السبت، 8 أبريل 2017

الإفادة بمقال : لماذا ابن تيمية بالذات؟

بسم الله..

               ** الإفادة بمقال :

       ( لماذا ابن تيمية بالذات ؟ )
          للدكتور جعفر إدريس.

    
     من نعم الله تعالى على هذه الأمة المحمدية كثرة علمائها الذين حفظ الله بهم دينها.. ، إلا أنه من بين هؤلاء العلماء الأجلاء من تميزوا عن غيرهم بصفات جليلة .. ، ومقامات عظيمة ..، و (من) هؤلاء شيخ الإسلام 1 ابن تيمية 2 - عليه رحمة رب البرية - ، ولذا لا يستغني عن النظر في علمه صاحب سنة وحديث.. ، بل عموم من يشتغل بالدعوة والفكر والمعرفة يرجعون إليه بغض النظر - هنا - عن مشاربهم ومدى صحة فهمهم لكلامه ووضعه في محاله (؟!) ..، وليس القصد الدعوة إلى حصر الأنظار في علوم هذا الإمام.. ففرق بين الحصر والتقديم ..فتأمل.

    فكثرة الرجوع إليه بسبب ما حباه الله إياه من تدقيق وتحقيق على وفق المنهج العتيق.. ، ولاشتهاره - رحمه الله - بنصرة مذهب السلف الصالح.. ، وفي ذلك يقول العلامة المقريزي - رحمه الله - :" ..إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة ، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ، فتصدى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة ، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة ، وعلى الصوفية " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 4/192.

      ومع هذا فأقول تذكيرا وتأكيدا " كل يؤخد من قوله ويرد " ... ، مع الالتفات إلى الفرق بين ( التعصب)  و ( الصلابة ) ..فتذكر ولا تتنكر..

     فمقتضى العدل والإنصاف : الاعتراف بالمكانة العلية لهذا الإمام ضمن زمرة العلماء والأئمة والمتشرعة في الاعتقاد ، والفقه ، و السلوك ، والتأصيل والتنزيل ، و في الرواية ، والدراية ، والهداية ، والتزكية ، والتربية ، والنصرة ، والمدافعة بأنواعها .. ، مع استبصاره - رحمه الله بواقعه ، ومعرفته بزمانه.. ،  وإحكامه لذلك علما وحدا ومقدارا.. ، مع ضرورة استحضارنا لمسألة توفر الشروط وزوال الموانع في عموم ذلك فيما يخص حاله ومحله ليصح منا الاقتداء.. ونتجنب مجرد الاندفاع .. والبلاء.

    وأختم بقولة العلامة الشوكاني - رحمه الله - في حق هذا الإمام حيث قال :" هو الإمام المحيط بمذهب سلف الأمة وخلفها " شرح الصدور بتحريم رفع القبور ص : 38.

     وبهذه المناسبة أحببت الإفادة بمقال مختصر نافع في بابه للدكتور جعفر إدريس بعنوان : ( لماذا ابن تيمية بالذات ؟ ) .

    كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -

       وإليكم المقال :

      ** لماذا ابن تيمية بالذات ؟

      للدكتور جعفر شيخ إدريس

      ميزة الشيخ أنه سلط ما حباه الله به من أنوار الرسالة المحمدية، وما منحه من مواهب فطرية، وما حلاه به من فضائل خُلقية على مشكلات عصره الواقعية والعلمية، فكان قوله في معظمها هو القول الفصل الذي يشهد له صحيح الأدلة النقلية، وصريح الحجج العقلية، مع وضوح الصياغة البيانية ، وجمال القيم الخلقية العلمية.

   من المفكرين الإسلاميين الذين سبقوا شيخ الإسلام ابن تيمية أو عاصروه من كان ذا معرفة واسعة بالفكر الفلسفي وما اتصل به آنذاك من علوم رياضية وطبيعية وكيماوية وفلكية ومنطقية وغير ذلك، لكن بضاعتهم في العلوم الشرعية كانت مزجاة، لذلك تأثروا بكثير من نواحي الفكر اليوناني المخالفة للإسلام، بل إن منهم من جعل هذا الفكر أساساً له، وحاول أن يفسر الإسلام في نطاقه، فجره هذا إلى إنكار بعض أصول الدين أو تأويلها تأويلاً تعطيلياً.

    ومنهم من كان ذا معرفة جيدة بالعلوم الشرعية من لغة وتفسير وحديث وفقه وأصول فقه، لكنه يجهل العلوم الفلسفية والكلامية وما اتصل بها جهلاً كاملاً، لذلك لم يستطع أن ينقدها، أو يبين زيفها ويقي الناس شرها.

