الخميس، 11 يوليو 2024

موقف الإمام مالك رحمه الله تعالى من اهل البدع.

 



 فقد جاء إليه رجل، وقال: يا أبا عبد اللَّه:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى.

 

*‼فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء(العرق)، ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: (الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأُخرج)‼.*

* وهذا موقف حكيم مُسدّد؛ لأنه أجاب بالإجابة الصحيحة بعد التأمل والتفكر، فكانت هذه الإجابة قاعدة ثابتة لأهل السنة والجماعة، تُجرى عليها صفات اللَّهتعالى - كلها، فالكيف للصفة مجهول لنا لا نعرف كيفيتها؛ لأن اللَّهلم يخبرنا بالكيفية، والصفة معلومة بدليلها من الكتاب والسنة الصحيحة أو بأحدهما، والإيمان بالصفة - التي تثبت بالدليل- واجب، والسؤال عن كيفية الصفة بدعة، وليس المراد بنفي الكيفية تفويض المعنى المراد من الصفات، بل كل صفة من صفات اللَّهتعالى تدل على معنى حقيقي نؤمن به ونثبته للَّهكما يليق بجلاله.

 

📚 ( مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى اللَّه تعالى المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني رحمه الله تعالى).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.