الخميس، 17 مايو 2018

حكم التلفظ بالنية عند العبادات. كالصيام وغيره..



هل يتلفظ المسلم بالنية عند قيامه بالعبادات فيقول مثلاً نويت أن أتوضأ ، نويت أن أصل ، نويت أن أصوم ، وهكذا ...



الحمد لله

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية :

عن النية في الدخول في العبادات من الصلاة وغيرها ، هل تفتقر إلى نطق اللسان ؟ مثل قول القائل : نويت أصلي ، ونويت أصوم ؟

فأجاب :

الحمد لله ، نية الطهارة من وضوء ، أو غسل أو تيمم ، والصلاة والصيام ، والزكاة والكفارات ، وغير ذلك من العبادات ؛ لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام ، بل النية محلها القلب باتفاقهم ، فلو لفظ بلسانه غلطا خلاف ما في قلبه فالاعتبار بما ينوي لا بما لفظ .

ولم يذكر أحد في ذلك خلافا ، إلا أن بعض متأخري أصحاب الشافعي خرج وجها في ذلك ، وغلطه فيه أئمة أصحابه ، ولكن تنازع العلماء هل يستحب اللفظ بالنية ؟ على قولين : فقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : يستحب التلفظ بها لكونه أوكد .

وقالت طائفة من أصحاب مالك ، وأحمد ، وغيرهما : لا يستحب التلفظ بها ؛ لأن ذلك بدعة لم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من أمته أن يلفظ بالنية ولا علم ذلك أحدا من المسلمين ، ولو كان هذا مشروعا لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، مع أن الأمة مبتلاة به كل يوم وليلة .

وهذا القول أصح ، بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين : أما في الدين فلأنه بدعة ، وأما في العقل فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام فقال : أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أني آخذ منه لقمة ، فأضعها في فمي فأمضغها ، ثم أبلعها لأشبع فهذا حمق وجهل .

وذلك أن النية تتبع العلم ، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة ، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية ، وقد اتفق الأئمة على أن الجهر بالنية وتكريرها ليس بمشروع ، بل من اعتاده فإنه ينبغي له أن يؤدب تأديبا يمنعه عن التعبد بالبدع ، وإيذاء الناس برفع صوته ، والله أعلم .
" الفتاوى الكبرى " ( 1 / 214 ، 215 ) .

اسلام سؤال وجواب.

الأربعاء، 16 مايو 2018

سنة التبشر برمضان.

أحيوا سنة التبشير
والتهنئة بمجيء رمضان.
"أقول كما قال رسولنا عليه السلام :
"جاءكم شهر مبارك "🌸🌸🌸🌸

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول: قد جاءكم شهر رمضان شهرٌ مبارك ،
كتب الله عليكم صيامه ،
فيه تفتح أبواب الجنة
وتغلق فيه أبواب الجحيم،
وتغل فيه الشياطين،
فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر،
من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.
صححه الألباني..صحيح الترغيب 1/490 .

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- : قال بعض العلماء :
هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان ،
كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران ،
كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ،

اهـ 📗لطائف المعارف (1/158).

الأحد، 13 مايو 2018

إذا لم أدرك ركعتي الفجر قبل الصلاة فمتى أصليها؟


السؤال: إذا لم أدرك ركعتي الفجر قبل الصلاة فمتى أصليها؟
الجواب:
تصلى ركعتي الفجر بعد شروق الشمس، وهذا هو أصح الحديثين اللذين رواهما الترمذى في سننه.

المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق

[( - ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ )]


ﻟﻤﺎ ﻇَﻬﺮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺃﺑﺎ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺗُﺐ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ .
 ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺗﺎﺋﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﻔﺮ .
ﻓﺨﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ .
 ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻟﻰ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ : ﺇﻧﻪ ﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺳﺘﺮﺟﻌﻮﻩ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺃﺳﻬﻢ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ؟ 
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ : ﺃﺑﻈﻦٍ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻡ ﺑﻌﻠﻢ ؟ 
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻞ ﺑﻈﻦ .

ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : { ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻈَّﻦِّ ﺇِﻥَّ ﺑَﻌْﺾَ ﺍﻟﻈَّﻦِّ ﺇِﺛْﻢٌ} ﻭﻫﺬﻩ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻨﻚ، ﻭﻛﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﻔﺮ، ﻓﺘﺐ ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﻧﺎ ﺗﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ! [1 ] 

ﻭﺟﺎﺅﺅﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴﻨﺎﻇﺮﻭﻩ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﺬﻧﺐ ،
 ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻫﺎﺗﺎﻥ ﺟﻨﺎﺯﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻓﻠﺮﺟﻞ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﻈﺘﻪ ﻭﺣﺸﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻓﻤﺎﺕ ﻏﺮﻗﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ، ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺯﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺑﺎﻟﺤﻤﻞ ﻗﺘﻠﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ : ﻣِﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻛﺎﻧﺎ؟ ﺃﻣِﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ؟ 
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ، 
ﺃﻓﻤِﻦ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؟ 
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ، 
ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﻤِﻦ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ؟
 ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻻ، 
ﻗﺎﻝ : ﻣِﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻛﺎﻧﺎ؟ 
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻣِﻦ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، 
ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؟ ﺛﻠﺚ ﺃﻡ ﺭﺑﻊ ﺃﻡ ﺧﻤﺲ؟
 ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻠﺜﺎً ﻭﻻ ﺭﺑﻌﺎً ﻭﻻ ﺧﻤﺴﺎً، 
ﻗﺎﻝ : ﻓﻜﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؟ 
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻛﻠﻪ،
 ﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﺳﺆﺍﻟﻜﻢ ﺇﻳﺎﻱ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﺯﻋﻤﺘﻢ ﻭﺃﻗﺮﺭﺗﻢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ؟ .!
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺩﻋﻨﺎ ﻋﻨﻚ ! ﺃﻣِﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻤﺎ ﺃﻡ ﻣِﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺑﻴﺘﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﺮﻣﺎ ﻣﻨﻬﻢ : { ﺭَﺏِّ ﺇِﻧَّﻬُﻦَّ ﺃَﺿْﻠَﻠْﻦَ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻓَﻤَﻦْ ﺗَﺒِﻌَﻨِﻲ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣِﻨِّﻲ ﻭَﻣَﻦْ ﻋَﺼَﺎﻧِﻲ ﻓَﺈِﻧَّﻚَ ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَﺣِﻴﻢٌ}. 
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﺮﻣﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ {ﺇِﻥْ ﺗُﻌَﺬِّﺑْﻬُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻬُﻢْ ﻋِﺒَﺎﺩُﻙَ ﻭَﺇِﻥْ ﺗَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻬُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻚَ ﺃَﻧْﺖَ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟْﺤَﻜِﻴﻢُ}
 ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻮﺡ : {ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺃَﻧُﺆْﻣِﻦُ ﻟَﻚَ ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌَﻚَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺫَﻟُﻮﻥَ * ﻗَﺎﻝَ ﻭَﻣَﺎ ﻋِﻠْﻤِﻲ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ * ﺇِﻥْ ﺣِﺴَﺎﺑُﻬُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺭَﺑِّ ﻟَﻮْ ﺗَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ } . 
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :-{ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ ﻟَﻜُﻢْ ﻋِﻨْﺪِﻱ ﺧَﺰَﺍﺋِﻦُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺍﻟْﻐَﻴْﺐَ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ ﺇِﻧِّﻲ ﻣَﻠَﻚٌ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﺗَﺰْﺩَﺭِﻱ ﺃَﻋْﻴُﻨُﻜُﻢْ ﻟَﻦْ ﻳُﺆْﺗِﻴَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺑِﻤَﺎ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﺇِﺫًﺍ ﻟَﻤِﻦَ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ}.

ﻓﺄﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺗﺒﺮﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻳﻦ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻧﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻳﻨﻚ ﻓﻘﺪ ﺁﺗﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻀﻼً ﻭﺣﻜﻤﺔً ﻭﻋﻠﻤﺎً . [2 ]
_____________
[ 1 ] ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ : 151 .
[ 2 ] ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺃﺑﻲ ﺣﻨﻴﻔﺔ : 108

شــرح صحيح الـبـخــاري / بن عثيمين -288 مقطعا.


الله أكبر ولله الحمد
نبشركم تم تنزيل 288 مقطعا لشرح صحيح البخاري كاملاً للإمام #ابن_عثيمين مفهرسًا ومرتبًا .

الــحـــديــــث / شــرح صحيح الـبـخــاري / بن عثيمين:

 http://www.youtube.com/playlist?list=PLXS0usquloW8vk6FwSeWfR9ES9pcZ_BNI

ثروة علمية بين يديك اسمعها وأرسلها للمضافين لديك ...
لا حرمك الله الأجر بنشرك للسنة ..



مقاطع فيديو دعوية على الفيسبوك.

الأحد، 6 مايو 2018

ماذا يقال في سجدة التلاوة،؟



السؤال: ماذا يقال في سجدة التلاوة، و هل يشرط فيها استقبال القبلة, وإذا كنت أقرأ القرآن في السيارة فماذا أفعل؟


تصنيفات الفتوى: الفقه وأصوله

الجواب:


في سجود التلاوة تسبح الله تعالى و تقول: "سبحان ربى الأعلى"، و يشترط أن تسجد تجاه القبلة، أما إن لم تستطع لوجودك في السيارة مثلاً فلا شيء عليك.



المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني

وصية سفيان الثوري لعلي بن الحسن السلمي.



ﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ


ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ:


ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻘﻠﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻠﻴﻦ ﻗﻠﺒﻚ،

ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﻉ،

ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻦ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،

ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﺳﺪﺍً ﺗﻜﻦ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﻔﻬﻢ،

ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻃَﻌَّﺎﻧﺎً ﺗﻨﺞ ﻣﻦ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ،

وﻛﻦ ﺭﺣﻴﻤﺎً ﺗﻜﻦ ﻣﺤﺒﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ،

ﻭارﺽٓ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺗﻜﻦ ﻏﻨﻴﺎً،

ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻜﻦ ﻗﻮﻳﺎً،

ﻭﻻ ﺗﻨﺎﺯﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻳﺤﺒﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻳﺤﺒﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ،

وﻛﻦ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎً ﺗﺴﺘﻜﻤﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮ.

ﺍﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﺗﺄﺗﻚ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻚ .

ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ(85-82/8)

هل نرفع أيدينا في كل تكبيرة في صلاة الجنازة؟



السؤال: هل نرفع أيدينا في كل تكبيرة في صلاة الجنازة؟


الجواب:


هذا الأمر على قولين للعلماء:


منهم من قال بالرفع، ومنهم من قال بعدم رفع اليدين. فأنت مخير بين الرفع وعدمه، والله تعالى أعلم



المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني

هل تجوز الصلاة خلف إمام يعتقد بل ويؤمن بأن الله موجود في كل الوجود وهو مصر على ذلك؟



السؤال: هل تجوز الصلاة خلف إمام يعتقد بل ويؤمن بأن الله موجود في كل الوجود وهو مصر على ذلك؟

الجواب:


أما بالنسبة للصلاة خلف هذا الإمام فتجوز.


و الأفضل أن تبحث عن إمام صحيح العقيدة أو مستور الحال على الأقل.



المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني

حكم مشروعية دعاء القنوت في الفجر؟



السؤال: ما هي مشروعية دعاء القنوت في الفجر وهل كان على سبيل الدوام وهل صح أن الإمام مالك رحمه الله عندما كان يأتي الشافعي رحمه الله كان يصلى الصبح وقنت فيه برغم أن هذا خلاف مذهبه حتى لا يحدث بلبلة بين تلامذة الشافعي؟

الإجابة:


أما قنوت الصبح فالمداومة عليه بدعة، والحديث الدال على الدوام ضعيف عند أهل العلم تفرد به أبو جعفر الرازي وهو سيء الحفظ وقد نص أحد الصحابة وهو طارق بن أشيم رضي الله عنه على بدعية هذه المداومة وقد سأله ابنه أبو مالك فقال يا أبتِ: "صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي أكان أحد منهم يقنت في الفجر قال: أي بنيّ: محدثة.


