الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

المخطوطات الأندلسية الإسلامية-تراثنا المسجّى ... في مكتبة مدريد الوطنية.

وصلتني من مجموعة عالم الكتب:

((بالله سل خلف بحر الروم عن عرب بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا ))

أرسل لي صديقي علي البغدادي فلسطيني مقيم في الكويت هذه الرسالة عن قصة أندلسية حديثة مبكية:

”أرسل لي الأستاذ سليم بن عمارة من أسبانيا اليوم المقال التالي:

تراثنا المسجّى ... في مكتبة مدريد الوطنية

زرت مدريد الأسبوع الماضي ....وقد بلغني أنّ مكتبتها الوطنية المركزية قد رفعت الحظر عن عدد كبير من المخطوطات الأندلسية الإسلامية القديمة بعد ترميمها والتي يزيد عمرها عشرة قرون ، وصلت مبنى المكتبة الوطنية وهو صرح أوروبي عظيم من القرن السابع عشر يتربع على ١٢٠ألف متر مربع بطوابق سبعة وبهوّ ضخم يتوسط حديقة جميلة تعود بك إلى "مجرى الجليد " الأسم الذي أطلقه الفاتحون الأوائل على "مدريد " لما أسسوها ولم تكن قبل ذلك شيئا مذكورا.

إنطلقت إلى قسم المخطوط العربي لأطلع على هذه الثروة الإنسانية الغالية عشرات الآلاف من أمهات الكتب في الفقه والحديث والتفسير والتصوف والسير والتاريخ والطبّ والصيدلة وعلم الفلك وكذا أخبار البلدان والهندسة والحساب . يعنى هذا الجناح الكبير بعناية خاصة ولا يدخل له إلا ببطاقة باحث تمنح بعد ملف يقدم . 

فهرسة المخطوطات العربية مجموعة في مجلدات كبيرة باللغة الإسبانية أغلبها وعناوين المخطوطات بالعربية واللغة العجمية وهي لغة إسبانية بحرف عربي استعملها المورسكيون في القرن الأخير للوجود الإسباني بإسبانيا . كنز عظيم من المعرفة باللغة الضاد يتربع محبوساً في هذه الديار لا يعرف من حوله من الإسبان ولا يعرف عنه الإسبان شيئ غربة بعضها فوق بعض . 

يجلس الباحث ليختار من مجلد الفهارس ما يريد من مخطوط؛ إن كان في القائمة المرخصة للإطلاع ويكتب إسمه على بطاقة طلب صغيرة ، واستمارة كبيرة يكتب فيها رقم بطاقته وإسمه واسم المخطوط وكاتبه ،تسجل هذه الطلبات في آلة راقمةحديثة ، ترسل الطلب لقاعات الحفظ الخاصة بالمخطوطات ؛ وماهي إلا دقائق وتأتي السيدة المكلفة بإحضار المخطوط الأصلي في عربة خاصة ملفوفا في قماش أبيض جميل ، ملفوفا بعناية كأنه كفنٌ أنيق لميتٍّ فارق الحياة وينتظر البعث .

يفوح بعبق التاريخ وعبير الماضي البعيد ...

للباحث الحق في طلب 3 مخطوطات للإطلاع عليها في اليوم الواحد طلبت : مخطوط تفسير غريب القرآن (في علوم القرآن) للإمام أبي محمد عبد الله بن سعيد السلجمي الغرناطي ( ٧٦٥/ ١٣٦٣م ).
منقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.