ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻬﻢ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺪ ﺳﻠﻒ.

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮﻧﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪ
ﺷﺮﻓﺖ ﺑﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، ﻓﺄﻣﺮ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﺈﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ، ﺫﻛﺮﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﺳﻼﻑ ﻣﻊ
ﻃﻼﺑﻬﻢ ﻓﻘﻠﺖ:
ﻭﻟﻮ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ،
ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻥَّ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻫَﻢَّ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﻃﻠﺒﻪ ﺑﻼ ﻣﻦٍّ ﻭﻻ ﺃﺫﻯ.
ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﺘﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻷﻥ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻄﻠﺐ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻴﻌﻴﻖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻼﻓﻨﺎ ﻳﺤﺒﺴﻮﻥ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﺗﻬﻴﻲﺀ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺤﺮﺍﺱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻭﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﺔ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﻨﻘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪﻳﺔ :
‏( ﺃﻧﻪ ﺗﻠﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﻄﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ
ﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ ﻳﺠﺒﺮﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ
ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ‏).
ﻧﻌﻢ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺤﺘﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ
ﻟﻺﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺑﺄﺣﺪ ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻦ
ﺯﻣﻨﻨﺎ ﺯﻣﻦ ﺇﻥ ﺫﺍﻕ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺎﻉ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﺑﻪ
ﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ
ﻟﻮ ﻓﺮﻏﺖ ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻷﻋﻄﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ.
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ﺳﻴﺠﺪ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻣﻤﻦ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻠﻘﺪ
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺟُﻮﺩﻩ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻭﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻜﻔﻞ ﻭﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻷﻋﻼﻡ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻨَّﺖ ﺑﻤﺜﻠﻬﻢ ﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﻃﻨَّﺖ ﺑﺬﻛﺮﻫﻢ ﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﻫﻢ : ﺣﻤﺎﺩ
ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ، ﻭﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻞ
ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ، ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋُﻠﻴَّﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻳﺮﺳﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺃﻧﺲ" ﻣﺎﺋﺔ
ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﻣﺎﻟﻚ " ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﺍﻟﻠﻴﺚ " ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﺍﻟﻠﻴﺚ " ﻣﺮﺓ ﻟﻠﺤﺞ
ﻗﺪﻡ " ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ "، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﻣﺎﻟﻚ " ﺑﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻃﺐ، ﻓﻮﺿﻊ
ﺍﻹﻣﺎﻡ " ﺍﻟﻠﻴﺚ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﺛﻢ ﺭﺩﻩ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺣﺘﺮﻗﺖ ﻛﺘﺐ "ﺍﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ " ﺃﺣﺪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ " ﺍﻟﻠﻴﺚ"
ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ .
ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻣﻨﺤﺖ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻧﺎﻳﻒ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﺼﺮﻓﻬﺎ ﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻧﺎﻟﺘﻪ ﻭﺷﺮﻓﺖ ﺑﻪ ﺣﺮﺱ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻬﺠﺘﻪ ﻭﺗﺒﺮﻉ ﺑﻬﺎ ﻟﻄﻼﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻃﻠﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﺐ .
ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭَّﺙ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﺎﻻً ﺟﺰﻳﻼً ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ
ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺳﻔﺮﻩ ﻟﺠﻤﻊ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺧﻠﻒ ﻟﻪ ﺛﺮﻭﺓ
ﺿﺨﻤﺔ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﺄﻧﻔﻖ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻟﻤﺎ ﺗﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ ﻭﺭﺣﻼﺗﻪ .
ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤُﻔﺴِّﺮﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳَﺮِﺩُﻩُ ﻣﻦ
ﺭﻳﻊ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﺑﺴﺘﺎﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠَّﻔﻪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ.
ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻧﻲ ﺫﻛﺮ ﻣﺘﺮﺟﻤﻮﻩ ﺃﻥَّ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻗﺪ ﺧﻠَّﻒ ﻟﻪ
ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺃﻧﻔﻖ ﺟُﻠَّﻪ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﺟﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ‏( ﺕ 1067 ‏) ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻔﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ‏( ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺤﻖ ‏) ﻭﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻌﻪ
ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ‏( ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ‏) : "ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻗﺎﻣﺘﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺃﺗﺮﺩﺩ ﺇﻟﻰ
ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﻜﺘﺒﻴﻴﻦ ﻭﺃﺗﺼﻔﺢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ،
ﻓﺄﻟﻬﻤﺖ ﺟﻤﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﻓﺸﺮﻋﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻴﻦ، ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺎﻝ ﻭﺭﺛﺘﻪ ﻓﺎﺑﺘﻌﺖ ﺑﻪ
ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﺖ ﺑﻪ،
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ ‏( 1048ﻫـ ‏) ﻣﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻲ ﻭﺭﺛﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻓﺎﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﻼﺡ ﺣﺎﻟﻲ ﻭﺍﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ،
ﻓﺄﻧﻔﻘﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺐ،
ﻭﺟﻤﻌﺖ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ
ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﺪﺍﺭ
ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﺓ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ "
ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻐﻮﻑ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﻣﻄﺒﻮﻋﻬﺎ ﻭﻣﺨﻄﻮﻃﻬﺎ ﻭﻣﻜﺘﺒﺘﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺼﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ
ﻣﻦ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﺔ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﻤﺔ
ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ‏( ﺃُﺗﻴﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻩ ﺑﻔﺎﺱ ﺗُﻌﺪُّ ﻣﻦ
ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻَّﺔ ﻭﺃﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻠﻪ، ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻔﺎﺋﺲ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺐ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴﻤﻊ
ﺑﻜﺘﺎﺏٍ ﻧﺎﺩﺭ ٍﺣﺘﻰ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻪِ ﺃﻭ ﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺑﺎﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻑ . ﻭﻫﺎ
ﻫﻮ ﻗﺪ ﻧﺰﻝَ ﻣﺼﺮ ﻓﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻭﻧﻮﺍﺩﺭﻫﺎ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ
ﺑﻴﻦ ﺳﻤﻊ ﺩﻭﺭ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻭﺑﺼﺮﻫﺎ، ﺛﻢ ﻏﻔﻠﺖ ﻋﻨﻬﺎ ‏). ﺟﻤﻬﺮﺓ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺷﺎﻛﺮ .
ﻭﻓﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻧﺎﺱ ﺃﻓﺎﺿﻞ ﻭﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺑﺴﺒﺒﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻓﻨﺠﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ !!! ﻭﻛﺬﺍ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺨﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺭﺓ .
ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻥ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﻱ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﻧﻔﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
‏( ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻫَﻞْ ﺃَﺩُﻟُّﻜُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺗِﺠَﺎﺭَﺓٍ ﺗُﻨْﺠِﻴﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋَﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟِﻴﻢٍ ﺗُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ
ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﺗُﺠَﺎﻫِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﺄَﻣْﻮَﺍﻟِﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻧْﻔُﺴِﻜُﻢْ ﺫَﻟِﻜُﻢْ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ
ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ‏)
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻗﺎﻝ : " ﺇﺫﺍ
ﻣﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ : ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﺔ ﺟﺎﺭﻳﺔ ، ﺃﻭ
ﻋﻠﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ ، ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ " ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻟﻚ ﻓﻲ
ﺭﺯﻗﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ، ﻓَﻌَﻦْ ﺃَﻧَﺲِ ﺑْﻦِ ﻣَﺎﻟِﻚٍ، ﻗَﺎﻝَ: ﻛَﺎﻥَ ﺃَﺧَﻮَﺍﻥِ
ﻋَﻠَﻰ ﻋَﻬْﺪِ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﻳَﺄْﺗِﻲ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭَﺍﻟْﺂﺧَﺮُ ﻳَﺤْﺘَﺮِﻑُ، ﻓَﺸَﻜَﺎ ﺍﻟﻤُﺤْﺘَﺮِﻑُ ﺃَﺧَﺎﻩُ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻘَﺎﻝَ: ‏« ﻟَﻌَﻠَّﻚَ ﺗُﺮْﺯَﻕُ ﺑِﻪِ)« ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺣﺪﻳﺚ
ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ . ‏) ، ﻭَﻓِﻲ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚِ ﻓَﻀْﻞُ ﺍﻟْﺈِﻧْﻔﺎﻕِ ﻋَﻠَﻰ ﻃَﻠَﺒَﺔِ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ ، ‏(ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﺃﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺧﻮﻙ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻚ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﻫﺬﻩ ﻓﻼ
ﺗﺼﺢ ‏)
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ .
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ .
ﻛﺘﺒﻪ ﻣﺤﺒﻜﻢ ﺩ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﻌﻘﺮﺓ.