الجمعة، 5 مايو 2017

رسالة إلى النخب حصرا (؟!) "من سنن التدافع"






بسم الله الرحمن الرحيم


قال شيخنا فتحي بن عبد الله الموصلي – حفظه الله - :" رسالة إلى النخب حصرا:
( من سنن التدافع ) :
( الأصل ) في الأشياء أنها تدفع بجنسها أو بأضدادها ..
ودولة فارس لا تدفع إلا بالسيف والعقيدة والانتماء .
وفي الحرب العراقية الإيرانية : دفعت فارس بالسيف والانتماء العام : ( العروبة ) .
لهذا ظهرت من جديد : لغياب العقيدة والانتماء الخاص : ( السنة ) .
والمؤمل اليوم : أن يكون الصراع معها : صراع القوة والعقيدة والسنة والحكمة ..
ودولة فارس بعقيدتها الصفوية تفسد الدين والدنيا أصالة ... وغيرها – ولو كان كافرا – يفسد الدين تبعا ؛ فتأمل " انتهى.

هذا التقرير الرائق الفائق من شيخنا – حفظه الله – أحببت إيضاحه ( أكثر ) من خلال التعليق على فقراته بما فتح الله به ويسر، والله المستعان ، وسأستهل تعليقاتي بقولي : قلت .
فأسأل الله التوفيق، ومنه العون على التحقيق .
قال شيخنا فتحي الموصلي – حفظه الله - : (من سنن التدافع )
قلت : لا يخفى على البصير أن ( سنة التدافع )؟! من سنن الله تعالى التي يتجلى فيها التدافع بين الخير والشر، والمدافعة بين أهل الحق والباطل، وهي " حكمة هادية " = تحمل على الأخذ بالنهج السديد لترشيد المسار، وتجاوز الأخطار، دون الانتهاء إلى الانهيار بشرط إعمالها وفق (فقه متين)؟! قائم على " الهدي النبوي "، و " المسلك الأثري " ، وبالبعد عنه نتسبب في حدوث ( التصرفات المتهاوية )، ونقع في ( المغالبة و المصارعة )!! بدعوى ( المجاهدة والمدافعة )؟!..
وعليه لابد من إحكام إعمال ( سنة التدافع ) بضبظ الضوابط، والتقعيد المنضبط، ومن ذلك :
قول شيخنا فتحي الموصلي – حفظه الله - :" من سنن التدافع : ( الأصل ) في الأشياء أنها تدفع بجنسها أو بأضدادها .."
قلت : دفع الأشياء بجنسها أو بأضداها من مثل :
- دفع العقيدة الباطلة بالعقيدة الصحيحة ..
- و دفع السيف بالسيف ..
- ودفع المنهج الدخيل بالمنهج الأصيل ..
- و دفع القوة بالقوة ..
وهكذا دواليك ..
وتنبه – يا رعاك الله - إلى قول الشيخ – حفظه الله - :" الأصل "؟! والقصد أي : من جهة (التأصيل العام)، وإلا فالمدافعة الشرعية عند (التنزيل)! منوطة ب :
- (المسالك الشرعية) : والمقصود ضرورة ( شرعية وسائل الدفع ) ، أما الوسائل البدعية فإنها لا تُغير الفاسد من الأوضاع، ولا تُقوّم ما انحرف من الطباع ، ولا تُصلح سيء الأحوال ، ولا تَرفع الظلم بحال ..
- و(استصحاب الغائية) : والمقصود ضرورة ( النظر في مآلات التصرفات ) ، مع التنبه إلى علاقة ذلك بالموازنة – عند التزاحم (؟!) – بميزان الشرع (بين المصالح من جهة) ، وبين ( المفاسد من جهة ثانية ) ، وبين ( المصالح والمفاسد من جهة ثالثة )..
- و( المقادير المرعية ) : والمقصود ضرورة ضبط ( المرتبة التشريعية ) لكل تصرف حتى لا نضخم ما حقه التحجيم أو العكس فإن هذا من "البدع المنهجية الخفية"!! ..
- و ( مراعاة الأولوية ) : والمقصود ضرورة تقديم الأهم فالأهم بعد معرفة مراتب الأعمال و(فق مراد الله تعالى)؟!، حتى لا نتأرجح بين ضجيج الشعارات، واضطراب الخطوات، فترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور ..
- و( اعتبار الإمكانية ) : والمقصود ضرورة التقيد ب ( الاستطاعة الشرعية )؟!، وليس المراد بها – كما يظن بعضهم(!) - " مجرد المُكْنة " ، بل لابد مع إمكانية الفعل من انعدام الضرر المحقق والمفسدة الراجحة = مراعاة توفر الشروط وزوال الموانع ..

