الاثنين، 9 أبريل 2018

خمسة وعشرون قصة غير ثابته وليست صحيحه، الشيخ المحدث سعد بن ضيدان السبيعي حفظه الله



الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد:

فهذه خمسة وعشرون قصة غير ثابته وليست صحيحه، ذكرها شيخنا المحدث سعد بن ضيدان السبيعي حفظه الله ، وهي شائعة على ألسنة الوعاظ وبعض الدعاة والعامة.

وقد يسر الله لي جمعها وتنقيحها وكتابتها ، سائلاً المولى أن ينفع بها القارئ والناشر.


١/ قصة أن عمر دفن ابنته في الجاهلية لا أصل لها ولم يذكرها المتقدمون من أهل العلم بالتاريخ!”

بل حتى وأد البنات لم ينتشر في بني عدي في الجاهلية.

قال ابن حجر في الإصابة:

" ووأد البنات لم يكن من عادة عمر في الجاهلية" انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وعن أبيها ٥٨٢/٧

وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال : ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، ولهذا فهي أكبر بنات عمرولم يئدها ، فلماذا يئد من هي أصغر منها؟


٢/ أن عثمان يوم تولى الخلافة صعد المنبر ليخطب بالناس فارتُج عليه. تُذكر في كتب الأدب ولا أصل لها!”

ذكرها ابن عبدربه الأندلسي

صاحب كتاب " العقد الفريد " ؛ وهو كتاب في طُرف الأخبار والحكايات والنوادر ،

ولا يهتم بسند الخبر أو صحته . والنص الذي يشير إليه أخرجه

ابن سعد في الطبقات الكبرى ( 3/62) من طريق الواقدي المتروك ). ولايصح.


٣/ أن علياً قاتل الجن بذي الحليفة فالعامة تسميها(أبيار علي)لاأصل لها وعلي أشجع من أن تثبت الجن لقتاله قاله ابن تيمية!”

ونص كلام شيخ الإسلام:

(ذو الحليفة هي أبعد المواقيت بينها و بين مكة عشر مراحل أو أقل أو اكثر بحسب اختلاف الطرق فإن منها الى مكة عدة طرق و تسمى و ادي العقيق و مسجدها يسمي مسجد الشجرة و فيها بئر تسميها جهال العامة بئر على لظنهم أن عليا قاتل الجن بها و هو كذب فإن الجن لم يقاتلهم أحد من الصحابة و علي أرفع قدرا من أن يثبت الجن لقتاله و لا فضيلة لهذا البئر و لا مذمة و لا يستحب أن يرمي بها حجرا و لا غيره...)26/99


٤/ رحيل بلال إلى المدينة بعد أن رأى النبي في المنام وقال له(مالك جفوتنا) فسافر إلى المدينة ، ثم دخلها ولم يؤذن أحد فأذن وبكى.... القصة.

باطلة يُستدل بها على جواز شد الرحال إلي القبر!”

ولم يرو خبر رجوعه إلى المدينة.

قال ابن حجر في " الإصابة " : ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام .

و ليس صحيحا أيضاً أنه تمرّغ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن هذا من هدي الصحابة ولا كان من أفعالهم رضي الله عنهم .

وقد أورد الذهبي قصة رؤيا بلال للنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء فيها ، ومجيئه إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب الحسن والحسين رضي الله عنهما منه أن يُؤذِّن ... ثم ضعّفها الإمام الذهبي بقوله : إسناده لين ، وهو منكر .


٥/ قصة أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال عن أهلها هم مع من غلب ونساؤهم لعب ويجمعهم الطبل..الخ لا أصل لها!”

ولم يرد بعد البحث في كتب السير والتاريخ على من نسب هذه المقولة من وجه ثابت إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه.

بل ثبت في كتب السير: أن أهل مصر كانوا يحبون عَمرا رضي الله عنه، وقد طلبوا من عثمان أن يرده إليهم .

وثبت كذلك أن عَمرا كان يحب مصر، وقد طلب من معاوية رضي الله عنه أن يوليه عليها، وقد ولاه عليها حتى توفي بها.


