الاثنين، 31 أغسطس 2015

تفسير الآية 49 من سورة غافر- ابن عثيمين.

�� رائعة من روائع الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله

قال الله تعالى:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩]

��قالَ الشيخُ رَحِمَهُ الله :تأمل هذهِ الآية من عدةِ وجوه:

��أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم .لأن الله قال لهم :
﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨]
��  فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلاّ بواسطة .
(ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفَّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ)
��ثانياً: أنهم قالوا ( ادعوا ربكم ) ولم يقولوا : ادعوا ربّنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي مايرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا ( ربكم ) .
��ثالثاً: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا ( يُخفّف ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .
��رابعاً: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا ( يوما من العذاب ) يوما واحدا .
��بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل

﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: ٤٥]
45 . أعاذنا الله منها .

��( من كتاب تفسير جزء عمّ للشيخ بن عثيمين رحمه الله  ج١ ص٣٣)

____________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.