الثلاثاء، 24 يوليو 2018

خطبة عيد الأصحى 2018.


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحمد لله خيراً مما نقول، وفوق ما نقول، ومثل ما نقول.
لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، لا إله إلا أنت.
في السماء ما ملكت، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك، وفي الجنة رحمتك، وفي النار سطوتك، وفي كل شيء حكمتك وآيتك، لا إله إلا أنت.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر
الله أكبر.. كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
الله أكبر كلما لمع نجم ولاح، الله أكبر كلما تضوع مسك وفاح، الله أكبر كلما غرد حمام وناح.
الله أكبر كلما رجع مذنب وتاب، الله أكبر كلما رجع عبدٌ وأناب، الله أكبر كلما وسّد الأموات التراب.
الله أكبر ما وقف الحجيج بصعيد عرفات، وباتوا بمزدلفة في أحسن مبات، ورموا بمنى تلك الجمرات.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.
كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص:88].
لا إله إلا الله: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبّكَ ذُو ٱلْجَلْـٰلِ وَٱلإكْرَامِ [الرحمن:26، 27].
سبحان الله.. سبحان الله.
سبحان من قهر بقوته القياصرة، وكسر بعظمته الأكاسرة، الذين طغوا وبغوا، فأرداهم ظلمهم في الحافرة.
اللهم صل على نبيك الذي بعثته بالدعوة المحمدية، وهديت به الإنسانية، وأنرت به أفكار البشرية، وزلزلت به كيان الوثنية.
اللهم صلّ وسلم على صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والصراط الممدود.
اللهم صل وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصيّ، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل.

لقد رأينا في السنوات الأخيرة من تفاقم الفتن، وتتابع المحن، وتوالي الأحداث، وتبدل المواقف، واضطراب كثير من البلدان ما يصيب بالحيرة، ويعقد اللسان من شدة الدهشة، وهذا ما يزيدنا إيمانا بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من وقوع الفتن في آخر الزمان.

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الفتن التي يكثر فيها بيع الدين إلى أمرين يحفظان على العبد إيمانه فلا يبذله ولا يبيعه ولا يتنازل عن شيء منه: وهما المبادرة بالعمل الصالح وتكثيفه وتكثيره، وإمساك اللسان عن قول باطل تكون به فتنة تهلك الناس، وتوبق صاحبها. كما في الحديثين السابقين.

فعلى من أراد النجاة من عواصف الفتن أن يجعل إيمانه أغلى شيء يملكه، وأن لا يتخلى عن شيء منه مهما وقع له، وأن يدرأ عن إيمانه العوادي ما استطاع، ولا يُحمِّل نفسه من البلاء ما لا يطيق؛ فإن عوفي شكر، وإن ابتلي صبر. مع التترس بكثرة العبادة؛ لأنها منجاة في الفتن، وتكرار الأدعية التي فيها الهداية للحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه، وسؤال الله تعالى العفو والعافية؛ فإنه ما أعطي عبد شيئا أوسع من العافية. مع ضبط اللسان والقلم، فلا يحكي إلا صدقا، ولا ينطق إلا حقا، ولا يحكم إلا عدلا، فلا يروج إشاعة، ولا يثير فتنة، ولا ينشر ظلما، ولا يفتري كذبا «...وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».وإذا تذكر العبد أنه لا منجاة له في الآخرة إلا بالإيمان؛ علم أهمية الإيمان فلم يفرط فيه لأجل شيء من الدنيا مهما عظم، وتحمل الأذى في سبيل إيمانه كما تحمله الصحابة رضي الله عنهم في أول الإسلام. ومن غرته دنياه خسر آخرته وهو لا يشعر. فعلى المؤمن أن يخاف على إيمانه أكثر من خوفه على نفسه وماله وأهله وولده، فكم من فاقد إيمان لا يدري أنه فقده؟

وأما دين الله تعالى فمنصور وإن رغمت أنوف الكفار والمنافقين، وإن تخلى عنه من تخلى عنه، أو استبدل به غيره، لكن لا يلزم أن يدرك كل المؤمنين وقت العز والنصر وإن كانوا شركاء فيه بثباتهم ودعوتهم وتقواهم وصبرهم، والله يجزل لهم أجرهم يوم القيامة كاملا؛ كما قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: «هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ...» رواه البخاري. فمصعب رضي الله عنه من المؤمنين السابقين، ومن بناة النصر المبين لكنه لم يدرك النصر والفتوح.

وكم من أناس لا يثبتون في الفتن، ولا يطيقون صبرا على المحن؛ فينسلخون من دينهم، ويبيعون إيمانهم، ويبدلون انتماءهم، فأولئك ما آمنوا قناعة بالإيمان، وإنما لينالوا بإيمانهم عرضا من الدنيا، فهم مع المؤمنين في السراء، ومع أعدائهم في الضراء، نعوذ بالله من تقلب القلوب، وتبدل الأحوال «اللهُمَّ إِنِّا أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ».
عباد الله، إن من المعاصي التي انتشرت بصورة كبيرة في أوساط الشباب وغيرهم؛ جريمة تعاطي المخدرات، وما انتشرت هذه الجريمة إلا بسبب البعد عن الله وعن كتابه وسنة رسوله فامتلأت السجون بالشباب، لأنهم تركوا طريق المسجد، وتركوا تلاوة القرآن، وتركوا حلقات العلم، فابتلوا بهذه الخبيثة: فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ [الصف:5].
ومن المعاصي كذلك تلك المجلات والقنوات الفضائحية والمواقع الخبيثة، التي أظهرت المرأة معبوداً وصنماً فافتتن بها شباب الإسلام، زنت أبصارهم قبل فروجهم، فجعلوا الصورة الخليعة ـ إلا من رحم الله ـ معبودهم، فأخذهم الهوى، وأصابهم الوله، وضلوا بالعشق، لأن قلوبهم لم تمتلئ بذكر الله، ولم تعمر بلا إله إلا الله.
ومن المعاصي كذلك ـ عباد الله ـ ذلك الغناء والموسيقى الذي ملأ البيوت ـ إلا بيوت من رحم الله ـ من أصوات المغنين والمغنيات، والماجنين والماجنات، الأحياء منهم والأموات، وهذه معصية ظاهرة حورب الله بها تبارك وتعالى.
فالله الله في التوبة النصوح، وفي العودة إلى الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
أيها المؤمنون نعيش هذه المناسبة الكبرى يوم نتذكر فضل لا إله إلا الله، وعظمة لا إله إلا الله، وقدسية لا إله إلا الله.
أي أمة كنا قبل الإسلام، وأي جيل كنا قبل الإيمان، وأي كيان نحن بغير القرآن.
كنا قبل لا إله إلا الله أمة وثنية، أمة لا تعرف الله، أمة تسجد للحجر، أمة تغدر، أمة يقتل بعضها بعضاً، أمة عاقة، أمة لا تعرف من المبادئ شيئاً.
فلما أراد الله أن يرفع رأسها، وأن يعلي مجدها؛ أرسل إليها رسول الهدى .
هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ [الجمعة:2].
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ [الأنبياء:25].
ومعنى لا إله إلا الله؛ لا معبود بحق إلا الله.
ومعنى لا إله إلا الله؛ لا مطلوب ولا مرغوب ولا مدعو إلا الله.
ومعنى لا إله إلا الله؛ أن تعيش عبداً لله، فتكون حياً بقوة لا إله إلا الله، وتموت على لا إله إلا الله، وتدخل الجنة على لا إله إلا الله.
ومعنى لا إله إلا الله؛ أن ترضى بالله رباً وإلهاً فتتحاكم إلى شريعته، ولا ترضى شريعة غيرها. فمن رضي غيرها شريعة. فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل الله منه صرفاً، ولا عدلاً، ولا كلاماً، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم.
يأتي عبد الله بن عمرو الأنصاري يوم أحد فيعلم أنه لا إله إلا الله، ويفيض حباً للا إله إلا الله، ويرفع طرفه قبل المعركة ويقول: اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى [1].
فيقتل، ويقطع، يقول جابر بن عبد الله عن أبيه: لما كان يوم أحد جيء بأبي مٌسجيّ، وقد مثل به، فأردت أن أرفع الثوب، فنهاني قومي، فرفعه رسول الله ، أو أمر به فرفع، فسمع صوت باكية أو صائحةٍ، فقال: ((من هذه؟))، فقالوا: بنت عمرو، أو أخت عمرو، فقال: ((ولم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظلّه بأجنحتها حتى رُفع)).
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
عباد الله، يا من لبس الجديد، يا من اغتسل بالماء البارد، يا من أتيتم إلى هذا المصلّى، هل ذكرتم من صلى معكم في العام الماضي من الآباء والأجداد، من الأحباب والأولاد؟ أين ذهبوا؟ كيف اختطفهم هادم اللذات؟ آخذ البنين والبنات، مفرق الجماعات.
أسكتهم فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، والله لقد وُسدوا التراب، وفارقوا الأحباب، وابتعدوا عن الأصحاب، فهم من الحفر المظلمة مرتهنون بأعمالهم، كأنهم ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.
اختلف على وجوههم الدود، وضاقت عليهم ظلمة اللحود، وفارقوا كل مرغوب ومطلوب، وما بقيت معهم إلا الأعمال.
فهل ذكر ذاكر ذاك القدوم؟ وهل أعدّ لذاك المصير؟ وهل أعد العدة لذلك الموقف الخطير؟
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها الناس، أذكركم ونفسي بتلك الشعيرة العظيمة، بتلك الفريضة الجليلة، بالصلوات الخمس؛ لاحظ في الإسلام لمن تركها، من تركها فعليه لعنة الله، من تركها خرج من دين الله، من تركها انقطع عنه حبل الله، من تركها خرج من ذمة الله، من تركها أحل دمه وماله وعرضه.
تارك الصلاة محارب لمنهج الله، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء، مغضوب عليه في الأرض.
تارك الصلاة تلعنه الكائنات، والعجماوات، تتضرر النملة في جحرها من تارك الصلاة، وتلعنه الحيتان في الماء لأنه ترك الصلاة.
الله الله في الصلاة، فإنها آخر وصايا محمد قبل فراق الدنيا، وهو في سكرات الموت.
عباد الله، لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، أوصيكم ونفسي بصلاة الجماعة، والمحافظة عليها في المساجد، فمن صلاها بلا عذر في بيته فلا قبلها الله.

الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله:
أوصيكم ونفسي بعد تقوى الله – عز وجل – بصلة الرحم؛ فإن الله تبارك وتعالى لعن قاطعي الأرحام، فقال عز من قائل: وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـٰقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلأرْضِ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء ٱلدَّارِ [الرعد:25].
وقال جل ذكره: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ [محمد:22، 23].
فقاطع الرحم ملعون، لعنه الله في كتابه، وصح عنه أنه قال: ((لما خلق الله الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك)) [4].
فعهد الله أن يصل من وصل رحمه، وعهد الله أن يقطع من قطع رحمه.
وهذا العيد ـ يا عباد الله ـ من أكبر الفرص للعودة إلى الحي القيوم، فمن لم يعد إلى الله فما استفاد من العيد، ومن لم يتفقد أرحامه بالصلة والزيارة والبر فما عاش العيد.
العيد أن تصل من قطعك، العيد أن تعطي من حرمك، العيد أن تعفو عمن ظلمك، العيد أن تخرج البغضاء من روحك، العيد أن تعود إلى جيرانك بالصفاء والحب والبسمة، العيد أن تدخل الطمأنينة في قلوب المسلمين، العيد ألا يخافك مسلم، قال : ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن والله لا يؤمن))، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه)) [5].
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله، أذكركم ونفسي آلاء الله، ونعم الله، وعطاء الله، فاشكروه سبحانه وتعالى يزدكم، فإنه من لم يشكر الله عز وجل، أصابه موعوده سبحانه وتعالى من الهلاك والدمار: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل:112].
انظروا أي نعمة نعيشها؛ نعمة الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان.
انظروا أشقائنا من الدول والشعوب، منهم من ابتلاه الله بالحروب فدكدكت منازله بالمدافع والقنابل والصواريخ، وقتل أطفاله وشرد عياله، فلم يعلم يمينه من شماله وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
ومنهم من ابتلاه الله بالأمراض والأسقام التي لم تكن من قبل، لأنه ارتكب الفاحشة، وابتعد عن منهج الله، وترك شريعة الله، فعاش الخوف والغضب، والمقت في الدنيا والآخرة.
فاذكروا هذه النعم، وتصدقوا عنها بالشكر والبذل والعطاء، وأداء ما افترض الله، فإن كثيراً من الشعوب التي ترونها تعيش الفقر والجوع، كانوا في أرغد العيش وأهنئه، لكنهم كفروا بنعمة الله، وبدلوا دين الله، وجحدوا شرع الله.
وهذه البلاد لما أنعم الله عليها بتحكيم الشريعة، رغد عيشها، وكثر خيرها، وهنأ شعبها، فليس لنا ـ والله ـ إلا أن نتمسك بهذا الدين، وأن نعضّ بالنواجذ على هدي سيد المرسلين، فهذا هو السبيل الوحيد لاستبقاء النعم وعدم زوالها.
الله أكبر.. والحمد لله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله، أوصيكم بكتاب الله، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه.
كتاب الله، حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، كتاب الله، النور الذي لا ظلمة فيه. كتاب الله الهداية الذي لا ضلال بعده. قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء:88].
كتاب الله: لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
كتاب الله من استمسك به بلّغه الله منازل السعداء، ومن صدف عنه كبّه الله على وجهه في دركات الأشقياء، اقرؤوه آناء الليل والنهار، ضوعوا به بيوتكم تدارسوه مع أبنائكم، اجعلوه قربة تتقربون بها إلى ربكم.
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
عباد الله، أوصيكم بالتوبة النصوح، وبالاستغفار من الذنوب والخطايا، يقول سبحانه وتعالى: قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر:53]. ويقول جل ذكره: وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَـئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ [آل عمران:135، 136].
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
العيد يا عباد الله معناه كما سلف؛ العودة إلى الله، ثم العودة إلى كتابه ثم العودة إلى سنة رسوله .
العيد يا عباد الله ليس بصف الموائد الشهية، ولا بركوب المراكب الوطية ولا بسكنى الفلل البهية.
العيد لمن خاف يوم الوعيد. العيد لمن استعد للعرض على الرب سبحانه وتعالى، العيد لمن اتقى الله في السر والعلن.
العيد لمن استعرض صحيفته فاستغفر من السيئات، وسأل الله التوفيق للأعمال الصالحات.
العيد لمن وصل ما بينه وبين الله، وما بينه وبين العباد، العيد لمن عمر بيته بالقرآن، وأخرج آلات اللهو ومغريات الشيطان.
العيد لمن أقام في بيته منهج القرآن، العيد لمن ضوع منزله بالأذكار الحسان.
الله أكبر كبيراً.. والحمد لله كثيراً.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله خالق الخلق، مالك الملك، مدبر الأمر؛ امتلأت بحبه وتعظيمه قلوب المؤمنين، وانصرفت عنه قلوب المفتونين والمنافقين، لا يذل من والاه، ولا يعز من عاداه، وهو الولي الحميد، نحمده على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، وما شرع لنا من التقرب إليه بالأنساك ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لا يحل الذبح على وجه التعبد إلا له، ولا يذكر على الذبيحة إلا اسمه «وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله «ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى في هذا اليوم العظيم؛ فإنه أفضل الأيام عند الله تعالى، وأكثر أعمال الحجاج فيه، وتقربوا إليه بالضحايا، وطيبوا بها نفسا، وأخلصوا لله تعالى فيها؛ فإنها من أجل الشعائر ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162- 163].

