الاثنين، 21 نوفمبر 2016

ما العذر في ترك طلب العلم؟ ترجمة محمد البُرْغاني شيخ شيعي بدأ تعليمه عند بلوغه سن 30.

ذكر هذا الرجل الشيع هنا ليس مدحا  وتصفيقا للشيعة وموافقة لهم إنما هو للإستئناس حتى يفيق طلبة العلم ومن على منوالهم من سباتهم كي تهتز هممهم عند قراءة هذه الترجمة التي تأخر صاحبها في طلب العلوم، ويبدلوا الغالي والنفيس في طلب العلم مهما كانت قدراتهم أو أعمارهم.

ترجم الزركلي للعلامة البُرْغاني
(1184 - 1264 هـ )، فقال:
" محمد تقي بن محمد البرغاني أصلا ومولدا، القزويني مسكنا ومدفناً: فقيه إمامي(شيعي). نسبته إلى برغان (من قرى طهران) تعلم واستقر في قزوين.

 من كتبه (عيون الأصول) في أصول الفقه، مجلدان، و (منهج الاجتهاد) في الفقه. كبير، و (مجالس المؤمنين - ط) في الأخبار والمواعظ والتفسير والحديث. اغتاله نفر من البابية وهو يصلي في المسجد ليلا بقزوين” الأعلام 6/ 62-63

هذا العالم الجليل كان يقول: “أنا حجة من حجج الباري –عز وجل- يوم القيامة على طلاب العلوم”.

ثم يشرح ذلك بقوله:
“قد يؤتى يوم القيامة ببعض الطلاب فيقال لهم: “لماذا لم تواصلوا التعلم إلى مراتب عليا في الحياة الدنيا”؟.

“فيعتذرون بالفقر و قلة ذات اليد. فيطلب مني ملائكة الحساب أن أدلي بشهادتي, فأقول : يا رب كنت فقيراً إلى درجة أنني لم أكن أملك من المال بمقدار أن أشتري شيئًا بسيطاً من الزيت لأستضيء به , فكنت آخذ الكتب إلى حمام المدرسة, وأجلس هناك، وأقرأها في مختلف فصول العام, بما فيها فصل الشتاء القارس”.
"ثم يؤتى بطلاب آخرين فيسألونهم عن سبب تخلفهم عن الدراسة فيقولون: “لقد ابتدأنا التعلم متأخرين”.

فيؤتى بي، فأقول: “يا رب أنا بدأت تعلم القراءة والكتابة وعمري ثلاثون عامًا”.

“ثم بأناس آخرين، ويُسْألون كما سُئِل من سبقهم فيقولون: “كانت مشكلتنا أننا لم نزود بذكاء وقّاد، فقد كنّا دون غيرنا في الفهم والإدراك”.

“فيؤتى بي فأقول: يا رب أنا كنت ضعيفاً جداً في الفطنة، فكنت أحتاج إلى مراجعة كل درس ثلاث أو أربع مرّات حتى أُدرك معناه ومغزاه”.

ويضيف: “أنا بدأت الدراسة متأخرًا جدًا، وكنت فقيرًا، لم يكن في الفقر أحد أفقر مني، وقد مضى عليّ برهة لم أقدر على تدبير سراج، فكنت أقرأ على سراج بيت الخلاء، وأما في قلة الحافظة فلم يكن أسوأ منّي. كنت أضل عن بيتي، و أنسى أسماء ولدي، وابتدأت بتعلم حروف التهجي بعد مضيّ ثلاثين سنة من عمري.

وقد بذلت مجهودي حتى منَّ الله تعالى عليّ بما قسم لي، فكيف لا يستطيع من هو أفضل منّي فهمًا، و أكثر غنى، و أحفظ ذاكرةً، أن يواصل تعلّمه حتى يحقق مآربه؟”.
 المصدر: أنت أيضا يمكنك أن تنجح، ص41
منقول.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.