يعني بدعة وهذا الحديث أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح، أما قصة مالك والشافعي فلا تصح.



المصدر: فتاوى الشيخ أبو اسحاق الحويني

هل تبطل صلاة الفريضة بطلوع الشمس أو غروبها؟



س)- هل من طلعت عليه الشمس وهو في الركعة الثانية من صلاة الفجر , بطلت صلاته , وكذلك قالوا فيمن غربت عليه الشمس وهو في آخر ركعة من صلاة العصر؟


قول بعض المذاهب أن من طلعت عليه الشمس وهو في الركعة الثانية من صلاة الفجر , بطلت صلاته , وكذلك قالوا فيمن غربت عليه الشمس وهو في آخر ركعة من صلاة العصر , وهذا مذهب ظاهر البطلان , لمعارضته لنص الحديث (إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ أَوَّلَ سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ وَإِذَا أَدْرَكَ [أَوَّلَ] سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ) كما صرح بذلك الإمام النووي وغيره.

ولا يجوز معارضة الحديث بأحاديث النهى عن الصلاة في وقت الشروق والغروب , لأنها عامة , وهذا خاص والخاص يقضي على العام , كما هو مقرر في علم الأصول. انتهى كلام الالباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم66.




المصدر: فتاوى الشيخ الألباني

هل يمتد وقت صلاة العشاء إلى الفجر؟



س)- هل يمتد وقت صلاة العشاء إلى الفجر؟

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط . . " . رواه مسلم وغيره ، ويؤيده ما كتب به عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري : ". . . وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل ، وإن أخرت فإلى شطر الليل ، ولا تكن من الغافلين" . أخرجه مالك والطحاوي وابن حزم ، و سنده صحيح . فهذا الحديث دليل واضح على أن وقت العشاء انما يمتد إلى نصف الليل فقط ، وهو الحق ، ولذلك اختاره الشوكاني في "الدرر البهية" ، فقال : " . . . وآخر وقت صلاة العشاء نصف الليل" ، وتبعه صديق حسن خان في "شرحه" ، وقد روي القول به عن مالك كما في "بداية المجتهد" ، وهو اختيار جماعة من الشافعية كأبي سعيد الإصطخري وغيره . انظر المجموع (3/40). انتهى كلام الالباني من تمام المنة.




المصدر: فتاوى الشيخ الالباني

متى تكون مدركاً للصلاة؟ الشيخ الألباني



س)- متى تكون مدركاً للصلاة؟


في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ أَوَّلَ سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ وَإِذَا أَدْرَكَ أَوَّلَ سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ) رد على من يقول إن الإدراك يحصل بمجرد إدراك أي جزء من الصلاة , ولو بتكبيرة الإحرام , وهذا خلاف ظاهر الحديث , وقد حكاه في (منار السبيل) قولاً للشافعي , وإنما هو وجه في مذهبه , كما في (المجموع) للنووي , وهو مذهب الحنابلة , مع أنهم نقلوا عن الأمام أحمد أنه قال : (لا تدرك الصلاة إلا بركعة) , فهو أسعد الناس بالحديث , والله أعلم. انتهى كلام الالباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم66.