والسنة أن يباشر ذبح أضحيته بيده، وأن يأكل منها ويهدي ويتصدق، ولا يبيع شيئا منها، ولا يعطي الجزار أجرته منها لا لحما ولا جلدا ولا غيره. ويمتد وقت الذبح إلى غروب شمس يوم الثالث عشر آخر أيام التشريق، ولا يحل صوم يوم العيد ولا الأيام الثلاثة التالية له فكلها عيد، وكلها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، ومن طرأت عليه الأضحية اليوم أو خلال الأيام الثلاثة القادمة جاز له أن يضحي، ولو كان قد أخذ من شعره وأظفاره خلال العشر واعلموا أن هذه الأيام أيام ذكر لله تعالى، وأخصه التكبير لعظمتها وكثرة الشعائر فيها ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة: كما يُوصى الرجال بإحراز الإيمان والمحافظة عليه فكذلك توصى النساء به، وبزيادته بالعمل الصالح، وتحصينه بالذكر والدعاء؛ لأن أكثر ضحايا الفتن والحروب هم النساء والأطفال، فلتتحصن المؤمنة بالإيمان، ولتترس بالدعاء وصالح الأعمال لتثبت في كبريات الفتن، وتحتمل شدائد المحن، ولتربِّ أولادها على ذلك؛ إرضاء لله تعالى، وطلبا لمثوبته وجنته، قدوتها في ذلك الصحابيات اللائي تحملن شدة الأذى بسبب إيمانهن؛ كسمية أم عمار رضي الله عنهما؛ فإنها عذبت في إيمانها أشد العذاب، ثم قتلت على إيمانها فكانت أول شهيدة في الإسلام. وأما الدنيا بزخارفها فيرحل عنها الإنسان، وهي إلى زوال، فلا يبقى إلا الإيمان والعمل الصالح ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: افرحوا الفرح المشروع بالعيد، وأدخلوا الفرح على والديكم ببرهم، وعلى أرحامكم بصلتهم، وعلى جيرانكم بالإحسان إليهم، وعلى أهلكم وأولادكم باللهو المباح معهم؛ فإن اليوم يوم فرح وحبور للمؤمنين، واجتنبوا منكرات العيد؛ فإنها تنافي شكر الله تعالى على الهداية للإيمان والعمل الصالح، وكفران النعم يكون سببا في سلبها، وأكثروا من الدعاء لإخوانكم المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها، وسلوا الله تعالى أن يكشف الغمة عن الأمة، وأن يبدل ذلها عزها، وتفرقها اجتماعا، وضعفها قوة.

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين أجمعين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم ومن المسلمين صالح الأعمال.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنامن لدنك رحمة انك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك أمالنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم جعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما وتفرقنا من كل شر معصوما ربنا لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالبا أمرا من أمور الخير إلا سهلته له ويسرته اللهم وحد كلمة المسلمين واجمع شملهم واجعلهم يدا واحدة على من سواهم وانصر اللهم المسلمين واخذل الكفرة المشركين أعدائك أعداء الدين اللهم إنا نسألك لولاة أمورنا الصلاح والسداد اللهم كن لهم عونا وخذ بأيديهم إلى الحق والصواب والسداد والرشاد ووفقهم للعمل لما فيه رضاك وما فيه صالح العباد والبلاد اللهم إنا نسألك لبلدنا هذا اللهم اجعله بلدا ءامنا وارزقه من كل الخيرات وجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن وألف اللهم ما بين قلوبنا وبين قلوب أبناء هذا الوطن واجعلهم اللهم يا ربنا باسمك متحابين وعلى نصرة دينك متعاونين للهم إنا نستعيذ بك من شر ما خلقت ومن كل عين حاسد و نسألك اللهم التوفيق والسداد والهداية والرشاد وحسن العقبى وحسن الميعاد.اللهم أسبغ علينا نعمتك وعلى جميع المسلمين وملء اللهم قلوبنا بالإيمان والقناعة والزم جوارحنا العبادة والطاعة. واغفر اللهم لنا ولوالدنا ولإخواننا وأشياخنا ولجميع من سبقنا بالإيمان واتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا واتنا ربنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


نقله لكم سعيد شابو بتصرف.

المصدر:
: http://www.alukah.net/sharia/0/76852/#ixzz5Lsj51hQa


السبت، 21 يوليو 2018

فقه_أذكار_الصلاة - (1) - (2).


* فقه_أذكار_الصلاة (1) :

• - من أعظم ما يعين على ذوق لذة الصلاة ، هو استحضار معاني الأذكار ، واستشعار هيبة الموقف ، فلو عقلنا ذلك ؛ لوجدنا لصلاتنا لذة ، ولكنا أكثر تأثراً بها ، ولخرجنا منها بحال غير الحال التي دخلنا بها .

• - أول هذه الأذكار تلكمُ الجملة العظيمة التي نفتتح بها صلاتنا : "الله أكبر" فالله تعالى أكبر مِن كلِّ شيء ؛ أكبر من كل شيء في ذاتِه ، وأكبر في أسمائِه وصفاتِه ، وكلُّ ما تحتمله هذه الكلمة مِن معنى : ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[ الجاثية ] ومَنْ هذه عظمته فهو أكبر مِن كل شيء ، وكلُّ معنى لهذه الكلمة مِن معاني الكبرياء فهو ثابتٌ لله عزّ وجل .

فيا أيها المصلي .. كلما عرض لك عارضٌ من خواطر الدنيا فتذكر هذه الجملة ، وتذكر أن الله تعالى أكبر منها ، فالله أكبر من همومنا ، وأكبر من مشاغلنا ، وأكبر من أعمالنا ، وهو الذي بيده التوفيق لإنجازها ، فإذا عرضت لك تلك العوارض فاطردها بـ « الله أكبر » !

✍ الدكتور عمر المقبل - وفقه الله -
-----------------------------------------------

* فقه_أذكار_الصلاة (2) :

• - إذا ركع المصلي شرع له قول : ( سبحان ربي العظيم ) ، والتسبيح : التنزيه ، فالعبد ينزّه ربّه عن كل نقصٍ ، في ذاته أو أسمائه أو صفاته ، فلله جل وعلا الكمال المطلقُ ، وله العظمة من جميع الوجوه .

• - تأمل ـ مثلاً ـ قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ ، وطَيُّ السِّجِلِّ للكُتُب سهل جدًّا ، إذا كَتَبَ الإِنسانُ وثيقةً فإن طيّها عليه سهل ، ولكن أن يكون طيّ السماوات بعظمتها كطي الورقة بالنسبة لأحدِنا بل هو أيسر ؛ فهذه عظمة لا يمكن أن نتصور حقيقتها !