٦/ كتاب عمر إلى نهر النيل(من أمير المؤمنين إلى نهر النيل إن كنت تجري بأمرالله وإلا فلاتجري).

رواهاابن الحكم في فتوح مصر ولاتصح”

والقصة جاءت أسناديها من طريق ابن لهيعة.

وهي باطلة واهية لعلتين: بالتدليس والطعن في ابن لهيعة، وبرواية شيخه عن مجهول مبهم. فهي من منكرات ابن لهيعة التي يطول ذكرها.


٧/ قصة الرجل الذي قتل آخر فكفله أبو ذر على أن يرجع بعد ثلاث ليال فتأخر فأراد عمر قتل أبي ذر،

قصة باطله والكفالة لاتصح في الحدود!”

ذكرها الإتليدي في كتابه ثم قال:

قال القاضي شرف الدين حسين بن ريان. وبينهما 400 سنة!!

قال القاضي شرف الدين حسين بن ريان : قال أغرب ما سمعته من الأخبار، وأعجب ما سمعته عن الأخيار...ثم ذكر القصة.

وبينه وبين الصحابة 700 سنة تقريبا دون أن يذكر رجلا واحدا ممن روى عنه.

وهذا دليل بطلانها.


٨/ قصة القبطي لما سبق عبدالله بن عمرو بن العاص فضربه فاشتكى إلى عمر بن الخطاب فقال:اضرب ابن الأكرمين ، منذ متى اسعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً.

ذكرها الكاندهلوي في حياة الصحابة ولاتصح!”

وأخرجَها ابن عبد الحكم في كتاب فتوح مصر وأخبارها، فقال: حُدِّثنا عن أبي عبدة، عن ثابت البُناني، وحُميد، عن أنس..فذكر القصّة.

قلتُ: وهذا سند ضعيف؛ أبو عبدة هو: يوسف بن عبدة البصري العتكي، ضعيف، قال فيه الإمام أحمد: "له أحاديث مناكير عن حُميد وثابت"، ينظر تهذيب التهذيب (1/366).

والسّند مع ذلك منقطع، فالواسطة بين ابن عبد الحكم وأبي عبدة غير معروفة، والله أعلم.


٩/ قصة أبومعلق التاجر الذي عرض له سارق فهم بقتله فصلى ركعتين ودعا في سجوده( ياودود ياردود ياذا العرش المجيد.... يامغيث أغثني يامغيث أغثني يامغيث أغثني) فنزل ملك من السماء الرابعة فقتل السارق.

رواها ابن أبي الدنيا في مجابي الدعاء وفي الهواتف، ولاتصح!”

والظاهر أن جميع طرق هذه القصة تدور على الكلبي المجهول.

فقد رواها :

== مرة عن الحسن عن أنس

== ومرة عن أبي صالح عن أنس

== ومرة عن الحسن عن أبي بن كعب

وهذا الكلبي مجهول ، وليس هو صاحب التفسير كما ورد في الأسانيد السابقة

وكما يلاحظ ، فقد اضطرب فيها

فالقصة ليست بثابتة والعلم عند الله.


١٠/ الرجل الذي ينام وليس في قلبه غل وحقد على مسلم وقال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم :يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ثلاث ليال متتابعه ، فيدخل والماء يقطر منه من الوضوء ، ثم تبعه عبدالله بن عمرو بن العاص (ح).

الحديث رواه أحمد من حديث معمر عن الزهري عن أنس، وضعفه الكناني وابن حجر.

والحديث معلول بجهالة الواسطة بين الزهري وأنس رضي الله عنه .


١١/ قصة كسر عمر لضلع فاطمة واسقاطه لحملها!! وهذا من وضع الرافضة.

قاتل الله الرفضة ألا يعلمون أنهم بهذا يطعنون بعلي أكثر من عمر؟!”

وهذه الرواية ذكرها أية الشيطان نعمة الله الجزائرى فى كتابه ( الأنعام النورانية ) و هو أحد أعلام الشيعة الأثنى عشرية حيث زعم هذة القصة الواهنة. قاتله الله.