    بل إن من هؤلاء العلماء الأفاضل من كان سبب فتنة لبعض الناس لأنه لم يميز بين ما في الفكر اليوناني من حقائق يؤيدها الدليل العقلي أو الحسي، وما فيه من عقائد فاسدة، وآراء باطلة ولا سيما في مسائل الإلهيات، فحكموا على الجميع بالبطلان ومخالفة الإسلام.

   وفي أمثال هؤلاء العلماء يقول أبو حامد الغزالي: "ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية، لا يبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها ويتحقق أدلتها... إذا قيل له إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيها وإنما يسترب في الشرع. وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقه، وهو كما قيل : عدو عاقل خير من صديق جاهل"[تهافت الفلاسفة، دار المعارف، ص 80]

    ومنهم من جمع بين الاطلاع الواسع على هذه العلوم وكان مع ذلك من علماء الشريعة المرموقين، لكن علمه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبأقوال السلف كان قليلاً. بل لم يميز بين صحيح الأحاديث والآثار وضعيفها. ولم يكن فهمه لمسائل العقيدة هو الفهم السلفي الصحيح الذي تدل عليه النصوص والآثار.

   ومنهم من تفرغ للعبادة والذكر والاهتمام بأحوال القلوب ومقومات السلوك، ولم يُرد أن يشغل نفسه بالأمور العامة، ولا سيما مجادلة أهل الباطل.

     أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أعطاه الله تعالى نصيباً وافراً من كل خير أعطاه لهؤلاء المفكرين والعلماء، فقد كان رحمه الله رجلاً حاد الذكاء، سريع القراءة والكتابة والفهم. وكان بحراً في علوم القرآن والسنة، ذا اطلاع واسع على آثار الصحابة وما جاء بعدهم من الأئمة، متضلعاً في العلوم العربية حتى قيل إنه استدرك عدة مسائل على سيبويه، مطلعاً على أصول الفقه وفروعه وأقوال المذاهب اطلاع العالم المختص.

    وكان ذا معرفة دقيقة بالمذاهب الكلامية وأقوال الفرق، حتى لقد قال هو عن نفسه إنه جادل الفلاسفة وعمره أربعة عشر عاماً! وكان عالماً بعقائد اليهود والنصارى ومذاهبهم، غواصاً في علوم عصره الرياضية والطبيعية والفلكية والتاريخية.

  وكان إلى جانب هذا العلم الواسع وذاك الذكاء الخارق، رجل عبادة وزهد، وكان مع عبادته وزهده ذا اهتمام كبير بقضايا عصره العملية والعلمية، السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والاعتقادية والتربوية وما شئت من قضايا. وكان مع جهاده بالقلم واللسان مجاهداً بالسيف والسنان.

            إنتهى مقال الدكتور ..

   والله المستعان ..

...................

1. أنظر في لقب ( شيخ الإسلام ) وعلى من يطلق مقدمة الجواهر والدرر للحافظ السخاوي - رحمه الله -  ، و الفوائد البهية للكنوي - رحمه الله - 241- 242.

        * فائدة :
   قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :" .. وهذا اللقب ( شيخ الإسلام)  له إطلاقات ثلاثة :

  الإطلاق الأول : يطلق على من عظم مقامه في الإسلام في العلم والإيمان ، مثل : الموفق ، وابن تيمية ، في الحنابلة .

  الإطلاق الثاني : في الدولة العثمانية ، كان يطلق في زمن الجراكسة على من ولي القضاء : ( قاضي القضاة)  . وكان آخر من تولى ذلك في مصر من الحنابلة : أحمد بن عبد العزيز الفتوحي.
  وكان من ولي الفتيا في تونس يطلق عليه : ( شيخ الإسلام)  . منهم : شيخ الإسلام بيروم.

  الإطلاق الثالث : إطلاقه تساهلا للتكثر ، وهذا كثير " المدخل المفصل 1/ 205.

2. قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :" لا نعرف في علماء الإسلام من فاقت شهرته بهذا اللقب بحيث ينصرف إليه ، ولو لم يقرن باسمه  سوى : شيخ الإسلام ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحنبلي السلفي المجتهد المطلق م سنة 728 هجرية - رحمه الله تعالى - ، وقد جفا في حقه أقوام على تتابع القرون سيرا في خط المقاومة الخلفية للعقيدة السلفية ، فكفروا من لقبه بشيخ الإسلام ، حتى ألف الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي كتابه النافع العظيم ( الرد الوافر على من زعم أن من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام فهو كافر)  فساق فيه من أقوال أهل المذاهب والفرق من لقبه بذلك ، وقد أبطل الله مناوآتهم ، وكشف سريرتهم ، ورفع شأن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ، وكان أرأس المجتهدين في القرون بعد .. " معجم المناهي اللفظية ص : 321.

  أعدها :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.