• - والمؤمن حين يقول : ( سبحان ربي العظيم ) يتذكّر أنه لا يركع إلا لمن لا يستحق التعظيم المطلق غيره ، وأن هيئة الركوع هيئة تعظيمٍ لا تنبغي إلا بين يدي الله تعالى ، فيجمع في ركوعه وقوله لهذه الجملة بين التنزيه القولي والعملي .

• - ولما كان القرآنُ أشرفَ الذِّكْرِ ؛ لم يُناسبْ أن يقرأه الإِنسانُ وهو في هذا الانحناء ، ولا في حال السجود ، بل يُقرأ في حال القيام ، كما قال ﷺ : « ألا وإنِّي نُهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، أمَّا الركوع فعظِّموا فيه الرَّب عز وجل ... الحديث » .

✍ الدكتور : عمر المقبل - وفقه الله -

لا خلاف بين الرسل في باب الأسماء والصفات.





قال الشيخ عبد القادر الكيلاني - رحمه الله - :

{ الله سبحانه فوق سماواته على عرشه في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل } ،

قال الإمام ابن القيم

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

وصدق قدس الله روحه ، فإن الرسل من أولهم إلى آخرهم ليس بينهم اختلاف ، في أسماء الرب وصفاته وأفعاله ، وإن تنوعت شرائعهم العملية بحسب المصلحة ، فلم يختلف منهم اثنان في باب الأسماء والصفات ، وإن كان في الكتابين اللذين لم ينزل من السماء كتاب أهدى منهما من ذلك ما ليس في غيرهما ، حتى زعمت أئمة المعطلة أنهما كتابا تشبيه ومن جاء بهما إماما المشبهة وقال بعض من تتبع النصوص النبوية في ذلك والآثار السلفية إنه وجدها تزيد على ألف وقال غيره إنها تزيد على مائة ألف ولا تنافي بينهما فإن الأول أراد ما يدل على نصوص العلو والاستواء ، والثاني أراد ما يدل على المباينة وأن الله سبحانه بائن من خلقه .

📜【 الصواعق المرسلة【 ١٢٧٨/٤ 】

﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾






قال الإمام ابن القيم

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

الله سبحانه منح عباده فطرة فطرهم عليها ، لا تقبل سوى الحق ، ولا تؤثر عليه غيره ، لو تركت وأيدها بعقول تفرق بين الحق والباطل ، وكملها بشرعة تفصل لها ما هو مستقر في الفطرة ، وأدركه العقل مجملاً ، فالفطرة قابلة ، والعقل مزك ، والشرع مبصر مفصل ، لما هو مركوز في الفطرة ، مشهود أصله دون تفاصيله بالعقل ، فاتفقت فطرة الله المستقيمة ، والعقل الصريح والوحي المبصر المكمل ، على الإقرار بموجود فطر هذا العالم ، بجميع ما فيه عاليه وسافله ، وما بينهما وشهدت الفطر والعقول والشرائع المنزلة كلها بأنه ليس من جنس العالم ، ولا مماثلا له ، وأنه مباين له ، غير ممتزج به ، ولا متحد به ، ولا حال فيه ، وأنه فوق جميع العالم ، عال عليه بجميع أنواع العلو، ذاتاً وقهراً وعظمةً .

📜【 الصواعق المرسلة【 ١٢٧٧/٤ 】

الثلاثاء، 17 يوليو 2018

الكلم الطيث {74}.

قال الحافظ ابن رجب
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
يا ضيعة العمر إن نجا السامع وهلك المسموع ،
يا خيبة المسعى إن وصل التابع وانقطع المتبوع .
وغير تقي يأمر الناس بالتقىٰ
... طبيب يداوي الناس وهو سقيمُ
يا أيها الرجل المقوم غيره
... هلا لنفسك كان ذا التقويمُ
ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها
... فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ
فهناك يقبل ما تقول ويقتدىٰ
... بالقول منك وينفع التعليمُ
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
... عار عليك إذا فعلت عظيمُ
【 جامع العلوم والحكم【 ٧٨/١ 】
 ----------------------------------------
* تُبْ إلَى أَنْ تُحْزِنَ الشَّيْطَانَ (؟!)
• - قال شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ رَحِيمٌ ، أَمَرَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ ، وَنَهَاهُمْ عَمَّا يُفْسِدُهُمْ ، ثُمَّ إذَا وَقَعُوا فِي أَسْبَابِ الْهَلَاكِ لَمْ يؤيسهم مِنْ رَحْمَتِهِ ، بَلْ جَعَلَ لَهُمْ أَسْبَابًا يَتَوَصَّلُونَ بِهَا إلَى رَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ ، وَلِهَذَا قِيلَ : إنَّ الْفَقِيهَ كُلُّ الْفَقِيهِ الَّذِي لَا يُؤَيِّسُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَلَا يُجَرِّئُهُمْ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ ، وَلِهَذَا يُؤْمَرُ الْعَبْدُ بِالتَّوْبَةِ كُلَّمَا أَذْنَبَ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِشَيْخِهِ : إنِّي أُذْنِبُ قَالَ : تُبْ قَالَ : ثُمَّ أَعُودُ ، قَالَ : تُبْ قَالَ : ثُمَّ أَعُودُ ، قَالَ : تُبْ قَالَ : إلَى مَتَى قَالَ : إلَى أَنْ تُحْزِنَ الشَّيْطَانَ .
📜 مجموع الفتاوى  ٤٩٢/٧ 
-----------------------------------------------
* إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا (؟!)
• - قال شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
كَمَا فِي الْأَثَرِ : « إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ ، فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَوْمَئِذٍ كَكَاتِمِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ  »
وَذَلِكَ أَنَّ أَوَّلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ هُمُ الَّذِينَ قَامُوا بِالدِّينِ تَصْدِيقًا ، وَعِلْمًا ، وَعَمَلًا ، وَتَبْلِيغًا ، فَالطَّعْنُ فِيهِمْ طَعْنٌ فِي الدِّينِ مُوجِبٌ لِلْإِعْرَاضِ عَمَّا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ النَّبِيِّينَ .
📜منهاج السنة النبوية ١٧/١ 
----------------------------------
قال العلامة ابن عثيمين
- رحمه الله تبارك وتعالى - :
《 من أسباب الوقاية من الفتن صلاة الليل 》

【 شرح صحيح البخاري【 ٥٠١/٩ 】
------------------------------------
لا تَستهين بِلحظةِ استغفار
ولو لثانيتين
فلا تعلمُ كم من الخير سترزق
وكم مِن بلاء سوف يُرفع عنك
-------------------------------------
أحوال الناس في آخرالزمان...!

‏قال ابن العربي المالكي
رحمه الله:
"والناس إذا لم يجدوا عيبًا لأحد،
وغلبهم الحسد عليه وعداوتهم له أحدثوا له عيوبًا.."

[العواصم من القواصم:٤٦٩/٢]
-----------------------------------------------
انتبه يامن تغتاب إخوانك؛المسألةخطيرة..!

