الجمعة، 10 يونيو 2016

بيان من الشيخ خلف المطلق بخصوص لقائه بالشيخ علي الجفري



*الحمدلله أكرم الاكرمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد*

فقد تلقى أخي الشيخ د.عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء طلباً من الشيخ علي الجفري لزيارته فأجابه الشيخ/ عبدالله اتساقاً مع عادتنا في فتح الأبواب واستقبال عامة الناس وخاصتهم. وقد دُعيتُ إلى اللقاء من أخي فضيلة الشيخ د. عبدالله المطلق فأجبت رغبة في لقيا الشيخ علي الجفري والحوار فيما نختلف وإياه عليه من أصول الدين. وقد ساد اللقاء جو من التقدير والاحترام وتم الحوار في عدد من أصول الدين التي خالف فيها الصوفية عقيدة أهل السنة والجماعة، كتقسيم الدين إلى علم حقيقة وعلم شريعة وصرف شيء من العبادات لغير الله من دعاء وطواف ونذور وغيرها، وكذلك ما يتعلق بصرف شيء من أفعال الربوبية لغير الله ممن يسميهم بعض الصوفية بالأقطاب ويدّعون أنهم يدبرون الكون ويعملون مالا يقدر عليه إلا الله. كما تم الحوار في عدد آخر من المواضيع التي قال بها ونسبها للدين بعض شيوخ الصوفية كابن عربي وغيره ممن يقولون بالحلولية أو وحدة الوجود. ولعل الشيخ علي الجفري بالغ من شدة الفرح ونسب للشيخ عبدالله احترامه لاجتهادات المدرسة الصوفية وكأن الخلاف بيننا والشيخ علي الجفري يسير وسائغ، وهذا مجانب للصواب، فلم يصدر من الشيخ ولا مني شخصياً أي تقدير لمظاهر شرك أو بدع، فكيف يجتمع النقيضان "التوحيد والشرك" أم كيف يتلاقا الضدان "السنة والبدعة"، ثم ومع الأسف فقد ألمح الشيخ علي الجفري في مقالته إلى جهل علماء السنة بمذهب الصوفية وعدم التحقق مما ينسب إليهم من أقوال، وكأننا ماشابت لحانا في البحث في بطون كتب السنة والصوفية والمناظرة لأشياخ الصوفية في بلاد العرب والعجم، بل كل ماذكرناه عن الصوفية وناقشنا فيه الشيخ علي الجفري موجود في كتبهم ومسجل في محاضراتهم ومنهم الشيخ علي الجفري ولاينكره إلا جاهل أو مكابر. هذا ومما يحسب للشيخ علي الجفري أنه استنكر شيئا مما قاله ودعا إليه بعض علماء الصوفية مثل وحدة الوجود والحلول والطواف بغير الكعبة ورفع التكليف عن خاصة الخاصة فحمدنا له ذلك، وطلبنا منه إصدار بيان في ذلك تنبيهاً للغافلين وتحذيراً لمن يرى هذا من علماء الصوفية. فنحن نؤمن أن الصوفية تختلف طرقها مابين مقلٍ ومستكثر من أنواع الشرك والبدع. وقد بقيت الخلافات الأخرى بيننا قائمة وقد تواعدنا باللقاء والحوار في جلسة أخرى. هذا ولم يكن من عادتنا إصدار مثل هذه البيانات، ولولا أن الشيخ علي الجفري قد كتب مقالته في لقائنا لما تجشمنا عناء الحديث عن الزيارة، إذ هذه اللقاءات من عاداتنا والضيافة من أخلاقنا ومجالسنا مفتوحة للمسلمين بمذاهبهم بل ولكل إنسان مسلم أو كافر. وأخص بالشكر والذكر أخي الشيخ عبدالله المطلق الذي لم يخل بيته من الضيوف بجميع مشاربهم والسائلين في الليل والنهار

حر إذا جئته يوماً لتسأله :: أعطاك ماملكت كفّاه واعتذرَ
يخفي صنائعهُ والله يظهرها :: إن الجميلَ إذا أخفيته ظهرَ

أسال الله أن يهدينا والشيخ علي الجفري إلى كلمة سواء وأن يعيننا على الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "ومااختلفتم فيه من شيء فحكمه الله" وقد نصحت الشيخ علي الجفري وبينت له أن الشعوب الإسلامية ولله الحمد ومع انتشار العلم والثقافة قد هجروا هذه الطرق الصوفية لمخالفتها للدين والعقل، وأخص بالذكر أهل حضرموت واليمن ودول الخليج، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.

*حرّره:*
خلف بن محمد المطلق
عضو الإفتاء بالمنطقة الشرقية
الخميس ٢٦ / ٨ / ١٤٣٧هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.