الأحد، 9 فبراير 2020

ليس من السنة الحمد قبل الأكل.


ــــــــــــــ
يروج منشور بين الناس فيه انه من السنة حمد الله قبل الأكل! لحديث عن أبي هريرة لما أتى النبي ﷺ بقدح لبن شرب منه قوم فقال :"فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى".(البخاري.6452).
وليس الأمر كذلك، بل السنة التسمية كما هو معلوم من سنة النبي ﷺ، وإنما قال ذلك هنا لأن الله مَن عليه بمعجزةِ تكثير الطعام، والإنسان يحمد الله إذا يسر له في رزق، قال القسطلاني:"فحمد الله عز وجل على البركة وظهور المعجزة في اللبن".(شرح البخاري.263/9).
وقال العيني موضحا الفرق:"أما الحمد فلحصول البركة فيه، وأما التسمية فلإقامة السنة عند الشرب".(عمدة القاري.60/29).
ويذكرون كلاما للشيخ العثيمين رحمه الله :"ومن فوائد الحمد: أن الإنسان إذا ابتدأ الشيء بحمد الله فإن الله تعالى يجعل فيه البركة".(شرح رياض الصالحين.262/5).
وهذا الفهم الذي فهمه كاتب المنشور خطأ من وجهين :
- الأول : أن العثيمين صرح في موضع آخر أن ذلك ليس سنة، قال:"الحمد ليس حمدا على شربه ، بل هو حمد على ما حصل من بركة هذا اللبن".(شرح صحيح البخاري.334/8).
- الثاني : أن كلامه المنقول لا يتعلق بحديث أبي هريرة، بل في بقوله ﷺ:"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها".(مسلم.2734). ويقصد من كلامه المواطن التي يشرع فيها الحمد، لذا قال رحمه الله:"فكل أمر يبدأ فيه بالحمد لله فهو خير وبركة ؛ لكن قد ينوب عن الحمد ما سواه ، كالبسملة عند الأكل والشرب والذبح والوضوء وإتيان الرجل أهله..".(شرح رياض الصالحين.262/5).
ونزيدك فائدة وهي : أن النبي ﷺ كان يبدأ بالحمد في خطبه، كما ورد عند (البخاري.2434.مسلم.1355). من حديث أبي هريرة وغيره:"فحمد الله وأثنى عليه".
وربما بدأ بالتشهد في الأمر الجليل، كما في حادثة الإفك قالت أمنا:"تشهد رسول الله ﷺ حين جلس".(البخاري.4141.مسلم.2770).
وكان يبدأ بالبسملة في المكاتبات والرسائل كما صنع مع كسرى عظيم الفرس، وهرقل عظيم الروم، والمقوقس عظيم القبط، والمنذر بن ساوى ملك البحرين، والحارث الغساني ملك الحيرة، والنجاشي ملك الحبشة..
والنجاشي هذا ليس هو الذي أسلم فتنبه، عن أنس: أن نبي الله ﷺ كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي ﷺ".(مسلم.1774)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.