قال الإمام الأوزاعي
رحمه الله تبارك وتعالى :

“بلغني أنه يقال للعبد يوم القيامة: قمْ فخذْ حقّك من فلان؛
فيقول: ما لِي قبله حق؛ فيقال: بلى؛ ذَكَرَكَ يوم كذا وكذا بكذا وكذا...“

[ رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6313)]

---------------------------------------------
تواضع الشيخ بن باز رحمه الله
و موقفه من الذي مدحه ! وقوله له ( والله سبحانه وتعالى سوف يسأله عما قال وأسأل الله أن يعفو عنا وعنه ) .
رحم الله ابن باز واسكنه فسيح جناته .
--------------------------------------------
من أسباب انتشار الغلو انتشار الظلم، وكلما قوي الظلم وقوي معه خذلان المظلوم قوي معهما الغلو وأشد أحواله إذا أُعين الظالم بدلا من نصرة المظلوم.
(الطريفي)
--------------------------------------------
(( حـديــث اليوم ))

قال رسول الله ﷺ:
‏لا تباغضوا، ولا تحاسدوا
ولا تدابروا، ولا تقاطعوا
وكونوا عباد الله إخوانا
ولا يحل لمسلم أن يهجر
أخاه فوق ثلاث ليال ‏"‏
مسلم2558

-------------------------------------
موعظة :
عصى الله، ولما انتهى من معصيته قام ليغتسل، فوقف دقيقتين وهو يُعدّل حرارة المياه حتى لا يحترق بالماء الساخنة.
أخي الفاضل...
إن لم تصبر على حرارة ماء الدنيا فكيف ستصبر على حرارة نار الآخرة !!!!
بادر بالتوبة، فيبدل الله سيئاتك حسنات.
➖➖➖
من سار بين الناس ... جابراً للخواطر ،
أدركه الله في ... جوف المخاطر ..

{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } من اشد أنواع الأسف " محب الجنان "
https://goo.gl/GeWXls
------------------------------------------------------
قَـال العــلاّمةُ الإمـام / 
أحمـد بن يحيـى النَّجمـي
-رحمه الله- :
《 تحبُّ الرّجـلَ الذي لا يَقرُبُكَ في النَّسب، ولا من جيرانك الذين تتعاون معهم، ويتعاونون معك على جلبِ المصَـالح المشتركة بينكم، ولكنَّـه رجلٌ بعيدٌ عنكَ في الـدَّار، بعيدٌ عنكَ في النَّسب، يبلُغُكَ عنه بأنّـهُ صاحـبُ سُنّة فتحبَّـهُ لله، إذا بلغْتَ إلى هذا الحد، فأنـتَ مؤمنٌ 》 【فتـحُ الرَّحيـم الـوَدود ص٥٩】
----------------------------------------
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :

ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻟﻠﻪ
ﻓﺘﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻻ‌ ﺗﺮﺟﻮﻫﻢ في ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺗﺨﺎﻓﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﻻ‌ ﺗﺨﺎﻓﻬﻢ في ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺗﺤﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺭﺟﺎﺀ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻬﻢ
ﻭﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻣﻨﻬﻢ .
ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ 51/1

 ------------------------------------
اللهم ان البرد خلق من خلقك يأتمر بأمرك  .. اللهم يااااااامن انزلت الدفء على حذيفة بن االيمان يوم الاحزاب .. اللهم انزل دفئك ورحمتك على اخواااااننا في بلاد الشاااااام ..
ومن هم في الخيام ومن هم بالعراة يلتحفون السماء ويفترشون الأرض
اللهم انهم جياااع فاطعمهم . اللهم انهم عرااة فاكسهم .. اللهم انهم مظلووومون فانتصر لهم ياحي ياقيوم .....
يستحب الارسال ليستمر الدعاء لهم فهم بحاجة شديدة لدعواتنا

-------------------------------------------
الثقلان--->الانس و الجن
الاسودان-->التمر والماء
النجدان-->الخير والشر
الدائبان-->الشمس والقمر
الزهراوان--->البقرة وال عمران
العتمتان>الصبح والعشاء
البردان->الصبح والعصر
الفرقتان->العرب والعجم
الداران-->الدنيا والاخرة
الاصغران->القلب واللسان
النقدان-->الذهب والفضة
--------------------------------------------------
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلَ مَوْتِه بثَلاثَةِ أيّام، يقولُ:

لاَ يَمُوتَنّ أحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله عز وجل
رواه مسلم
--------------------------------
حديث :
يوم بالجمعة سيد الأيام : هذا القدر قد رواه ابن ماجة (1084) من حديث أبي لبابة ، ورواه ابن جرير في "تفسيره" (24/334) وابن أبي شيبة (2/149) من حديث سعيد بن المسيب مرسلا بسند صحيح ، ورواه الطبراني في "الأوسط" (6717) من حديث أنس ، والحاكم (1026) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة وغيره .
ورواه البيهقي في "الشعب" (3638) من كلام عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، بسند صحيح .

السُّنةُ حِصْنُ الله الحَِصين.


قال الإمام ابن القيم

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

وليس لمبطلٍ بحمد الله حجة ، ولا سبيل بوجه من الوجوه على من وافق السنة ولم يخرج عنها ، حتى إذا خرج عنها قدر أنملة تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة ، فالسنة حصن الله الحصين ، الذي من دخله كان من الآمنين ، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليه من الواصلين ، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين ، فمن وافق مبطلاً على شيء من باطله جره بما وافقه منه إلى نفي باطله .

📜【 الصواعق المرسلة【 ١٢٥٥/٤ 】

شرح حديث إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عبداًَ حَمَاهُ الدُّنْيَا.



• - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
• - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عبداًَ حَمَاهُ الدُّنْيَا ، كَمَا يظلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء )
【 التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان 】
【١١٦/٢ ، رقم : ٦٦٨ 】.

• - قال العلامة أبو الحسن الملا علي القاري

• - رحمه الله تبارك وتعالى - :

أَيْ : حَفِظَهُ مِنْ مَالِ الدُّنْيَا وَمَنْصِبِهِ وَمَا يَضُرُّ بِدِينِهِ وَنَقَصَهُ فِي الْعُقْبَى ، قَالَ الْأَشْرَفُ أَيْ مَنَعَهُ عَنْهَا وَوَقَاهُ مِنْ أَنْ يَتَلَوَّثَ بِزِينَتِهَا كَيْلَا يَمْرَضَ قَلْبُهُ بَدَاءِ مَحَبَّتِهَا ، (" كَمَا يَظَلُّ ") : بِفَتْحِ الظَّاءِ ، مِنْ ظَلَّ زَيْدٌ صَائِمًا أَيْ : صَارَ ، وَالْمَعْنَى كَمَا يَكُونُ (" أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ ") أَيْ : مَرِيضَهُ ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مَعَهُ مَرَضُ الِاسْتِسْقَاءِ أَوْ ضَعْفُ الْمَعِدَةِ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَضُرُّهُ الْمَاءُ فَيَمْنَعُهُ (" الْمَاءَ ") ، أَيْ : لِئَلَّا يَزِيدَ مَرَضُهُ بِشُرْبِهِ ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَى رَأْيِ الْعَلِيلِ مِنْ طَلَبِ الْمَاءِ وَحُبِّهِ ، مَعَ أَنَّ الْمَاءَ أَرْخَصُ شَيْءٍ غَالِبًا ، فَلَا يُتَصَوَّرُ فِيهِ الْبُخْلُ خُصُوصًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَرِيضِ الَّذِي يَحِنُّ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْحِكْمَةَ تَقْتَضِي أَنَّ الْمَحْبُوبَ عِنْدَ أَهْلِهِ وَآلِهِ يَكُونُ مَمْنُوعًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَضُرُّهُ فِي حَالِهِ ، ( رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ) ، وَلَفْظُ الْجَامِعِ : " « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ سَقِيمَهُ الْمَاءَ » " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَيْهَقِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بِلَفْظِ : إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ كَمَا يَحْمِي الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ ، وَهَذَا الْمَعْنَى مُقْتَبَسٌ مِنَ التَّنْزِيلِ وَهُوَ قَوْلُهُ : { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [ الأعراف : ١٥١ ] .

