الاثنين، 27 يوليو 2020

الفرق بين الرواية والشهادة.


قال الإمام القرافي رحمه الله في الفروق نقلا عن المازري في شرح البرهان:

 ( الشهادة والرواية خبران، غير أن المخبَر عنه إن كان أمراً عاماً لايختص بمعين فهو الرواية، كقوله صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات" و "الشفعة فيما لا يقسم" لايختص بشخص معيّن، بل ذلك على جميع الخلق في جميع الأعصار والأمصار، بخلاف قول العدل عند الحاكم:"لهذا عند هذا دينار" إلزام لمعيّن لا يتعداه إلى غيره فهذا هو الشهادة المحضة، والأول هو الرواية المحضة، ثم تجتمع الشوائب بعد ذلك.)


ثم قال: (وحينئذ نقول: الخبر ثلاثة أقسام:


-رواية محضة: كالأحاديث النبوية.


-وشهادة محضة: كإخبار الشهود عن الحقوق على المعيّنين عند الحاكم.


-ومركّب من الشهادة والرواية، وله صور:

أحدها: الإخبار عن رؤية هلال رمضان من جهة أن الصوم لايختص بشخص معين بل عام على جميع أهل المصر أو أهل الآفاق... فهو من هذا الوجه رواية؛ لعدم الاختصاص بمعيّن؛ وعموم الحكم، ومن جهة أنه حكم يختص بهذا العام دون ما قبله ومابعده... صار فيه خصوص وعدم عموم فأشبه الشهادة، وحصل الشبهان فجرى الخلاف وأمكن ترجيح أحد الشبهين على الآخر، واتجه الفقه في المذهبين، فإن عضّد أحد الشبهين حديث أو قياس تعيّن المصير إليه. )


[ الفروق ١/ ٧٦-٧٨ ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.