المصدر: فتاوى الشيخ الألباني

موقف الألباني من الألقاب : كالشيخ و الإمام







قال الشيخ أبوإسحاق الحويني شفاه الله وعافاه في ( مقدمة بذل الإحسان ) :


( ولست أنسى ما وقع لي مع شيخنا الإمام حسنة الأيام ناصرالدين الألباني حفظه الله _ رحمه الله _

لما أهديته كتاب ( البعث ) لأبي داود وكان الناشر كتب على لوحة الكتاب ( خرج أحاديثه الشيخ الحويني السلفي ) قال لي : ما هذا ؟ وأشار إلى كلمة ( الشيخ ) فاعتذرت عنها بأنها ليست من صنعي ، فأنكرها عليّ ؛ ووالله لقد عظم الشيخ بعدها في عيني ، وقد كان - قبل - مكانه في القلب كذلك مني ، وحسبك أنه مع شهادة النّابهين له بالإمامة في هذا الفن ، لم يكتب على لوحة كتبه إلا اسمه المجرد ، مع أن غيره - ممن قولهم بجانب قوله كصرير باب ، أوطنين ذباب ، يكتب على كتبه : تأليف الإمام الحافظ الفقيه الأصولي النظار المجتهد ... ؛ زاعما أنه من التحدث بنعمة الله تعالى ، وهنا تزل الأقدام ، وتكثر الأوهام .

مسيرة الأساتذة المتعاقدين يوم 6 ماي 2018 لإسقاط التعاقد.

مسيرة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد لإسقاط هذا التعاقد وللمطالبة بالترسيم ورد الإعتبار للأستاذ.
وتنديدا بسياسة الدولة اتجاه التعليم ورجاله.
من الرباط.

مسيرة الكرامة. 

نسأل الله التوفيق. 

السبت، 5 مايو 2018

[ فتوى للشيخ الألباني رحمه الله فيما يخص قضية زكاة عروض التجارة ]


فهذه هي فتوى الشيخ اللباني رحمه :
(( السائل: عروض التجارة، معلوم الخلاف بين أهل العلم في حكم الزكاة فيها، وقول الجمهور بوجوب الزكاة في عروض التجارة، والقول الآخر بوجوب الزكاة عموما من غير حول ولا نصاب، وقول الجمهور بوجوب الزكاة حولا ونصابا.<br>نريد تحرير المسألة على ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح لهذه المسألة، بحيث ان نخرج بها متمكنة بها قلبنا في هذا بالقول الصحيح.

