السبت، 8 فبراير 2020

التوضيح والبيان لزيادة وردت في حديث (( كان خلقه القرآن ))




 سأل بعض الأفاضل عن صحة زيادة وردت في حديث مشهور
وهو قول عائشة الصديقة -رضي الله تعالى عنها- لما سألت عن خلق رسول الله -فقالت-في غير رواية الصحيح-:

(( كان خلقه القرآن )).

والزيادة التي سأل عنها الأخ الفاضل هي :

 (( كان خلقه القرآن؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه ))

فقلت مستعينا بالله :

الحديث باللفظ الذي ذكرت -أخي الكريم-:

رواه "القاسم بن سلام" في "فضائل القرآن" (ص 26) برقم (91) و"الطحاوي" في "مشكل الآثار" برقم (3814) و"البيهقي" في "دلائل النبوة" برقم (268) :

من طريق الحسن بن يحيى الخشني قال: نا زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: ... الحديث.

وأخرجه الطبراني من نفس الطريق عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالت:

(( كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه )).

قال الطبراني عقبه: "لا يروى عن أبي الدرداء عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: زيد بن واقد".

قلت -منير الإبرهيمي-:

ومدار الحديث على "الحسن بن يحيى الخشني" وهو منكر الحديث؛
 قال فيه الذهبي "وهاه جماعة".
وقال ابن حجر في "التقريب": "صدوق كثير الغلط".
فعلى هذا فالحديث إسناده شديد الضعف.

ويغني عنه الحديث الذي عند "مسلم" في "صحيحه" برقم (746) (139) :
من طريق سعد بن هشام بن عامر عنها في حديث مطول -قالت فيه-:

(( إن خلق نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان القرآن )).

"وفي الصحيح غنية عن الضعيف "

هذا ما يسر الله جمعه بالنسبة لهذه الزيادة
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

خَرَّجَهُ -حامدا ومصليا-:
منير الإبراهيمي -أبو عبد الله-
عفى الله عنه بمنه وكرمه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.