الأحد، 17 ديسمبر 2023

فضل اليقين ..




 قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون وإليه شمر العاملون وهو مع المحبة ركنان للإيمان وعليهما ينبني وبهما قوامه وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية وعنهما تصدر وبضعفهما يكون ضعف الأعمال وبقوتهما تقوى الأعمال وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين وهما يثمران كل عمل صالح وعلم نافع وهدى مستقيم

[ مدارج السالكين (٢/٣٩٧) ]

 

 واليقين على ثلاثة أوجه ذكرها أبو بكر الوراق: يقين خبر ويقين دلالة ويقين مشاهدة


 قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

يريد بيقين الخبر سكون القلب إلى خبر المخبِر وتَوَثُّقُة به وبيقين الدلالة ما هو فوقه وهو أن يقيم له مع وثوقه بصدقه الأدلة الدالة على ما أخبر به وهذا كعامة أخبار الإيمان والتوحيد والقرآن فإنه سبحانه مع كونه أصدق الصادقين يقيم لعباده الأدلة والأمثال والبراهين على صدق أخباره فيحصل لهم اليقين من الوجهين من جهة الخبر ومن جهة الدليل فيرتفعون من ذلك إلى الدرجة الثالثة وهي يقين المكاشفة بحيث يصير المخبَر به لقلوبهم كالمرئي لعيونهم فنسبة الإيمان بالغيب حينئذ إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين وهذا أعلى أنواع المكاشفة وهي التي أشار إليها عامر بن عبد قيس في قوله: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً وليس هذا من كلام رسول الله ولا من قول علي كما يظنه من لا علم له بالمنقولات

[ مدارج السالكين (٢/٤٠٠) ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.