الأربعاء، 12 أبريل 2017

قصة مالك بن دينار مع اليهودي وقذارته. وسهل التستري مع المجوسي.

نماذج مضيئة للصبر على أذى الجار.

1- يُروى أن مالك بن دينار - رحمه الله تعالى - كان له جار يهودي، فحول اليهودي مستحمه إلى جدار البيت الذي فيه مالك، وكان الجدار متهدِّمًا، فكانت تدخل منه النجاسة، ومالك ينظف البيت كلَّ يوم ولم يقل شيئًا، وأقام على ذلك مدة وهو صابر على الأذى، فضاق صدر اليهودي من كثرة صبره على هذه المشقة، فقال له: يا مالك، آذيتك كثيرًا وأنت صابر، ولم تخبرني، فقال مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورِّثه))، فندِم اليهودي وأسلم؛ "الإحياء" (2/ 213).



2- وحدَثت هذه القصة أيضًا مع سهل بن عبدالله التستري - رحمه الله - فقد كان له جار مجوسي، وكان في نفس البيت في الطابق الأعلى، فانفتَحت فتحة في كنيف المجوسي، فكان يقع منها الأذى في دار سهل، فكان يضع كل يوم الجفنة تحت الفتحة، فينزل فيها الأذى، ثم يأخذ ذلك بالليل ثم يَطرحه بعيدًا، فمكث - رحمه الله - على هذا الحال زمانا طويلاً إلى أن أتى سهلاً المرَضُ، فاستدعى سهل جاره المجوسي، وقال له: ادخل ذلك البيت وانظر ما فيه فرأى الفتحة والقذر، فقال: ما هذا؟



قال سهل: هذا منذ زمن طويل يسقط من دارك، وأنا أتلقاه بالنهار وأُلقيه بالليل، ولولا أنه حضَرني أجلي ما أخبرتك، وأنا أخاف أن لا تتَّسع أخلاق غيري لذلك، فافعل ما ترى، فقال المجوسي: أيها الشيخ، أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمن طويل، وأنا مقيم على كفري، أيها الشيخ، مد يدك، فأنا أشهد أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم مات سهل - رحمة الله عليه.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/42296/#ixzz4e4nR7hTh

هناك تعليق واحد:

جزاك الله خيرا على تعليقك.