍ ينفرد بها بنفسِه؛ في دعائه وذكرِه وصلاتِه وتفكُّرِه ومحاسبة نفسِه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيرُه؛ فهذه يحتاجُ فيها إلى انفراده بنفسه؛ إما في بيته، كما قال طاوس: "نِعْم صومعةُ الرجل بيته يكفُّ فيها بصرَه ولسانه" )).

📚 مجموع الفتاوى (10/ 426)

العبث العقلاني في قضية احتمالية النصوص وظنيتها - أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي.



بسم الله الرحمن الرحيم


العبث العقلاني

في قضية احتمالية النصوص وظنيتها


نبتت نابتة في هذا الزمان خاصة أخذت على عاتقها إعادة (قراءة وتفسير ) النصوص الشرعية من القرآن والسنة حسب ما تمليه عليها (عقولها وأهواؤها)؟!، دون تقيد بالضوابط والقيود والشروط العلمية المنضبطة التي اجتمعت عليها الأمة وعلماؤها، وارتضوها خلفا بعد سلف، بل "تفلتوا"!!! حتى من عقال اللغة ودلالاتها ومنطقها الذي (تواتر) عن العرب قبل الإسلام(!!)، مما يجعل الناظر متعجبا من هذا العبث ومستغربا من التأويلات الفجة التي خرج بها هؤلاء القوم متمسكين بتأصيلات مقررة عند أهل العلم إلا أنهم فهموها (وفق أهوائهم) تدليسا على الناس حتى لا يرموا بـ (التنكر لقواعد العلماء والخروج عن سنن الفقهاء)؟!، ومن ذلك: (قضية احتمالية النصوص وظنيتها).

فمما هو معلوم عند أولي النظر والبحث العلمي في مجال استنباط الأحكام الشرعية وتقريرها وجود (أحكام ملزمة)، لوضوح دلالة النصوص الشرعية عليها وأخرى على عكسها، لأنها اجتهادية يسع فيها النظر والاختلاف، ووجه ذلك (احتمالية) النصوص فيها لأكثر من معنى و(لظنية) أدلتها كما قال ابن أبي الأصبع - رحمه الله - في معالمه:

والاجتهاد إنما يكــــون****في كل ما دليله مظنــــون

أما الذي فيه الدليل القاطع****فهو كما جاء ولا منازع

فمع تقرير هؤلاء لهذا الأمر من جهة صورة (التنظير والتأصيل)؟! إلا أن الواقع يشهد بأن (فهمهم وتصورهم) له باطل وعليل(!!)،ذلك لـ (توسعهم)؟! في قضية

(احتمالية) دلالة نصوص الكتاب والسنة و(ظنيتها)، فصار الاعتماد عندهم على (مجرد الاحتمال والظن) بناء على عدم اعتقاد (قدسية النصوص)؟!، والدعوى إلى (إعادة تشكيل دلالة النصوص وفق الواقع والثقافات المتغيرة)!! كل ذلك تحررا من وطأتها حتى خرجوا بذلك إلى مذاهب بعيدة منكرة خالفوا فيها (المألوف عند الفقهاء في طرق الاستنباط وقواعد الاستدلال)؟!!.

وحتى يظهر (عبثهم) ويتبدى (سوء مسلكهم) يجب النظر في ذاك الاحتمال والظن (صحة وبطلانا)؟! و(قربا وبعدا)؟! فتنبه، فإن "الأصل عدم..الاحتمال البعيد" (أضواء البيان 3/396)، بل هو أصالة مردود غير سديد لأن الاحتمالات البعيدة هي في حكم النادر "والنادر لا حكم له" (المدارج 1/45)، و"إذا فتح أورث الاضمحلال لكل ما يعول عليه في الاستدلال" (الجرح والتعديل للعلامة جمال الدين القاسمي 36)

والذين رفعوا راية ذلك غرضهم (تحريف الكلم) عن مواضعه، و(ليّ أعناق النصوص)، حتى تفقد النصوص الشرعية (هيبتها)؟!، وجعلها لعبة في أيديهم.

