مقيم في إدلب وشقيقتي تدرس في إعزاز، هل نجد رخصة لتسافر وحدها؟
#قلت:
الجواب معروف، وسأخبرك بحادثة لعلك تجد فيها عبرة وهدى وسلوى:
أقامت كلية الشريعة بدمشق مؤتمرا عن المرأة ، شارك فيه باحثون عرب، طلبت مني الإدارة أن أقيم ليلتين مع الضيوف في فندق الديماس(منطقة قريبة من دمشق)، لتفقدهم ومؤانستهم، طرقت باب غرفة، ففتحه شيخ كبير، فاجأني، قلت: آسف يا أبي غلطت!، قال هل انتو تبع الجامعة؟ قلت: نعم ، مانك غلطان يا ولدي ، أنا جيت مرافق مع بنتي الدكتورة فلانة.
دعوته إلى الشاي ، وقال لي بعفوية وبساطة تأسر القلب والروح: كل ما بتسافر الدكتورة خارج المدينة ولو 5 كم لازم كون معها، إرضاء لسيدي رسول الله، والله بيزعل منا لو قال لنا يوم القيامة وصيناكم بالنساء وانتو قصرتو معاهن.
والله يا ابني، بناتي _ وله سبع بنات كلهن دكتورات _ كقلبي تماما إن خرجوا قبل زواجهن من البيت لحالهن كأنو قلبي خرج من صدري، بيحسن يعيش الرجل بلا قلب؟، هيك أنا، وسرد كلاما طويلا لطيفا مؤثرا عن تجاربه في مرافقتها للمؤتمرات ومناقشة الرسائل وعلى حسابه الخاص...
قلت له ما رأيتك في اليوم الأول للمؤتمر؟ قال لي: يا بني، ما لي بهالشغلات ، ذهبت إلى المسجد وبيدي المسبحة حتى حان الوقت وجئنا إلى هنا.
قلت له: نحن الأساتذة نظّرنا كتيرا وتفلسفتا أكتر، لو قلت يا أبي هذا الكلام على المنصة لم يبق للمؤتمر قيمة تذكر، ولأصبح كلامنا هراء في هراء.
لو تكلمنا جميعا عن إكرام المرأة لن نبلغ ما بلغه هذا الرجل الكبير بتلك العفوية الصادقة التي تكلم بها، أرجو أن يكون قد وصلك الجواب...
ينبغي أن نسارع فيما يحبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ننتظر رخصة أو فتوى؛ فهو ينتظرنا على حوضه الشريف....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جزاك الله خيرا على تعليقك.