السبت، 16 ديسمبر 2023

ارتباطُ المغاربةِ برسول الله صلى الله عليه وسلم ارتباطٌ غريبٌ عجيب.

 


- ارتباط المغاربة بالجناب النبوي الشريف

 

ارتباطُ المغاربةِ برسول الله صلى الله عليه وسلم ارتباطٌ غريبٌ عجيب.

 

عندما نفرح في عرس أو عقيقةٍ أو خِتان، فإننا نستحضر جناب رسول الله فنزغرد ونصلي عليه: "الصلاة والسلام على رسول الله... الله مع الجاه العالي".

عندما نتحاور بيننا بالدارجة ونريد أن ننبِّه الآخر إلى جدِّية كلامنا نستحضر رسول الله ونصلي عليه فنقول له: "صلِّ على رسول الله".

عندما نريد القطع في أمر وحسم الكلام نستحضر رسول الله ونصلي عليه: "ما تعاود غير الصلاة على رسول الله".

عندما نكون في مصيبة أو نسمع خبرا حزينا نستحضر رسول الله ونصلي عليه: "اللهم صل على رسول الله".

عندما نذهب للخطبة ونريد جمع العصفورين، فإننا نستحضر رسول الله ونصلي عليه: "نقراو الفاتحة ونصليو على رسول الله".

 

عندما أراد المغاربة اختيار مذهب فقهي، اختاروا مذهب عالم المدينة (الإمام مالك) لأن أرواحهم مشدودة إلى مدينة رسول الله، رغم أن كل المذاهب تقريبا دخلت المغرب، لكنهم استقروا على مذهب المدينة، عُضُّوا عليه بالنواجذ.

عندما أراد المغاربة اختيار قراءة قرآنية، اختاروا قراءة نافع، برواية ورشٍ من طريق الأزرق، لأن إمامها نافعاً أيضا مدنيٌّ تشرئبُّ به قلوب المغاربة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حب المغاربة لرسول الله، ولمدينة رسول الله، ولسيرة رسول الله، ولأمهات المؤمنين أزواج رسول الله، ولآل بيت رسول الله، ولأصحاب رسول الله، حبٌّ يَنبض ولا يَنضب.

 

إذا ذهبتَ إلى جبال المغرب، ستجد عجائز لا يقرؤون ولا يكتبون، بل لا يتكلمون حتى العربية (الأمازيغ الأحرار) ومع ذلك تجدهم يتغنون برسول الله وينشدون القصائد في مدحه، وأفئدتهم مشدوهة إليه وألسنتهم على عهدٍ دائم بذكره واللهج بالصلاة عليه.

 

الأطفال الصغار، العجائز، الشيوخ، النساء، الشباب ذكوراً وإناثاً... علاقة المغاربة برسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ القدم، وإلى اليوم، علاقةٌ لا توصف بالكلمات ولا تعبر عنها الحروف...

 

لا أزايِدُ هنا على محبة وعلاقة بقية الشعوب المسلمة برسول الله.

 ولكن فقط أخص المغاربة بالذكر، في صلتهم برسول الله أمور والله عجيبة لا تُفهم.

 حبه صلى الله عليه أمرٌ لا تغيره سنوات التغريب، ولا موجات الاستعمار، ولا أقلام المستأجَرين، ولا أبواق المتسوِّلين، ولا دراساتُ المنظمات، ولا خطط المراكز، ولا كل سياسات العالم...

حب رسول الله أمر رضعه المغاربة من أثداء أمَّهاتهم، لا يزول إذا زالت السماء والأرض.

 

وبالمناسبة، أدعو الجميع بمناسبة هذا الشهر الفضيل إلى قراءة سِفرٍ عظيم، من أعظم ما كُتب في التعريف بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم وواجباتنا تجاهه وحقوقه علينا، مؤلِّفه أيضاً مغربي عظيم، هو القاضي عياض (ت544) دفين مُرَّاكش وأحدُ رجالاتها السبعة، رحمة الله عليه.

 وقد عرفتم الكتاب: الشِّفا: في التعريف بحقوق المصطفى". صلى الله عليه وسلم.

 

#مقاطعة_المنتجات_الفرنسية

 

أمين محمد خلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.