١٢/ أن عائشة حملت وأسقطت حملها ، وكنيتها أم عبدالله.

وهذا لا يصح قاله ابن حجر والصحيح أن نبينا أمرها أن تتكنى بعبدالله بن الزبير!”

فعن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت :

يانبي الله ، الا تكنيني ؟ فقال : اكتني بابنك ، يعني عبد الله بن الزبير ، فكانت تكنى أم عبد الله.

رواه أحمد , وابن ماجة , وغيرهما ووصححه الألباني رحمه الله تعالى .


١٣/ أن أبامسلم الخولاني ألقاه مسيلمة الكذاب وقيل الأسود العنسي دجال اليمن ، في النار فلم تضره وأن عمر رأه وقبل رأسه وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل .... القصة.

سندها منقطع قاله الذهبي. وأبو مسلم تابعي.

رواه عبد الوهاب بن نجدة ، وهو ثقة ، عن إسماعيل لكن شرحبيل أرسل الحكاية .


١٤/ قصة إسلام حمزة وضربه لأبي جهل لما أذى النبي صلى الله عليه وسلم وقوله(أتشتمه وأنا على دينه).

رواها ابن سعد والطبراني وهي مرسلة لا تصح!”


١٥/ قصة لحوق(سراقة بن مالك)بنبينا في حادثة الهجرة في صحيح مسلم،أما أنه وعده (بسواري كسرى)من مراسيل الحسن فلا تصح.

وجاءت في كتاب الاستيعاب لابن عبدالبر ( 1 - 174 ) بسند ضعيف عن الحسن البصري.

والحسن البصري لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

ومراسيلة ضعيفه كما قال الذهبي في المصطلح.


١٦/ قصة أن الصحابة استقبلوا نبينا في المدينة بنشيد(طلع البدر علينا).

رواها البيهقي وسندها معضل.

وقد أعل العلامة ابنُ القيم أصل القصة التي تروي أن ذلك كان عند مقدمه من مكة إلى المدينة ، فقال : " هو وهم ظاهر ؛ لأن "ثنيات الوادع" إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " انتهى . "زاد المعاد" (3/551)

ولهذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك " انتهى."فتح الباري" (7/262).


١٧/ قصة تنصر عبيدالله بن جحش زوج أم حبيبة بالحبشة رواها ابن إسحاق وابن سعد والبيهقي والطبري رالحاكم.

وقال الذهبي في السير عن القصة : (منكرة). وذلك لعدة أمور:

أ: أنها لم تُروَ بسند صحيح متصل.

ب: أن الروايات الصحيحة في زواجه صلى الله عليه وسلم بأم حبيبة لم تذكر ردة زوجها السابق.

جـ: أنه يبعد أن يرتد أحد السابقين الأولين للإسلام عن دينه، وهو ممن هاجر فراراً بدينه مع زوجه.

د: في حوار هرقل مع أبي سفيان وكان إذ ذاك مشركاً أنه سأله ـ ضمن سؤالاته ـ: «هل يرتد أحدٌ منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فأجاب أبو سفيان: لا». ولو كان عبيد الله قد تنصّر لوجدها أبو سفيان فرصة للنيل من النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته.


١٨/ قصة إسلام عمر وضربه لأخته وقراءته لسورة طه!رواها ابن إسحاق وابن سعد والبيهقي في دلائل النبوة ورواها ابن عساكر والدارقطني.

وجاءت من تسعة طرق وكل طرقها لايصح منها شيء.

وفضلًا عن ضعف سند القصة، ففي المتن اضطراب، فمرة أن قريشًا بعثته، وفي أخرى أنه خرج ابتداءً، وفي بعضها أنه قرأ وكان كاتبًا (عن أنس عند ابن سعد والدارقطني) وفي أخرى " حتى دعا قارئًا فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب " (مرسل الزهري).

وفي بعض الروايات أن السورة التي قرأها عمر كانت (طه) (عند ابن إسحاق، وحديث أنس) وفي البعض الآخر أن السورة كانت (الحديد) (البزار عن أسلم) وسورة الحديد مدنية.

وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يسبق شيئًا من الروايات عن قصة إسلمه رضي الله عنه.


١٩/ هجرة عمر إلى المدينة علانية وقد تقلد سيفعه ثم برز لقريش ثم قال:

(شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس من أراد ان تثكله أمه ويؤتم ولده، وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي ) رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وابن الأثير في أسد الغابة. ولاتصح وإسنادها ضعيف لوجود بعض المجاهيل في السند < العثماني والأيلي فضلا عن أبيه >. وروى ابن إسحاق أنه هاجر سرا،وصححه ابن حجر!”


٢٠/ قصيدة كعب بن زهير:بانت سعاد فقلبي اليوم متبول.وأنه ألقاها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه النبي بردته.

رواها ابن إسحاق والحاكم قال العراقي:رويناها من طرق لايصح منها شيء.

وردت بأسانيد لا تخلو من مقال ، عند البيهقي وابن إسحاق ، وغالبها منقطع.

ورواها ابن حجر في نتائج الأفكار وهو غريب تفرد به إبراهيم بن المنذر. وكل طرقه لاتصح ومنكره، ولايصح إهداء الرسول له بردته.


٢١/ تترس علي باب الحصن لما ضربه يهودي وأسقط تُرسه في خيبر!

لا تصح.

قال ابن إسحاق -رحمه الله: "حدثني عبد الله بن الحسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حين بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطاح تُرسه من يده، فتناول -رضي الله عنه- بابًا كان عند الحصن فترّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفرٍ سبعة معي، أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه".


قال الحافظ الذهبي: "رواه البكّائي عن ابن إسحاق عن أبي رافع منقطعًا".


وأورده تلميذه الحافظ ابن كثير-رحمه الله- في "البداية والنهاية" وقال: "وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر".


٢٢/ قتل أبي عبيدة عامر بن الجراح لأبيه في أحد.لاتصح رواها الحاكم والبيهقي والطبراني بسند منقطع. وذُكر أن أباه مات قبل الإسلام.

وإسناد القصة ضعيف لأن فيه عبدالله بن شوذب وهو من أتباع التابعين.


٢٣/ قصة مص مالك بن سنان لدم نبينا في معركة أحد.

رواها ابن إسحاق بسند منقطع قاله الذهبي في تاريخه.

وأخرجها ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، والطبراني والحاكم وغيرهم.

وقال ابن الملقن في البدر المنير: فيه مجاهيل لا أعرفهم.

وجاء من طرق أخرى واهية ومتن منكر كما عند الطبراني، وكل طرق القصة لايصح منها شيء والله أعلم.


٢٤/ قصة هند بن عتبة يوم أحد أنها بقرت بطن حمزة بن عبدالمطلب وأخذت كبدة فلاكتها...(ح).

الحديث لايصح.

والقصة رواها أحمد في مسنده بإسناد ضعيف منقطع ، ورواها البيهقي بسند ضعيف ، وذكرها الواقدي في مغازيه وقد قال عنه إسحاق بن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث.


٢٥/ قصة وصف حسان بن ثابت بالجبن،لاتصح من جهة إسنادها.

وكان شاعراً يهجو الكفار فلو كان جبانا لهجي به قاله ابن عبدالبر.

وكل الأحاديث الواردة بوصف حسان بالجبن ضعيفة وباطلة ومنها:

أ:ماذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق ، ضعيف جداً ومعلول.

ب:ما أخرجه أبو يعلى في مسنده من وصف حسان بالجبن موضوع.

جـ: ما أخرجه الواقدي في مغازيه كذب. والواقدي قال عنه أحمد بن حنبل : كذاب.

د:ماذكره المؤرخون هو اعتماد على روايات باطلة ومنكرة لم يثبت منها شيء.


تمت والحمدلله رب العالمين.


وكتبها وحققها وجمعها/

الفقير إلى عفو ربه

معجب بن غانم القحطاني

السبت ١٤٣٦/٧/٧هـ

محافظة رماح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.