السبت، 8 فبراير 2020

حال السلف مع الدنيا وحال الخلف طلبوا الدنيا بعمل الآخرة.



عن عبدالله ابن عَمرو رضي الله عنهما قال : 
"شَبَّكَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَصابعه وقال : كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيتَ في حُثالة قد مَرِجَتْ عهودهم وأماناتهم ، واختلفوا فصاروا هكذا _ يعني شبك بين أصابعه كما في بادية الحديث وما تبينه أحاديث أُخر _ قال : فكيف أصنع يا رسول الله ؟ قال : " تأخذُ ما تعرِف ، وتَدَعُ ما تُنْكِرُ ، وتُقبل على خاصتك ، وتَدَعُهم وعوامَّهم "
 ( رواه البخاري)

قال وهب بن منبه : 
"كان العلماء من قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إليها، 
وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم،
فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا عِلمَهُم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم، لما رأوا من سوء موضعه عندهم" (سير أعلام النبلاء 4/549) 

قال مالك بن دينار:
"إنكم في زمان أشهب لا يبصر زمانكم إلا البصير، إنكم في زمان كثير نُفَّاجُهم* قد انتفخت ألسنتهم في أفواههم، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، 
فاحذروهم على أنفسكم، لا يوقعوكم في شبكاتهم،
يا عالم أنت عالم تأكل بعلمك !، يا عالم أنت تفخر بعلمك!، يا عالم أنت عالم تكاثر بعلمك!، يا عالم أنت عالم تستطيل بعلمك!، لو كان هذا العلم طلبته لله لرئي ذلك فيك، وفي عملك" .
(حلية الأولياء 2/363) 

قال الفيض بن إسحاق : 
"سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " لو قيل لك يا مرائي لغضبت وشق عليك وتشكو , قال لي يا مرائي وعسى قال لي حقا , من حبك للدنيا تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا
ثم قال: اتق لا تكن مرائيا , وأنت لا تشعر تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس , فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوايج ووسعوا لك في المجلس وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم , كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوه ولم يوسعوا له المجلس "
(حلية الأولياء 8/ 94)

قال الحسن بن عرفة :
"دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة فقلت له : يا أبا عبدالله قمت مقام الأنبياء 
فقال لي : اسكت فإني رأيت الناس يبيعون أديانهم ورأيت العلماء ممن كان معي يقولون ويميلون .
فقلت : من أنا ؟ وما أنا ؟. وما أقول لربي غدا إذا وقفت بين يديه جل جلاله ؟ فقال لي : بعت دينك كما باعه غيرك ففكرت في أمري ونظرت إلى السيف والسوط فاخترتهما...
(طبقات الحنابلة 1/140)

قال محمد بن عبد الله الأزدي :
" دعا بعض الأمراء شميطا إلى طعام، فاعتل عليه ولم يأته، فقيل له في ذلك، 
فقال: فقدُ أَكْلَةٍ أيسر عليَّ من بذل ديني لهم، ما ينبغي أن تكون بطن المؤمن أعز عليه من دينه ! "
(حلية الأولياء 3/128)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.