الاثنين، 25 يناير 2016

علامة صاحب السنة والبدعة.

فائدة

قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:

فالعجب كل العجب ممن يصغي وياخذ بأقوال أناس ليسوا بعلماء ولا قرؤوا على أحدٍ من المشايخ، فيحسنون الظن بهم فيما يقولونه وينقلونه،،

ويسيئون الظن بمشايخ أهل الاسلام وعلمائهم الذين هم أعلم منهم بكلام أهل العلم وليس لهم غرض في الناس إلا هدايتهم وإرشادهم إلى الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها،،

♦وأما هؤلاء المتعالمون الجهال فكثيرٌ منهم -خصوصاً من لم يتخرج على العلماء منهم- وإن دعو الناس إلى الحق فإنما:

يدعون إلى أنفسهم ليصرفوا وجوه الناس إليهم؛ طلباً للجاه والشرف والترؤس على الناس، فإذا سئلوا أفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا،،

وقد قال بعض السلف:

((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم))

وقال بعض العلماء:

((إن من سعادة العجمي والعربي إذا أسلما:
أن يوفقا لصاحب سنةٍ ومن شقاوتهما أن يوفقا لصاحب بدعة)) أو كما قال،،

ولكن الشأن -كل الشأن- في معرفة صاحب السنة ومعرفة صاحب البدعة،،

♦فأما صاحب السنة فمن علاماته التي يعرف بها:

الأخذ بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال والهدي والسمت،،

ويأخذ بأقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال التابعين، ومن بعدهم من السلف الصالح والأئمة المهتدين،،

ويعلم الناس أمر دينهم بالأهم فالأهم، ويربي بصغار العلم قبل كباره، ويسلك طريقة التيسير،،

كما قال تعالى:

{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}

وقال صلى الله عليه وسلم:

{إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين}

وقد قال صلى الله عليه وسلم:

{إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين}

وقال صلى الله عليه وسلم لما جاء الحبشة يلعبون يوم العيد في المسجد قام ينظر إليهم ثم قال:

{لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بحنيفية سمحة}

ذكر هذا العماد ابن كثير رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى:

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

إلى غير ذلك من الأمور التي يتصف بها أهل السنة والجماعة،،

♦ومن ذلك أن يكون الرجل:

عليماً فيما يأمر به عليماً فيما ينهى عنه،،

حليماً فيما يأمر به حليماً فيما ينهى عنه،،

رفيقاً فيما يأمر به رفيقاً فيما ينهى عنه،،

♦ومن علامات صاحب البدعة:

التشديد والغلظة،،

والغلو في الدين،،

ومجاوزة الحد في الأوامر والنواهي،،

وطلب ما يعنت الأمة ويشق عليها ويحرجهم ويضيق عليهم في أمر دينهم،،

وتكفيرهم بالذنوب والمعاصي،،

إلى غير ذلك مما هو مشهورٌ مذكور من أحوال أهل البدع،،

✅من كتاب: منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع من ص42 إلى 44،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.