السبت، 11 أبريل 2020

كورونا ليس هو الطاعون!.

انتظر.. كورونا ليس هو الطاعون!.
ــــــــــــــــ
كتب أحدهم بأن حديث :"الطاعون وخز أعدائكم من الجن". يراد به أن (كورونا) سببه الجن الذي يعني (الفيروسات) لا الجن المعروف!. وهذا كله مسايرة للعلم ورفع الإشكال عن الحديث! فوقع في أخطاء شرعية وعلمية أيضا، وبيان ذلك :
- الحديث يتحدث عن الطاعون وليس عن (كورونا)، وفرق بينهما، قال النبي ﷺ: "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال".(البخاري.1880.مسلم.1379). ومعلوم أن الأوبئة دخلت مكة والمدينة، وحتى (كورونا) فهو يصول ويجول، وبهذا تنسب الشريعة إلى التناقض.
فكل طاعون وباء ولا عكس، قال القاضي عياض: "أصل الطاعون القروح الخارجة فى الجسد. والوباء: عموم الأمراض. فسميت طاعونا لشبهها بالهلاك بذلك، وإلا فكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعونا على ما ذكرناه".(إكمال المعلم.132/7).
- إذا كان سبب الطاعون هو وخز الجن، فهو خاص به وحده دون باقي الأوبئة، قال ابن حجر: "ويفارق الطاعون الوباء بخصوص سبب الذي لم يرد في شيء من الأوبئة نظيره، وهو كونه طعن الجن". (بذل الماعون.ص:108). فتبين أن الوباء الوحيد الذي سببه الوخز إنما الطاعون لا غير.
- لما سئل النبي ﷺ عن وصف الطاعون قال: " غدة كغدة البعير تخرج بين الآباط والمراق". (ابن الأعرابي.2456). وهذا يوافق العلم كما ذكرت منظمة الصحة العالمية (https://bit.ly/3c0Tbry) أما (كورونا) فعلامته معروفة لا علاقة لها بآثار الطاعون.
- الطاعون ليس (فيروسا)، وإنما (بكتيريا)، وهي كائنات حية، أما (الفيروس) فليس من الكائنات الحية أصلا.
- صاحب المقال قلد تصحيح العلامة الألباني رحمه الله، لكن الحديث معلول بالاضطراب، والحمل فيه على زياد بن علاقة اضطرب فيه.
ليس عيبا أن تقلد، ولكن لا يصح التقليد في ثبوت الدليل والاجتهاد في فهم الدليل!.
- عندما يقول الفقهاء بأن المصاب بـ(كورونا) شهيد، لا يعنون بذلك أن الطاعون هو (كورونا)، بل بالنظر إلى سبب تلك الشهادة، قال ابن حجر وقال:"من اتصف بالصفات المذكورة يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت بالطاعون ويدخل تحته ثلاث صور: أن من اتصف بذلك فوقع به الطاعون فمات به، أو وقع به ولم يمت به، أو لم يقع به أصلا ومات بغيره عاجلا أو آجلا". (فتح الباري.194/10).
- تفسير الجن بـ (الفيروسات) أو (الميكروبات) محاولة قديمة لفك الحرج عن بعض الأحاديث، وهو تكلف لا دليل عليه، والأصل أن يظل المعنى الشرعي قائما ولا يصار لغيره إلا بقرينة، فالنبي ﷺ بعث لبيان الحقيقة الشرعية لا اللغوية. ولا تعارض أصلا بين ظاهر الحديث والطب على فرض صحته. فالفقهاء استشكلوا هذا أيضا وأجابوا عنه، قال ابن حجر: "لا مانع أن ذلك يحدث عن الطعنة الباطنة، فيحدث منها المادة السمية، أو يهيج بسببها الدم .. فالأطباء إذ لم يتعرضوا لكونه من طعن الجن معذرة، لأن ذلك أمر لا يدرك بالعقل ولا بالتجربة". (بذل الماعون. ص:108).
فإقحام (كورونا) خطأ من أصله، والتأول تكلف لا معنى له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.