الأحد، 22 مارس 2020

الجهل يتناسخ أكثر من كُورونا.

كتبه الشيخ حفظه الله تعليقا وبيانا لخروج بعض الناس في بعض مدن المغرب ليلا  مخالفين لشرع الله بتكبيرهم الجماعي، ومتظاهرين مخاطرين بنشر فيروس الكرونا ومخالفين أوامر السلطات بالبقاء في الحجر الصحي ببيوتهم.
نسأل الله السلامة والعافية.




ـــــــــــ
حذرنا الناس من الاجتماع والاتفاق، فلامنا بعضهم فكانت النتيجة كما رأيتَ، وهكذا يورث الجهل مع تقديم السفهاء وتأخير العلماء.
في سنة 764هـ حدث الطاعون في دمشق، فجمع أحدهم الناس في موضع فصاروا يدعون ويصرخون صراخا عاليا، فعظم الطاعون وكثر وكان قبل دعائهم أخف.
وفي سنة 833هـ بمصر اتفاق الناس على صيام ثلاثة أيام وخرجوا إلى الدعاء والتضرع، فما انسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت في كل يوم بالقاهرة فوق الألف.
وفي سنة 1441هـ خرجت شرذمة كانت قد اتفقت على معارضة المغنيين الذين دعوا إلى الغناء، فكبروا وهللوا ثم تحمسوا وخرجوا إلى الشوارع، فنسأل الله السلامة مما سيأتي..
الله لا يعبد بالعناد أو المعارضة، بل بالمشروع، بحث الناس على الصلاة والدعاة والصدقة عموما دون اتفاق، قال ابن حجر:"أما الاجتماع له[أي الطاعون]، كما في الاستسقاء، فبدعة حدثت في الطاعون الكبير.. ونحوتُ هذا النحو في جوابي، وأضفت إلى ذلك أنه لو كان مشروعا ما خفي على السلف ثم على فقهاء الأمصار وأتباعهم، في الأعصار الماضية".(بذل الماعون.228-230).
فالعبادة عندما توقت بوقت تخرج عن أصلها، قال الشاطبي المالكي:"ومنها[أي البدع]التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة".(الاعتصام.53/1).
لذا لماعلم النبي ﷺ البراء بن عازب أن يقول عند نومه:"آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ". فقال البراء:"آمنت برسولك الذي أرسلت". فنهاه النبيﷺ وقال:"قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت".(مسلم.2710).
وعن نافع:"أن رجلا عطس إلى جنب ابن عمر، فقال: الحمد لله، والسلام على رسول الله. قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله ﷺ ، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال".(حسن رواه الترمذي.2738).
الواجب هو التعليم والضرب على يد من يحاول تسفيه عقول الناس واللعب بأرواحهم، فقد كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه :"أن هاهنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير، فكتب إليه عمر: أقبل وأقبل بهم معك. فأقبل، وقال عمر للبواب: أعد لي سوطا، فلما دخلوا على عمر أقبل على أميرهم ضربا بالسوط".(حسن رواه ابن أبي شيبة.26191).
وعن عبد الله بن الخباب , قال: "بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي , فأرسل إلي أَبي , فوجدته قد أحضر معه هراوة له فأقبل علي , فقلت: يا أبة , ما لي ما لي؟. قال: ألم أرك جالسا مع العمالقة [من يخدعون الناس بالكلام المنمق], ثم قال:هذا قرن خارج الآن".(صحيح رواه ابن وضاح.33).
ومن رأى منا مثل هذا بلغ عنه، فبينما ابن عمر قاعد، جلس بجانبه رجل من القُصاص فقال له ابن عمر:"قم. فأبى أن يقوم، فأرسل إلى صاحب الشرط، فأرسل إليه شرطيا فقام".(صحيح رواه ابن أبي شيبة.26198).
ومن يجيز الذكر جماعة عليه أن يمنع الناس من ذلك أيضا، فإذا لم يكن حراما فسيجر إلى الحرام ويسيء إلى الإسلام وأهله. ونحو هذا ذكر ابن حجر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.