الخميس، 26 مارس 2020

الرد على من ينتقص الأساتذة ودروسهم عن بعد في زمن الكروانا.




انتقد احد الآباء  في مقطع صوتي على الواتساب الأساتذة الذين يدرسون عن بعد عامة وخاص والذين  يقدمون الدروس على القناة الرابعة... والتعليم عامة. 
وهذا رد عليه وعلى أمثاله. 
____________

أثار انتباهي ما طرحه أحد الآباء حول مستوى الدروس عن بعد، وأثارتني أسئلته وطروحاته حول خلفية إنجاز تلك الدروس وطريقة انتقائها، كما شدني شدا حماسه الشديد لما يقول وقيادته المحكمة لمسار قوله عبر مدونة سير الكلام، وبوصفي أستاذا أنتمي لهاته المهنة وأغار عليها لم يكن بإمكاني أن أترك الإثارة معلقة في الهواء ولا الاندهاش سيدا للموقف، وعلى فوره قررت أن أجيب أو بالأحرى أن أرد .
عزيزي الأب الغيور ظاهرا الحانق باطنا، وإن كنت أتفق معك في أن مستوى بعض زملائي الأساتذة ضعيف وإن كنت أتفق معك أيضا أن بعض الدروس المبثوثة على القناة - نسبة مشاهدتها قبل الكورونا يقارب الصفر في المئة مع مراعاة وجود أعداد تحت الصفر في النسبة - يحتاج إلى مراجعة،
وإن كنت أصادق على أن مستوى التلاميذ أو المتلقي ضعيف، فإني أنبهك سيدي الأب المحترم المثقف - فيما يبدو - أن الحكم على الأشياء من خارج الصندوق يتنافى مع شروط الموضوعية.
وأنبهك سيدي المحترم أن إلجام العوام عن الحكم حول تخصصات من ضمنها تخصص التدريس يقتضي تكوينا وتمرسا وأيضا معايشة لجو الفصول. فكما صمتت عن أداء الأمن والحكومة والصيدلة... فاصمت عن أداء الأستاذ. أو أن حائطنا قصير يتسلقه كل قصير.  
وأنبهك سيدي أن السياقات التي نفيت تأثيرها كعامل الكاميرا لها دخل مباشر بطبيعة المنتوج الذي عاينته. فنحن لسنا سعد المجرد أو رشيد الوالي أو جورج كلوني حتى نصور لك HD بكاميرات هاتف اقتنيناها من جيبنا الخاص ومعظمها بالكريدي..
وألفت نظرك سيدي، أن مطالبتك بالإبتسامة الأولى أن تطالب به نفسك وتطالب به نبرتك المتجهمة وأنت تجلد الأستاذ، وأن تطالب بها القايدة حورية أو طامو وهي تسوق المواطنين كقطيع، وتنعق فيهم مزيناتك وقد حولتموها فيما بعد بطلة قومية.
كما أنبهك سيدي المحترم صاحب مثال البصلانة أنك إن أردت صناعة أستاذ حقيقي عليك أن توفر له الظروف التي تخلفت عنها وأمثالك ممن يجيدون النقد فقط، ومن أبسطها تربية أبنائك على احترام الأستاذ، وأنه إن تولت الدولة تجهيز مساكن لائقة ومعدات لائقة لما اضطر للتفكير في البصلانة.  
كما اناشدك سيدي الأب المحترم أن تتعلم بأن تصرح بالإيجابيات كما تتجاسر على السلبيات، فحضرتك عندما افتتحت الكلام بشكر الأستاذ خفضت صوتك، وعندما بدأت في جلده استرسلت في الكلام، كأن أحدهم يملي عليك ما تقول.
 كما أدعوكم أعزائي المواطنين، كما حولتم رجل النظافة والطبيب ورجل الأمن إلى أبطال، أدعوكم إلى أن تولوا الأستاذ ما يستحق بدل معاملته كفيروس تحاربونه جهرا وسرا كما تحاربون الكورونا وبوقليب. 
أعدك ونحن نقدم الدروس أن نزودها بخلفية الشيخة خربوشة أو التراكس حتى يستمتع التلميذ. 
وأعدك أن لا نفكر في البصلانة والسيما، شريطة أن تسعى أنت وحكومتك الموقرة ومحيطك إلى تكريم الأستاذ كما تكرم غيره أو على الأقل أن تلجم لسانك الذي يسمم عظامنا أكثر مما هي مسممة، بدل الصدقة علينا بشكر أو امتنان.

 يونس_السرحاني_بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.