الأحد، 25 سبتمبر 2016

هل تفكر يا أخي في يوم موتك؟؟ ذكر الموت.






ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية وهذا ينبغي أن يعلم، ولابد من التوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية، والإنسان كما هو معلوم لا ينفك عن حالتى ضيق وسعة، ونعمة ومحنة، فإن كان في حال ضيق ومحنة فذكر الموت يسهل عليه بعض ما هو فيه، وإن كان في حال نعمة وسعة فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها، والسكون إليها.والموت ايها الاخوة ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم، ولا مرض معلوم، و من أجل ذلك على المرء أن يكون على أهبة الاستعداد.

قال بعضهم:

مازال يلهج بالرحيل وذكرها
حتى أناخ ببابه الجمّال 
فأصابه متيقظا متشمرا
ذا أهبة لم تلهه الآمال 

وقال التيمي: شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدى الله تعالى.

وقال بعضهم: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة.

ومن نسى الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة.

فهل تفكرت يا أخي في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، من السعة إلى الضيق، هل تفكرت في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه، الموت مبكيا للعيون، ومفرقا للجماعات، وهادما للذات، ومقرحا للقلوب.روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي عليه الصلاة والسلام قبر أمه فبكى وأبكى من حوله وقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.

وجاء عن جابر رضي الله عنه كما في صحيح مسلم قال سمعت النبي عليه الصلاة والسلام قبل وفاته بثلاث يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله.

وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.

وقال مطرف رحمه الله: القبر منزل بين الدنيا والآخرة، فمن نزله بزاد ارتحل به إلى الآخرة، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

وقال الأوزاعي رحمه الله: 
ما أكثر عبد ذكر الموت إلا كفاه اليسير.
أتيت القبور فساءلتها
أين المعظم والمحتقر؟
وأين المذل بسلطانه 
وأين القوي إذا ما قدر؟
فقالوا جميعا فما مخبروماتوا 
جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا
أما لك فيما ترى معتبر؟
تروح وتغدوا عليه الثرى
فتمحوا محاسن تلك الصور

-----------------------------------------------------
كتبه: صلاح العازمي 


أبو عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.