📜【 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 】

【 ٣٢٨٦/٨ ، رقم : ٥٢٥٠】

النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته.





قال الحافظ ابن رجب

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

وَأَمَّا النَّصِيحَةُ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ ، فَبَذْلُ الْمَجْهُودِ فِي طَاعَتِهِ وَنُصْرَتِهِ وَمُعَاوَنَتِهِ ، وَبَذْلُ الْمَالِ إِذَا أَرَادَهُ وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَحَبَّتِهِ ، وَأَمَّا بَعْدَ وَفَاتِهِ : فَالْعِنَايَةُ بِطَلَبِ سُنَّتِهِ ، وَالْبَحْثُ عَنْ أَخْلَاقِهِ وَآدَابِهِ ، وَتَعْظِيمُ أَمْرِهِ ، وَلُزُومُ الْقِيَامِ بِهِ ، وَشِدَّةُ الْغَضَبِ وَالْإِعْرَاضِ عَمَّنْ تَدَيَّنَ بِخِلَافِ سُنَّتِهِ ، وَالْغَضَبُ عَلَى مَنْ ضَيَّعَهَا لِأَثَرَةِ دُنْيَا ، وَإِنْ كَانَ مُتَدَيِّنًا بِهَا ، وَحُبُّ مَنْ كَانَ مِنْهُ بِسَبِيلٍ مِنْ قَرَابَةٍ ، أَوْ صِهْرٍ ، أَوْ هِجْرَةٍ أَوْ نُصْرَةٍ ، أَوْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالتَّشَبُّهِ بِهِ فِي زِيِّهِ وَلِبَاسِهِ .

📜【 جامع العلوم والحكم ٢٢١/١ 】

الجمعة، 13 يوليو 2018

تُبْ إلَى أَنْ تُحْزِنَ الشَّيْطَانَ (؟!)



• - قال شيخ الإسلام ابن تيمية

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ رَحِيمٌ ، أَمَرَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ ، وَنَهَاهُمْ عَمَّا يُفْسِدُهُمْ ، ثُمَّ إذَا وَقَعُوا فِي أَسْبَابِ الْهَلَاكِ لَمْ يؤيسهم مِنْ رَحْمَتِهِ ، بَلْ جَعَلَ لَهُمْ أَسْبَابًا يَتَوَصَّلُونَ بِهَا إلَى رَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ ، وَلِهَذَا قِيلَ : إنَّ الْفَقِيهَ كُلُّ الْفَقِيهِ الَّذِي لَا يُؤَيِّسُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَلَا يُجَرِّئُهُمْ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ ، وَلِهَذَا يُؤْمَرُ الْعَبْدُ بِالتَّوْبَةِ كُلَّمَا أَذْنَبَ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِشَيْخِهِ : إنِّي أُذْنِبُ قَالَ : تُبْ قَالَ : ثُمَّ أَعُودُ ، قَالَ : تُبْ قَالَ : ثُمَّ أَعُودُ ، قَالَ : تُبْ قَالَ : إلَى مَتَى قَالَ : إلَى أَنْ تُحْزِنَ الشَّيْطَانَ .

📜【 مجموع الفتاوى ٤٩٢/٧ 】

لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها (؟!) .





*

• - قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

أهل الإسلام ليس لهم سمة سوى الإسلام والسلام :

• - فيا طالب العلم ! بارك الله فيك وفي علمك ؛ اطلب العلم ، واطلب العمل ، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف .

• - ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات ، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة ، فالإسلام كله لك جادة ومنهجاً ، والمسلمون جميعهم هم الجماعة ، وإن يد الله مع الجماعة ، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام .

• - وأعيذك بالله أن تتصدع ، فتكون نهاباً بين الفرق والطوائف والمذاهب الباطلة والأحزاب الغلية ، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها .

• - فكن طالب علم على الجادة ؛ تقفو الأثر ، وتتبع السنن ، تدعو إلى الله على بصيرة ، عارفاً لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم .

• - وإن الحزبية ذات المسارات والقوالب المستحدثة التي لم يعهدها السلف من أعظم العوائق عن العلم ، والتفريق عن الجماعة ، فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي ، وغشيت المسلمين بسببها الغواشي .

• - فاحذر رحمك الله أحزاباً وطوائف طاف طائفها ، ونجم بالشر ناجمها ، فما هي إلا كالميازيب ؛ تجمع الماء كدراً ، وتفرقه هدراً ؛ إلا من رحمه ربك ، فصار على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .

📜【 حلية طالب العلم【 ٢٠٢/١ -٢٠٣ 】

النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ - شيخ الإسلام ابن تيمية .





قَـالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :

" « النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا » " .

• - قال شيخ الإسلام ابن تيمية

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

• - فَالْأَرْضُ إِذَا كَانَ فِيهَا مَعْدِنُ ذَهَبٍ وَمَعْدِنُ فِضَّةٍ ، كَانَ مَعْدِنُ الذَّهَبِ خَيْرًا ، لِأَنَّهُ مَظِنَّةُ وُجُودِ أَفْضَلِ الْأَمْرَيْنِ فِيهِ ، فَإِنْ قُدِّرَ أَنَّهُ تَعَطَّلَ وَلَمْ يُخْرِجْ ذَهَبًا ، كَانَ مَا يُخْرِجُ الْفِضَّةَ أَفْضَلَ مِنْهُ .

• - فَالْعَرَبُ فِي الْأَجْنَاسِ ، وَقُرَيْشٌ فِيهَا ثُمَّ هَاشِمٌ فِي قُرَيْشٍ مَظِنَّةَ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مِنَ الْخَيْرِ أَعْظَمُ مِمَّا يُوجَدُ فِي غَيْرِهِمْ ، وَلِهَذَا كَانَ فِي بَنِي هَاشِمٍ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي لَا يُمَاثِلُهُ أَحَدٌ فِي قُرَيْشٍ ، فَضْلًا عَنْ وُجُودِهِ فِي سَائِرِ الْعَرَبِ وَغَيْرِ الْعَرَبِ ، وَكَانَ فِي قُرَيْشٍ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَسَائِرُ الْعَشَرَةِ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا يُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْعَرَبِ وَغَيْرِ الْعَرَبِ، وَكَانَ فِي الْعَرَبِ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مَنْ لَا يُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ فِي سَائِرِ الْأَجْنَاسِ .

• - فَلَا بُدَّ أَنْ يُوجَدَ فِي الصِّنْفِ الْأَفْضَلِ مَا لَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي الْمَفْضُولِ ، وَقَدْ يُوجَدُ فِي الْمَفْضُولِ مَا يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّا يُوجَدُ فِي الْفَاضِلِ ، كَمَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْعَرَبِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَالْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ أَفْضَلُ مِنَ الْقُرَشِيِّينَ الَّذِينَ لَيْسُوا مِثْلَهُمْ فِي الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ لَيْسَ مِثْلَهُمْ فِي الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ .

• - فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الْمُعْتَبَرُ فِي هَذَا الْبَابِ دُونَ مَنْ أَلْغَى فَضِيلَةَ الْأَنْسَابِ مُطْلَقًا ، وَدُونَ مَنْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُفَضِّلُ الْإِنْسَانَ بِنَسَبِهِ عَلَى مَنْ هُوَ مِثْلُهُ فِي الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى ، فَضْلًا عَمَّنْ هُوَ أَعْظَمُ إِيمَانًا وَتَقْوَى ، فَكِلَا الْقَوْلَيْنِ خَطَأٌ ، وَهُمَا مُتَقَابِلَانِ ، بَلِ الْفَضِيلَةُ بِالنَّسَبِ فَضِيلَةُ جُمْلَةٍ ، وَفَضِيلَةٌ لِأَجْلِ الْمَظِنَّةِ وَالسَّبَبِ ، وَالْفَضِيلَةُ بِالْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى فَضِيلَةُ تَعْيِينٍ وَتَحْقِيقٍ وَغَايَةٍ ؛ فَالْأَوَّلُ يُفَضَّلُ بِهِ لِأَنَّهُ سَبَبٌ وَعَلَامَةٌ ، وَلِأَنَّ الْجُمْلَةَ أَفْضَلُ مِنْ جُمْلَةٍ تُسَاوِيهَا فِي الْعَدَدِ ، وَالثَّانِي : يُفَضَّلُ بِهِ لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ وَالْغَايَةُ ، وَلِأَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ كَانَ أَكْرَمَ عِنْدَ اللَّهِ ، وَالثَّوَابُ مِنَ اللَّهِ يَقَعُ عَلَى هَذَا ، لِأَنَّ الْحَقِيقَةَ قَدْ وُجِدَتْ ، فَلَمْ يُعَلَّقِ الْحُكْمُ بِالْمَظِنَّةِ ، وَلِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ ، فَلَا يَسْتَدِلُّ بِالْأَسْبَابِ وَالْعَلَامَاتِ .

【 منهاج السنة النبوية【 ٦٠٢/٤-٦٠٤ 】

إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا (؟!)


*
• - قال شيخ الإسلام ابن تيمية 
- رحمه الله تبارك وتعالى - : 
كَمَا فِي الْأَثَرِ : « إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ فَلْيُظْهِرْهُ ، فَإِنَّ كَاتِمَ الْعِلْمِ يَوْمَئِذٍ كَكَاتِمِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ » 
وَذَلِكَ أَنَّ أَوَّلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ هُمُ الَّذِينَ قَامُوا بِالدِّينِ تَصْدِيقًا ، وَعِلْمًا ، وَعَمَلًا ، وَتَبْلِيغًا ، فَالطَّعْنُ فِيهِمْ طَعْنٌ فِي الدِّينِ مُوجِبٌ لِلْإِعْرَاضِ عَمَّا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ النَّبِيِّينَ . 

📜【منهاج السنة النبوية【 ١٧/١ 】

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

( التفصيل ) في مسألة ( عيادة النساء للرجال ) (؟!)





قال العلامة ابن عثيمين

- رحمه الله تبارك وتعالى - :

• - عيادة النساء للرجال تحتاج إلى تفصيل :

يوجد ثلاثة أنواع من الرجال بالنسبة للمرأة ؟

• - النوع الأول : أن يكون الرجال من محارمها ؛ فلا شك أن عيادتها لهم لا بأس فيها ؛ كعمها وخالها وأبو زوجها ، وما أشبه ذلك .

• - النوع الثاني : أن يكونوا من غير محارمها ؛ فإن كانوا من معارفها عند محارمها فلا بأس أيضا أن تسألهم عن حالهم ؛ كفعل عائشة فإنها كانت تعود أبا بكر وعنده بلال ، فسألت عن حاله ، فلا بأس بهذا .

• - النوع الثالث : أن يكون الرجل أجنبيا ؛ فهذا لا يجوز، لأنه يخشى منه الفتنة ، وقد يحدث بذلك الخلوة ، فلا يشرع لها أن تعوده .

📜【 شرح صحيح البخاري【٤٥٤/٥】

الدعاء للوالدين المتوفيين أفضل لهما من الحج والعمرة~ ابن عثيمين رحمه الله.


من فتاوى
الشيخ الإمام / محمد صالح العثيمين
رحمه الله تعالى وغفر له
〰〰〰〰〰〰

 السؤال:
بعض الناس يتوفى والده أو والدته فيريد أن يقدم لهم عملاً صالحاً فأول ما يتبادر إلى ذهنه أن يحج عن عنهما وهو قد حج الواجب فهل الأفضل في هذه الحالة أن يدعو لهما ويكثر الدعاء في الأماكن الطيبة والأزمنة الطيبة أم أنه يحج عنهما ويعتمر عنهما؟
الجواب:
الأفضل أن يدعو لهما، ويجعل الحج والعمرة لنفسه; ودليل هذا: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»
 ولم يقل: يحج عنه أو يعتمر عنه، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن ليدع الأفضل ويذكر المفضول بل لا يذكر للأمة إلا الأفضل؛ لأننا نعلم أنه أنصح الخلق للخلق
 وأنت أيها الإنسان محتاج للعمل الصالح، وسيأتي يوم تتمنى أن في ميزانك حسنة واحدة.
المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [226]
الجنائز > إهداء القرب للميت

هل الذين يتابعون دروس العلماء عبر شبكة الانترنت تنالهم بركة الحلقة ؟




 السؤال: هل الذين يتابعون دروس العلماء السلفيين تنالهم بركة الحلقة، وهم الذين يتابعون الدروس على شبكة الإنترنت أو الحاسب أوالإذاعة؟
.
.
 قال العلامة زيد المدخلي رحمه الله: ((هؤلاء الذين ذكرتهم لهم مكاسب عظيمة جدا:

أولا: هم يعتبرون طلبة علم، وطالب العلم من أفضل الناس قدرا، أفضل أهل زمانه إذا كان يريد بطلب العلم إزالة الجهل عن نفسه ويريد أن يعمل بعلمه وينشره.

وثانيا: إن طلب العلم سواء جلس على انفراد انفرد أو في جماعة تنزل عليه السكينة وتغشاه الرحمة وتحفه ملائكة الله، فهؤلاء الذين يتابعون حلقات العلم من الكتاب والسنة ووسائل العلم الأخرى لهم أجر عظيم ولا ينقص أجرهم عن أجر الحاضرين عند مشايخ العلم – إن شاء الله تعالى -))
.
.
.
.
([1]).الإرشاد إلى توضيح لمعة الاعتقاد

 (ص 184-185).([1]) الإرشاد إلى توضيح لمعة الاعتقاد  (ص 167).

ما الكيفية التي يحصل بها الاطمئنان في الركوع؟





س)- ما الكيفية التي يحصل بها الاطمئنان في الركوع؟

إن الاطمئنان الواجب لا يحصل الا بتحقيق ما يأتي :-
1 - وضع اليدين على الركبتين.
2 - تفريج أصابع الكفين.
3 - مد الظهر.
4 - التمكين للركوع وإلمكث فيه حتى يأخذ كل عضو مأخذه . وهذا كله ثابت في روايات عديدة لحديث المسئ صلاته ، وهو مخرج في "صفة الصلاة ". انتهى كلام الالباني من تمام المنة.


المصدر: فتاوى الشيخ الالباني

هل يكفي الجوربين في ستر القدمين ؟





س)-  هل يكفي الجوربين في ستر القدمين ؟.
لا ما يكفي لأنُه يَجسم. انتهى كلام الالباني من شريط الأجوبة الألبانية على الأسئلة الأسترالية.

