الجمعة، 28 أكتوبر 2016

القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة|| إبن القيم رحمه الله.




 قال ابن القيم - رحمه الله - :



(( ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما ، وجلاؤه بالذكر ، فإنه يجلو حتى يدعه كالمرآة البيضاء ، فإذا تُرك الذكر ؛ صَدِئ ، فإذا ذُكر ؛ جلاه .



وصدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب .



وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر .



فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته ؛ كان الصدأ متراكبا على قلبه ، وصداؤه بحسب غفلته .



وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه ، فيرى الباطل في صورة الحق ، والحق في صورة الباطل ؛ لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم ، فلم يظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه .



فإذا تراكم عليه [أي: على القلب] الصَّدَأ واسْوَدَّ ، وركبه الرَّانُّ : فسد تصوُّره وإدراكه ، فلا يقبل حقاً ، ولا ينكر باطلاً ، وهذا أعظم عقوبات القلب .



وأصل ذلك من الغفلة ، واتباع الهوى ؛ فإنهما يطمسان نور القلب ، ويعميان بصره .



قال الله تعالى : {ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتَّبع هواه وكان أمره فُرُطاً} .



فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر :



هل هو من أهل الذكر ، أو من الغافلين ؟



وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟



فإن كان الحاكم عليه هو الهوى ، وهو من أهل الغفلة وأمره فُرُطٌ : لم يَقْتَدِ به ولم يتبعه ؛ فإنه يقود إلى الهلاك .



ومعنى الفُرُط : قد فُسِّر بالتضييع ، أي : أمره الذي يجب أن يلزمه ويقوم به ، وبه رشده وفلاحه : ضائع قد فَرَّط فيه .



وفُسِّر بالإسراف ، أي : قد أفرط . وفُسِّر بالهلاك . وفُسِّر بالخلاف للحق . وكلها أقوال متقاربة .



والمقصود أن الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات ، فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه ؛ فإن وجده كذلك فليَبْعُد عنه ، وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى واتباع السنة ، وأمره غير مفروط عليه ، بل هو حازم أمره : فليَتَمَسَّك بغَرْزِه )) .



[ الوابل الصيَّب (ص٩٢-٩٣) ]

احذر مقالة الغلو:(من لم يزر الشيخ (فلان) فليس بسلفي).



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فإن هذا الأمر الذي تناوله بعض الناس وما فيه من تعظيم غير شريعة وذريعة للغلو في البشر قد كنا نسمعه منذ سنوات...ومن بعض المحيطين بالشيخ ربيع حفظه الله وقد أساء له بعض أولئك بمثل ذلك..
وهذه المقالة وأمثالها يستغلها المحب والمبغض فكل بحسْب غرضه ومراده... 
ويجب أن يُعلمَ بأن الثناء على شيخ أو عالم أو طالب علم ما باب.. 
وأن الطعن في من لم يقم بزيارة ذلكم الشيخ أو العلم أو طالب العلم وإثارة الشكوك حوله باب آخر.. فلا تُحجّروا واسعا.... فهذا دين بلا أغلال!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية  في "الرد على الأخنائي"(ص/ ٤٤١): 
وأما تفضيلُ الأشخاصِ بعضهم على بعضٍ ففي كثير من المواضع لا يَسلمُ صاحبُه عن قولٍ بلا علم واتباع لهواه، فللشيطان فيه مجال رحب.اهــ
وأقول: (أبو عمر):
 وقد كتبت تعليقا بعد سماع الكلام الصوتي:
ووجدته كأنه يتكلم عن زيارة للمرشد العام أم ماذا؟!
أو زيارة لشيخ طريقة صوفية أم ماذا؟!
أو زيارة لأمير حزب أم ماذا؟!
• إن كثيرا من الصحابة لم يسكن المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.. بل إن بعضهم لم ير أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أثناء ولايته مع محبته له والإقرار بفضله.
فلم يحرصوا على رؤية أحد مع أن الأربعة أصحاب فضل وولاية: فقد كانوا (خلفاء وأمراء وولاة) عليهم.
والمقصود لم يجعلوا دينهم التردد والسفر لأجل شخص بعينه. فلم يكن من دينهم المولاة والمعاداة في ذات شخص معين أو التبرك بالرحلة لزيد أو عبيد مهما علا شأنه  فقد اتخذ بلال بن رباح رضي الله عنه الشام مكانا للإقامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهناك أمثلة كثيرة....
وأما باب السؤال عن مسألة علمية خفيت على الصحابة وعلموا أن صحابيا بعينه قد سمعها من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرد بحملها عنه فمثل هذا لايترك وقد كانوا أحرص الناس على الرحلة لأخذ العلم وحفظ الدين.
فعيك أيها السني باتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة 
• واعلم بأن الزيارة لله من الإيمان وعمل من دين الله عز وجل.. 
وأما زيارات التبرك وأخذ التزكيات وإعلان الولاء فليس من دين الله في شيء ... 
• والسؤال: ما حكم من زار الرياض العاصمة ولم يقم بزيارة الشيخ صالح الفوزان أو المفتي وبقية العلماء؟!
وما حكم من زار المدينة النبوية ولم يزر شيخ المدينة العلامة عبدالمحسن العباد؟! وكذلك باقي علماء أهل السنة فيها؟
فحذار أيها السلفي من الإنحراف عن الجادة والغلو في الدين فإن الشيطان في المرصاد!!...
واعلم أن البشر وسيلة لمحبة الله وعبادته على الوجه المشروع 
قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو فيه.. ومنه ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبده. فقولوا: عبد الله ورسوله".

إيقاظ: بسؤال ملزم 
(ما حكم من أسلم ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم) 
فكيف بمن لم يلقَ عالماً ما؟!

