السبت، 2 مايو 2020

إضاءات رمضانية (5)



أريده إماما وهو يأبى إلا أن يكون مأموما.
كثر مؤخرا الكلام حول جواز الائتمام بالآلات، ولست هنا بصدد تأصيل المنع أو الجواز، ولكن وجدت أن الكثير من الناس في بيوتهم أدركوا أن الإمامة في البيت كشفت عن ضعف في المؤهلات لقيادة البيت، ووقع بسب ذلك الكثير من الآباء في موقف حرج أمام الأهل والأولاد، فالمحفوظ قليل إن كان ، والقليل هذا لا يكاد يبين، ففضل أن يبقى مأموما ولو لآلة بدل أن يخوض تجربة الإمامة ولو لمرة، وهذا يوقفك على أمرين: أولهما مراجعة المناهج التعليمية التي فرغت من أمور الديانة إلا قليلا حتى أصبح الكثير من المتخرجين قد يحسنون الكثير من الفنون لكن يجهلون فروض الأعيان وقراءة أم القرآن. والثاني: أن ولي أمر البيت قد رضي وألف من زمان الهروب والتخلي عن وظيفة الإمامة بما تحمله من معاني القدوة والمربي، فصعب عليه استعادة المكان والمكانة، وأنت تعلم أن الأمة مجموعة بيوت، وإذا كان أرباب البيوت يفضلون البقاء بعيدا عن ذاك المنصب نتج عنه أن الأمة أيضا بعيدة عن منصب إمامة الأرض، فهل يعي أولياء أمور البيت هذا ويواجهون واقعهم بشجاعة وصبر وصدق فيسدوا الخلل ويكملوا النقص عسى أن يكون ذلك بداية لاستعادة الأمة لمكانها ومكانتها أم سيبقون بعيدا كما كانوا؟. الله الهادي.

محبكم أحمد مغراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.