الأحد، 8 يوليو 2018

فقه_أذكار_الصلاة -- عمر المقبل - وفقه الله.


* فقه_أذكار_الصلاة (1) :
• - من أعظم ما يعين على ذوق لذة الصلاة ، هو استحضار معاني الأذكار ، واستشعار هيبة الموقف ، فلو عقلنا ذلك ؛ لوجدنا لصلاتنا لذة ، ولكنا أكثر تأثراً بها ، ولخرجنا منها بحال غير الحال التي دخلنا بها .
• - أول هذه الأذكار تلكمُ الجملة العظيمة التي نفتتح بها صلاتنا : "الله أكبر" فالله تعالى أكبر مِن كلِّ شيء ؛ أكبر من كل شيء في ذاتِه ، وأكبر في أسمائِه وصفاتِه ، وكلُّ ما تحتمله هذه الكلمة مِن معنى : ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[ الجاثية ] ومَنْ هذه عظمته فهو أكبر مِن كل شيء ، وكلُّ معنى لهذه الكلمة مِن معاني الكبرياء فهو ثابتٌ لله عزّ وجل .
فيا أيها المصلي .. كلما عرض لك عارضٌ من خواطر الدنيا فتذكر هذه الجملة ، وتذكر أن الله تعالى أكبر منها ، فالله أكبر من همومنا ، وأكبر من مشاغلنا ، وأكبر من أعمالنا ، وهو الذي بيده التوفيق لإنجازها ، فإذا عرضت لك تلك العوارض فاطردها بـ « الله أكبر » !
--------------------------
* فقه_أذكار_الصلاة (2) :
• - إذا ركع المصلي شرع له قول : ( سبحان ربي العظيم ) ، والتسبيح : التنزيه ، فالعبد ينزّه ربّه عن كل نقصٍ ، في ذاته أو أسمائه أو صفاته ، فلله جل وعلا الكمال المطلقُ ، وله العظمة من جميع الوجوه .
• - تأمل  ـ  مثلاً  ـ قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ ، وطَيُّ السِّجِلِّ للكُتُب سهل جدًّا ، إذا كَتَبَ الإِنسانُ وثيقةً فإن طيّها عليه سهل ، ولكن أن يكون طيّ السماوات بعظمتها كطي الورقة بالنسبة لأحدِنا بل هو أيسر ؛ فهذه عظمة لا يمكن أن نتصور حقيقتها !
• - والمؤمن حين يقول : ( سبحان ربي العظيم ) يتذكّر أنه لا يركع إلا لمن لا يستحق التعظيم المطلق غيره ، وأن هيئة الركوع هيئة تعظيمٍ لا تنبغي إلا بين يدي الله تعالى ، فيجمع في ركوعه وقوله لهذه الجملة بين التنزيه القولي والعملي .
• - ولما كان القرآنُ أشرفَ الذِّكْرِ ؛ لم يُناسبْ أن يقرأه الإِنسانُ وهو في هذا الانحناء ، ولا في حال السجود ، بل يُقرأ في حال القيام ، كما قال : « ألا وإنِّي نُهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً ، أمَّا الركوع فعظِّموا فيه الرَّب عز وجل ... الحديث » .
الدكتور : عمر المقبل - وفقه الله -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فقه_أذكار_الصلاة (3) :
حين يتهيأ المصلي للرفع من الركوع ، فإنه يشرع له قول : « سَمِعَ اللهُ لمن حَمِدَه » ، أي : استجاب الله لمن حمده ، والحامدُ لله هو الذي : وَصْف المحمود بالكمال مع المحبَّة والتَّعظيم .
• - ومَنْ حَمِدَ اللَّهَ فإنه قد دعا رَبَّه بلسان الحال ؛ لأن الذي يحمَدُ اللهَ فإنما يرجو ثوابه ، فإذا كان يرجو الثَّوابَ فإن الثناء على الله عز وجل بالحَمْد والذِّكر والتكبير متضمِّنٌ للدُّعاء ، لأنه لم يَحمَدِ الله إلا رجاءَ الثَّوابِ .
الدكتور : عمر المقبل - وفقه الله -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.