ماذا نقول فيمن أسلم من قبائل الجزيرة العربية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
أولا: هل له حكم الصحابي (هل له صحبة)؟
ثانياً: عند من يقول بأنه لا صحبة له فهل يصح إسلامه؟
وهل سيقول لا يصح إسلامه أم ماذا؟
فإن أجاب: بنعم فقد أقام الحجة على نفسه
وإن أجاب: بلا . فقد آذى نفسه وسيعود عليه جوابه.
وليُعلم بان هناك طوائف تعادي الملة وتقابل طوائف المبتدعة في هذا الزمان. فلازال المخالفون الذين يبطنون العداء للإسلام والمسلمين ولايحكم بكفرهم لما يظهرون من شعائر الإسلام متوافرين فإن كثيرا من المنافقين كانوا في المدينة وغيرها وكذلك من في أمره شك فقد ظهر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.مما كان سببا لحرب الردة.

• نصيحة لا بدّ منها:
أيها المسلمون دعوا الموالاة والمعاداة على الأشخاص عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم تعصب بعض الأنصار للأنصاري وبعض المهاجرين للمهاجري... فقد روى البخاري (٣٥١٨) ومسلم (٢٥٨٤) في "صحيحيهما" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى الجاهلية" قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار فقال: "دعوها فإنها منتنة" فسمعها عبدالله بن أبي فقال: قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال: "دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".
فاعلموا عباد الله أن هذا دين عظيم: فقد بُين فيه الإيمان والإسلام والإحسان فمن قام بأركانها وواجباتها فقد أحبه الله وامتثل لما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واعلموا أن الصحابة قد وقع بينهم خلاف فهل يطعن ذلك في مكانتهم من محبة الله ومحبة رسوله ؟!
وإن الصحابة قد وقع بينهم اقتتال وفيهم من قد بشر بالجنة 
فهل يطعن ذلك في مكانتهم من محبة الله ومحبة رسوله؟!
ثبتنا الله وإياكم على سنته وعصمنا من تعظيم غير الله ومحبة غيره معه والحمد لله رب العلمين.

كتبه عبد العزيز بن ندى العتيبي

دواعي وضع الحديث والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.




دواعي الوضع:
التقرب إلى الله تعالى : بوضع أحاديث ترغب الناس في الخيرات ، وأحاديث تخوفهم من فعل المنكرات ، وهؤلاء الوضاعون قوم ينتسبون إلى الزهد والصلاح ، وهم شر الوضاعين لأن الناس قَبِلَتْ موضوعاتهم ثقة بهم ، ومن هؤلاء مَيْسَرَةٌ بن عبد ربه ، فقد روي ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي قال : قلت لميسرة بن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا ؟ قال : وضعتُها أُرَغِّب الناسَ " 
الانتصار للمذهب : لا سيما مذاهب الفرق السياسية بعد ظهور الفتنة وظهور الفرق السياسية كالخوارج والشيعة ، فقد وضعت كل فرقة من الأحاديث ما يؤيد مذهبها ، كحديث " علىُّ خير البشر ، من شكَّ فيه كفر "
الطعن في الإسلام : وهؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن يَكيدوا للإسلام جهاراً ، فعمدوا إلى هذا الطريق الخبيث ، فوضعوا جملة من الأحاديث بقصد تشويه الإسلام والطعن فيه ، ومن هؤلاء محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد رَوَى عن حُمَيْد عن أنس مرفوعاً " أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله  " ولقد بين جهابذة الحديث أمر هذه الأحاديث ولله الحمد والمنة .
التَّزَلٌّف إلى الحكام : أي تقرب بعض ضعفاء الإيمان إلى بعض الحكام بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من الانحراف ، مثل قصة غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي مع أمير المؤمنين المهدي ، حين دخل عليه وهو يلعب بالحَمَام ، فساق بسنده على التوّ ِإلى النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : " لا سَبَق إلا في نَصْل أو خُفٍ أو حافر أو جَنَاح " فزاد كلمة " أو جَنَاح " لأجل المهدي ، فعرف المهدي ذلك ، فأمر بذبح الحَمَام، وقال : أنا حملته على ذلك .
التكسب وطلب الرزق : كبعض القُصَّاص الذين يتكسبون بالتحدث إلى الناس ، فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة حتى يستمع إليهم الناس ويعطوهم ، كأبي سعيد المدائني .
قصد الشهرة : وذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لا توجد عند أحد من شيوخ الحديث، فيقبلون سند الحديث ليُستَغربَ ، فيرغب في سماعه منهم ، كابن أبي دحية وحماد النَّصِيبي "

الدكتور محمود الطحان.
تيسير مصطلح الحديث ص 48.

الخميس، 27 أكتوبر 2016

ترجمة الإمام أبو الزناد عبد الله بن ذكوان الامام الفقيه الحافظ المفتي.