المصدر: فتاوى الشيخ الألباني

هل يجوز القصر في الصلاة وذلك ونحن في المدن بلا سفر وذلك لظروف عمل ؟





- السؤال: هل يجوز القصر في الصلاة وذلك ونحن في المدن بلا سفر وذلك لظروف عمل ؟
الجواب:

أما القصر فلا يجوز.

وأما الجمع لظروف قهرية (كالطبيب الذي تستغرق العملية منه مثلاً أكثر من 6 ساعات..وهكذا)، و الجمع يكون بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، بدون قصر وذلك لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ قال: "جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ"

فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ قَالَ أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ، والله تعالى أعلم.

المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني.

هل يجوز وضع اليد على الصدر بعد القيام من الركوع؟ الشيخ أبو اسحاق الحويني






السؤال: هل يجوز وضع اليد على الصدر بعد القيام من الركوع؟
الجواب:



الصواب في هذا الأمر هو الإرسال أما القبض بعد القيام من الركوع فإنما احتج فاعلوه بعموم ما ورد في الحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى"، فقالوا القيام من الركوع قيام والحديث عام فيقبض المصلي في القيامين معاً.

ونقول إن قول الصحابي: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضع اليمنى على اليسرى في القيام" فالقيام هنا هو الوضع الكامل، ولا ينطبق هذا إلا على القيام الأول.

أما القيام الثاني فهو مقيد بالركوع فيقال القيام من الركوع، أما القيام الأول فيقال فيه القيام ولا يقيد بشيء فهذا هو القيام المقصود في الحديث.

ثم إن الذين رووا أحاديث صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة وهم كثيرون نقلوا كل شيء فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنه ما قد يخفي على الناظر، ولم يذكر واحد منهم في أي حديث من الأحاديث مع كثرتها أنه -صلى الله عيه وسلم -كان إذا قام من الركوع وضع اليمنى على اليسرى، وهذا أظهر وأوضح من وصف الأصابع وتفريجها مثلاً. وأيضا فلا يستدل على الهيئة بدليل عام ولابد لها من دليل سمعي نقلي لأن الهيئة لا يدخلها الاجتهاد. وهناك أجوبة أخرى لعلي أبسطها في وقت آخر.

المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني

أشراط الساعة 82.


 (( أشراط 8⃣2⃣ الساعة )) 

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 -.. قال " تغزون جزيرةَ العربِ ، فيفتحُها اللهُ . ثم فارسٌ ، فيفتحُها اللهُ . ثم تغزون الرومَ ، فيفتحها اللهُ . ثم تغزون الدَّجالَ ، فيفتحه اللهُ " ...

الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص 
المحدث: مسلم       
المصدر:  صحيح مسلم  
الصفحة أو الرقم: 2900

خلاصة حكم المحدث:  صحيح

قطَّاع تمنع وصول العمل إلى القلب.


 
قطَّاع على الطريــق ..
يقول ابن القيم "فبين العمل وبين القلب مسافة .. وفى تلك المسافة قطاع تمنع وصول العمل إلى القلب؛ فيكون الرجل كثير العمل وما وصل منه إلى قلبه محبة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة ولا نور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل ولا قوة في أمره.
فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه، لاستنار وأشرق ..
ورأى الحق والباطل وميَّز بين أولياء الله وأعدائه وأوجب له ذلك المزيد من الأحوال.
ثمَّ بين القلب وبين الربِّ مسافة .. وعليها قطاع تمنع وصول العمل إليه، من: كبر وإعجاب وإدلال ورؤية العمل ونسيان المنة وعلل خفية لو استقصى فى طلبها لرأى العجب" [مدارج السالكين (1:439)]
فلذلك ضاعت قلوبنا، لما لم يعُد للأعمال آثارٌ عليها .. {.. وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: 30]
والحل:: الاعتصام بالله عزَّ وجلَّ والتوكل عليه وحده والاستعانة به ..
قال تعالى {.. وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101]
وحينها ستضيق المسافة بين العمل والقلب، فيؤثر فيه أي عمل يسير .. مما يُثمر علاقة وثيقة بالله سبحانه وتعالى،،
ولكي تكون حذرًا في سيرك، لابد أن تعلم من هم القطاع الذين سيواجهونك على الطريق .. ومن أهمهم:

1) شياطين الجن (إبليس وأعوانه) ..
قال تعالى {.. وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38] .. فعلى الرغم إنهم كانوا يعلمون طريق الحق، إلا إن إبليس أغواهم وزيَّن لهم طريق الضلال حتى ساروا خلفه.

2) شياطين الإنس (أهل الكفر والضلال) ..
فأولئك سيسعون دومًا لإلقاء الفتن والشبهات؛ حتى يحيد المؤمنين عن سبيلهم .. قال تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} [النساء: 44]

3) أهل الزيغ والنفاق ..
فهؤلاء يعرقلونك في الطريق ويلقون في قلوب المؤمنين الشبهات .. قال تعالى {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 88]

4) أهل البدع والضلال ..
قال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

5) علماء السوء ..
وهم من أخطر قطاع الطريق؛ لأنهم في الظاهر أدلاء بينما في الحقيقة هم مُضلين عن السبيل ..
عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله   "إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (132)]
يقول ابن القيم "علماء السوء جلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس هلموا، قالت أفعالهم لا تسمعوا منهم. فلو كان ما دعوا إليه حقًا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطاع الطرق" [الفوائد (1:60)]
قال الشاعر:
يا معشر القراء يا ملح البلد ... مايصلح الملح إذا الملح فسد؟!

6) المنتكسون ..
فهؤلاء ضلوا بعدما هُدوا، فضلوا سواء السبيــل .. يقول الله جلَّ وعلا {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء: 137]

7) جبل النفس الوعر وإتباع هواها ..
فالنفس عقبة كؤود من الصعب اجتيازها .. يقول تعالى {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (*) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} [البلد: 11,12]

8) فتن الدنيــــا ..
فعندما يتمكن حُب الدنيا والمال من القلب، سيكون من الصعب أن تسير في الطريق ..

9) العادات والتقاليد ..
يقول ابن القيم "ما على العبد أضر من ملك العادات له، وما عارض الكفار الرسل إلا بالعادات المستقرة الموروثة لهم عن الأسلاف الماضين فمن لم يوطن نفسه على مفارقتها والخروج عنها والإستعداد للمطلوب منه فهو مقطوع وعن فلاحه وفوزه ممنوع" [مدارج السالكين (1:146)]

10) الإتبـــاع الأعمى ..
فمن لم يتبع سبيل المؤمنين، يقع في الضلال المبين .. قال تعالى {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب: 67]

هذه عوائـــق عشر على الطريــــق، تبصَّر بها؛ حتى لا تتعثر ...
 


الخوارج أشد الناس بـلاءً بالوساوس في العقيـدة.

ابتسامة مع الخوارج ]
الخوارج أشد الناس بـلاءً بالوساوس في العقيـدة..
للشيخ الفاضـل سليمان بن سليم الله الرحيلي -حفظه الله-
للتحميـل:

موقع يوضح لك مدى صحة الحديث.



رابط يوضح لك مدى صحة الحديث :

الأخضر ⇦ صحيح.

الوردي ⇦ ضعيف.

الرمادي ⇦ موقوف.

{ http://hdith.com }