قال الشيخ رحمه الله بعد خطبة الحاجة: أما بعد، فمن المعلوم عند أهل العلم قاطبة ان الأصل في الأموال -كما هو الأصل في الدماء وفي الفروض، ألا وهو- الحرمة، وأنه لا يجوز إيجاب شيء من هذه الأمور الثلاثة إلا بنص من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بإجماع متيقن من علماء الأمة، وفيما علمت واطلعت عليه ووقفت، لم أجد دليلا مما يعود إلى هذه المصادر الثلاثة على ماذهب إليه أكثر العلماء من الفقهاء المتقدمين والمتأخرين من إيجاب الزكاة على عروض التجارة بالشرطين المذكورين آنفا في سؤالك، وهو أن بيلغ النصاب اولا، ثم ان يحول عليه الحول ثانيا، وشيء ثالث يقولونه أنه إذا تحقق هذان الشرطان في شيء من عروض التجارة فلابد من تقويم هذه العروض في آخر كل سنة بعد ان حال الحول، بعد التقويم يخرج من القيمة المقدرة بالمائة اثنان ونصف كما هو الشيء في زكاة النقدين، مثل هذا التفصيل لم نجده منصوصا كما ذكرنا في الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، الأصل كما ذكرنا، فنحن موقفنا موقف المنع من أن يفرض زكاة على أموال التجارة بكيفية وتقييد لم يرد لهما ذكر في مصدر من تلك المصادر، لكن لا يخفى على كل باحث أو عالم أن هناك نصوصا عامة تأمر بإخراج الزكاة وبتطهير النفوس بإخراج الزكاة، نصوصا عامة، ثم هناك نصوص خاصة بينت ماهي الأشياء التي يجب عليها الزكاة وماهي المقادير التي تجب، سواءا ماكان منها متعلقا بالنقدين- كما سبقت الاشارة آنفا - أو ماكان منها متعلقا ببعض الحيوانات الأهلية كالغنم والبقر والإبل، أو كالمتعلقة ببعض الثمار ونحو ذلك، -هناك نصوص تتعلق ببيان نصوص على هذه الأنواع- فنحن نقول: لن تجدوا هذه النصوص وننفذها ولا نزيد عليها، استعمالا للنظر أو القياس ، لأن هناك مايمنع منه ألا وهو ذلك الأصل ، كمثل حديث معاذ بن جبل - رضي الله تعالى عنه- حينما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن داعية ومبشرا ومعلما ، قال له عليه الصلاة والسلام: لا تأخذ الصدقة إلا من هذه الأنواع الأربعة، فذكر القمح والشعير والتمر والزبيب، فإذن قوله، لا تأخذ تأكيدا لتلك القاعدة لأن الأصل في الأموال الحرمة إلا فيما جاء فيه نص، وانضم إلى هذا احاديث اخرى تصرح فتقول -مثلا في الحديث المتفق عليه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام- :<<لا صدقة على عبد الرجل ولا على فرسه>>،أو كما قال عليه الصلاة والسلام، والحديث في الصحيحين.<br> لذلك لما جاء بعض التجار من الشام إلى عمر بن عبد الخطاب-رضي الله تعالى عنه- ومعهم خيل -أي التجارة- قيل له: ياأمير المؤمنين خذ منها زكاتها، قال رضي الله عنه: إنه لم يفعل ذلك صاحباي من قبلي، فألح وألحوا، وكان في المجلس علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: ياأمير المؤمنين خذها منهم صدقة، على أنها صدقة من الصدقات، فأخذها فطابت قلوبهم. فهذا دليل على ان الخيل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأخذ عليها الزكاة، والحديث في مسند الإمام أحمد ففيه بيان ان الخيل التي كانت تربى وتشترى من أجل المتاجرة فيها ، أنه لا زكاة عليها، أي كما فرض الرسول صلى الله عليه وسلم الزكاة على الحيوانات الأخرى التي سبق ذكرها كالغنم والبقر والإبل. إلى هنا ينتهي بيان ماعندي جواب على ذلك السؤال. ولكن يظن كثير من الفقهاء المعاصرين -إن لم نقل من المتفقهة- لأن أكثر هؤلاء المعاصرين لم يتفقهوا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما إن كانوا قد تفقهوا فتفقهوا بما قرؤوه في الكتب الفقهية التقليدية المذهبية التي تفرض على قارئها وعلى المتفقه بها ان يلتزمها دون أن يعرف دليل أصحابها، وخير من هؤلاء من يتفقه على المذاهب الأربعة وهو ما يسمى اليوم الفقه المقارن، ويقرأ قول هذا المذهب وذاك المذهب ويعيش في اختلافات، ثم ينقل رأي كل مذهب مقرونا بالدليل الذي يذكره المذهب دون أن يدرس هذه الأدلة على ضوء الأصول العلمية من أصول الحديث أو أصول