سير أعلام النبلاء للذهبي (451.445/5).
أبو الزناد عبد الله بن ذكوان :
الامام الفقيه الحافظ المفتي، أبو عبد الرحمن القرشي المدني، ويلقب بأبي الزناد، وأبوه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة الخليفة عثمان، وقيل: مولى عائشة بنت عثمان بن عفان، وقيل: مولى آل عثمان، وقيل: إن ذكوان كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر.
قاله أبو داود السجزي، عن أحمد بن صالح.
قلت: مولده في نحو سنة خمس وستين في حياة ابن عباس.
وحدث عن أنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، وأبان بن عثمان، وعروة، وابن المسيب، وخارجة بن زيد، وعبيدالله بن عبد الله بن عتبة، وعبيد ابن حنين، وعلي بن الحسين، وأبي سلمة بن عبدالرحمن، والقاسم بن محمد، وعبد الرحمن الاعرج، وهو مكثر عنه، ثبت فيه، وعائشة بنت سعد، ومرقع بن صيفي، ومجالد بن عوف، ومحمد بن حمزة بن عمرو الاسلمي، والشعبي وسليمان بن عبدالرحمن وعدة.
وشهد مع عبد الله بن جعفر الهاشمي جنازة، وأرسل عن ابن عمر، وكان من علماء الاسلام، ومن أئمة الاجتهاد.
حدث عنه ابنه عبدالرحمن، وموسى بن عقبة، وابن أبي مليكة مع تقدمه، وصالح بن كيسان، وهشام بن عروة، وعبد الوهاب بن بخت، ومحمد ابن عبد الله بن حسن، وعبيدالله بن عمر، وابن عجلان، وابن إسحاق، ومالك والليث، وورقاء بن عمر، وسفيان الثوري، وزائدة، وشعيب بن أبي حمزة، والمغيرة بن عبدالرحمن الحزامي، وسعيد بن أبي هلال، وسفيان بن عيينة، وخلق سواهم.
وثقه أحمد وابن معين.
قال حرب بن إسماعيل، عن أحمد بن حنبل، قال: كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.
قال أحمد: هو فوق
العلاء بن عبدالرحمن، وفوق سهيل، ومحمد بن عمرو.
وقال أبو زرعة الدمشقي: أخبرني أحمد بن حنبل، أن أبا الزناد أعلم من ربيعة.
وروى أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يحيى بن معين قال: ثقة حجة.
وقال علي بن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الانصاري، وأبي الزناد، وبكير الاشج.
قال خليفة بن خياط: أبو الزناد لقي ابن عمر، وأنس بن مالك.
وقال العجلي: تابعي ثقة، سمع من أنس.
وقال أبو حاتم: ثقة فقيه صالح الحديث، صاحب سنة، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات.
قال البخاري: أصح الاسانيد كلها: مالك، عن نافع، عن ابن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة.
قال الليث عن عبد ربه بن سعيد: دخل أبو الزناد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه من الاتباع يعني: طلبة العلم مثل ما مع السلطان، فمن سائل عن فريضة، ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة.
وروى يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد قال: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مئة تابع من طالب فقه وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة، وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم.
ونقل أبو يوسف، عن أبي حنيفة قال: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة، وأبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت
أفقه أهل بلدك، والعمل على ربيعة ؟ فقال: ويحك كف من حظ خير من جراب من علم.
وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبد الله، قال: كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتبا لخالد بن عبدالملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة، وكان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وفد على هشام بن عبدالملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاما مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب: في أي شهر كان عثمان يخرج العطاء لاهل المدينة ؟ قال: لاأدري، قال أبو الزناد: كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شئ إلا وجد علمه عنده.
فسألني هشام فقلت: في المحرم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم.
فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم، قال: وكان أبو الزناد معاديا لربيعة الرأي، وكانا فقيهي البلد في زمانهما.
وكان الماجشون يعقوب ابن أبي سلمة يعين ربيعة على أبي الزناد.
وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة.
قال أبو الزناد: مثلي ومثل ذئب، كان يلح على أهل قرية، فيأكل صبيانهم ودواجنهم، فاجتمعوا له، فخرجوا في طلبه، فهرب منهم، فتقطعوا عنه إلا صاحب فخار، فألح عليه، فوقف له الذئب، وقال: هؤلاء عذرتهم، أرأيتك أنت مالي ولك ؟ ! والله ما كسرت لك فخارة قط.
ثم قال: مالي وللماجشون والله ما كسرت له كبرا ولا بربطا (1).
روى الاصمعي عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كان الفقهاء بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز، خلا سعيد بن المسيب، فإن عمر بن عبد
العزيز كان يرضى أن يكون بينهما رسول، وأنا كنت الرسول بينهما.
وقال سليمان بن أبي شيخ: ولى عمر بن عبد العزيز أبا الزناد بيت مال الكوفة.
قال محمد بن سلام الجمحي: قيل لابي الزناد: لم تحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا ؟ فقال: إنها وإن أدنتني منها، فقد صانتني عنها.
قال محمد بن سعد: كان أبو الزناد ثقة كثير الحديث، فصيحا بصيرا بالعربية، عالما عاقلا.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: هو كان سبب جلد ربيعة الرأي، ثم ولي بعد ذلك المدينة فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد، فطين عليه بيتا، فشفع فيه ربيعة.
قلت: تؤول الشحناء بين القرناء إلى أعظم من هذا.
ولما رأى ربيعة أن أبا الزناد يهلك بسببه ما وسعه السكوت، فأخرجوا أبا الزناد، وقد عاين الموت وذبل، ومالت عنقه.
نسأل الله السلامة.

