الأحد، 22 أبريل 2018

التغافل عن زلة الأخ.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:


فإن التغافل عن الزلات من الصفات الفاضلة الممدوحة.


-والتغافل هو الإعراض عن أمر سيء صدر من أخ أو غيره تجاهك وأنت تعرض عنه وكأنك لم تسمعه.


-والتغافل عن أخطاء الآخرين خلق كريم وهو من فعل الكرام.

يروى عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال:

"ما زال التغافل من فعل الكرام"

وروي عن سفيان رحمه الله أنه قال : "مازال التغافل من شِيَم الكرماء ".


قال تعالى :

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ]

قال الإمام القرطبي:

"قال الحسن: ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض"١.اهـ


قال الحافظ المزي:

"ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:

ما ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻣﻦ ﺃﺭﻗﻰ ﺷﻴﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ"٢.


ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺠﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻻﻥ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻜﻞ ﺯﻟﺔ ﻭﺧﻄﻴﺌﺔ ﺗﻌﺐ ﻭﺃﺗﻌﺐ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ


ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺟﺮﺍﻧﻪ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : "ﺗﺴﻌﺔﺃﻋﺸﺎﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ".اهـ


فينبغي للمسلم أن يتحلى بهذه الصفة الطيبة


وأن يتغافل عن اساءة إخوانه إليه ، ويعفو ويصفح عنهم.


ـــــــــ

١- في تفسيره(١٨/١٨٨).

٢- في التهذيب (١٩/٢٣٠).


كتبه/بدر بن محمد البدرالعنزي

-حفظه الله-

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١٤٣٦/١٠/٥ه‍

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.