وقد جعلوا مسمى (التأويل)؟! في عملهم هذا (ملاذهم وملجأهم)!!، ليضفوا على أعمالهم (الصبغة الشرعية)!! تمريرا لأفكارهم ومعتقداتهم التابعة (للفلسفات البشرية) و(الأهواء الشخصية) القائمة على (التوهمات)، و(الأقيسة العقلية الفاسدة) التي أوحى بها إليهم شياطين الإنس من المستشرقين الغربيين(!!).

والباعث لهؤلاء على هذا الصنيع أنهم ضاقوا ذرعا بمن ينادي بالتمسك بالقرآن والسنة، والأخذ بأحكام الدين، والعمل بها في حين لأنها (صالحة ومصلحة) لكل مكان وزمان، فافتروا على الله الكذب والبهتان، بجعل (اليقينيات ظنيات)!، و(الواضحات محتملات)!، و(المسلمات قابلة للأخذ والرد)! ، والتقول والقيل والقال، والله المستعان.

فالواجب شرعا الأخذ بأدلة النصوص الشرعية، وطرح الاعتماد على الاحتمال والظن البعيد، فهذا الأخير أشبه بـ (الأوهام)! و(الخيالات)! و(التلاعب في الحقائق الواضحات)!.

قال الامام ابن قدامة - رحمه الله -:" لو فتح باب الاحتمال لبطلت الحجج" روضة الناظر 2/463.

وقال الإمام الشاطبي المالكي - رحمه الله -: "(مجرد الاحتمال) إذا اعتبر أدى إلى انخرام العادات والثقة بها، وفتح باب السفسطة وجحد العلوم ويبين هذا المعنى في الجملة ما ذكره الغزالي في كتابه المنقد من الضلال بل ما ذكره السوفسطائية في جحد العلوم، فبه يتبين لك أن منشأها تطريق الاحتمال في الحقائق العادية أو العقلية فما بالك بالأمور الوضعية.

ولأجل اعتبار (الاحتمال المجرد) شُدِّد على أصحاب البقرة إذ تعمقوا في السؤال عما لم يكن إليه حاجة مع ظهور المعنى وكذلك ما جاء في الحديث في قوله: (أحجُّنا هذا لعامنا أو للأبد) وأشباه ذلك.

بل هو أصل في الميل عن الصراط المستقيم، ألا ترى أن المتبعين لما تشابه من الكتاب إنما اتبعوا فيها (مجرد الاحتمال) فاعتبروه وقالوا فيه وقطعوا فيه على الغيب بغير دليل فذمُّوا بذلك وأمر النبي - عليه الصلاة والسلام - بالحذر منهم" الموافقات 5/402.

وقد يقول بعضهم إن هذا الكلام منزل على الأخذ بمجرد الاحتمال في مقابلة النص بالمعنى الخاص عند الأصوليين، و(هو الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا)، وأما إذا كان بخلاف ذلك فالأمر فيه سعة، فنقول: هذا الإطلاق باطل لأنه من أنواع الأدلة الشرعية ما يسمى عند علماء الأصول بـ (الظاهر) وهو: "ما احتمل معنيين فأكثر، هو في أحدهما أرجح، أو ما تبادر منه عند الإطلاق معنى مع تجويز غيره" أنظر روضة الناظر 2/29.

وحكمه: أن يُسار إلى المعنى الظاهر ولا يجوز العدول عنه (إجماعا)؟! إلا بدليل أقوى منه ومعارض له من كل وجه، فتذكر ولا تتنكر .

يقول الرازي - رحمه الله -: " أن الظنين إذا تعارضا ثم ترجح أحدهما على الآخر كان العمل بالراجح (متعيناً عرفاً فيجب شرعاً)!!، وقد (أجمع) الصحابة على العمل بالراجح، ولأنه لو لم يعمل بالراجح لزم العمل بالمرجوح، و(ترجيح المرجوح على الراجح ممتنع في بدائه العقول)!!!" المحصول 5/398.

