الثلاثاء، 20 يناير 2015

إرشاد أهل الإيمان لفقه التعامل مع الغضبان.

¤ ¤ ♡ ¤ < > ¤ ♡ ¤ ¤
.
قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:

" متى رأيت صاحبك قد غضب،
وأخذ يتكلم بما لا يصلح
فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خِنصراً(1)
ولا أن تؤاخذه به؛
فإن حاله حال السكران،
لا يدري ما يجري.

بل اصبر لفورته،
ولا تعول عليها؛
فإن الشيطان قد غلبه،
والطبع قد هاج،
والعقل قد استتر.

ومتى أخذت في نفسك عليه،
وأجبته بمقتضى فعله
كنت كعاقل واجه مجنوناً،
أو كمفيق عاتب مغمى عليه،
فالذنب لك.

بل انظر بعين الرحمة،
وتلمح تصريف القدر له،
وتفرج في لعب الطبع به،
واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى،
وعرف لك فضل الصبر.

وأقل الأقسام
أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به.

وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها
الولد عند غضب الوالد
والزوجة عند غضب الزوج؛

فتتركه يشتفي بما يقول،
ولا تعول على ذلك؛
فسيعود نادما معتذراً.

ومتى قوبل على حالته، ومقالته،
صارت العداوة متمكنة،
وجازى في الإفاقة على ما فُعِلَ في حقه وقت السكر.

وأكثر الناس على غير هذا الطريق:
متى رأوا غضباناً
قابلوه بما يقول ويعمل
وهذا على غير مقتضى الحكمة،
بل الحكمة ما ذكرته

{ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ } ". (2)
.
الهامش _______________________
(1) أي لا تأخذ ما ي صدر منه بعين الاعتبار.
(2) "صيد الخاطر" (ص 468 - 469).
.
قام بتنسيقه:
#منير_الإبراهيمي
- أبو عبد الله -
عفا الله عنه بمنه وكرمه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.