الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

فقه المجموعات على وسائل التواصل الإجتماعي.

"رسالة جماعية"

رسالة قيمة ورائعة أنصح بقرأتها للنهاية

"فقه المجموعات" (1)
د. عبدالرحمن الخميسي.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فبقدر ما أنا معجب بالواتس بقدر ما أنا مستاء منه، وقد مكثت فترة طويلة لا أعلم عنه شيئاً حتى دلني عليه أحد الدعاة فولجت فيه فوجدت فيه عالماً آخر وفوائد ونوادر قل أن تجدها في غيره ووجدت له أضرارا أيضاً مما دفعني أن أنشر عنه مقالاً بعنوان "إعلام الناس بفوائد وأضرار الواتس" كان له اصداء طيبة بحمد الله تعالى، وهذا الامر دفع بعض الناس ً إلى أن يطلق على الواتس وما فيه من عوالم مختلفة اسم (جامعة الواتس) وأنا أقول إن اسم جامعة قليلة في حقه، بل حقه أن يطلق عليه (عالم الواتس) ولذلك لا أنكر إعجابي به الشديد ولا أدل على ذلك من كثرة مشاركاتي فيه حتى لعل البعض يتساءل أليس عند الدكتور عمل غير الواتس؟ وأجيب فأقول: نعم ليس لي في الوقت الراهن عمل خارج المنزل إلا الصلاة في المسجد ثم العودة إلى البيت بحكم الوضع الذي تعيشه البلاد، فلذلك شغلت نفسي بجمع ما استطيع جمعه من الفوائد مما تيسر لي من الكتب القليلة جداً وغيرها مما لازال عالقاً بالذاكرة وأفعل ذلك احتساباً للأجر عند الله حتى ان بعض طلابي علق على كثرة مشاركاتي فقال: منع الدكتور الخميسي من الخطابة والدروس والمحاضرات في المسجد ففتح الله له الواتس يلقي دروسه ومحاضراته فيه على آلاف الناس بدل العشرات وهذا بفضل الله تعالى وحده ومنه وكرمه
ولما كان الواتس بهذه الأهمية فقد فكرت أن أسوغ له فقهاً يتناسب مع روح العصر وقواعد الشريعة الاسلامية حتى ينضبط المستخدمون له بها فيستفيدون منه ويفيدون ويتقون بذلك ضرره وآثامه
وبعد هذه المقدمة اقول لأخواني وأحبابي من له زيادة على ما قلت أو انتقاد أو حذف لشيء منه ونحو ذلك فيفيدنا به مشكوراً ومأجوراً إن شاء الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل.

������������

"فقه المجموعات" (2)
د. عبدالرحمن الخميسي.

المسائل:
1- من ينشئ مجموعة في الواتس فهو صاحب امتيازها ومالكها ومثله كمثل من يصدر مجلة، أو جريدة، أو ينشئ ناديا فيحق له إضافة من يشاء، وحذف من يشاء، وإدخال من يشاء، وإخراج من يشاء.

2- لا يحق لأي صاحب مجموعة أن يضيف شخصاً بغير إذنه وعلمه، فإن أضافه فله الحق أن ينسحب من المجموعة إن شاء باعتذار أو بغيره.

3- ينبغي إذا حذف مدير المجموعة شخصا أن يبين له سبب الحذف مراعاة لشعوره، ومن باب حسن التعامل، والأولى أن يطلب منه على الخاص به المغادرة من تلقاء نفسه، فإن لم يفعل حذفه،الا اذا كان قصده تأديبه معنويا على شدة خطئه فلامانع من حذفه من غير طلب ولا ذكر أسباب.

4- ينبغي أن يضيف صاحب المجموعة الى مجموعته من يفيد الناس أو يستفيد هو منهم لا من يتأذى بوجوده فيها فكرا وخلقا وسلوكا.

5- كل ما ينشر في المجموعة المسئول عنه اثنان ناشره أولا، وصاحب المجموعة ثانيا إذا علم به وأقره.

6- كل من ينشر خبرا أو يعيد نشره من غير حكاية له، أو انتقاد، فله حكم قائله شرعا إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ولا يعفى من المسئولية حتى ولو كتب عليه (منقول).

7- كل صاحب مجموعة يسكت على كلام باطل في مجموعته أو يسكت عن قائله فهو شريك له في الإثم إذا علم بما كتب.

8- إذا وضعت أهداف وشروط للمجموعة فلا ينبغي تجاوز ذلك من أفرادها لأن المسلمين على شروطهم.

9- إذا حصل سوء تفاهم بين اثنين أو أكثر من أفراد المجموعة،  ولم تحل وتفاقم الخلاف فعلى مدير المجموعة التدخل لحسم الخلاف حسب ما يراه وتقتضيه المصلحة.

10- لا مانع من الترويح وذكر الفكاهات والنوادر التي ليس فيها اسفاف ولا كذب.

11- لا ينبغي أن يشارك النساء في مجموعة خاصة بالرجال، والعكس كذلك، لما قد يترتب على ذلك من التعارف الذي يؤدي بدوره ربما إلى الاستلطاف، ثم لعله الغرام والتعلق والافتتان،وقد قيل: والأذن تعشق قبل العين احيانا، وقد حدثتني بعض طالباتي عن مجموعة مختلطة وقع فيها مثل ذلك كثيرا.

