الأربعاء، 19 يوليو 2017

متى يؤمر الأولاد بالأوامر الشرعية ~~ الإمام الألباني رحمه الله


 سئل الإمام الألباني رحمه الله - :

السائل : شيخنا بما أنه نحن في مظهر المسلم ، نريد مظهر الطفل المسلم الآن أنت قلت مرة أن الطفل يترك على سجيته لسنّ السابعة فبدنا معنى هذه السّجيّة الإسلامية الآن ؟ و بدنا متى يؤمر باتخاذ هذا المظهر المسلم و خاصة البنت أكثر من الولد ؟ الشيخ : ماشي ؟ أبو ليلى : و الله يا شيخنا تمام . الشيخ : بما أنك تاجر أنت !! يضحك الشيخ رحمه الله ... أنا أقول جوابا عن هذا السؤال الحد هو قوله عليه السلام ( مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها وهم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع ) هذا الحديث هو المنطلق الذي ينبغي لولي الولد سواء كان ذكرا أو أنثى أن ينطلق منه في سعيه في تربيته لأولاده على الأحكام الشرعية حينما يبلغون سن السابعة فأنا أرى بناء على هذا الحديث أن الأولاد الصغار إلى ما قبل السابعة لا يؤمرون بشيء إطلاقا و لا يحضون على شيء يتركون كما قلت على سجيتهم و على طبيعتهم فإذا ما دخلوا في سن السابعة فهنا وجب على ولي الأمر أن يعاملهم في توجيهه إياهم كما لو بلغوا سن التكليف لكن ذلك لا يجب عليهم هم في أنفسهم لقوله عليه السلام ( رفع القلم ) و الرواية الصحيحة ( وضع القلم عن ثلاث ... ) و ذكر منهم عليه السلام (... و عن الصبي حتى يبلغ ) فإذا هنا قضيتان اثنتان إحداهما تتعلق بالولي و هو واجب و الأخرى تتعلق بالولد وهو فيما يتعلق به غير واجب و لكن الواجب يتعلق بالوالد أو الوالدة و حينما نسمع الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ( مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع ... ) ينبغي أن نتوسع قليلا في فهم هذا الأمر و في تفصيله و تطبيقه فإن الحديث لا يعني ( مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع ... ) مثلا نرى كثيرا من الأباء و الأمهات يتساهلون في إلباس الأطفال الصغار حتى الذين جاوزوا سن السابعة يلبسونهم التبان أي الشورط أي السروال الذي ليس له أكمام و يكشف عن الفخذين فهذا الولد الذي ألبس هذا اللباس و بلغ سن السابعة و أراد ولي أمره أن يأمره بالصلاة تطبيقا للأمر النبوي فهذا لا يعني أنه يصلي بهذا التبان أي و عورته مكشوفة بل هذا يتطلب أن يلبسه لباسا ساترا لعورته و لو أنه ليس له عورة بالنسبة لسنّه هو لأنه ليس مكلفا شرعا لكن المكلف هو ولي أمره و لذلك فإذا أراد أن يأمر ولده بالصلاة فلا يأمره يصلي و هو كاشف عن فخذه لأن فخذ الذكر عورة فبالأولى إذا كانت فتاة في سن السابعة فتصلي ليست مكشوفة السّاقين فقط بل و مكشوفة الفخذين بحجة أن هذه ما جرى على قلم التكليف نقول نعم ما جرى عليها قلم التكليف معناه أنها ليست آثمة كما أنه الغلام ليس آثما و لكن الوالد آثم حينما يلبس ولده الذكر فضلا عن الأنثى هذا اللباس اللّا إسلامي لأن الولد دخل في السن السابعة حينما يؤمر الوالد بتربيته على الأوامر الإسلامية كذلك معنى ( مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع ... ) يعني ليس أمره يصلي كما هو ثيابه نجسة ، بدنه نجس ، بدون طهارة ، بدون وضوء ، لا ليس هذا من أين نأخذ هذه التفاصيل و لا حاجة بي أن نتوسع أكثر من هذه الأمثلة : ستر العورة ، طهارة البدن ، طهارة المكان ، ليس معنى أمر الرسول لولي الأمر أن يأمر ولده بالصلاة أي يصلي هذا الولد كما يشاء هو و هو لا يدري بعد ما هي الصلاة لكن الولي و الوالد هو الذي يدري فإذا قال ( مروا أولادكم بالصلاة ... ) فيجب أن نستحضر أي بشروطها و أركانها و إلا فلا تكون صلاة إلا بهذه الشروط و الأركان و على ذلك فيجب أن نربي صغارنا حين يدخلون سنّ السابعة على الأمور الواجبة فيما لو بلغ سن التكليف و لا شكّ أن هذا الأمر النبوي الكريم في غاية الحكمة لأن الولد حينما يكون في هذه السن هو قابل للتوجيه و للتعليم على خلاف ما ابتلي به كثير من الآباء و الأمهات بأولادهم خاصة منهم البنات حينما تبلغ سن الزواج تكون المرأة أو البنت نشأت يعني حرّة تلبس ما تشاء و تخرج متى تشاء إلى آخره فإذا ما توجهت أنظار الذئاب إليها تحركت الغيرة في صدر أبيها و بدأ يضغط عليها هنا يقال " في الصيف ضيعت اللبن " هلاّ كان هذا قبل هذا ، هلاّ كانت هذه الغيرة مقيدة بالأوامر الشرعية فلو هو ربى هذا الولد أو تلك البنت على هذه الآداب الإسلامية لبلغت سن التكليف و هي محجّبة الحجاب الشرعي و لا تتوجه إليها عيون الذئاب المفترسة فهذا من حكمة أمر الرسول صلى الله عليه و سلم الوالدين بأمر الأولاد بالصلاة و هم أبناء سبع ثم إذا بلغوا سن العاشرة و لم يؤثر فيهم التوجيه بالكلام فلا بدّ هناك من استئناف تربية أقصى من السابقة ألا و هو الضرب طبعا الضرب غير المبرح و أنا أعتقد أنه شبه مستحيل لأنه قد يكون الإنسان يعني شقي فلا يفيد فيه لا الأمر و لا الضرب لكن هذه القاعدة شاذة جدّا كشذوذ قوله عليه السلام بالنسبة لواقع الحياة أرجو أن تنتبهوا لقولي بالنسبة لواقع الحياة شذوذ قول الرسول الآتي بالنسبة لواقع الحياة حيث قال ( و إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) ثم ذكر العكس ( و إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) أقول هذا الخبر من الرسول عليه السلام عن واقع بعض الناس هذا شاذ لأن غير الشاذ أي الأمر الطبيعي و ما ذكره ربنا عزّ و جلّ في القرآن الكريم (( فأما من أعطى و اتّقى و صدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى و أما من بخل و استغنى و كذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى )) هذا هو النظام لكن لكل نظام شواذ لابد . و لذلك فأنا أعتقد أنّ القاعدة أن كلّ أب ربىّ أولاده ذكورا أو إناثا على هذا النظام النبوي ( مروا أولادكم ... ) إلى آخره هذا حينما يبلغون سنّ التكليف فسوف تقر عينه و سيرى أثر تربيته في أولاده أحسن الأثر إن شاء الله عزّ و جلّ ثم لا ينبغي أن تقف نظرتنا إلى أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أمر في هذا الحديث بأمر الأولاد بالصلاة ما ذكر غيرها فينبغي أن نلاحظ أنّ أمره بالصلاة ليس على سبيل التحديد و إنما هو على سبيل التمثيل أي مثالا و إلاّ فهناك مثلا صيام أن يؤمر الصبي بالصيام نعم لأنه لا فرق من حيث أن الصيام كالصلاة كركن من أركان الإسلام يجب على البالغين أن يقوموا لذلك فيجب على الآباء و الأمهات أن يأمروا الأبناء أيضا بالصيام كما يأمرونه بالصلاة و لذلك نجد في سيرة السلف الصالح و في عهد النبي صلى الله عليه و سلم بالذات أنهم كانوا يصوّمون صغارهم صيام يوم