فمدافعة الفتن المضلة بدون هذه الأمور توقع في فتن مثلها أو أشد منها فتزداد الرزية..، فاحذر أن تكون (وقودا) للبلية ..
قال شيخنا فتحي الموصلي – حفظه الله - :" ودولة فارس لا تدفع إلا بالسيف والعقيدة والانتماء "
قلت : بـ ( السيف الشرعي ) : القائم على مراعاة "الحكم التكليفي والوضعي معا"، مع اعتبار " النظر المقاصدي " ، ولذا لكي لا نقع في تحريف النصوص أو تأويلها حتى تكون خادمة للسيف لا بد أن يكون (السيف تابعا للعلم) كما هو نهج المتشرعة لا الجهلة وأنصاف المتعلمين ، وعندها نُكرم بـ "الجهاد الشرعي" الذي يقوده (العلماء والأمراء)؟! ، ونتجنب "الجهاد البدعي" كجهاد الخوارج ونحوهم من أهل البدع والأهواء ..
و ( العقيدة الأثرية ) : التي هي (شرط) الاهتداء ، و (أساس) العزة والنصر على الأعداء ، فالنصر والتأييد الكامل لأهل الإيمان الكامل، وإذا ضعف الإيمان صار لعدونا علينا من السبيل بحسب ذلك، فينقص النصيب من النصر والتأييد ..، فلأجل التوحيد والعقيدة الصحيحة جردت سيوف الجهاد في الإسلام ، فكيف نخوض غماره بدون ذلك (؟!) ...
و ( الانتماء السني ) : والمراد به الانتماء إلى سنة النبي - عليه الصلاة والسلام – مع العمل بها والسير على طريقتها وفق (فهم السلف الكرام، ومقررات الأئمة الأعلام )؟!، فلا عبرة بالانتساب مع خلل في الاكتساب ، فالنصر الاستحقاقي والتأييد والعزة أمور منوطة باتباع السنة تدور مع هذا الاتباع وجودا وعدما ..
قال شيخنا فتحي الموصلي – حفظه الله - :" وفي الحرب العراقية الإيرانية : دفعت فارس بالسيف والانتماء العام : ( العروبة ) . لهذا ظهرت من جديد : لغياب العقيدة والانتماء الخاص : ( السنة ) "
قلت : ( الدفع بالانتماء العام : " العروبة " ) : حمية لأجل ( القومية العربية )!! يعقبها الفشل والهزيمة، فإنها مدافعة لا يراد بها (إعلاء كلمة الله تعالى)، ولذا نتنكب طريق العلو والعزة والنصر والتأييد .. ، فالإخلاص في المدافعة بقصد نصرة دين الله ، وإعلاء كلمته سبحانه (مزيل للعلة)..، و (محقق للرفعة) ..
وقد ظهرت دولة فارس " من جديد : لغياب العقيدة والانتماء الخاص : ( السنة ) "
لغياب العقيدة : أي إذا غابت العقيدة الأثرية كانت أعمال وتصرفات صاحبها بمنزلة من (يرمي عن قوس معوجة)!!، أو (يضرب برمح غير مستقيم)!! ، قالعقيدة الصحيحة أساس الصلاح والإصلاح ، والعقائد الفاسدة أصل الفساد والإفساد ..
أما غياب الانتماء الخاص : ( السنة ) : فقد سبق أن النصر الاستحقاقي يدور مع اتباع السنة وجودا وعدما ، وفي قول الشيخ – حفظه الله - : " .. الانتماء الخاص : (السنة) " لفتة مهمة وهي : أن المقصود بالانتماء الخاص : ( السنة ) = السير على نهج أهل السنة الخاصة ، ذلك لأن إطلاق أهل السنة عام وخاص ، وأما العام فيقصد به كل من أثبت الخلافة لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، فيدخل في ذلك سائر الفرق باستثناء الشيعة الرافضة ، وهذا ( اصطلاح العامة)؟! ، ولذا عندهم ضد السني : (الشيعي فتنبه)!! ، أما في (اصطلاح العلماء)، فأهل السنة هم أهل السنة الخاصة الخالصة الذين نهجوا نهج أهل الحديث والأثر ، وعليه لابد من الانتباه إلى معنى ضرورة الانتماء للسنة وأهلها عند المدافعة خصوصا وفيما نحن نتكلم فيه وعنه ، أي: أهل السنة بالمعنى الخاص، فهذا هو المقصود فتأمل .
قال شيخنا فتحي الموصلي – حفظه الله - :" والمؤمل اليوم : أن يكون الصراع معها : صراع القوة والعقيدة والسنة والحكمة .."
قلت : نعم؛ هذا هو المؤمل اليوم نسأل الله السداد والتوفيق، ونعوذ بالله من بنيات الطريق ، فدولة فارس بصفويتها ورفضها وتشيعها (أساس) كل فتنة وشر، فهم (قطب رحى) الفتن والمحن والإحن ..، فالحذر الحذر منهم .. فلا حيلة في برء الرفض فإنه داء مزمن،.. ( هم العدو فاحذرهم )..، فالرافضة إذا تمكنوا لا يتقون (؟!) ..
فاحذر من الرفض الخبيث فإنه *** والشــــرع ليسا قط يتفقــــــــان
قال شيخنا فتحي الموصلي - حفظه الله - : " ودولة فارس بعقيدتها الصفوية تفسد الدين والدنيا أصالة ... وغيرها – ولو كان كافرا – يفسد الدين تبعا ؛ فتأمل " .
قلت : وهذا الكلام المتين الدقيق مبناه على أمور لا بد من مراعاتها في باب السياسة الشرعية فيما نحن بصدده :
أولا : التصدع الداخلي تحت لباس الدين = (التشيع لأهل البيت كذبا وزورا ونفاقا)؟! ، يمثل انكسارا في رأس المال، و(الحفاظ على رأس المال مقدم على جلب الربح) ..
ثانيا : تعيين (العدو الأول والأشد)؟! على المسلمين ودينهم لا يُنظر فيه إلى مجرد كونه ( كافرا أو مبتدعا) ؛ بل بالنظر إلى (ضرره على الدين والدنيا أصالة)؟! ..، وهذا بـ "مراعاة أغراضه"..، و"عواقب عدوانه"..، و"أثره البليغ على الدين والاعتقاد".. ، وباعتبار كونه (مطية للكفار) يمهد لهم للسيطرة على المسلمين وبلادهم ، ونهب خيراتهم ..
ثالثا : المعاقبة في سنة التدافع تكون (أصالة)! لمن ضرره (أعظم) على المسلمين ودينهم وإن كان منتسبا للإسلام ، وغيره ليس كذلك؛ فتأمل.

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي

قرأه ونصح بنشره :
شيخنا علي بن حسن الحلبي الأثري - حفظه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.