ويقول الجويني - رحمه الله -: " أن الظاهر حيث لا يطلب العلم - القطع - معمول به، والمكلف محمول على الجريان على ظاهره في عمله ….، فالمعتمد فيه والأصل التمسك بإجماع علماء السلف والصحابة ومن بعدهم، فإنا نعلم على قطع أنهم كانوا يتعلقون في تفاصيل الشرائع بـ (ظواهر الكتاب والسنة)" أنظر البرهان في أصول الفقه للجويني 1/337-338.

ونقل الونشريسي المالكي - رحمه الله - في "نوازل الصلاة" عن ابن لب – رحمه الله - ما نصه:" والخلاف كثير و(ظواهر الشريعة)! هي الجادة بحيث يجب الرجوع إليها عند اشتباه الطرق واختلاف الفرق" المعيار المعرب 1/297-298.

وقال الإمام ابن المنذر – رحمه الله - فيمن ترك (ظاهر الأخبار) واعتذر بـ (لعل): "ترك (ظاهر الأخبار) بأن يكرر (لعلَّ) في كلامه وقلَّ شيء إلا وهو (يحتمل لعل)، وترك (ظاهر الأخبار) غير جائز (للعل)" الأوسط 11/226.

فلو جاز مخالفة ظواهر النصوص الشرعية بـ (توهمات العقول) و (آرائها) لكان إرسال الرسل و إنزال الكتب عبثاً - وحاشا لله -، ولترك الله للناس تدبير أمورهم بأنفسهم، ولما توعد في عشرات الآيات ومئات الأحاديث من لم يطع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بالعذاب الأليم..

ومن عظيم ما قرره الإمام الشاطبي - رحمه الله - في هذا الباب قوله:" وما فيه احتمالات لا يكون نصا على اصطلاح المتأخرين، فلم يبق إلا الظاهر والمجمل، فالمجمل الشأن فيه طلب المبين أو التوقف.

فـ (الظاهر هو المعتمد)، إذا فلا يصح الاعتراض عليه لأنه من التعمق والتكلف وأيضا لو جاز الاعتراض على المحتملات لم يبق للشريعة دليل يعتمد لورود الاحتمالات وإن ضعفت، والاعتراض المسموع مثله يضعف الدليل فيؤدي إلى القول بضعف جميع أدلة الشرع أو أكثرها وليس كذلك بـ (اتفاق)" الموافقات 4/ 325.

ولأجل ذلك كله قرر العلماء - رحمهم الله - أن المحتمل والظن " الذي تقوم به حجة هو الذي يتطرق إليه (احتمال معقول)، أو (ظن مقبول) جار على (قوانين التأويلات)؟!، و(الأوجه المعروفة في نظائره)؟!، وأما احتمال في مقابلة (حقيقة ثابثة) و(أمر واضح) فلا يقال له احتمال وإنما هو (تلاعب)! و(هوس خيال)!" الجرح والتعديل للعلامة جمال الدين القاسمي – رحمه الله - 37- 38 بتصرف يسير.

وقال الإمام القرافي المالكي - رحمه الله -: "الاحتمال (المعتبر) إنما هو الاحتمال (المساوي المقارب)، وأما المرجوح فلا " الفروق 1/227-مختصره.

وقال الإمام الزركشي - رحمه الله -:" لا عبرة بالاحتمال، (فإنه إذا لم ينشأ عن دليل كان ساقط العبرة)، وإلا لم يوثق بمحسوس" تشنيف الأسماع ق1/ص:325.

وقال علاء الدين البخاري الحنفي - رحمه الله -:" وعندنا لا عبرة (للاحتمال البعيد) وهو الذي لاتدل عليه قرينة" كشف الأسرار1/128.

ومما ينبغي أن يعلم في هذا الصدد أن العلماء قد اتفقوا على دور وأثر (القرائن السياقية) فيما يخص الظنون والاحتمالات، وعليه فإن دلالة اللفظ تكون (ظنية) في "ذاتها" لكن قد(يقطع) بالمعنى مراعاة للقرائن و السياق.

يقول التلمساني المالكي - رحمه الله -:" قد (يتعين) المعنى ويكون (نصا) فيه بـ (القرائن والسياق)، لا من جهة الوضع" مفتاح الوصول 43.

