السبت، 9 ديسمبر 2023

*•|[ شَـرْحُ دُعَـاءِ قُــنُـوتِ الـوِتـرْ ]|•* / ج7 و 8/ الـعـَـلّامَـة / مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين

 

 



     

   لِـفَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة /

      مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين

             -رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ-

•ـ┈┈┈┈◈◉  7  ❒◉◈┈┈┈┈

 

❪🔹❫  *شـــــــــرح: « وقنا شر ما قضيت »*

 

- «وقنا شر ما قضيت» الله عَزَّ وَجَلَّ يقضي بالخير ويقضي بالشر. أما قضاؤه بالخير فهو خير محض في القضاء والمقضي.

 

*مثال القضاء بالخير:* القضاء للناس بالرزق الواسع، والأمن والطمأنينة، والهداية والنصر.. إلخ. هذا خير في القضاء والمقضي.

 

*القضاء بالشر:* خير في القضاء، شر في المقضي.

 

*مثال ذلك:* القحط (امتناع المطر) هذا شر، لڪن قضاء الله به خير، ڪيف يڪون القضاء بالقحط خيرًا؟

 

- لو قال قائل: إن الله يقدّر علينا القحط، والجدب، فتموت المواشي، وتفسد الزروع، فما وجه الخير؟

 

- نقول: استمع إلى قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم:٤١]،

 

إذًا لهذا القضاء غاية حميدة، وهي الرجوع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شرًّا والقضاء خيرًا.

 

- وعلى هذا فـ«ما» هنا اسم موصول. والمعنى: قِنَا شرَّ الذي قضيت، فإن الله تعالى يقضي بالشرِّ لحڪمة بالغة حميدة، وليست (ما) هنا مصدرية أي شر قضائك

 

لڪنها اسم موصول بمعنى الذي، لأن قضاء الله ليس فيه شر، ولهذا قال النبي ﷺ فيما أثنى به على ربه: «والخير بيديك والشر ليس إليك»

 

 لهذا لا ينسب الشر إلـﮯ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

 

-   يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ  -

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

❪📚❫ شَرْحُ دُعَاءِ قُنوتِ الوِترْ صـ١٣-١٥ .

///////////////////////////////////////////////////////////////الجزء الثاني:

 *|[ شَـرْحُ دُعَـاءِ قُــنُـوتِ الـوِتـرْ ]|*

     

   لِـفَـضيلَـة الــشّيــخِ الـعـَـلّامَـة /

      مُـحـمَّـدُ بــنُ صــالـِــحٍ الـعُـثَيْمِين

             -رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ تعَالـﮯَ-

•ـ┈┈┈┈◈◉  8  ❒◉◈┈┈┈┈

 

❪🔹❫  *شـــــــــرح: « إنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت…  »*

 

- «إنك تقضي ولا يُقضى عليك» الله عَزَّ وَجَلَّ يقضي قضاء شرعيًّا وقضاء كونيًّا، فالله تعالى يقضي على كل شيء وبكل شيء؛ لأن له الحكم التام الشامل.

 

- «ولا يقضى عليك» أي لا يقضي عليه أحد، فالعباد لا يحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يُسألون عما عملوا، وهو لا يُسأل: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء:٢٣].

 

- «إنه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت» وهذا ڪالتعليل لقولنا فيما سبق: «وتولنا فيمن توليت»، فإذا تولى الله الإنسان فإنه لا يذل، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يعز.

 

- ومقتضى ذلك أننا نطلب العز من الله سبحانه، ونتقي من الذل بالله عَزَّ وَجَلَّ، فلا يمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية. وبماذا تكون هذه الولاية؟

 

- هذه الولاية تڪون بوصفين بيَّنهما الله عَزَّ وَجَلَّ في كتابه، فقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّ‍هِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس:٦٢-٦٣]،

 

- وصفات أحدهما في القلب، والثاني في الجوارح. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في القلب، ﴿وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ هذه في الجوارح، فإذا صلح القلب والجوارح؛

 

 نال الإنسان الولاية بهذين الوصفين، وليست الولاية فيمن يدعيها من أولئك القوم الذين يسلكون طرق الرهبان وأهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه،

 

ويقولون نحن الأولياء. فولاية الله عَزَّ وَجَلَّ التي بها العز هي مجموعة في هذين الوصفين: الإيمان والتقوى.

 

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ أخذًا من هذه الآية: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس:٦٣]: «من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا»، وصدق رَحِمَـﮧُ اللَّـﮧُ؛ لأن هذا الذي دلَّ عليه القرآن.

 

-   يُتْبَـعُ إن شَــاء اللهُ  -

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

❪📚❫ شَرْحُ دُعَاءِ قُنوتِ الوِترْ صـ١٥-١٧ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.