12- ينبغي لمدير المجموعة إذا أخطأ شخص فيها خطأ بينا أن يطلب منه التراجع عن الخطأ، والإعتذار، فإن أصر على خطئه فينذره، فإن أصر حذفه.

13- كل من ينشر بدعاً وضلالات، أو عبارات سيئة ومسيئة، أو أخباراً كاذبة، فلا يجوز ابقاؤه في المجموعة لأن في ابقائه رضا وإقرارا بضلالاته وأكاذيبه مالم يتب ويتراجع عنها ويعتذر.

14- من حق أي شخص أن يخفي اسمه في المجموعة،ويرمز له برمز مقبول غير أنه يفوت على نفسه التعارف مع إخوانه في المجموعة وقد يعرضه ذلك لعدم إنزاله منزلته، أو التطاول عليه ممن لا يعرفه.

15- إذا رمز لاسمه فيجتنب ما لا يجوز منها، أو ما فيه شبهة كمن يرمز  ب (لا إله إلا الله) أو (الله أكبر) أو (لا حول ولا قوة إلا بالله) أو (العزة لله) ونحو ذلك، لأن هذه الرموز تقوم مقام الأسماء ولو قيل لصاحب الرمز: هل أنت العزة لله؟ وهل أنت الله أكبر؟ فما هو جوابه؟
فهذا معنى الرمز عندي والله أعلم فحتى لا يدخل في اشكال من هذا النوع فيتجنب ذلك ويرمز بما لا اشكال ولا شبهة فيه.

17- لا أحب أن يكتب الأخ إسمه بالحروف اللآتينية لأمور منها أنه في مجموعة عربية لا أعجمية، ولأن أكثر من في المجموعة لا يتكلمون الانجليزية فيشق عليهم قراءة الاسم وتهجيه، ولأن فيه مجافاه للغة العربية التي هي لغة القرآن ولغة النبي صلى الله عليه وسلم ولغة أهل الجنة، وأخيراً لأن فيه إنهزامية أمام ثقافة الأعداء.

17- كل من يكتب مقالاً أو يؤلف كتاباً أو يدون خواطر ونحو ذلك وينشرها في المجموعات أو الفيس بوك أو غيرها فحقه فيها مكفول شرعا وقانونا.

18- من وجد مقالا في الواتس أو غيره وأحب أن يعيد نشره فلا يجوز له أن يحذف اسم كاتبه، ولا ان يعدل في فكرته، ومعلوماته إلا بإذن صاحبه فإن لم يجده معزوا لأحد فيكتب عليه (منقول) ولا مانع من تعديل الأخطاء اللغوية والنحوية أو ما ليس مناسبا من الديباجة.

19- كل من نسب إلى نفسه شيئاً من جهد غيره العلمي قاصدا ذلك فهو سارق ومتشبع بما لم يعط.

20- الكذب في الواتس وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى أعظم إثما من الكذب في غيرها لكونه ينتشر في آفاق الأرض بسرعة البرق، والكذب على هذا النحو عقوبة صاحبه في قبره :شرشرة شدقه، ومنخره، وأنفه، وعينه، إلى قفاه حتى تقوم الساعة، أو إلى أن يشاء الله كما في صحيح البخاري.

21- لا يعتبر دليلا شرعيا ولا قانونيا ما يكتب في الواتس أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي ضد أي شخص لإمكانية وسهولة التزوير فيه ما لم يقر به الشخص المنسوب إليه وسائر العقود لها حكم ذلك.

22- كل من شغله الواتس وما في معناه عن الصلاة، أو أي واجب آخر فهو آثم، وكذا إن شغل وقته كله به، أو ضيع عليه ما هو أنفع له في دنياه وآخرته.

23- كره بعض العلماء متابعة الواتس أثناء قراءة القرآن الكريم وهو كما قال لما في ذلك من منافاة لآداب التلاوة التي منها حضور القلبُ والتدبر لآيات القرآن، ولا شك أن من يتابع الواتس أثناء القراءة يكون منشغلا به غير حاضر للقلب ولا متدبر للقرآن الكريم.

24- يستحب استغلال الواتس وأخواته في التعليم والدعوة إلى الله فهو أكثر جمهورا وأوسع انتشارا من المنابر والحلقات، وكل من يفرط في ذلك مع قدرته، وفراغه، وعدم وجود موانع له، فقد فرط في خير كثير وأجر كبير.

25- منافع الواتس أكثر من أضراره وإيجابياته أكثر من سلبياته، فمن انتفع به فقد وفق، ومن وقع في سلبياته فقد أخطأ، ومن تركه كليا بسبب هذه السلبيات فليس بفقيه.

26- حذف أي شخص من المجموعات لخطأ ارتكبه هو عقوبة معنوية له وليست منكرا ولا جريمة في حق الشخص ولا إعانة للشيطان عليه.

27- إذا تاب الشخص الذي أخطأ واعتذر عن خطئه والتزم بعدم معاودة خطئه فلا مانع من إرجاعه ألى المجموعة.

وبالله التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.