وبناء على ما مر فإن (الاجتهاد المعتبر) بناء على (ظنية دلالة النص = الدليل) هو ما كان قائما على (احتمال مساو) مستند إلى (أدلة شرعية)، و(قواعد مرعية)، و (مقاصد علية) يراعى فيه (السياق)، و(فهم السلف الصالح).

قال الإمام الشاطبي - رحمه الله -: "مجال (الاجتهاد المعتبر) هي ما (ترددت) بين طرفين، وضح في كل واحد منهما قصد الشارع في الإثبات في أحدهما والنفي في الآخر، فلم تنصرف ألبتة إلى طرف النفي ولا إلى طرف الإثبات" الموافقات 4/155.


كتبه :

أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي

السبت، 3 فبراير 2018

التساهل في الفتوى - الإمام النووي رحمه الله.







قال الإمام النووي (ت.٦٧٦) رحمه الله :


[ الثالثة: يحرم التساهل في الفتوى، ومن عرف به حرم استفتاؤه.

فمن التساهل أن لا يتثبت، ويسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظر والفكر، فإن تقدمت معرفته بالمسؤول عنه فلا بأس بالمبادرة، وعلى هذا يحمل ما نقل عن الماضين من مبادرة.

ومن التساهل أن تحمله الأغراض الفاسدة على تتبع الحيل المحرمة أو المكروهة، والتمسك بالشبه طلبا للترخيص لمن يروم نفعه أو التغليظ على من يريد ضره.

وأما من صح قصده فاحتسب في طلب حيلة لا شبهة فيها لتخليص من ورطة يمين ونحوها؛ فذالك حسن جميل.

وعليه يحمل ما جاء عن بعض السلف من نحو هذا، كقول سفيان: إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة؛ فأما التشديد فيحسنه كل أحد.

ومن الحيل التي فيها شبهة ويذم فاعلها الحيلة السريجية في سد باب الطلاق. ]

---

آداب الفتوى والمفتي والمستفتي (ص: ٣٧-٣٨).

أين من يعقلون؟



قال الامام ابن تيمية رحمه الله :


"وليس كل من وجد العلم

قدر على التعبير عنه

والاحتجاج له


١-فالعلم شيء

٢- وبيانه شيء آخر


٣- والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث


٤- والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع"


[جواب الاعتراضات المصرية ص ٤٤]

الثناء على كتاب صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للعلامة محمد بشير السهسواني.



* صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للعلامة محمد بشير السهسواني (؟!)


• - قال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ

• - رحمه الله تبارك وتعالى - :


《 هو كتاب نفيس في بابه ، ومؤلفه رجل هندي لا يعرف نجد ولا أهل نجد ، إنما عرف الحق وأهله ، ودحض الباطل ورد على أهله . 》


📜【‏ فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( ١٤٣/١٣ )】

الثناء على كتاب * مفتاح دار السعادة للإمام ابن القيم (؟!)






 * مفتاح دار السعادة للإمام ابن القيم (؟!)

• - قال معالي العلامة صالح آل الشيخ

• - حفظه الله تبارك وتعالى - :


من أعظم الكتب في بيان ما به تستقرّ عظمة الله - جل وعلا - في نفس المسلم ، ويعظم محبته ورجاؤه والخوف منه جل وعلا .


📜【‏ الطريق إلى النبوغ العلمي ( ١٦٨/١)】

معاني كلمة "زوال" في اللغة العربية.

#هل_تعلم | 

 كلمة "زوْل" من فصيح العربية، وجاء في قاموس لسان العرب لابن منظور أن لها أكثر من سبعة عشر معنى منها : الكريم الجواد، الخفيف الحركات، الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته، الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه.. الداهية . أما الزولة فهي المرأة الظريفة، الجميلة، الفطنة الذكية تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن الذكي . ويقال فتى زول .. وفتاة زولة .. وفتية أزوال .. وفتيات زولات .. ونسوة زوائل ! "