وروى الليث بن سعد، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن قال: أما أبو الزناد، فليس بثقة ولا رضي.
قلت: انعقد الاجماع على أن أبا الزناد ثقة رضي.
وقيل: كان مالك لا يرضى أبا الزناد وهذا لم يصح، وقد أكثر مالك عنه في " موطئه ".
قال ابن عيينة: قلت للثوري: جالست أبا الزناد ؟ قلت: ما رأيت
بالمدينة أميرا غيره.
وقال ابن عيينة: جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد، فقلت: حدثنا أبو الزناد، فأخذ كفا من حصى، فحصبني به.
وكنت أسأل أبا الزناد، وكان حسن الخلق.
يحيى بن بكير: حدثنا الليث، قال: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى بن سعيد، وأسأل أبا الزناد، فقال: هذا يحيى، وأما أبو الزناد، فليس بثقة.
قال يحيى بن معين: قال مالك: كان أبو الزناد كاتبا لهؤلاء، يعني: بني أمية، وكان لا يرضاه يعني: لذلك.
ثم قال ابن عدي: أبو الزناد كما قال يحيى بن معين: ثقة حجة، ولم أورد له حديثا لان كلها مستقيمة.
وقال أبو جعفر العقيلي في ترجمة عبد الله بن ذكوان: حدثنا مقدام بن داود، حدثنا الحارث بن مسكين، وابن أبي الغمر، قالا: حدثنا ابن القاسم قال: سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا: " إن الله خلق آدم على صورته "  فأنكر ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يتحدث به أحد، فقيل: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به قال: من هم ؟ قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الاشياء، ولم يكن عالما، ولم يزل أبو الزناد عاملا لهؤلاء حتى مات، وكان صاحب عمال يتبعهم.
قلت: الخبر لم ينفرد به ابن عجلان، بل ولا أبو الزناد، فقد رواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد، ورواه قتادة عن أبي أيوب المراغي، عن أبي هريرة، ورواه ابن لهيعة، عن الاعرج وأبي يونس، عن أبي هريرة، ورواه معمر، عن همام، عن أبي هريرة، وصح أيضا من حديث ابن عمر وقد قال إسحاق بن راهويه عالم خراسان: صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا مع علمنا بأن الله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
قال الواقدي: مات أبو الزناد فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن ست وستين سنة في سنة ثلاثين ومئة.
وقال ابن سعد: مات في رمضان منها.
وقال خليفة وطائفة: سنة ثلاثين.
وقال يحيى بن معين، وابن نمير، وعلي بن عبد الله التميمي، وغيرهم: مات سنة إحدى وثلاثين ومئة.
قرأت على محمد بن حسين القرشي، أنبأنا محمد بن عماد، أنبأنا ابن رفاعة، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا عبدالرحمن بن عمر، أنبأنا أبو سعيد ابن الاعرابي، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا سفيان بن عيينه، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها، فإن عملها فاكتبوها عشر أمثالها، فإن هم بسيئة، فلا تكتبوها، فإن عملها، فاكتبوها مثلها، وإن تركها، فاكتبوها حسنة " (2).
----------------------------------
(1) الكبر: طبل له وجه واحد، والبربط: العود أعجمي ليس من ملاهي العرب، أعربته حين سمعت به.
(2) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (128) في الايمان: باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب، والترمذي (3073) في التفسير من طريق سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الاعرج به.


النضر بن الحارث من شياطين قريش وأشقيائها.



جاء في كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري [ص109-110]:
النضر بن الحارث من شياطين قريش وأشقيائها، قيل أنه ذهب إلى الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى عليه وسلم مجلسا للتذكير بالله والتحذير من نقمته خلفه النضر، ويقول: والله ما محمد بأحسن حديثا مني، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسفنديار، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني.وتفيد رواية ابن عباس أن النضر كان قد اشترى قينات، فكان لايسمع برجل مال إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا سلط عليه واحدة منها، تطعمه وتسقيه، وتغني له، حتى لا يبقى له ميل إلى الإسلام، وفيه نزل  قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اَلنَّاسِ مَنْ يَّشْتَرِي لَهْو َ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلًّ عَن سَبِيلِ اِللَّهِ [لقمان: 6].

الأحد، 16 أكتوبر 2016

الكلم الطيب {48} 14/01/1438~~ 16/12/2016.

قال أبو زرعة :
"جاء رجل إلى أبي غسان النهدي، فقال: يا أبا غسان من تُفضّل ؟!
فغضب أبو غسان، وقال: مثلي يمتحن على رؤوس الأشهاد؟! وقبض أبو غسان على لحيته، ثم قال: لا حدثت بحديثٍ كذا وكذا.
قال أبو زرعة: فكم من حديث حسن فاتنا عن أبي غسان بهذا السبب، ونحن مقيمون في الكوفة "

--------------------------------------
يُستحب صوم التاسع والعاشر من شهر #محرم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ونوى صيام التاسع
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم 1976
- و روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلم 1916).

-----------------------------------------------------------

‏قال رسول الله ﷺ


“ أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم

وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “

رواه مسلم 1163
----------------------------------------------------------

‏قال النبي ﷺ

“ إن في الجمعة لساعة لايوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه “


رواه مسلم 852

-------------------------------------------------------

‏‏قال رسول الله ﷺ


أفضلُ الصلواتِ عند اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعةٍ


الألباني السلسة الصحيحة 1566

----------------------------------------------------

‏من سنن يوم الجمعة

1-الإغتسال

2-التطيب

3-لبس الجميل

4-التسوك

5-التبكير إلى المسجد

6-قراءة سورة الكهف

7-الإكثار من الدعاء

8-الصلاة على نبينا ﷺ
------------------------------------------------

‏قال النبي ﷺ

“ من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين “

الألباني صحيح الجامع 6470
-----------------------------------------------

فضل الآذان والصف الأول:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:(( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا* عليه))

رواه البخاري: 650، ومسلم 437.

*والإستهام: الإقتراع.

----------------------------------------------

🌹كرامة لوالدة البخاري:

📔روى غنجار في تاريخ بخارى واللالكائي في شرح السنة في باب كرمات الأولياء منه أن محمد بن إسماعيل (194-256 هج) ذهبت عيناه في صغره فرأت والدته الخليل إبراهيم عليه السلام في المنام، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك. قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

-----------------------------------------------

‏الاقتصادُ في الإنفاق؛ توجيهٌ قرآنيّ

"ولا تجعل يدك *(مغلولةً إلى عُنقك)

ولا ^(تبسطها كل البَسْط)

فتقعُد مَلُوما مَحْسورا"


* البخل

^ البذخ

---------------------------------------------

‏قال النبي ﷺ

سَلوا اللهَ العفوَ و العافيةَ ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعد اليقينِ خيرًا من العافية

الألباني صحيح الجامع 3632

-------------------------------------------
لعن الله الربا
وآكله
وموكله
وكاتبه
وشاهده وهم يعلمون
والواصلة
والمستوصلة
والواشمة
والمستوشمة

والنامصة
والمتنمصة
#صححه_الألباني الترغيب٣/٤٩

-----------------------------------------------

روى ابن عساكر في تاريخه عَنْ مَكْحُولٍ أنه قال : " رَأَيْتُ رَجُلا يَبْكِي فِي صَلاتِهِ ، فَاتَّهَمْتُهُ بِالرِّيَاءِ ، فَحُرِمْتُ الْبُكَاءَ سَنَةً " .