الفقه أو مثلا لا يأمل أصل من أصول الفقه، الخاص والعام والمقيد والمطلق، مما يكون قد درسه من علم الأصول ودرسه، وربما قد بحث بحثا نظريا ولكن لن يصدق ذلك علميا، كذلك مايتعلق بالأصل الآخر ألا وهو أصل المنهجية وأصوله، ومثلا حينما ينقل أدلة كل قول أو مذهب لا يجري عليها التحقيق العلمي فيقول : هذا حديث صحيح وهذا حسن وهذا ضعيف ونحو ذلك، كالذي يقعون فيه اليوم أنهم بسهولة مايذهبون إليه ويقعون فيه يراعون مايسمونه المصلحة، وذلك يغنيهم على ان يجهدوا أنفسهم وأن يطبقوا الأصول العلمية المشار إليها آنفا، ثم إذا رأوا المصلحة فماذا يراعون؟ مصلحة الفقير أم مصلحة الغني؟ أم المصلحتين المتعلقتين بكل من الفريقين، أنما هي مصلحة واحدة.<br>اما الشارع فقد رأى مصلحة الفريقين، وهذا هو الفرق بين حكم الشارع الحكيم ونظر الناظرين والرائين من أهل الرأي، هذا أريد أيضا أن أمسك النظرإليه، وشيء آخر وأرجو ان يكون هو الأخير، هؤلاء الرائين والناظرين والذين يبحثون في مصلحة الفقراء والمساكين، هؤلاء ينظرون إلى المسألة- التي نحن بصددها والكلام حولها، ينظرون إليها- بعين واحدة وهاكم البيان:<br> يقولون ليس من مصلحة الفقراء والمساكين ولا هو مم يدل على ذلك حكمة أحكم الحاكمين أن يكون الرجل عنده الملايين المملينة قيمة عروض التجارة ألا يفرض عليها الزكاة بغية حرمان الفقراء والمساكين من ان يحصلوا على حقهم المعلوم والمذكور في قوله تعالى:<< وفي أموالكم حق معلوم للسائل والمحروم>>، والجواب على هذا من ناحيتين اثنتين، ولعلنا ننتهي من بيانهما من الكلام حول هذه المسألة لنتلقى ماقد يرد علينا من إشكالات إو شبهات أو اعتراضات.<br> الجواب الأول: إننا نحن نتمسك بالأصل العام الذي سبقت الإشارة إليه في أول الكلام، فنقول يجب على هؤلاء الأغنياء - بعروض التجارة- زكاة منها نفسها لتحقيق الغاية المطلوبة التي من أجلها فرضت الزكاة بكل أنواعها وأشكالها كما أشار إلى ذلك ربنا عزوجل في القرآن الكريم في قوله:<< خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها>>، فإذن على كل غني عنده عروض تجارة أن يطهر نفسه مما أحضرت عليه الأنفس ألا وهو الشح كما قال عزوجل:<< وأحضرت الأنفس الشح>>، أن يطهر نفسه من هذا الشح بأن يخرج ماتطيب به نفسه زكاة واجبة عليه لكي يطهر نفسه من دنس البخل والشح، هذا الجواب الأول، فلا يفهمن أحد أن الأغنياء بعروض التجارة أن لا زكاة عليها مطلقا ، لأن بحثنا إنما هو ان لا زكاة عليها مقننة مما سبق بيانه في أول الكلام، أما الزكاة المطلقة لا بد منها، كما قال تعالى: <وآتوا حقه يوم حصاده>، هذا الحق منه مطلق فيجري على إطلاقه، وقسم منه مقيد كما جاء بيانه في السنة وفي كتب الفقه أيضا، على خلاف بينهم في بعض الفروع.<br>أما الأمر الآخر، أقول - والواقع يؤكد ذلك- أن من حكمة أحكم الحاكمين ان الله عزوجل فرض على المال المكنوززكاة معينة بنصاب معلوم مادام هذا المال مكنوزا، ولم يفرض مثل هذه الزكاة على هذا المال إن كان مكنوزا وتحول إلى عروض التجارة، في ذلك حكمة بالغة، لأن الفائدة الكبرى بالنسبة للمجتمع الإسلامي ككل، تتحقق بعدم فرض الزكاة هذه مقننة على هذه الأموال التي هي معروضة للتجارة أكثر، بدليل ان المال المكنوز عندما يتحول إلى تجارة، في ذلك تحريك لهذه الأموال وتشغيل الفقراء والمساكين، تكون فائدته أولا أكثر من هذه النسبة المئوية التي تفرض على الأموال المكنوزة من ذهب أوفضة، ثم تكون أطهر وأشرف لهم، كما أشار إلى ذلك عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف: << اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة>>، وكما قال في الحديث المعروف أيضا: << أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده، وإن أولادكم من كسبكم>> فإذن تحول المال المكنوز إلى عروض التجارة، ذلك أنفع للمساكين وأشرف لهم، لأنه يأخذونه من كسب أيديهم. والحمد لله رب العالمين، هذا ماعندي والآن نسمع ماعندكم.

من أشرطة سلسلة الهدى والنور.