الاثنين، 11 أبريل 2016

قصة وعبرة: البروفيسور والقنينة.

 

وقف البروفيسور أمام تلاميذه ومعه بعض الوسائل التعليمية، وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم أخرج عبوةً زجاجية كبيرة فارغة وأخذ يملأها (بكرات الجولف)

ثم سأل التلاميذ عما إذا كانت الزجاجة التي في يده مليئة أم فارغة، فاتفقوا جميعا على أنها مليئة. فأخذ صندوقا صغيرا من الحصى الصغير وأفرغه داخل الزجاجة ثم رجّها بشدة حتى تخلخل الحصى في المساحات الفارغة بين كرات الجولف.

ثم سألهم إن كانت الزجاجة مليئة؟ فاتفقوا مجددا على أنها كذلك. فأخذ بعد ذلك صندوقا صغيرا من الرمل وأفرغه فوق محتويات الزجاجة.

وبالطبع تخلّل الرمل باقي الفراغات في الزجاجة حتى ملأها.
وسأل طلابه مرة أخرى إن كانت الزجاجة مليئة؟ فردوا بصوت واحد بأنها كذلك. أخرج البروفيسور بعدها فنجانا من القهوة وسكب كامل محتواه داخل الزجاجة.

فضحك التلاميذ من فعلته وبعد أن هدأ الضحك شرع البروفيسور في الحديث قائلاً: الآن أريدكم أن تعوا أن هذه الزجاجة تمثل حياة كل واحد فيكم. و(كرات الجولف) تمثل الأشياء الضرورية في حياتك: دينك، قيمك،أخلاقك، عائلتك، أطفالك، صحتك، أصدقاءك. بحيث لو أنك فقدت ((كل شيء)) وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك مليئة وثابتة. أما (الحصى) فيمثل الأشياء المهمة في حياتك: وظيفتك، بيتك، سيارتك.. وأما (الرمل) فيمثل بقية الأشياء أو لنَقُل: الأمور البسيطة والهامشية. فلو كنت وضعت الرمل في الزجاجة أولا فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات الجولف وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها. فلو صرفت كل وقتك وجهدك على توافه الأمور فلن يتبقى مكان للأمور التي تهمك. لذا فعليك أن تتنبه جيدا وقبل كل شيء للأشياء الضرورية لحياتك واستقرارك واحرص على الانتباه لعلاقتك بدينك وتمسكك بقيمك ومبادئك وأخلاقك، وامرح مع عائلتك، والديك، إخوتك، وأطفالك. قدِّم هدية لشريك حياتك وعبّر له عن حبك. زُر صديقك دائما واسأل عنه.. استقطع بعض الوقت لفحوصاتك الطبية الدورية. وثق دائما بأنه سيكون هناك وقت كاف للأشياء الأخرى، واهتم دائما بكرات الجولف أولا، فهي الأشياء الجديرة بالاهتمام.
حدّد أولوياتك واعلم أن البقية مجرد رمل.

وحين انتهى البروفيسور من حديثه. رفع أحد التلاميذ يده قائلا: إنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة؟ فابتسم البروفيسور وقال: أنا سعيد لأنك سألت هذا السؤال؛ أضفت القهوة فقط لأوضح لكم بأنه مهما كانت حياتك مليئة فستبقى هناك دائما فسحةٌ لشرب فنجان من القهوة!!
〰 إنتهت 〰

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جزاك الله خيرا على تعليقك.