------------------------------------------------

** تحين فراغك للعبادة **
قال تعالى :( فإذا فرغت فانصب ) .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - :" إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها، (فانصب في العبادة) ، وقم إليها نشيطا فارغ البال، واخلص لربك النية والرغبة " تفسير القرآن العظيم ( 8/433)


--------------------------------------------
تطبيق الإمام المحدث الألباني علي الايفون
https://itunes.apple.com/sa/app/alamam-almhdth-alalbany/id776821670?mt=8

---------------------------------------

🚫 خطر التكفير وتورع السلف فيه ...
🔸كلمات نفيسة للعلامة ابن الوزير اليماني - رحمه الله -
🔹 ﻗﺎﻝ - رحمه الله - :
( ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻮﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻛﻔﺮﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﻛﻔﺮﻩ ﻧﺺ ﻭﺍﺣﺪ ! ، ﻓﺎﻋﺘﺒﺮ ﺗﻮﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻫﻨﺎ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ) .

ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : ﺇﻳﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ : ( 388 ).

-------------------------------------------
"اليوجا" ليست مجرد تمارين عقلية وبدنية، بل هي في الأصل طقوس وثنية، لديانات وفلسفات كهنوتية، لها تصوراتها الباطلة عن الخالق والإنسان والكون.

الشيخ صالح المنجد.

----------------------------------------------------------------

علاج الغضب
١/ تعوّذ بالله من الشيطان
٢/ الزم الصمت
٣/ اجلس إذا كنت قائماً
٤/إضطجع إذا كنت جالساً
٥/ توضأ
٦/ صل ركعتين
٧/ تذكّر أجر كظم الغيظ


الشيخ عبد العزيز السدحان.

---------------------------------------------------

فإذا أردت الثبات حتى الممات فعليك بالمراقبة في الخلوات قال ابن القيم: (ذنوب الخلوات سبب للإنتكاسات وعبادة الخلوات سبب للثبات)

-------------------------------------------------------
احذر نفسك .. قال شيخ الإسلام : والنفوس لهِجةٌ بمعرفة محاسنها. ( ومعرفة ) مساوىء غيرها [ جامع المسائل ٣ / ٨٧ ]

---------------------------------------------------------

يقول شيخ الإسلام في المجموع (10/10)( من أعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه فإن ذلك يورثه الجهل والضلال حتى يعمي قلبه عن الحق الواضح كما قال تعالى ( فلما زغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ). وقال تعالى( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ).

العمل بموجب العلم .

 يقول شيخ الإسلام فى الفتاوى (332/3)

( وأما العمل، فإن العمل بموجب العلم يثبته ويقرره ومخالفته تضعفه؛ بل قد تذهبه؛ قال الله تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) وقال تعالى ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) وقال تعالى ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ) الآيات. وقال: ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ) الآية. وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم) الآية.

الجمعة، 14 أكتوبر 2016

بطاقات وصور دعوية {3}






















تحريم الطيبات على الأمة || ابن تيمية رحمه الله.



 يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (153/14)

( وهذا كما أنه حرم على بني إسرائيل طيبات أحلت لهم لأجل ظلمهم وبغيهم فشريعة محمد لا تنسخ ولا تعاقب أمته كلها بهذا ولكن قد تعاقب ظلمتهم بهذا بأن يحرموا الطيبات أو بتحريم الطيبات: إما تحريما كونيا بأن لا يوجد غيثهم وتهلك ثمارهم وتقطع الميرة عنهم أو أنهم لا يجدون لذة مأكل ولا مشرب ولا منكح ولا ملبس ونحوه كما كانوا يجدونها قبل ذلك وتسلط عليهم الغصص وما ينغص ذلك ويعوقه ويجرعون غصص المال والولد والأهل كما قال تعالى: ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ) وقال ( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع له في الخيرات بل لا يشعرون) وقال ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة) فيكون هذا كالابتلاء أهل السبت بالحيتان )

مسؤلية مشرف المجموعة في الواتس اب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى|| الشيخ سعد الختلان.


 سئل الشيخ سعد الخثلان صباح هذا اليوم الاربعاء ١٥ صفر ١٤٣٥هـ في برنامج الاذاعة الصباحي - بك اصبحنا - عن مسؤلية مشرف المجموعة في الواتس اب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى ، فأجاب بالتالي:

مشرف المجموعة مسؤول ويتحمل ما يحدث من مخالفات شرعية وادبية يتسبب بها اي عضو من مجموعته ، وعليه مناصحة المخالفين فإن استجابو فالحمد لله ، وان استمروا فإن عليه استباعدهم من المجموعة.لأنه سيكون مسؤل عن وزر ما يحدث من مخالفات ، كما انه ان شاء سيحصل على مثل اجر من ينشر خيرا في مجموعته من نصائح واخبار وعلوم نافعة.

فقط للاحاطة والنصيحة ... نسأل الله ان يوفق الجميع لما فيه من خيري الدنيا والآخرة ...

الأحد، 9 أكتوبر 2016

فضل صيام شهر محرم، وصيام عشوراء|| العلامة ابن باز رحمه الله.


فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء - الشيخ محمد صالح المنجد.






الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد 
فإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها : 
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ .. الآية (36) سورة التوبة 
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ." رواه البخاري 2958 
والمحرم سمي بذلك لكونه شهرا محرما وتأكيدا لتحريمه 
وقوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) " أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها . 
وعن ابن عباس في قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم ، وقال قتادة في قوله " فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم " إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه : اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا واصطفى من الكلام ذكره واصطفى من الأرض المساجد واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم واصطفى من الأيام يوم الجمعة واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظّم الله . فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل . " انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله : تفسير سورة التوبة آية 36 

فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1982 
قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم . 
ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله . 
وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان , ولعلّ لم يوحَ إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه .. شرح النووي رحمه الله على صحيح مسلم . 

الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان 

قَالَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رحمه الله : وَتَفْضِيلُ الْأَمَاكِنِ وَالْأَزْمَانِ ضَرْبَانِ : أَحَدُهُمَا : دُنْيَوِيٌّ .. وَالضَّرْبُ الثَّانِي : تَفْضِيلٌ دِينِيٌّ رَاجِعٌ إلَى أَنَّ اللَّهَ يَجُودُ عَلَى عِبَادِهِ فِيهَا بِتَفْضِيلِ أَجْرِ الْعَامِلِينَ , كَتَفْضِيلِ صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى صَوْمِ سَائِرِ الشُّهُورِ , وَكَذَلِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ .. فَفَضْلُهَا رَاجِعٌ إلَى جُودِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ إلَى عِبَادِهِ فِيهَا .. قواعد الأحكام 1/38 
عاشوراء في التاريخ 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . " رواه البخاري 1865 
قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " . قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكرا لله تعالى فنحن نصومه " وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له " ورواه الإمام أحمد بزيادة : " وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا " . 
قوله : ( وأمر بصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا : " فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا " . 
وصيام عاشوراء كان معروفا حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " .. قال القرطبي : لعل قريشا كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام . وقد ثبت أيضا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا [ وفي رواية مسلم " كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا " وفي رواية له أيضا : " كان أهل خيبر ( اليهود ) .. يتخذونه عيدا ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم " ] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصُومُوهُ أَنْتُمْ ." رواه البخاري . وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لأن يوم العيد لا يصام . انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري . 
وكان صيام عاشوراء من التدرّج الحكيم في تشريع الصيام وفرضه فقد أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ , فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ الصَّوْمَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ } , ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصِّيَامَ بِقَوْلِهِ : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ } أحكام القرآن للجصاص ج1 ، فانتقل الفرض من صيام عاشوراء إلى صيام رمضان وهذا من الأدلة في أصول الفقه على جواز النسخ من الأخفّ إلى الأثقل . 
وقبل نسخ وجوب صوم عاشوراء كان صيامه " واجبا لثبوت الأمر بصومه ثم تأكّد الأمر بذلك ثمّ زيادة التأكيد بالنداء العام ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يُرضعن فيه الأطفال وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم : " لما فُرض رمضان تُرك عاشوراء " فتح 4/ 247 أي تُرك وجوبه أما استحبابه فباقٍ . 

فضل صيام عاشوراء 

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . " رواه البخاري 1867 
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه . 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . " رواه مسلم 1976 ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم . 

أي يوم هو عاشوراء 

قال النووي رحمه الله : عَاشُورَاءُ وَتَاسُوعَاءُ اسْمَانِ مَمْدُودَانِ , هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ قَالَ أَصْحَابُنَا : عَاشُورَاءُ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ , وَتَاسُوعَاءُ هُوَ التَّاسِعُ مِنْهُ هَذَا مَذْهَبُنَا , وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ ، .. وَهُوَ ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ وَمُقْتَضَى إطْلَاقِ اللَّفْظِ , وَهُوَ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ . المجموع 
وهو اسم إسلامي لا يُعرف في الجاهلية : كشاف القناع ج2 صوم المحرم 
وقال ابن قدامة رحمه الله : 
عَاشُورَاءَ هُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ الْمُحَرَّمِ . وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ ; لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ : { أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ الْعَاشِرِ مِنْ الْمُحَرَّمِ } . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ , وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ : التَّاسِعُ وَرُوِيَ { أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ التَّاسِعَ } . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ . وَرَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ , أَنَّهُ قَالَ : { صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ } إذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ صَوْمُ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ لِذَلِكَ . نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وَهُوَ قَوْلُ إسْحَاقَ . 

استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء 

روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم 1916 
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع . 
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب . 

الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء 

قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا : ( أَحَدُهَا ) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ .. ( الثَّانِي ) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ , كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ , ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ . ( الثَّالِثَ ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ . انتهى 
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ : { لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } . الفتاوى الكبرى ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم 
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) : ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم . فتح 4/245 