عاشوراء و كان من حرصهم على تأديبهم على هذا الصيام لأنّه كان مفروضا قبل شرعية شهر رمضان من حرصهم على استمرار الأولاد على الصيام لأنّ الصيام بلا شكّ يتطلب جهادا من الولد أكثر من أن يصلي في ظرف خمس دقائق ، عشر دقائق ، عشرين دقيقة بينما يصبر عشر ساعات ، عشرين ساعة ، اثنا عشر ساعة أو أكثر عن الطعام و الشراب و لذلك قال " فكنّا نصنع لهم اللعبة من العهن نلهيهم بذلك عن الطعام و الشراب " فإذا نستطيع أن نأخذ من هذا الحديث أنّ الأبوين عليهما أن يربوا الأولاد الصغار على الواجبات الإسلامية كلها لكن ذلك يتطلب بلا شكّ شيء من الحكمة و السياسة بحيث أنّنا إذا وجدنا الطفل الذي لم يبلغ السن العاشرة لا يتجاوب مع الأمر فما نزداد عليه بشيء سوى الأمر كذلك إذا بلغ سنّ العاشرة فنضربه كما قال عليه السلام و لكن ينبغي أن يكون الضرب ضرب تربية و ليس ضرب تكسير ضلع كما يفعله بعض الآباء و الأمهات و على ذلك نقول أخيرا إذا قام الوالدان بتربية الأولاد على هذا النهج ثم بلغ الولد سن التكليف رفع الضرب عنه و صار سيد نفسه ، رفع الضرب عنه لأنه صار سيد نفسه و لكن لا يعني هذا رفع أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر لا أقول إذا كان الوالدان قد قاما بواجب تنفيذ هذا الأمر النبوي في الحديث و بلغ الولد سنّ التكليف ارتفع الضرب عنه لأنّه صار سيّد نفسه و لكن لا يرتفع الأمر و المتابعة بالنصيحة و التذكير كأي إنسان مسلم آخر له حق الأمر بالنصيحة و التذكير هذا إذا قام بتنفيذ الأمر النبوي المذكور في الحديث السابق فإذا لم يقوما بذلك فمن باب أولى أن لا يستعمل الضرب معه بعد أن صار أمير نفسه أما الأمر بالضرب فهو إذا بلغ سن العاشرة كما جاء ذكره مرارا في الحديث . سائل آخر : بالنسبة للوسائل الأخرى كالتعزير مثلا أو الضغط على الولد بالمصروف أو من أشياء من هذا القبيل ؟ الشيخ : أنا لا أرى هذه الوسيلة التي درجت في العصر الحاضر و بخاصة في بعض ... . سائل آخر : أو حرمانه ... . الشيخ : نعم في بعض المدارس التي يسمونها بتحفيظ القرآن و في بعض الجمعيات و المراكز الاجتماعية حيث يقدمون مكافئات مادية للمجتهد و للذي يحفظ القرآن و نحو ذلك أنا لا أرى أن هذا الأسلوب ينفع بل يضر . أنا أقول نعم بس هذا و هذا يعود إلى المادة ، نشجع المستقيم بالمال و نمنع المال عن غير المستقيم هذه ليست تربوية إسلامية لأنها تطبع الولد على حبّ المال ! سائل آخر : ... يعني مثلا الآن الولد يقارف معصية سماع الموسيقى فحرمانه مثلا من المال حتى لا يكون بين يديه وسيلة لممارسة هاوية هي شرعا غير مقبولة مثلا هذه واحدة منها ، و إذا كان مثلا اشتراك في نادي حرمانه يعني الوسيلة ليست بقصد الغرض المادي و لكن إيقاف المادة ! الشيخ : إيقاف المادة لمنعه هذا جائز لكن أعني ما هو جار اليوم لأنهم يحرمون الذي لا يطيع ، يحرمونه من الخرجية لا لأنه هو يضع الخرجية في شيء محرم أما الذي أنت تسأل عنه فهو من باب سد الذريعة فهذا أمر واجب ! سائل آخر : سؤالي أنه الضرب وقف لكن هناك وسائل أخرى ... . الشيخ : كل وسيلة يجب أن تدرك ، هذا النوع لا مانع منه ما دام أنه تمنع المادة عنه لكي لا يشتري ما يعصي الله به هذا ماشي . سلسلة الهدى والنور ، شريط رقم / ٣٧٤ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.