الجمعة، 28 أكتوبر 2016

احذر مقالة الغلو:(من لم يزر الشيخ (فلان) فليس بسلفي).



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فإن هذا الأمر الذي تناوله بعض الناس وما فيه من تعظيم غير شريعة وذريعة للغلو في البشر قد كنا نسمعه منذ سنوات...ومن بعض المحيطين بالشيخ ربيع حفظه الله وقد أساء له بعض أولئك بمثل ذلك..
وهذه المقالة وأمثالها يستغلها المحب والمبغض فكل بحسْب غرضه ومراده... 
ويجب أن يُعلمَ بأن الثناء على شيخ أو عالم أو طالب علم ما باب.. 
وأن الطعن في من لم يقم بزيارة ذلكم الشيخ أو العلم أو طالب العلم وإثارة الشكوك حوله باب آخر.. فلا تُحجّروا واسعا.... فهذا دين بلا أغلال!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية  في "الرد على الأخنائي"(ص/ ٤٤١): 
وأما تفضيلُ الأشخاصِ بعضهم على بعضٍ ففي كثير من المواضع لا يَسلمُ صاحبُه عن قولٍ بلا علم واتباع لهواه، فللشيطان فيه مجال رحب.اهــ
وأقول: (أبو عمر):
 وقد كتبت تعليقا بعد سماع الكلام الصوتي:
ووجدته كأنه يتكلم عن زيارة للمرشد العام أم ماذا؟!
أو زيارة لشيخ طريقة صوفية أم ماذا؟!
أو زيارة لأمير حزب أم ماذا؟!
• إن كثيرا من الصحابة لم يسكن المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.. بل إن بعضهم لم ير أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أثناء ولايته مع محبته له والإقرار بفضله.
فلم يحرصوا على رؤية أحد مع أن الأربعة أصحاب فضل وولاية: فقد كانوا (خلفاء وأمراء وولاة) عليهم.
والمقصود لم يجعلوا دينهم التردد والسفر لأجل شخص بعينه. فلم يكن من دينهم المولاة والمعاداة في ذات شخص معين أو التبرك بالرحلة لزيد أو عبيد مهما علا شأنه  فقد اتخذ بلال بن رباح رضي الله عنه الشام مكانا للإقامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وهناك أمثلة كثيرة....
وأما باب السؤال عن مسألة علمية خفيت على الصحابة وعلموا أن صحابيا بعينه قد سمعها من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرد بحملها عنه فمثل هذا لايترك وقد كانوا أحرص الناس على الرحلة لأخذ العلم وحفظ الدين.
فعيك أيها السني باتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة 
• واعلم بأن الزيارة لله من الإيمان وعمل من دين الله عز وجل.. 
وأما زيارات التبرك وأخذ التزكيات وإعلان الولاء فليس من دين الله في شيء ... 
• والسؤال: ما حكم من زار الرياض العاصمة ولم يقم بزيارة الشيخ صالح الفوزان أو المفتي وبقية العلماء؟!
وما حكم من زار المدينة النبوية ولم يزر شيخ المدينة العلامة عبدالمحسن العباد؟! وكذلك باقي علماء أهل السنة فيها؟
فحذار أيها السلفي من الإنحراف عن الجادة والغلو في الدين فإن الشيطان في المرصاد!!...
واعلم أن البشر وسيلة لمحبة الله وعبادته على الوجه المشروع 
قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} وقال: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو فيه.. ومنه ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبده. فقولوا: عبد الله ورسوله".

إيقاظ: بسؤال ملزم 
(ما حكم من أسلم ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم) 
فكيف بمن لم يلقَ عالماً ما؟!

ماذا نقول فيمن أسلم من قبائل الجزيرة العربية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
أولا: هل له حكم الصحابي (هل له صحبة)؟
ثانياً: عند من يقول بأنه لا صحبة له فهل يصح إسلامه؟
وهل سيقول لا يصح إسلامه أم ماذا؟
فإن أجاب: بنعم فقد أقام الحجة على نفسه
وإن أجاب: بلا . فقد آذى نفسه وسيعود عليه جوابه.
وليُعلم بان هناك طوائف تعادي الملة وتقابل طوائف المبتدعة في هذا الزمان. فلازال المخالفون الذين يبطنون العداء للإسلام والمسلمين ولايحكم بكفرهم لما يظهرون من شعائر الإسلام متوافرين فإن كثيرا من المنافقين كانوا في المدينة وغيرها وكذلك من في أمره شك فقد ظهر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.مما كان سببا لحرب الردة.

• نصيحة لا بدّ منها:
أيها المسلمون دعوا الموالاة والمعاداة على الأشخاص عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ذم النبي صلى الله عليه وسلم تعصب بعض الأنصار للأنصاري وبعض المهاجرين للمهاجري... فقد روى البخاري (٣٥١٨) ومسلم (٢٥٨٤) في "صحيحيهما" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى الجاهلية" قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار فقال: "دعوها فإنها منتنة" فسمعها عبدالله بن أبي فقال: قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال: "دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".
فاعلموا عباد الله أن هذا دين عظيم: فقد بُين فيه الإيمان والإسلام والإحسان فمن قام بأركانها وواجباتها فقد أحبه الله وامتثل لما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واعلموا أن الصحابة قد وقع بينهم خلاف فهل يطعن ذلك في مكانتهم من محبة الله ومحبة رسوله ؟!
وإن الصحابة قد وقع بينهم اقتتال وفيهم من قد بشر بالجنة 
فهل يطعن ذلك في مكانتهم من محبة الله ومحبة رسوله؟!
ثبتنا الله وإياكم على سنته وعصمنا من تعظيم غير الله ومحبة غيره معه والحمد لله رب العلمين.

كتبه عبد العزيز بن ندى العتيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.