حكم إفراد عاشوراء بالصيام 

قال شيخ الإسلام : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ .. الفتاوى الكبرى ج5 ، وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي : وعاشوراء لا بأس بإفراده ج3 باب صوم التطوع يصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة 
قال الطحاوي رحمه الله : وَقَدْ { أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحَضَّ عَلَيْهِ } , وَلَمْ يَقُلْ إنْ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ فَلا تَصُومُوهُ . فَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى دُخُولِ كُلِّ الْأَيَّامِ فِيهِ . 
وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدَنَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ , إنْ كَانَ ثَابِتًا ( أي النهي عن صيام السبت ) , أَنْ يَكُونَ إنَّمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ , لِئَلّا يَعْظُمَ بِذَلِكَ , فَيُمْسَكَ عَنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ فِيهِ , كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ . فَأَمَّا مَنْ صَامَهُ لا لإِرَادَةِ تَعْظِيمِهِ , وََلا لِمَا تُرِيدُ الْيَهُودُ بِتَرْكِهَا السَّعْيَ فِيهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَكْرُوهٍ .. مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت 
((( وقد ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ، وتزول الكراهية إذا صامهما بضمّّ يوم أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذرا أو قضاء أو صوما طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع، كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع ) 
وقال صاحب المنهاج ( وَيُكْرَهُ إفْرَادُ الْجُمُعَةِ ) .. وَإِنَّمَا زَالَتْ الْكَرَاهَةُ بِضَمِّ غَيْرِهِ إلَيْهِ كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ وَبِصَوْمِهِ إذَا وَافَقَ عَادَةً أَوْ نَذْرًا أَوْ قَضَاءً كَمَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ 
قال الشارح في تحفة المحتاج : ( قَوْلُهُ إذَا وَافَقَ عَادَةً ) أَيْ : كَأَنْ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ صَوْمِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ( قَوْلُهُ أَوْ نَذْرًا إلَخْ ) وَكَذَا إذَا وَافَقَ يَوْمًا طَلَبَ ( أي الشارع ) صَوْمَهُ فِي نَفْسِهِ كَعَاشُورَاءَ أَوْ عَرَفَةَ . تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع 
قال البهوتي رحمه الله : ( وَ ) يُكْرَهُ تَعَمُّدُ ( إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ ) بِصَوْمٍ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أُخْتِهِ { : لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلّا فِيمَا اُفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ } رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ; وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ .. ( إلا أَنْ يُوَافِقَ ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ ( عَادَةً ) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلا كَرَاهَةَ ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ . كشاف القناع ج2 : باب صوم التطوع 

ما العمل إذا اشتبه أول الشهر ؟ 

قَالَ أَحْمَدُ : فَإِنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَوَّلُ الشَّهْرِ صَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ . وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِيَتَيَقَّنَ صَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ . المغني لابن قدامة ج3 - الصيام - صيام عاشوراء 
فمن لم يعرف دخول هلال محرّم وأراد الاحتياط للعاشر بنى على إكمال ذي الحجة ثلاثين - كما هي القاعدة - ثم صام التاسع والعاشر ، ومن أراد الاحتياط للتاسع أيضا صام الثامن والتاسع والعاشر ( فلو كان ذو الحجة ناقصا يكون قد أصاب تاسوعاء وعاشوراء يقينا ) . وحيث أنّ صيام عاشوراء مستحبّ ليس بواجب فلا يُؤمر النّاس بتحرّي هلال شهر محرم كما يؤمرون بتحرّي هلال رمضان وشوال . 

صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟ 

قال الإمام النووي رحمه الله : 
يُكَفِّرُ كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ , وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ . 
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ , وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ , وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . .. كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ , وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ , .. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ , رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ . المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة 
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلَاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ . الفتاوى الكبرى ج5 

عدم الاغترار بثواب الصيام.

يَغْتَرُّ بَعْضُ الْمَغْرُورِينَ بِالِاعْتِمَادِ عَلَى مِثْلِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَوْ يَوْمِ عَرَفَةَ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ : صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ الْعَامِ كُلِّهَا وَيَبْقَى صَوْمُ عَرَفَةَ زِيَادَةٌ فِي الْأَجْرِ . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ : لَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ صَوْمَ رَمَضَانَ وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ , وَهِيَ إنَّمَا تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا إذَا اُجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ , فَرَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ , وَالْجُمُعَةُ إلَى الْجُمُعَةِ لَا يَقْوَيَانِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ إلَّا مَعَ انْضِمَامِ تَرْكِ الْكَبَائِرِ إلَيْهَا , فَيَقْوَى مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ عَلَى تَكْفِيرِ الصَّغَائِرِ . وَمِنْ الْمَغْرُورِينَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ طَاعَاتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مَعَاصِيهِ , لِأَنَّهُ لَا يُحَاسِبُ نَفْسَهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ وَلَا يَتَفَقَّدُ ذُنُوبَهُ , وَإِذَا عَمِلَ طَاعَةً حَفِظَهَا وَاعْتَدَّ بِهَا , كَاَلَّذِي يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِلِسَانِهِ أَوْ يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ , ثُمَّ يَغْتَابُ الْمُسْلِمِينَ وَيُمَزِّقُ أَعْرَاضَهُمْ , وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ طُولَ نَهَارِهِ , فَهَذَا أَبَدًا يَتَأَمَّلُ فِي فَضَائِلِ التَّسْبِيحَاتِ وَالتَّهْلِيلَاتِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَى مَا وَرَدَ مِنْ عُقُوبَةِ الْمُغْتَابِينَ وَالْكَذَّابِينَ وَالنَّمَّامِينَ , إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ , وَذَلِكَ مَحْضُ غُرُورٍ . الموسوعة الفقهية ج31 : غرور 

صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان.

اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي حُكْمِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ . فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ , لِكَوْنِ الْقَضَاءِ لا يَجِبُ عَلَى الْفَوْرِ. وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى الْجَوَازِ مَعَ الْكَرَاهَةِ , لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَأْخِيرِ الْوَاجِبِ , قَالَ الدُّسُوقِيُّ : يُكْرَهُ التَّطَوُّعُ بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ صَوْمٌ وَاجِبٌ , كَالْمَنْذُورِ وَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ . سَوَاءٌ كَانَ صَوْمُ التَّطَوُّعِ الَّذِي قَدَّمَهُ عَلَى الصَّوْمِ الْوَاجِبِ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ , أَوْ كَانَ مُؤَكَّدًا , كَعَاشُورَاءَ وَتَاسِعِ ذِي الْحِجَّةِ عَلَى الرَّاجِحِ . وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى حُرْمَةِ التَّطَوُّعِ بِالصَّوْمِ قَبْلَ قَضَاءِ رَمَضَانَ , وَعَدَمِ صِحَّةِ التَّطَوُّعِ حِينَئِذٍ وَلَوْ اتَّسَعَ الْوَقْتُ لِلْقَضَاءِ , وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَبْدَأَ بِالْفَرْضِ حَتَّى يُقْضِيَهُ . الموسوعة الفقهية ج28 : صوم التطوع 
فعلى المسلم أن يبادر إلى القضاء بعد رمضان ليتمكن من صيام عرفة وعاشوراء دون حرج، ولو صام عرفة وعاشوراء بنية القضاء من الليل أجزأه ذلك في قضاء الفريضة ، وفضل الله عظيم . 

