الثلاثاء، 17 يوليو 2018

شرح حديث إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عبداًَ حَمَاهُ الدُّنْيَا.



• - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ - رضي الله عنه - قَالَ :
• - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عبداًَ حَمَاهُ الدُّنْيَا ، كَمَا يظلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء )
【 التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان 】
【١١٦/٢ ، رقم : ٦٦٨ 】.

• - قال العلامة أبو الحسن الملا علي القاري

• - رحمه الله تبارك وتعالى - :

أَيْ : حَفِظَهُ مِنْ مَالِ الدُّنْيَا وَمَنْصِبِهِ وَمَا يَضُرُّ بِدِينِهِ وَنَقَصَهُ فِي الْعُقْبَى ، قَالَ الْأَشْرَفُ أَيْ مَنَعَهُ عَنْهَا وَوَقَاهُ مِنْ أَنْ يَتَلَوَّثَ بِزِينَتِهَا كَيْلَا يَمْرَضَ قَلْبُهُ بَدَاءِ مَحَبَّتِهَا ، (" كَمَا يَظَلُّ ") : بِفَتْحِ الظَّاءِ ، مِنْ ظَلَّ زَيْدٌ صَائِمًا أَيْ : صَارَ ، وَالْمَعْنَى كَمَا يَكُونُ (" أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ ") أَيْ : مَرِيضَهُ ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مَعَهُ مَرَضُ الِاسْتِسْقَاءِ أَوْ ضَعْفُ الْمَعِدَةِ وَنَحْوُهَا مِمَّا يَضُرُّهُ الْمَاءُ فَيَمْنَعُهُ (" الْمَاءَ ") ، أَيْ : لِئَلَّا يَزِيدَ مَرَضُهُ بِشُرْبِهِ ، وَلَا يُنْظَرُ إِلَى رَأْيِ الْعَلِيلِ مِنْ طَلَبِ الْمَاءِ وَحُبِّهِ ، مَعَ أَنَّ الْمَاءَ أَرْخَصُ شَيْءٍ غَالِبًا ، فَلَا يُتَصَوَّرُ فِيهِ الْبُخْلُ خُصُوصًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَرِيضِ الَّذِي يَحِنُّ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْحِكْمَةَ تَقْتَضِي أَنَّ الْمَحْبُوبَ عِنْدَ أَهْلِهِ وَآلِهِ يَكُونُ مَمْنُوعًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَضُرُّهُ فِي حَالِهِ ، ( رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ) ، وَلَفْظُ الْجَامِعِ : " « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ سَقِيمَهُ الْمَاءَ » " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَيْهَقِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بِلَفْظِ : إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ كَمَا يَحْمِي الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ ، وَهَذَا الْمَعْنَى مُقْتَبَسٌ مِنَ التَّنْزِيلِ وَهُوَ قَوْلُهُ : { وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [ الأعراف : ١٥١ ] .

📜【 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 】

【 ٣٢٨٦/٨ ، رقم : ٥٢٥٠】

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.