السبت، 11 أبريل 2020

رفع صوت القرآن قد يؤذي، واحترام المخطئ واجب.

رفع صوت القرآن قد يؤذي، واحترام المخطئ واجب.
ـــــــــــــــــــــ
ليس المقصود واقعة معينة، فهي لا تحتاج إلى فتوى بل إلى قضاء يبحثها مع كل الأطراف، ولكنها مناسبة لبيان حكم مسألة عامة.
الأحكام لا تتأثر بالعاطفة، ولا تشرع بالمعارضة والعناد، بل بالتوقيع عن مراد الشرع تجردا من كل شيء.
أذية المسلم محرمة، برفع نشيد أو عرس أو حتى بقراءة قرآن، وقد قال النبي ﷺ: "إن المصلي يناجي ربه عز وجل، فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".(صحيح رواه أحمد.19022).
فالجهر بالقرآن فعلا قد يؤذي، وهذا نص النبي ﷺ في رواية أخرى:"إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة". (صحيح رواه احمد.11897).
وهذا حكم عام في الصلاة وغيرها، جاء في الآداب الشرعية:"ذكر الحافظ أبو موسى وغيره أن من جملة الأدب أن لا يجهر بين مصلين أو نيام أو تالين جهرا يؤذيهم".(ابن مفلح.327/2).
وقال ابن الجوزي :"وقد لبَّس إبليس على قومٍ من القرَّاء، فهم يقرؤون القرآن في منارة المسجد بالليل بالأصوات المجتمعة المرتفعة الجزء والجزأين، فيجمعون بين أذى الناس في منعهم من النوم وبين التعرض للرياء".(تلبيس إبليس.ص:120).
نعم وردت نصوص في استحباب رفع الصوت بالقرآن، كقول النبي ﷺ:" إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل".(البخاري.4232. مسلم.2499).
لكن هذا ليس على إطلاقه، بل باختلاف الأماكن والأحوال، قال النووي:"وفيه أن الجهر بالقرآن في الليل فضيلة إذا لم يكن فيه إيذاء لنائم أو لمصل أو غيرهما".(شرح مسلم.61/16). ولا ينبغي قياس صوت المكبر على صوت من يصلي في بيته يجهر بالقرآن، فهذا قياس مع الفارق الفاحش جدا.
فكل يذكر ربه لوحده وفي بيته، ولا يرفع صوت القرآن في وقت قد يؤذي الناس كمصل أو نائم ونحوهما.. وقد يجوز إذا استأذن الناس في ذلك.
فرفع الصوت بأي شيء يؤذي لا يجوز عرسا كان أم نشيدا.. سواء طرا جميعا، ولا يمكن تجويز شيء لمجرد أن غيره موجود.
كما أن الاحترام مطلوب، والتغيير يكون بالرفق واللين لا بالشدة، والسلطة تكون في التواصل لا في النعيق، فالعقول والنفوس والمدارك مختلفة، والظرفية تحتاج إلى سكون لا إلى اضطراب، فحديث الرجل إلى ذي سلطان وهو خائف ظلم، كما قال النبي ﷺ:" لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع".(صحيح رواه ابن ماجة.2426).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.