بدع عاشوراء 

سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابن تيمية رحمه الله عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ , وَالِاغْتِسَالِ , وَالْحِنَّاءِ وَالْمُصَافَحَةِ , وَطَبْخِ الْحُبُوبِ وَإِظْهَارِ السُّرُورِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ .. فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ صَحِيحٌ ؟ أَمْ لَا ؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا ؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ . هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ ؟ أَمْ لَا ؟ 
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ , وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ , وَلَا غَيْرِهِمْ . وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا , لَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا الصَّحَابَةِ , وَلَا التَّابِعِينَ , لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا , لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ , وَلَا فِي السُّنَنِ , وَلَا الْمَسَانِيدِ , وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ . وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامِ , وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .. وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : { أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ } . وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَذِبٌ . 
ثم ذكر رحمه الله ملخصا لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال : 
فَصَارَتْ طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ : إمَّا مُلْحِدَةٌ مُنَافِقَةٌ , وَإِمَّا ضَالَّةٌ غَاوِيَةٌ , تُظْهِرُ مُوَالَاتَهُ , وَمُوَالَاةَ أَهْلِ بَيْتِهِ تَتَّخِذُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مَأْتَمٍ وَحُزْنٍ وَنِيَاحَةٍ , وَتُظْهِرُ فِيهِ شِعَارَ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ لَطْمِ الْخُدُودِ , وَشَقِّ الْجُيُوبِ , وَالتَّعَزِّي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .. فَكَانَ مَا زَيَّنَهُ الشَّيْطَانُ لِأَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ مِنْ اتِّخَاذِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَأْتَمًا , وَمَا يَصْنَعُونَ فِيهِ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ , وَإِنْشَادِ قَصَائِدِ الْحُزْنِ , وَرِوَايَةِ الْأَخْبَارِ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ كَثِيرٌ وَالصِّدْقُ فِيهَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَجْدِيدُ الْحُزْنِ , وَالتَّعَصُّبُ , وَإِثَارَةُ الشَّحْنَاءِ وَالْحَرْبِ , وَإِلْقَاءُ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , وَالتَّوَسُّلُ بِذَلِكَ إلَى سَبِّ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ .. وَشَرُّ هَؤُلَاءِ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ , لَا يُحْصِيهِ الرَّجُلُ الْفَصِيحُ فِي الْكَلَامِ . فَعَارَضَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ إمَّا مِنْ النَّوَاصِبِ الْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِمَّا مِنْ الْجُهَّالِ الَّذِينَ قَابَلُوا الْفَاسِدَ بِالْفَاسِدِ , وَالْكَذِبَ بِالْكَذِبِ , وَالشَّرَّ بِالشَّرِّ , وَالْبِدْعَةَ بِالْبِدْعَةِ , فَوَضَعُوا الْآثَارَ فِي شَعَائِرِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَالِاكْتِحَالِ وَالِاخْتِضَابِ , وَتَوْسِيعِ النَّفَقَاتِ عَلَى الْعِيَالِ , وَطَبْخِ الْأَطْعِمَةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْعَادَةِ , وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُفْعَلُ فِي الْأَعْيَادِ وَالْمَوَاسِمِ , فَصَارَ هَؤُلَاءِ يَتَّخِذُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مَوْسِمًا كَمَوَاسِمِ الْأَعْيَادِ وَالْأَفْرَاحِ . وَأُولَئِكَ يَتَّخِذُونَهُ مَأْتَمًا يُقِيمُونَ فِيهِ الْأَحْزَانَ وَالْأَتْرَاحَ وَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ مُخْطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ السُّنَّةِ , وَإِنْ كَانَ أُولَئِكَ أَسْوَأَ قَصْدًا وَأَعْظَمَ جَهْلًا , وَأَظْهَرَ ظُلْمًا .. وَلَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ , لَا شَعَائِرَ الْحُزْنِ وَالتَّرَحِ , وَلَا شَعَائِرَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ .. 
وَأَمَّا سَائِرُ الْأُمُورِ : مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ , إمَّا حُبُوبٌ وَإِمَّا غَيْرُ حُبُوبٍ , أَوْ تَجْدِيدُ لِبَاسٍ وَتَوْسِيعُ نَفَقَةٍ , أَوْ اشْتِرَاءُ حَوَائِجِ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمِ , أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ . كَصَلَاةٍ مُخْتَصَّةٍ بِهِ , أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ , أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الْأَضَاحِيّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ , أَوْ الِاكْتِحَالُ وَالِاخْتِضَابُ , أَوْ الِاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ , أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ , الَّتِي لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ , وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا الثَّوْرِيُّ , وَلَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ , وَلَا الْأَوْزَاعِيُّ , وَلَا الشَّافِعِيُّ , وَلَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَلَا إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ , وَلَا أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ .. الفتاوى الكبرى لابن تيمية 
وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيرا أو تقديما وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء : المدخل ج1 يوم عاشوراء
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 


المصدر موقع الشيخ محمد المنجد. 


موقع صيد الفوائد.