السبت، 25 أبريل 2020

تفصيل حول من هم بحسنة أو سيئة فلم يعملها- ابن عثيمين.



تفصيل ثمين من العلامة ابن عثيمين
مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا..
ومَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا..
قال رحمه الله تعالى :
واعلم أن من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه :
الوجه الأول :
أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها،
فهذا يكتب له الأجر كاملاً،..
الوجه الثاني :
أن يهم بالحسنة ويعزم عليها ولكن يتركها لحسنة أفضل منها،
فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا التي هي أكمل، ويثاب على همه الأول للحسنة الدنيا،..
الوجه الثالث :
أن يتركها تكاسلاً،..
فهذا يثاب على الهم الأول والعزم الأول، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه لم يفعله بدون عذر، وبدون انتقال إلى ما هو أفضل..
واعلم أن الهم بالسيئة له أحوال :
الحال الأولى :
أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه-وليس مجرد حديث النفس-ثم يراجع نفسه فيتركها لله عزّ وجل،
فهذا هو الذي يؤجر، فتكتب له حسنة كاملة، لأنه تركها لله ولم يعمل حتى يكتب عليه سيئة.
الحال الثانية :
أن يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها..
فهذا يكتب عليه سيئة، لكن ليس كعامل السيئة، بل يكتب وزر نيته..
الحال الثالثة :
أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكن يعجز، فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملاً،..
الحال الرابعة :
أن يهم الإنسان بالسيئة ثم يعزف عنها لا لله ولا للعجز، فهذا لا له ولا عليه، وهذا يقع كثيراً،
يهم الإنسان بالسيئة ثم تطيب نفسه ويعزف عنها، فهذا لا يثاب لأنه لم يتركها لله، ولا يعاقب لأنه لم يفعل ما يوجب العقوبة.
وعلى هذا فيكون قوله في الحديث : "كَتَبَهَا عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً" أي إذا تركها لله عزّ وجل.
[ش/الاربعين النووية-الحديث(37)].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.