الأربعاء، 4 مارس 2020

وصل كرونا... والبعض يستهزأ به.


وصل #كورونا.
ــــــ

بعد انتشار المرض أخذت طائفة من الناس تستهزئ وتضحك فقست قلوبهم {فهي كالحجارة أو أشد قسوة}. فعذر الله الحجارة ولم يعذر شقي ابن آدم. فقال:{وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله}.
فالمطلوب هو التضرع واللجوء إلى الله لا اللعب والاستهزاء:{فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون }.

ويقابلهم قوم أصابهم الهلع العظيم، مع أن الأمر كله لله. فالمسلم يكون على حذر من ربه في كل حين، عن ابن عباس:"أن رسول الله ﷺ كان يخرج فيهريق الماء[يتبول]، فيتمسح بالتراب[يتيمم]، فأقول: يا رسول الله، إن الماء منك قريب!. فيقول: وما يدريني، لعلي لا أبلغه".(حسن رواه أحمد.2613).

- بعد التوكل على الله نأخذ أسباب الوقاية والعلاج، أما الوقاية فهي من أصول ديننا، قال النبي ﷺ:"غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء".(مسلم.2014).

ومن أصول الوقاية عدم الاختلاط بالمريض، قال النبي ﷺ:"لا يوردن ممرض على مصح".(البخاري.5770).
وعن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال:"كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي ﷺ إنا قد بايعناك فارجع".(مسلم.2231).

أما العلاج، فقد عاد رسول الله ﷺ رجلا به جرح، فقال رسول الله ﷺ: "ادعوا له طبيب بني فلان . قال: فدعوه فجاء، فقالوا: يا رسول الله، ويغني الدواء شيئا؟ فقال: سبحان الله، وهل أنزل الله من داء في الأرض، إلا جعل له شفاء ".(صحيح رواه أحمد.23156).

- لا يحل الفرار من الوباء، فالفرار لا يغير شيئا، قال النبي ﷺ:"إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه".(البخاري.3473.مسلم.2218). والممنوع هو الخروج فرارا أو لنقل العدوى، أما من خرج لغير هذا فلا يضره، كمن خرج للتداوي أو لتجارة ونحوه، لذا قال النبي ﷺ:"لا تخرجوا فرارا". فالمذموم شرعا هو الخراج فرارا. وهذا كقول ربنا:{ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا}.

- ذهب الحنفية والشافعية على المعتمد إلى استحباب القنوت في الصلاة لصرف الطاعون، وخالفهم الحنابلة وبعض الشافعية فمنعوا من ذلك، فقد وقع في عهد عمر بن الخطاب الطاعون ولم يقنت، والقنوت إنما يكون لسبب أحدثه البشر لا أمر من الله.

- ذهب المالكية إلى مشروعية الصلاة، جاء في (شرح مختصر خليل.351/1).:"(قوله ودل كلامه على أن الصلاة إلخ) أي: للزلزلة ونحوها أي ويدخل في ذلك الصلاة لدفع الوباء والطاعون .. فيصلون أفذاذا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك وهل يصلون ركعتين أو أكثر ذكر بعضهم عن اللخمي أنه يستحب ركعتان ولم أره".
وقد يستدل لهذا حديث حذيفة، قال:"كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر، صلى".(حسن رواه أبو داود.1319).
وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما :"أنه صلى في زلزلة بالبصرة كصلاة الكسوف ، ثم قال : هكذا صلاة الآيات".(صحيح رواه عبد الرزاق.4929).

- ومن ابتلي بهذا المرض فليصبر وليحتسب ويسأل الله الخير، قال ﷺ :" ليس من أحد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا محتسبا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له، إلا كان له مثل أجر شهيد".(البخاري.3474).

فنعوذ بالله من الجذام والبرص، وسيئ الأسقام.

 #قاسم_اكحيلات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.