الأربعاء، 6 أبريل 2016

دعاءٌ عظيمٌ ينبغي الاهتمام به وملازمة التضرُّع به إلى الل

ه ...

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :"كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو :" ربِّ أعِنِّي ولاتُعن عليَّ ، وانصُرني ولاتَنصُر عليَّ ، وامْكُر لي ولاتَمكُر عليَّ ، واهدني ويسِّر الهُدى لي ، وانصُرني على مَن بَغى علي ، اللهم اجعلني لك شاكرا ، لك ذاكرا ، لك راهبا ، لك مِطْواعا ، لك مُخْبِتا ، إليك أوَّاهاً مُنيباً ، ربِّ تقبَّلْ تَوبتي ، واغسل حَوبتي ، وأجب دَعوتي ، وثبِّت حُجَّتي ، واهْد قَلبي ، وسدِّد لساني ، واسْلُل سَخيمَة صَدري ".
[رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الالباني في صحيح سنن أبي داود(1/414)]

��الشرح : هذا الدعاء العظيم اشتمل على اثنين وعشرين سؤالا ومطلبا ، هي من أهم مطالب العبد وأسباب صلاحه وسعادته في الدنيا وفي الآخرة

��فأول ذلك قوله :"رب أعنِّي". وهو طلب العون من الله، أي وفِّقني لذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وفي مقابلة الأعداء أمدني بمعونتك وتوفيقك.
______________
��الثاني قوله :"ولاتعن علي". أي لاتغلب علي من يمنعني من طاعتك، من النفس الأمَّارة بالسوء ومن شياطين الإنس والجن.
_____________
��والثالث قوله :"وانصرني". وهو طلب النصر، أي اغلبني على الكفار أعدائي وأعداء دينك، وقيل انصرني على نفسي الأمارة بالسوء فإنها أعدى أعدائي.
______________
��والرابع قوله :"ولاتنصر علي". بمعنى لاتسلط علي أحدا من خلقك.
______________
��والخامس قوله :"وامكر لي". أي ألحق مكرَك بأعدائي وارزقني الحيلة السليمة والفكر القويم للسلامة من شرهم ودفع كيدهم ، بحيث لا يشعر العدو بما هديتني إليه من سبل دفع كيدهم وعدوانهم.
______________
��السادس قوله :"ولاتمكر علي". أي ولا تهد عدوي الى طريق دفعه إياي عن نفسه.
______________
��السابع قوله :"واهدني". أي دلني على أبواب الخيرات ومُن علي بالعلم النافع وبَصِّرني بعيوب نفسي.
______________
��والثامن قوله :"ويسر الهدى لي". أي وسهل لي اتباع الهداية وسلوك طريقها، وهيء لي أسباب الخير حتى لا استثقل الطاعة ولا اشتغل عن العبادة.
______________
��والتاسع قوله :"وانصرني على من بغى علي". أي وانصرني على من ظلمني وتعدى علي.
______________
��والعاشر قوله :"اللهم اجعلني لك شاكرا". أي ألهمني شكرك على نعمائك وآلائك علي.
______________
��والحادي عشر قوله :"لك ذاكرا". أي في الأوقات كلها قائما وقاعدا وعلى جنب.
______________
��والثاني عشرقوله :"لك راهبا". أي خائفا منك في السراء والضراء.
______________
��والثالث عشرقوله :"لك مطواعا". أي كثير الطوع، وهو الانقياد والامتثال والطاعة.
______________
��والرابع عشر قوله :"لك مُخبتا". من الإخبات وهو الخشوع والتواضع والخضوع، والمعنى اجعلني لك خاشعا متواضعا خاضعا.
______________
��والخامس عشر قوله :"إليك أوَّاها مُنيبا". الأوَّاه : هو كثير الدعاء والتضرع والبكاء.
والمنيب : هو التائب الراجع إلى الله في أموره.
______________
��والسادس عشر قوله :"رب تقبل توبتي". أي بِجعلها صحيحةً بشرائطها واستجماع آدابها.
______________
��والسابع عشر قوله :"واغسل حَوبتي". أي وامح ذنبي وإثمي.
______________
��والثامن عشر قوله :"وأجب دعوتي". أي دعائي.
______________
��والتاسع عشر قوله :"وثبِّت حُجتي". أي على أعدائك في الدنيا والعُقبى ، وثبِّت قولي وتصديقي في الدنيا وعند سؤال الملَكين.
______________
��والعشرون قوله :"واهد قلبي". أي إلى معرفة ربي ومعرفة الحق والهدى الذي أمر به وبعث به رسله.
______________
��والحادي والعشرون قوله :"وسدِّد لساني". أي صوِّب وقوِّم لساني حتى لاينطق إلا بالصدق والقول السديد.
______________
��والثاني والعشرون قوله :"واسلُل سَخيمة صدري". أي وأخرج سخيمة صدري وهي غشه وغله وحقده وحسده ونحوها مما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساويء الأخلاق.
              ������
⚫ وبهذا الشرح الموجز لما اشتمل عليه هذا الدعاء من المسائل العظيمة والمطالب الجليلة يتبين عظم هذا الدعاء وأنه مما ينبغي الاهتمام به وملازمة التضرع به إلى الله
��وقد ذكر الحافظ البزار-ليس صاحب البحر الزخار- في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية أن هذا الدعاء كان غالب دعائه رحمه الله.

�� بتصرف من كتاب :[فقه الأدعية والأذكار للشيخ عبد الرزاق البدر(4/487)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.