الثلاثاء، 20 يناير 2015

< الإعلام بحرمة الاحتفال والتهنئة بميلاد [محمد وعيسى] -عليهما السلام- >


.
حرمة الاحتفال بالسنة الميلادية (2015م)
والمولد البدعي في يوم (12) من ربيع الأول
.
�� بيان الشَّــيخُ العلّامــة: محــمّّد نــاصِرُ الدِّيــنُ الأَلْبَــاني -رحِــمُه الله تعالى- لعدم قيام النبي ﷺ، ولا عيسى -عليه السَّلام-، ولا الصَّحابة من بعده، ولا التَّابعون، ولا من بعدهم بذلك الاحتفال. 

قال -رحِــمُه الله تعالى- :

"ومن البدهي أنَّ النبي ﷺ في حياته لم يكن ليحتفل بولادته؛
ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانيَّة مسيحيَّة لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا؛
فمن باب أولى ألاَّ يعرف ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم،
ولأنَّ عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدَّعون اتباعه،
عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة؛
وإنما الاحتفال بولادة عيسى -عليه السلام- هو من البدع التي ابتدعها النَّصارى في دينهم،
وهي كما قال عزَّ وجلَّ:
﴿ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ .
هذه البدع التي اتخذها النَّصارى؛
ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله -عزَّ وجلَّ-؛
وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم.
.
فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده،
ومحمد ﷺ -أيضًا- كذلك لم يحتفل بميلاده
والله -عزَّ وجلَّ- يقول:
﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ ؛
فهذا من جملة اقتداء نبيِّنا بعيسى -عليه الصلاة والسلام-،
وهو نبينا أيضًا ولكن نبوَّته نُسِخَت ورُفِعَت بنبوَّة خاتم الأنبياء والرُّسل صلوات الله وسلامه عليهما؛
ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة؛
إنما يحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

فإذن محمَّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- لم يحتفل بميلاده؛
وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع،
الذي نحن في صدد الكلام عليه؛ يقولون:
إن محمدًا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما راح يحتفل بولادته،
طيب سنقول:
لم يحتفل بولادته -عليه السلام- بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه،
وأحب الخلق من النساء إليه؛
ذالكما أبو بكر وابنته عائشة -رضي الله عنهما-
ما احتفلا بولادة الرسول ﷺ كذلك الصحابة جميعًا،
كذلك التابعون، كذلك أتباعهم، وهكذا
.
إذن لا يصحُّ لإنسانٍ يخشى الله،
ويقف عند حدود الله،
ويتَّعِظَ بقول الله -عزَّ وجلَّ-:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ .
.
فلا يقولنَّ أحد الناس الرسول ما احتفل؛
لأن هذا يتعلق بشخصه؛
لأنه يأتي بالجواب:
لا أحد من أصحابه جميعًا احتفل به -عليه السلام-،
فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال
الذين هم أفضل الرجال،
ولا أفضل من بعدهم أبدًا،
ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقًا ؟
من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة (ثلاثمائة سنة وزيادة)،
يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك؛
وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفًا ؟
.
فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة
لا تعرف الحدود المشروعة؛
وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله -عزَّ وجلَّ-؛
ومن ذلك:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ .
.
فرسول الله ما احتفل؛
إذن نحن لا نحتفل.
إن قالوا:
ما احتفل لشخصه؛
نقول: ما احتفل أصحابه -أيضًا- بشخصه من بعده
فأين تذهبون ؟
كلُّ الطرق مسدودة أمام الحجَّة البِّينة الواضحة
التي لا تفسح مجالاً مطلقًا للقول بِحُسنِ هذه البدعة ".

�� المصــــــــدرُ :
"سلسلة أشرطة الهدى والنور".
الشريط (171) الفتوى : (4).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.