الأربعاء، 22 يونيو 2016

رسائل رمضانية 15.



بسم الله ...

** رسائل رمضانية (15) ..

قال أحد السلف : " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " ..

فحقيقة الصوم - يا رعاكم الله كما سبق معنا - لا تقف عند حد الإمساك عن المفطرات الحسية ، بل الواجب كذلك - تأكيدا (؟!) - الإمساك عن معصية رب البرية ..، ف " الذنوب جراحات ، ورب جرح وقع في مقتل " فوائد الفوائد ص: 483.

أستغفر الله من صيامي * طول زماني ومن صلاتي
صوم يرى كله خروق * وصلاة أيما صلاة

ومن أعظم ما ينبغي الاحتراز منه من المعاصي خاصة في يوم الصوم: ( ذنوب اللسان ) !! ، ف " اللسان جِرمه صغير ، وجُرمه كبير " ..

و " أيسر حركات الجوارح حركة اللسان ، وهي ( أضرها )! على العبد " الداء والدواء ص : 374.

قال غير واحد من الأئمة :" أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ( ؟! ) ، ولكن في ( الكف عن أعراض الناس )!! " .

فضع نصب عينيك - عبد الله - قوله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ..

فاحفظ لسانك - خاصة عند صومك لتجنبه الجراحات - من الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم ، والكلام فيهم إلا بيانا لحق أو كشفا لباطل ، أو ردا على صاحب ضلالة.. بالضوابط الشرعية .. ، والشروط الأثرية ..، والحدود المرعية ..

ومما يعين على ( حفظ المنطق )! : الاشتغال بذكر الله تعالى وفق ما جاء في سنة وهدي النبي - عليه الصلاة والسلام - ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في معرض حديثه عن فضائل الذكر : " .. أنه سبب اشتغال اللسان (عن) الغيبة والنميمة والكذب ، والفحش والباطل ، فإن العبد لابد له أن يتكلم ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره ، تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ، ولا سبيل إلى السلامة منها ألبتة إلا بذكر الله تعالى ، والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك ، فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش" الوابل الصيب ص: 87.

ولو لم يكن في ذكره غير أنه * طريق إلى حب الإله ومرشد
وينهى الفتى عن غيبة ونميمة * وعن كل قول للديانة مفسد

قال الإمام ابن عون - رحمه الله - : " ذكر الناس داء ، وذكر الله دواء " ..

قال الإمام الذهبي - رحمه الله - معلقا : " إي والله ، فالعجب منا ومن جهلنا ، كيف ندع الدواء ونقتحم الداء ( ؟! ) ، قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم ) ، وقال : ( ولذكر الله أكبر ) ، وقال : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ، ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ، ومن أدمن الدعاء ولازم قرع الباب فتح له " السير 6/369.

والله المستعان ...

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.