السبت، 14 مارس 2015

سلسلة_القول_المتوالي_لمناقشة_الدكتور_علي_منصور_كيالي.



.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
.
أما بعد:
.
قلت:
التفسير له أدواته وأهله.
وليس هو متاح لكل أحد.
وقد وضع أهل العلم شروطا يجب توفرها في المفسر
حتى يتسنى له تفسير كلام الله سبحانه وتعالى.
وهذه الشروط منعدمة وغير متوفرة -مع الأسف-
في فضيلة الدكتور: "علي منصور كيالي".
.
وقد لاحظت أن -فضيلته- عقلاني المنهج في تفسيره؛
وقد أوقعه ذلك في نفي بعض الأمور الثابتة كـ:
.
كتكذيبه لعذاب القبر ونعيمه،
وتكذيبه لوجود ياجوج وماجوج،
وعدم إيمانه بحقيقة الميزان يوم الحساب،
وتكذيبه لمرورنا على الصراط يوم القيامة،
وتكذيبه للإيمان برؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة،
وغير ذلك من العقائد الثابتة التي نفاها بعقله بجرأة بالغة -عياذا بالله-.
وهذه البواطيل وافق فيها -فضيلته- مذهب المعتزلة والعقلانيين والشيعة الروافض.
.
ومما لاحظته -أيضا- عدم استعانته بحديث رسول الله ﷺ في تفسيره؛
ومعلوم أن بالحديث يبين القرآن ويفسر.
.
قال الإمام البغوي (ت 516) -رحمه الله تعالى-:
" { وأنزلنا إليك الذكر لتُبين للناس ما نُزِّلَ إليهم }
أراد بالذكر الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة "(1). اهـ.
.
فــ" القرآن "ألفاظٌ ومعاني" والأهم هو المعاني،
ومعاني القرآن لا تدرك إلاَّ بالسنة الصحيحة،
قال تعالى:
{ وأنزلْنا إلَيكَ الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }
فمن رد ما في السنة فكأنه يريد هدم ما في القرآن،
قال تعالى:
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }.
وقال تعالى:
{ وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكُم عنه فانتهوا }
وقال تعالى { وإنّكَ لَتهدي إلَى صراط مستقيم * صراط الله }
وهذه الآيات كلها ترد على القرآنيين "(2).

وقال رسول الله ﷺ :
(( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ))(3).
وفي رواية:
(( يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ))(4).
.
فمن تجاهل الاستعانة بالسنة الصحيحة في تفسيره
يخشى أن يكون ممن أصابه هذا الحديث.
.
قلت: وسبب الزلل الذي وقع فيه فضيلة الدكتور؛
هو عدم جمع ما ورد في الباب من آي القرآن الكريم والحديث الصحيح المستقيم.
وهو عين السبب الذي أدى إلى ظهور أهل الزيغ والبدع في الأمة الإسلامية.
.
كما أن -فضيلة الدكتور- كثيرا ما يتجاسر -هداه الله-
في تفسير الآيات الكونية بالنظريات العلمية
التي لم تبلغ درجة الحقيقة الثابتة القطعية.
وهذا مما يُعرض القرآن الكريم إلى التكذيب والتشكيك من قبل المغرضين.
.
وأخيرا أقول:
لابد للخائض في التفسير ممن هو مؤهل للخوض فيه
أن يستعين بأقوال رسول الله ﷺ في تفسيره
وأقوال السلف ممن شهدوا التنزيل وعاينوه
وإلا زَلَّتْ قدمه؛ ونُبِذَ قوله، وذُمَّ رأيه
وكان ما يزل فيه أكثر مما يُصيب.
.
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى.
.
محبكم :
#منير_الإبراهيمي
- أبو عبد الله -
عفا الله عنه بمنه وكرمه.
.
قبيل عصر الاثنين:
(11 - جمادى الأول - 1436).
الموافق: (02 / 03 / 2015م).
.
يُتبع -إن شاء الله تعالى- الرد العلمي على بعض تفاسيره الشاذة.
.
الهوامش:____________________
(1) معالم التنزيل في تفسير القرآن ط "دار طيبة" (5 / 21).
(2) مقدمة المدخل إلى علم العلل.
(3) حديث صحيح. مسند الإمام أحمد - ط. "الرسالة" (28 / 410) برقم (17174).
(4) حديث صحيح. مسند الإمام أحمد - ط. "الرسالة" (28 / 429) برقم (17194).
.
.
رابط الموضوع:
.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=821272917946102&set=a.459710190769045.1073741825.100001902047916&type=1]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.